أخبار

العراق حسم معركة داعش لكن الحرب قد تستمر بأوجه أخرى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي النصر النهائي على تنظيم الدولة الإسلامية، لا يزال التنظيم المتطرف قادرا على أن يُسيل الدماء ويُلحق الأذى بالعراقيين، بحسب ما يقول خبراء وعسكريون.

بعد فشله في الإبقاء على أسس "دولة الخلافة" وخسارته حلم إقامة "أرض التمكين" بعد سيطرته على نحو ثلث مساحة البلاد في العام 2014، يشير التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية ما زال يملك ثلاثة آلاف جهادي في العراق وسوريا لم يلقوا السلاح بعد.

يشارك بعض القادة العسكريين الذين يقاتلون تنظيم داعش الأميركيين هذه الفرضية، رغم وقوفهم في المعسكر المعارض لهم. وفي هذا الصدد، يقول الرجل الثاني في قيادة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس إن "تنظيم داعش انهزم عسكريا في البلاد، لكن ذلك لا يعني القضاء عليه".

ويضيف القيادي المقرب من إيران "هم موجودون في مناطق أخرى، كمجاميع تختفي بين الأهالي والقرى، هم يغيرون أساليبهم".
في أعقاب هجومه الواسع في العام 2014، احتل تنظيم الدولة الإسلامية مساحة مقاربة لمساحة إيطاليا بين سوريا والعراق، حيث كان يعيش نحو 4,5 ملايين نسمة. أما اليوم، فهو يعود الى المربع الأول، مربع الاختباء.

يؤكد المهندس أن "ما نشهده من حضور أمني في مدننا الرئيسة، هو بسبب العمليات العسكرية، لكن لا يمكن تحقيق الأمن إلا بمسك الحدود مع سوريا بشكل كامل".

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت سيطرة قواته "بشكل كامل" على الحدود السورية العراقية، مؤكدا "انتهاء الحرب" ضد تنظيم داعش في البلاد.

العودة إلى المخابئ
يؤكد المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل راين ديلون أيضا أن "داعش هزم عسكريا، لكنه لم يهزم بشكل كامل، فهو ما زال يشكل خطرا على العراق".

يتوقع الضابط الأميركي عودة الجهاديين إلى "جذورهم الإرهابية من خلال شن هجمات دامية ضد المدنيين العزل، على غرار ما جرى في الناصرية والرمادي، وأمكنة أخرى خلال الأسابيع الماضية".

وتشكل المناطق الصحراوية والزراعية في غرب كركوك وشرق صلاح الدين والصحراء الغربية ملاذات أمنية بسبب الأنفاق التي حفرها التنظيم وجغرافية الأرض وتضاريسها التي تجعل ملاحقتهم مهمة صعبة.

في هذا السياق، يوضح الخبير الأمني هشام الهاشمي لوكالة فرانس برس أن "تنظيم داعش لا يزال موجودا في مناطق جنوب نهر الفرات التي تعرف بمنطقة الوديان، ووادي حوران ووادي القدف ووادي الأبيض.ومناطق حوض الثرثار غرب صلاح الدين. ومناطق حوض شرق دجلة وجبال حمرين ومنطقة مطيبيجة".

ويعد وادي حوران الممتد من الحدود السورية مرورا بصحراء الأنبار على امتداد 300 كليومتر وبعمق يصل أحيانا إلى مئتي متر، أبرز المواقع الطبيعية التي يستخدمها الجهاديون مخابىء لهم.

يشير الخبير الأمني فاضل أبو رغيف لفرانس برس إلى أنه "حينما ينتهي تنظيم داعش ويفقد ما يسميه بأرض التمكين، يلجأ إلى مشهده الأول، وهو الصحاري والجزر التي تضم بعض المخابئ والمغارات والأقبية والكهوف (...) وهي أماكن تتلاءم مع طبيعة هذا التنظيم الذي برز منها إبان تشكيله".

السيطرة على الصحراء
لكن تحركات التنظيم وخلاياه النائمة لا تزال قادرة على أن تضرب وتقتل. آخر تلك الهجمات كان ذاك الذي نفذه ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة في منطقة النهروان، ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين وإصابة العشرات.

ويواصل التحالف الدولي الذي يضم أكثر من سبعين دولة بقيادة واشنطن تنفيذ ضربات على مواقع للتنظيم قرب بيجي والموصل شمالا. يرى الهاشمي أن "معارك الصحراء صعبة جدا لانها تضم وديان بعمق أكثر من 12 مترا وبطول مئات الكليومترات، والدواعش قاموا بحفر مخابئ تحت الأرض لا يمكن رصدها بالطائرات".

ويشير إلى أن "كل وحدة عسكرية تحتاج خبير خرائط قبل دخول الصحراء، وإلا فإن أي قوة تدخل إلى العمق تفقد طريقها، كون التضاريس متشابهة". ولم تدخل أي قوة عسكرية عراقية أو أميركية تلك الصحراء التي استخدمها تنظيم القاعدة مقرا لانطلاق عملياته قبل تنظيم الدولة الاسلامية، منذ العام 2003.

وإلى جانب المناطق الصحراوية في المناطق الغربية، تشكل سلسلة جبال حمرين التي تشطر البلاد إلى قسمين مرورا في ديالى وصلاح الدين وكركوك، مخبأ مهما للجهاديين.

وبحسب أبو رغيف، فرغم النجاحات التي حققتها القوات العراقية في تلك المناطق، لا يمكن تأمينها بشكل كامل رغم توافر التقنيات.
ويرى أن "داعش قد يعود إلى الواجهة مجددا، لكن ليس بالكثافة التي كان عليها إبان تشكيله. قد يعود إلى أسلوب الاغتيالات وتفجير العبوات".

المحطات الرئيسة لتنظيم داعش العراق
في ما يأتي المحطات الاساسية لتنظيم داعش في العراق بعد اعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي سيطرة قواته "بشكل كامل" على الحدود السورية العراقية، مؤكدا "انتهاء الحرب" ضد الجهاديين.

- انشاء تنظيم الدولة الاسلامية -
في التاسع من ابريل 2013، أعلن زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو بكر البغدادي اندماج تنظيمه الدولة الاسلامية في العراق بجبهة النصرة التي تقاتل النظام في سوريا، ليتشكل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. الا ان جبهة النصرة رفضت زعامة البغدادي وبايعت تنظيم القاعدة.

تقدم صاعق
في العاشر من يونيو 2014، دخل مئات المسلحين من تنظيم داعش في العراق والشام بشكل خاص مدينة الموصل، وسيطروا ايضا على قسم كبير من محافظة نينوى في شمال العراق، كما سيطروا على قطاعات واسعة من محافظتي كركوك وصلاح الدين القريبتين. وفي الكثير من المواقع، تخلت قوات الامن العراقية عن مواقعها من دون قتال.

واستفاد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من دعم ضباط عراقيين سابقين من عهد صدام حسين، ومن مجموعات سلفية وعدد من العشائر، وكان يسيطر منذ يناير 2014 على الفلوجة ومناطق من محافظة الانبار في غرب العراق المجاورة لمحافظة نينوى.

"الخلافة"
في التاسع والعشرين من يونيو، اعلن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الخلافة بقيادة البغدادي إقامة "الخلافة" على الاراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، وغيّر اسمه الى "الدولة الاسلامية".

في الخامس من يوليو، ظهر البغدادي للمرة الاولى في شريط فيديو تم توزيعه عبر مواقع جهادية عدة في مسجد النوري في الموصل والقى كلمة دعا فيها كل المسلمين الى مبايعته.

- تدمير الكثير من المواقع -
في يوليو 2014، فجر تنظيم الدولة الاسلامية ضريح النبي يونس. وفي الموصل، تم تدمير العديد من المواقع الاثرية الفائقة الاهمية التي تعود الى مراحل ما قبل الاسلام. كما تم تخريب متحف المدينة واحراق مكتبتها. ودُمّرت مواقع عدة تعود الى الفترة الاشورية وحتى الى المرحلة الرومانية.

- تحالف دولي-

في الثامن من اغسطس 2014، دخلت الولايات المتحدة مباشرة في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية وباشرت قصف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية بناء على طلب الحكومة العراقية. وفي مطلع سبتمبر، وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما بالانتصار على تنظيم الدولة الاسلامية عبر انشاء تحالف دولي واسع.

- سلسلة هزائم -
في الحادي والثلاثين من مارس 2015، استعادت القوات العراقية مدينة تكريت في شمال بغداد من تنظيم الدولة الاسلامية. وشاركت قوات الحشد الشعبي المدعومة من ايران في الهجوم، في حين شاركت الولايات المتحدة ايضا عبر التحالف الدولي في عمليات القصف الجوي.

في الثالث عشر من نوفمبر، استعادت القوات الكردية مدعومة بقوات التحالف الدولي مدينة سنجار في شمال العراق.

في التاسع من فبراير 2016، استعادت القوات العراقية مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار قبل ان تستعيد مدينة الفلوجة في المحافظة نفسها في السادس والعشرين من يونيو.

- اعتداءات دامية -
في الحادي عشر من مايو 2016 ، فجر تنظيم الدولة الاسلامية ثلاث سيارات مفخخة ادت الى مقتل أكثر من تسعين شخصا في بغداد. وفي الثالث من يوليو 2016، قتل اكثر من 320 شخصا في تفجير انتحاري داخل حي ذات غالبية شيعية في بغداد. وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية مسؤولية هذا الاعتداء.

- استعادة الموصل وصولا الى راوه -
في السابع عشر من اكتوبر 2016، شنت القوات العراقية مدعومة من طيران التحالف الدولي هجوما لاستعادة مدينة الموصل.

وفي العاشر من يوليو، اعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي استعادة المدينة والانتصار على تنظيم الدولة الاسلامية.

في العشرين من اغسطس 2017،  شنت القوات العراقية هجوما على مدينة تلعفر في شمال البلاد لاستعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي الحادي والثلاثين من اغسطس، أعلن العراق استعادة هذه المدينة وكامل محافظة نينوى، في ما شكل انتصارا اساسيا ضد التنظيم الجهادي.

في 3 نوفمبر طردت القوات العراقية تنظيم الدولة الاسلامية من القائم (غرب) في محافظة الانبار. وفي 17 من الشهر نفسه استعادت آخر مدينة قريبة كان لا يزال يسيطر عليها التنظيم على اراضيها وهي راوه.

- المعركة الاخيرة في الصحراء-

في 23 نوفمبر اطلق العراق المعركة الاخيرة ضد الجهاديين في الصحراء الغربية الشاسعة في البلاد. وفي 27 من الشهر نفسه تم تطهير نصف المنطقة البالغة مساحتها حوالى 29 الف كلم مربع، بحسب الجيش.

في 8 ديسمبر اطلقت المرحلة الثانية من عملية التطهير والهادفة الى الربط بين القوات المتواجدة في محافظتي نينوى والانبار.

في 9 ديسمبر اعلن حيدر العبادي سيطرة قواته "بشكل كامل" على الحدود السورية العراقية، مؤكدا "انتهاء الحرب" ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

أبرز هزائم داعش في العراق وسوريا
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت "انتهاء الحرب" ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق بعد طرد الجهاديين من آخر معاقلهم في المنطقة الصحراوية على الحدود السورية.

هكذا تكون "أرض الخلافة" التي اعلنها تنظيم الدولة الاسلامية في 2014 خسرت كل اراضيها التي سيطرت عليها في العراق وغالبية تلك التي كانت خاضعة لسيطرتها في سوريا.

- العراق -
تكريت: استعادت القوات العراقية في الحادي والثلاثين من مارس 2015 مدينة تكريت ذات الغالبية السنية في شمال العراق، بالتعاون مع قوات الحشد الشعبي الشيعية، وباسناد جوي من التحالف الدولي.

- الرمادي والفلوجة: في التاسع من فبراير 2016، استعادت القوات العراقية مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الانبار التي تقع على بعد 100 كلم غرب بغداد. وفي السادس والعشرين من يونيو من العام نفسه، استعادت القوات العراقية مدينة الفلوجة التي كانت أولى المدن التي تسقط بايدي التنظيم الجهادي عام 2014.

- الموصل: في السابع عشر من اكتوبر 2016، اطلقت القوات العراقية مدعومة بطيران قوات التحالف هجومها لاستعادة الموصل، ثاني المدن العراقية، من تنظيم داعش. وبعد تسعة أشهر، أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي استعادتها في العاشر من يوليو 2017.

- تلعفر: في 31 اغسطس 2017، استعادت القوات العراقية مدينة تلعفر في شمال العراق من تنظيم داعش واحد آخر معاقله في البلاد. وبسطت كامل سيطرتها على محافظة نينوى في شمال البلاد.

- الحويجة: استعادت القوات العراقية السيطرة على وسط الحويجة (230 كلم شمال شرق بغداد) من ايدي تنظيم داعش في الخامس من اكتوبر.

- القائم وراوه: بدأت القوات العراقية هجوما ضد المعقل الاخير لتنظيم الدولة الاسلامية في غرب العراق في 19 سبتمبر حيث لا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على منطقتي راوه والقائم قرب الحدود السورية.

- معركة الصحراء: في 23 نوفمبر 2017 اطلق العراق في الصحراء الغربية المعركة الاخيرة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من اراضيه.

- "انتهاء الحرب": في 9 ديسمبر 2017 اعلن رئيس الوزراء العراقي "انتهاء الحرب" ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.

- سوريا -
- كوباني: بعد أربعة اشهر من معارك ضارية، تمكنت القوات الكردية السورية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة الولايات المتحدة، من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة كوباني ذات الاكثرية الكردية في شمال سوريا، في السادس والعشرين من يناير 2015.

- دابق: تقع مدينة دابق السورية على مقربة من الحدود التركية، وخسرها تنظيم الدولة الاسلامية في اكتوبر 2016.

- تدمر: في الثاني من مارس 2017، تمكنت قوات النظام السوري مدعومة من الطيران الروسي من استعادة مدينة تدمر في وسط البلاد من تنظيم الدولة الاسلامية. الا ان السيطرة على هذه المدينة انتقلت من ايد الى اخرى مرارا منذ بدء النزاع عام 2011.

في مايو 2015 ، دخلها تنظيم الدولة الاسلامية، وسقطت مجددا بيده في ديسمبر 2016. ودمر المقاتلون المتطرفون معالم أثرية مهمة في المدينة التي تعتبر جزءا من التراث العالمي للانسانية.

- محافظة حلب: في الثلاثين من يونيو 2016، انسحب تنظيم الدولة الاسلامية من كامل محافظة حلب.

- الميادين: في 14 اكتوبر 2017، استعادت قوات النظام السوري مدينة الميادين في محافظة دير الزور (شرق). وهذه المحافظة النفطية شهدت هجومين منفصلين: واحد يشنه النظام بدعم من الطيران الروسي على الضفة الغربية للفرات والثاني تشنه قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي على الضفة الشرقية للفرات.

- الرقة: في الخامس من نوفمبر 2016 شنت قوات سوريا الديموقراطية التي تضم قوات كردية بشكل أساسي مع قوات عربية، هجوما على مدينة الرقة، أبرز معقل لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. ودخلت المدينة في يونيو. وأعلنت في 17 اكتوبر 2017 السيطرة الكاملة على المدينة و"انتهاء العمليات العسكرية".

- دير الزور: في 2 نوفمبر 2017 تمكن الجيش السوري بدعم من حلفائه من طرد تنظيم داعش من دير الزور، آخر مدينة كبرى كان لا يزال يتواجد فيها الجهاديون.

- البوكمال: في 19 نوفمبر 2017 طرد الجيش السوري وحلفاؤه تنظيم الدولة الاسلامية من البوكمال، آخر مدينة كانت لا تزال في ايدي الجهاديين في سوريا.

بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان تنظيم الدولة الاسلامية لا يزال يسيطر على 8% من محافظة دير الزور (شرق) كما هو متواجد ايضا في شمال شرق محافظة حماه وحمص (وسط) وكذلك في حي اليرموك الفلسطيني في دمشق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف