كيف بدأت رئاسة ترامب القادمة في تغيير العالم؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد وقت قصير من الفوز الصادم لدونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، استعرضت بي بي سي الطرق التي يمكن أن يتغير بها العالم إثر هذا الفوز.
قد تحدث مراجعة شاملة للسياسات الداخلية والخارجية طويلة الأمد، مثل الالتزام بالتجارة الحرة وعضوية الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلنطي (الناتو).
لكن الأحداث تتطور بسرعة، ونورد هنا كيف بدأت رئاسة ترامب القادمة في تغيير العالم بالفعل.
ربما كان من الممكن أن تصبح الأيام الأخيرة لإدارة أوباما مختلفة تماما، وكان الرئيس المنتهية ولايته سيسلم السلطة بطريقة آمنة لو كان يعرف أن سياساته ستكون محمية من قِبل رئيس أخر من الحزب الديمقراطي.
إلا أن إدارة أوباما اتخذت موقفا دفاعيا، وسعت جاهدة لحماية إرثه، ووضعت ما وصفه ترامب بـ "الحواجز".
وفرضت إدارة أوباما عقوبات ضد الروس، وحظرا على التنقيب عن الطاقة بالخارج، ورفضت استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار الأمم المتحدة لإنهاء المستوطنات الإسرائيلية، ووقعت عددا من الاتفاقيات مع كوبا في اللحظات الأخيرة.
وتتعارض كل هذه الإجراءات مع التصريحات التي أدلى بها ترامب، وستؤدي إلى تصعيب مهمة الرئيس المنتخب، على أقل تقدير.
أخبار وهميةشهدت الحملة الانتخابية تداول قصصا وهمية بصورة كبيرة على وسائل التواصل الإجتماعي، بدءا من الادعاء بأن الممثل دينزل واشنطن يؤيد ترامب (وهو ما لم يحدث في واقع الأمر)، وحتى مؤامرة "فضيحة البيتزا" (التي زعمت أن مسؤولين بارزين في الحزب الجمهوري اعتدوا جنسيا على أطفال في أحد مطاعم البيتزا).
وبعد انتقادات من المستخدمين، أعلنت فيسبوك عن تدابير لمعالجة مشكلة انتشار الأخبار الوهمية.
وسلطت الانتخابات الأمريكية الضوء على تلك المشكلة، ولم تكن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة المتضررة. وفي إيطاليا، على سبيل المثال، كانت هناك مخاوف من تأثير الأخبار الوهمية على نتائج الاستفتاء على الدستور الشهر الماضي.
وتواجه وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى مشكلة كبيرة خلال عام 2017، لتحقيق التوازن بين الحرية التي يتمتع بها مستخدموها، والدور الجديد وغير المألوف كـ "حكم عام"، وربما القيام بدور أكبر في حياتنا.
الفائزون والخاسرونتسجل أسواق الأسهم العالمية أداء قويا منذ انتخاب ترامب، ويرى محللون أن السبب في ذلك يعود إلى اعتقاد المستثمرين بأنه سيعزز البنية التحتية، ويخفض الضرائب عند توليه مهام منصبه.
ووعد ترامب بأن يكون "أعظم رئيس وظائف خلقه الله"، وحظى بإشادات بعد الإعلان عن إنشاء عدد كبير من الشركات.
وإذا كان لانتخاب ترامب تأثيرات إيجابية على سوق الأعمال، فله تأثيرات سلبية أيضا، فقد اهتزت أسعار أسهم شركات، وربما قطاعات بأكملها، بسبب ترامب، إذ يكيف بعض المتعاملين أمورهم للتطابق على الفور مع تغريداته على موقع تويتر.
وتضررت شركات الأدوية، على سبيل المثال، بسبب المؤتمر الصحفي الذي قال فيه ترامب إنها "ترتكب جريمة قتل وتفلت من العقاب".
وجه ترامب بعضا من أكثر خطاباته الغاضبة تجاه الصين. واستاءت بكين بسبب مكالمة هاتفية استقبلها ترامب من رئيسة تايوان، في تحد لسياسة "الصين الواحدة".
ويبدو أن ترامب يستعد للدخول في مواجهة مع الصين، لكن هل ترى الصين أن رئاسة ترامب فرصة بالنسبة لها؟
وأصبح شي جين بينغ أول رئيس صيني يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ودافع خلاله عن العولمة، في انتقاد ضمني لهجوم ترامب على التجارة الحرة.
وتعزز الصين قياتدها الاقتصادية، وتدفع باتجاه إقامة منطقة تجارة حرة موسعة في آسيا والمحيط الهادي.
كما يمكن أن تضع الصين نفسها في موقع الريادة في مجال تغير المناخ. وقال نائب وزير الخارجية الصيني، ليو تشن مين، إنه لا توجد خدعة صينية في الأمر، مشيرا إلى أن أي تغيير في السياسة الأمريكية لن يؤثر على التزام بكين تجاه هذه القضية.
تعزيز دور المرأة
ربما تكون هيلاري كلينتون قد خسرت فرصة أن تصبح أول سيدة تحكم الولايات المتحدة، لكن هل تحفز رئاسة ترامب سيدات أخريات على تحطيم هذا السقف الزجاجي في نهاية المطاف؟
وقد حدثت طفرة كبيرة في عدد الأعضاء وحجم التبرعات المقدمة للمجموعات المعنية بتمكين المزيد من النساء سياسيا.
وقالت سيدة تسعى للترشح للرئاسة إن الانتخابات كانت بمثابة "الدفعة التي كنت بحاجة إليها".
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لديها عدد قليل للغاية من النساء العاملات في السياسة، يبدو أن هذا الأمر قد بدأ يتغير بالفعل، مع ارتفاع عدد النساء المنتخبات في الكونغرس في عام 2017 بشكل غير مسبوق.
النقاد يغيرون لهجتهملم يكن ترامب بحاجة إلى المزيد من النقاد والمعارضين خلال الانتخابات، سواء في شكل قوى أجنبية، أو كبار رجال الأعمال، أو حتى أعضاء من حزبه.
لكن لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى غير هؤلاء لهجتهم. وتعهد رئيس مجلس النواب الجمهوري، بول ريان، ليلة الانتخابات بالعمل "يدا بيد" مع الرئيس الأمريكي المقبل. وكان من قبل قد تبرأ من ترامب خلال الحملة الانتخابية،
كذلك كان وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، قد أعلن ذات مرة أن دونالد ترامب "غير مؤهل" لتولي الرئاسة، قبل أن يدعو إلى وضع حد لحالة "اللغط" حول فوزه في الانتخابات.
والتقى قادة شركات التكنولوجيا بالرئيس الأمريكي المنتخب في برج ترامب، رغم انتقاد الكثيرين منهم له مسبقا.
ربما يكون رفض العمل مع الرئيس الجديد ليست خيارا مطروحا. لكن هل يقف مؤيدوه الجدد معه على أرضية مشتركة، أم سيجر ترامب الولايات المتحدة، وبقية العالم، إلى منطقة مجهولة؟