إيران تترقب العقوبات الأميركية على وقع اضطرابات داخلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران: يستعد الإيرانيون الاثنين لعودة العقوبات الأميركية على بلادهم على وقع تظاهرات غاضبة احتجاجا على الصعوبات الاقتصادية وحملة ضد الفساد تضعف حكومة الرئيس حسن روحاني.&
وشهدت البلاد تظاهرات متفرقة وإضرابات خلال الأيام الماضية في عدد من المناطق احتجاجا على النقص في المياه وتراجع الاقتصاد واتساع رقعة الغضب من المنظومة السياسية.&
شاهد الصحافيون انتشارا لعناصر منع الشغب ليل الأحد، وتم نشر حاملة جنود مدرعة واحدة على الأقل في منطقة كرج الواقعة في غرب طهران، حيث سجلت النسبة الأكبر من الاحتجاجات. وتم قطع الانترنت في المنطقة في إطار إجراءات اتخذتها السلطات الإيرانية لمنع تغطية الاضطرابات وشملت فرض قيود مشددة على الصحافيين الأجانب.&
ويُنتظر أن تعيد واشنطن فرض عقوبات على إيران الثلاثاء عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وتعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد بأن الولايات المتحدة "ستفرض تطبيق العقوبات"، مشيرا إلى أن الضغط يهدف إلى "مواجهة أنشطة ايران المؤذية".&
تأثرت العملة الإيرانية بالتوترات ففقدت أكثر من نصف قيمتها منذ ابريل، بينما تفاقم القلق بشأن ارتفاع معدلات البطالة والتضخم وغياب الإصلاحات. ومن المتوقع أن يلقي روحاني خطابا متلفزا للأمة الساعة 21,40 بالتوقيت المحلي (17,15 ت غ) الاثنين لاستعراض خططه للتعامل مع تراجع العملة وتأثير العقوبات.&
وكشفت حكومته في وقت متأخر الأحد عن سياسات جديدة تتعلق بصرف العملات الأجنبية وتسمح باستيراد غير محدود ومن دون ضرائب للعملات والذهب وإعادة فتح مكاتب صرف العملات بعدما أدت محاولة كارثية في ابريل لتثبيت سعر صرف الريال إلى مضاربات واسعة النطاق في السوق السوداء.&
ومع دعوة السلطات الدينية العليا إلى إطلاق حملة على الفساد، أعلن القضاء الأحد توقيف مساعد محافظ البنك المركزي لشؤون العملات الصعبة أحمد عراقجي مع أربعة من السماسرة وموظف حكومي.
عقوبات ومحادثات&
ومن المتوقع أن يعاد فرض العقوبات على مرحلتين في 7 اغسطس و5 نوفمبر. وتستهدف الحزمة الأولى قدرة إيران على شراء الدولارات وصناعات رئيسة تشمل السيارات والسجاد.&
لكن يتوقع أن تكون المرحلة الثانية التي سيتم خلالها حجب مبيعات الخام الإيرانية هي الأشد تأثيرا، رغم أن دولا عدة بينها الصين والهند وتركيا أشارت إلى أنها غير مستعدة للتوقف بشكل كامل عن شراء النفط الإيراني.&
وقال بومبيو "يتعلق الأمر فقط بعدم رضا الإيرانيين عن حكومتهم. والرئيس واضح للغاية أننا نريد أن يكون للإيرانيين صوت قوي في اختيار قيادتهم".&
وبعد شهور من التصعيد الكلامي، أعلن ترمب في الأسبوع الماضي استعداده للقاء القادة الإيرانيين من دون شروط مسبقة. وجاء ذلك بعد أيام من سجال شديد اللهجة بينه وبين روحاني حذر خلاله الرئيس الإيراني من أن النزاع مع إيران سيكون "أم المعارك"، في حين ردّ ترمب منددا بتصريحات نظيره الإيراني "المختلة حول العنف والقتل".
ودعت شخصيات بارزة في إدارة ترمب، بمن فيهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، في الماضي إلى تغيير النظام الإيراني، لكن الخط الرسمي الذي تتمسك به واشنطن هو أنها لا تريد إلا تغييرا في "سلوك" طهران.&
في هذا السياق، تقول نائبة مدير برنامج السياسة الخارجية في معهد "بروكينغز" للأبحاث سوزان مالوني لوكالة فرانس برس "بالنسبة الى بولتون وغيره، فإن الضغط بحد ذاته هو المطلوب". وتضيف أن الإدارة الأميركية تعتبر أنه إذا أدى الضغط إلى "استسلام بالجملة (للنظام) فهذا أمر جيد وإذا أدى إلى تغيير النظام فهذا أفضل".&
وسرت شائعات بشأن إمكانية عقد لقاء بين ترمب وروحاني في وقت لاحق من الشهر الجاري في نيويورك، حيث سيحضران اجتماع الجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة. لكن في العام الماضي، ذكرت تقارير أن روحاني رفض عرض الولايات المتحدة إجراء لقاء من هذا النوع.
وطرح ترمب مجددا خلال عطلة نهاية الأسبوع فكرة عقد لقاء مع روحاني قائلا "سألتقي (به) أم لا، لا يهم... الأمر عائد إليهم".
وأضاف "إيران واقتصادها تسوء حالتهما وبشكل سريع".&
اتفاق يتجاوز الملف النووي&
ويرى مسؤولون أميركيون أن ضغوطات ترمب أثمرت عن بعض النتائج، إذ يشيرون إلى توقف قوات البحرية الإيرانية المفاجئ عن مضايقة السفن الحربية الأميركية في الخليج خلال هذا العام.&
ويقول مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، وهو مركز أبحاث في واشنطن ضغط من أجل إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني، إنه عندما تشعر إيران "بصلابة الجانب الأميركي تتراجع لكن عندما ترى أميركا ضعيفة تندفع. في الوقت الحالي، هم يدركون صلابة" واشنطن.&
ويضيف دوبويتز بعد الإشارة إلى أن ايران أجرت اختبارات صاروخية بوتيرة أقلّ أخيرًا، لوكالة فرانس برس، أن خطاب ترمب وموقفه من إيران يخففان خطر التصعيد ما يقلّل احتمال اندلاع نزاع. ويتابع "يفترض أنه إذا تحدث ترمب بقوة، فإن ذلك سيعزز مصداقية القوة العسكرية الأميركية".&
وأعلن ترمب أنه يريد اتفاقا جديدا مع إيران يتجاوز تقييد برنامجها النووي ليضع حدا لما تعتبره واشنطن "تأثير (طهران) المؤذي" في المنطقة، بما في ذلك دعمها للرئيس السوري بشار الأسد وتهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعد من أهم الممرات البحرية للنفط.
&