أخبار

متهم روى للقاضي اللحظات الأخيرة قبل اعتقال الزفزافي

محكمة الاستئناف بالدار البيضاء تواصل الاستماع لمعتقلي احتجاجات الحسيمة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 تشبث المتهمون على خلفية احتجاجات الحسيمة، الذين جرى الاستماع إليهم من طرف القاضي في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء اليوم  الثلاثاء، بشرعية التظاهرات التي شاركوا فيها، وقالوا إنها نظمت من أجل التعبير عن مطالب اجتماعية واقتصادية على رأسها الشغل والصحة والتعليم، ونفوا أية علاقة لهم بالمطالب الانفصالية. كما أكدوا على أن التظاهرات التي شاركوا فيها كانت سلمية، وأنهم ينبذون العنف. 

الحسن الإدريسي من الرباط: قال المتهم يوسف الحمديوي للقاضي: "لي الشرف أن أشارك في مسيرات سلمية وحضارية للتعبير عن المطالب الاجتماعية للسكان"، داعيًا القاضي إلى السؤال عن الأسباب التي دفعت السكان إلى الاحتجاج.

ونفى الحمديوي أن يكون شارك في المظاهرة التي نظمت بحي الشاطئ الجميل في ضاحية الحسيمة، مشيرًا إلى أنه في ذلك اليوم تغيّب عن الحي بسبب سفره من أجل علاج ابنته. وقال للقاضي إن سكان الحي هم الذين وجّهوا الدعوة إلى ناصر الزفزافي للحضور إليهم في ذلك اليوم، لأنهم يعلمون بأن زيارة الزفزافي ستتبعها زيارة الوالي (المحافظ) للاستماع إلى مطالبهم. وتحدث الحمديوي عن واقع حي الشاطئ الجميل الذي يعاني من التهميش، ولا يتوافر لا على مدرسة ولا على مشفى.

كما استمع القاضي اليوم إلى المتهم أحمد هزاط، الذي أخفى الزفزافي خلال آخر ليلة قبل اعتقاله. ونفى هزاط أن يكون على علم بأن الزفزافي كان يجري البحث عنه، غير أنه أكد للقاضي أنه كان في قرية تمسمان في ضواحي الحسيمة، حيث مقر سكناه، واتصل في تلك الليلة بـ"خطاف" يدعى مازوز (اسم "خطاف" في المغرب يطلق على الأشخاص الذين يمارسون مهنة التنقل من دون ترخيص رسمي). ورافقه حوالى منتصف الليل إلى مدينة الحسيمة، لينقلا الزفزافي ورفيقين له إلى تمسمان. 

وأكد للقاضي أن السائق تجنب المرور بالحاجز الأمني سالكًا طريقًا هامشيًا. وقال هزاط إنه استضاف الزفزافي والشخصين المرافقين له في بيته، قبل أن يصحبهم إلى بيت في ملك أحد أفراد عائلته لقضاء الليل. وفي الصباح الباكر اعتقل في بيته، ودل رجال الأمن على المكان الذي يوجد فيه الزفزافي وصاحباه.

عرض القاضي على هزاط عددًا من تدويناته على فايسبوك، بينها مشاركته لشريط فيديو لأيمن الظواهري. وأجاب هزاط أن سبب مشاركة الفيديو هي كون الظواهري يتحدث فيه عن مقاومة الريفيين للاستعمار بقيادة عبد الكريم الخطابي.

كما عرض عليه تدوينة مكتوب فيها "العيش بكرامة أو الشهادة"، وقال هزاط إن هذا الكلام عادي. أما التدوينة الثالثة فتضم لائحة أعضاء حكومة الريف المفترضة تحت رئاسة ناصر الزفزافي. وأجاب عنها هزاط بأنها مجرد دعابة، مشيرًا إلى أن فايسبوك عالم افتراضي، وليس شيئًا ملموسًا. 

غير أن هزاط عبّر عن انزعاجه عندما ذكر القاضي اسم عبد الصادق بوجيبار، الذي يحمل في تلك اللائحة صفة وزير الخارجية. وقال للقاضي: "هذا الاسم لا تذكره لي، لأن كلامه لا يعجبني. فنحن نطالب فقط بمطالب اجتماعية". وسأله القاضي عن بوجيبار، فأجاب "لا علاقة لي به. هو موجود في فرنسا. وسمعته يتحدث في شريط فيديو. وأنا أختلف معه".

وتواصل محكمة الاستئناف بالدار البيضاء الاستماع إلى المتهمين في ملف احتجاجات الحسيمة، والبالغ عددهم 54 متهمًا. وإلى حدود اليوم استمعت إلى نحو 15 متهمًا. ويواجه هؤلاء تهمًا، من بينها التآمر على الوحدة الترابية للمغرب، والمس بأمن الدولة، والتحريض ومحاولة زعزعة ولاء مواطنين للدولة المغربية وممارسة العنف ومحاولة القتل وإضرام النار، وتخريب ممتلكات، والتجمهر المسلح، والتظاهر غير المصرح به، إضافة إلى العديد من التهم الجنائية والجنحية.


 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف