أخبار

في حال خروجها من الإتحاد الأوروبي

النموذج السويسري لا يصلح لبريطانيا

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

برلين: لا تكل حكومة ديفيد كاميرون من التحذير بأن بريطانيا ستتكبد خسائر اقتصادية فادحة إذا اختار الناخبون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ويرد خصومه بأن مثل هذا الحديث ليس إلا محاولة لبث الخوف في نفوس البريطانيين. وان سويسرا والنرويج ليستا عضوين في الاتحاد الأوروبي لكنهما من أكثر الاقتصادات ازدهارا في أوروبا.&

سويسرا أخرى؟
&
وأثار هذا الموقف تساؤلات عما إذا كان بمقدور بريطانيا ان تصبح سويسرا أخرى ولكن ذات أسلحة نووية، أي تكون جزءا من أوروبا اقتصاديا وعسكريا ولكن دون الالتزام بأنظمة المفوضية الأوروبية وقراراتها.&

ويرى خبراء ان مثل هذه الصيغة وهم لا أساس له في الواقع على جاذبيتها للكثير من الناخبين البريطانيين وان دعاة الخروج يخدعون الشعب البريطاني بترويجها لأن النموذج السويسري والنموذج النرويجي لا يصلحان لبريطانيا.&

&

من أنصار خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي

&

وهذا ما يثبته نموذج النرويج التي رفضت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في استفتاءين وهي عضو في المنطقة الاقتصادية الأوروبية منذ تأسيس المنطقة عام 1994. وتتيح المنطقة الاقتصادية الأوروبية لدولها الاعضاء دخول السوق الأوروبية الموحدة ذات الخمسمئة مليون مستهلك بشروط معينة.

ثمن تدفعه النرويج

ولكن دعاة الخروج يتجاهلون حين يستحضرون النموذج النرويجي الثمن الذي تعين على النرويج ان تدفعه مقابل دخول السوق الأوروبية الموحدة. إذ يُشترط على دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية لكي تدخل السوق الأوروبية الموحدة ان تدفع مساهمة في "صندوق التماسك الأوروبي" الذي يعمل على إزالة الفوارق الاجتماعية داخل الاتحاد الأوروبي. كما تشارك النرويج في طائفة من برامج الاتحاد الأوروبي وتدفع ما تدفعه دول الاتحاد الاخرى بناء على هذه المشاركة. واجمالا يكلف هذا النرويج 850 مليون يورو سنويا. وفي المحصلة النهائية فان النرويج تدفع وهي خارج الاتحاد الأوروبي ما تدفعه بريطانيا الآن وهي عضو في الاتحاد.&

الأكثر من ذلك يتعين على النرويج ان تلتزم بتوجيهات لا تحصى من الاتحاد الأوروبي مثل حرية حركة الأيدي العاملة دون ان تكون لها كلمة في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وإذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانضمت إلى المنطقة الاقتصادية الأوروبية فانها ستواصل دفع مساهمات وقبول توجيهات من بروكسل دون ان تتاح لها فرصة المشاركة في المفاوضات التي تحدد شكل السوق الأوروبية.&

&

&

ونقلت مجلة دير شبيغل عن دنيس سنور رئيس معهد الاقتصاد العالمي في مدينة كيل الالمانية قوله "ان البريطانيين سيفقدون نفوذهم في الاتحاد الأوروبي ولكن سيتعين عليهم ان يتَّبعوا كل قواعده". واضاف سنور وهو اميركي عاش وعمل في لندن زهاء 20 عاما ان "لا عقلانية دعاة خروج بريطانيا مخيفة".&

استراتيجية عاطفية

كما وصف سنور في تصريحه للمجلة استحضار النموذج السويسري بأنه "خيال لا صلة له بالواقع" قائلا ان استراتيجية دعاة الخروج استراتيجية عاطفية ولا تستند إلى الحقائق.&

فان سويسرا ليست عضوا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية لكنها عقدت أكثر من 150 اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي خلال ربع القرن الماضي أو نحو ذلك. ونتيجة لذلك يستطيع السويسريون ان يجنوا فوائد كبيرة من حرية التجارة داخل الاتحاد الأوروبي ولكن هذه الفوائد لا تشمل الخدمات المالية على سبيل المثال. ومن شأن هذا ان يخلق مشكلة كبيرة لبريطانيا التي يتسم القطاع المالي بأهمية بالغة لاقتصادها. كما ان سويسرا تطبق انظمة أوروبية لضمان انسجامها مع قواعد الاتحاد الأوروبي دون ان يكون لها دور في صنع هذه الأنظمة.&

&

&

ويشير ستيفان برايتنموزر خبير القانون الأوروبي في جامعة بازل السويسرية إلى ان عقد اتفاقيات ثنائية مع الاتحاد الأوروبي عملية بالغة الصعوبة. ولن تتمكن بريطانيا من عقد مثل هذه الاتفاقيات في غضون سنتين من خروجها من الاتحاد الأوروبي، كما يذهب دعاة الخروج ولا سيما ان بروكسل لن تقدم لبريطانيا التنازلات نفسها التي قدمتها إلى بلد أصغر مثل سويسرا. ويستبعد الخبير برايتونموز ان تعقد بروكسل مع بريطانيا الاتفاقيات التي عقدتها مع سويسرا نظرا للتغيرات التي حدثت خلال هذه الفترة.&

يتضح من هذه الآراء ان البريطانيين لا يمكن ان يخرجوا من الاتحاد الأوروبي ويستمروا في التمتع بمنافع البقاء فيه. ولن يكون بمقدور بريطانيا ان تدير ظهرها للاتحاد الأوروبي سياسياً وتحتفظ بكل الأفضليات الاقتصادية للسوق الأوروبية الموحدة.

أعدت إيلاف المادة عن مجلة شبيغل على الرابط أدناه:

http://www.spiegel.de/international/europe/brexit-britain-and-the-switzerland-and-norway-models-a-1096952-druck.html
&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف