أخبار

قوات سوريا الديموقراطية تبتكر تقنيات بدائية لمواجهة داعش

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الرقة: بمجرد سيطرتهم على مدينة الرقة السورية وطرد آخر مقاتلي تنظيم داعش منها، يقول مقاتلون في قوات سوريا الديموقراطية إنهم سيهدون نصرهم للبطاريات والأشرطة اللاصقة التي سهلت عليهم مهماتهم القتالية.

وباتت قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، على وشك السيطرة على كامل مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الأبرز سابقا في سوريا. خلال أكثر من أربعة أشهر من المعارك، وجد مقاتلو هذه القوات أنفسهم بحاجة للعودة الى الأساسيات واختراع وسائل وطرق تسهّل عليهم مهماتهم القتالية.

داخل مستودع كبير شمال المدينة القديمة في الرقة، يفترش مقاتلون سجادة متسخة وضعوا عليها بطاريات بقوة ثلاثة فولت على شكل أسطوانات، مع شرائط لاصقة وعلب سجائر فارغة وأسلاك طويلة.

وتستخدم هذه المواد لصنع شاحن متنقل بدائي مخصص لأجهزة الاتصال اللاسلكي التي يعتمد قياديو قوات سوريا الديموقراطية عليها للتواصل مع بعضهم البعض على خطوط الجبهة الأمامية في الرقة.

بعيدا عن خطوط القتال، ينهمك كل مقاتل في إنجاز الشق المتعلق به. يضع الأول ثماني بطاريات بشكل متراص فيما يجهز آخر اللاصق الذي سيجمعها معاً. ويعمل ثالث على سحب رقائق الألمنيوم التي عادة ما توضع داخل علب السجائر، وتُستخدم كناقل للكهرباء، ويبدأ بلفها على الاشرطة الحديدية التي تم سحبها من جدران المنازل، تمهيداً لشحن أجهزة اللاسلكي بهذه البطاريات المتلاصقة.

ويقول القيادي الميداني في قوات سوريا الديموقراطية شيفكير هيمو لوكالة فرانس برس "نحتاج إلى أن نكون على تواصل مع نقاطنا (المقاتلين) على مدى 24 ساعة، لكن هذه الأجهزة ليست جيدة بما فيه الكفاية".

"الحاجة أم الاختراع"

وتعمل البطاريات الذاتية الخاصة بأجهزة الاتصالات الاسلكية لمدة ثلاث ساعات فقط، ما يجبر قادة قوات سوريا الديموقراطية على وقف تشغيلها بين تنسيق عمليات الاقتحام واطلاق الصواريخ الدفاعية أو عمليات انقاذ المدنيين.

ولكن مع هذه الرزمة من البطاريات اليدوية الصنع، يمكن استخدام أجهزة اللاسلكي المشحونة لمدة يومين على التوالي. وتنتشر هذه البطاريات في كافة أحياء المدينة التي دمرتها المعارك، وكذلك على خطوط القتال الأمامية كما هو الحال في مواقع المقاتلين على تخوم المستشفى الوطني والملعب البلدي، الذين يتحصن فيهما الجهاديون.

ويضطر مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية المرابضين على تلك الجبهات الى البقاء معزولين لأيام عن قواعدهم الخلفية، معتمدين على أجهزة اللاسلكي المشحونة هذه للبقاء على تواصل مع قادتهم.

ويقول هيمو "انها منقذة للحياة. الحاجة أم الاختراع كما يقولون". ويضيف "للجيوش (النظامية) معاملها ولكن نحن كقوة عسكرية ليس لدينا هذا الدعم العالمي. لذلك نعتمد على الأشياء المتواجدة في السوق ونحن نعدل فيها".

وتأسست قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن في اواخر العام 2015. ولا تعد هذه القوات جيشاً تقليدياً ولم يخضع العديد من مقاتليها الشباب لأي تدريب عسكري مسبق.

في أزقة الرقة، يقاتل هؤلاء الشبان وهم يرتدون أحذية رياضية متسخة أو صنادل بلاستيكية. 

كما ابتكر مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية أسلوب تنبيه في الأبنية التي اتخذوا منها مقرات لهم قرب جبهات القتال. في مبنى من طابق واحد قرب المستشفى المدني، عمد المقاتلون الى نثر قطع عبوات مياه بلاستيكية محطمة على الدرج، قد تبدو للوهلة الأولى كما لو أنها نفايات.

لكن القيادي في قوات سوريا الديموقراطية جكر ديريك يقول لفرانس برس "إذا حاول شخص أن يصعد الدرج ويدوس على هذا الزجاج، فسينبه المقاتلين المناوبين فوق" من دون أن يدري.

"يدوية الصنع"

أما الإبتكار المفضل بالنسبة إلى قوات سوريا الديموقراطية فهو عبارة عن قنابل كروية الشكل تضم متفجرات يدوية الصنع يطلقون عليها اسم "الفتيلة". وتعبئ كل كرة بمادة الديناميت المتفجرة وتزود بفتيل يتراوح طوله بين 15 و20 سنتيمتراً وتربط معاً عبر أحزمة قماش.

ويوضح المقاتل محمد وهو يتمركز في حي النهضة في وسط الرقة أنهم يربطون القنابل بهذه الأحزمة "لمساعدة الرفاق على حمل أربع أو خمس" قنابل. ويقول لفرانس برس بفخر فيما يعلق أربع كريات حول عنقه إنها "يدوية الصنع ومحلية الانتاج". 

ورفضت قوات سوريا الديموقراطية طلبات عدة تقدم بها فريق فرانس برس لاصطحابه الى ورشة اعداد هذه القنابل. وبحسب محمد، فإن هذا الابتكار هو الوسيلة الأنجع لمواجهة أسلحة التنظيم: القناصة والانفاق السرية.

ويوضح "إذا أراد أحد من رفاقنا أن يقطع الشارع وفيه قناص، يرميها (الكرة المتفجرة) وتتسبب بتصاعد الغبار، ويقطع حينها الشارع دون أن يراه القناص". وتبدو هذه الطريقة أكثر فاعلية من المتفجرات التقليدية التي لا تصدر دخاناً كثيفاً وتحدث ضجيجاً قوياً.

ويضيف محمد "اذا كان هناك من قبو أو نفق حفره الدواعش، نرميها داخله لكي نردمه. وإذا لم تكف واحدة، نرمي اثنتين". وشدد على أن هذا الابتكار "يخلص حياة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف