في ظل تعدد الفرقاء وكثرة اللاعبين
وصفة الحل في سوريا: سلطة شرعية تمثل كل السوريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يرى مراقبون أن منطقة شمال شرق سوريا، خاضعة للعلاقات الروسية – الأميركيةً، فهي المنطقة الوحيدة في البلاد التي يقوم فيها نوع من التعاون والتنسيق بين البلدين، وسط توترات ملحوظة في مناطق أخرى.
إيلاف: يرصد المراقبون دفع طهران ودمشق إلى جعل بقاء القوات الأميركية والفرنسية في شرق نهر الفرات وفي معسكر التنف مرهقًا ومكلفًا، إضافة إلى تأجيج الخطاب السياسي للنظام السوري، الذي يتحدث عن "مقاومة الاحتلال" ورفض قبول أية قوات أجنبية "غير شرعية".
هذا العنصر وافق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل أو بآخر عندما طالب خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد بانسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا، تلك الموجودة من دون موافقة النظام في دمشق.
"إيلاف" سألت قياديين في المجلس العربي في الجزيرة والفرات عن رأيهم في هذه المعضلة، وكيف يمكن حلها في ظل تعدد الفرقاء وكثرة اللاعبين وقوتهم، وما مستقبل المنطقة من وجهة نظرهم ولماذا؟.
انعكاس التنافس على الجزيرة
قال الشيخ أمير الدندل عضو المكتب في المجلس العربي في الجزيرة والفرات إنه بالنسبة إلى منطقة البادية السورية والجزيزة الفراتية لايخفى على أحد أهميتها الاقتصادية والجغرافية لسوريا، والصراع الحاصل هناك بين القوى العظمى واضح للعيان.
واعتبر أن الحديث "عن انسحاب القوى الأجنبية من سوريا لا يشمل تلك المناطق، لما لها من أهمية للحلفاء، وخصوصًا في ما يتعلق بتحجيم الدور الإيراني وإغلاق بوابة إمداده من الشرق".
لكنه في الوقت عينه يرى أن "هذا التنافس سوف ينعكس سلبًا على منطقة الجزيرة من حيث التركيبة السكانية وما لها من خصوصية، فالعشائر العربية من طرف وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" من طرف آخر، وإصرار الأميركيين على دعم قوات "قسد" وتجاهل العرب في المنطقة ربما يدفع الكثير من القوى العشائرية العربية إلى الانخراط في صراع على أساس قومي لا يتمناه الجميع، ويتم استغلاله من قبل النظام".
كما أضاف إن "داعش لم تنته تمامًا من المنطقة، وهي لا تزال تملك خلايا تتكاثر وتنشط في مثل نزاعات كهذه". وشدد الدندل على أنه من "المؤسف أن قوات "قسد" نفسها تتكون من نسبة من العرب، وهذا ما يحدث للأسف شرخًا آخر بين العشائر العربية في تلك المنطقة، إضافة إلى الشروخ التي تركتها داعش بين العشائر العربية، نتيجة تبني بعض العشائر للتنظيم على حساب أخرى".
غياب الأمن
تابع قائلًا: "الكل يرقب المستقبل بقلق، ومن جميع الأطراف، وأي فراغ في السلطة في تلك المناطق سيخلف حربًا لا تحمد عقباها، والقوى المؤهلة لسد فراغ السلطة، إما تفتقد للنتظيم، مثل القوى العشائرية، أو لا تكون مقبولة من الأهالي، مثل قوات "قسد"، أو النظام، فبدخول النظام إلى الضفة اليسرى لنهر الفرات، أثبت فشله في إعادة الحياة إلى تلك المناطق، إنما نشط عناصره في سرقة البيوت وحتى مؤسسات الدولة".
وأكد الدندل أن "أهالي تلك المناطق لا يزالون مهجرين بعد أكثر من 6 شهور من تحريرها من تنظيم داعش، وعلى الطرف الآخر لم تستطع قوات "قسد" إيجاد أي نوع من حفظ الأمن والتنظيم، والمنطقة تعيش حالة من الفوضى وفقدان الإدارة المدنية في تلك المناطق".
وقال "أي انسحاب لقوى التحالف من تلك المناطق سيحدث فوضى أخرى تشبه تلك التي سبقت ظهور تنظيم داعش". الحل من وجهة نظره "يكمن في تنظيم قوة من أهالي تلك المناطق يتم تدريبها ووضعها تحت إدارة مدنية لإعادة تأهيل المنطقة وحفظ الأمن وإعادة الاستقرار".
تصنيف النظام للمناطق
من جانبه شارك واصف الزاب أمين سر المجلس العربي في الجزيرة والفرات رأي الدندل في أهمية منطقة الجزيرة. وقال "منطقة الجزيرة السورية عمومًا، بمحافظاتها الثلاث، هي المصدر الرئيس للدخل والثروات في سوريا، من نفط ومياه وزراعة، إضافة إلى تمتعها بموقع استراتيجي حساس جدًا، لوقوعها على حدود دولتين، هما تركيا والعراق".
لكنه قال إن "النظام منذ بداية مخططه لعسكرة الثورة ومواجهة الثوار والمناطق الثائرة عمد منذ ذلك الوقت إلى تقسيم سوريا إلى مناطق مفيدة ومناطق غير مفيدة، وأنتجت الرؤية الغبية والمافيوية للنظام بأن صنف منطقة الجزيرة والمنطقة الشرقية منطقة غير مفيدة، ولذلك قام بإنشاء كيان قوامه من العناصر السياسية والعسكرية الناشطة تحت رعاية ومراقبة الأمن السوري، وهم منتسبو حزب العمال الكردستاني، وسلم محافظة الحسكة إليهم، وكذلك سهل للفصائل الإسلامية المتشددة التي نشأت وترعرت أيضًا في أقبية السجون تحت رعاية الأمن السوري أيضًا الحركة والسيطرة".
وأوضح الزاب أن "النظام سهل لها السيطرة على الرقة ودير الزور وحتى ظهور داعش وسيطرتها الكاملة على محافظات الرقة ودير الزور وأجزاء كبيرة جدًا من محافظة الحسكة، وتعاونها مع النظام، من خلال قمع الثوار بطريقة وحشية، وتصدير النفط والمحاصيل الزراعية للنظام لقاء نسبة من الأموال".
أضاف "على أثر ذلك قامت الولايات المتحدة باستغلال وجود عناصر حزب العمال الكردستاني الذين دعمهم النظام، وقامت بالاعتماد عليهم بشكل كامل في المعركة على داعش، لأنهم يتمتعون ببراغماتية عالية جدًا وقدرة هائلة على تغيير الولاء ونقل البندقية من كتف إلى الكتف الآخر حسب قوة الداعم وإمكاناته" على حد قول الزاب.
الانتقال بداية الحل
واعتبر أنه في الوقت عينه "قامت الولايات المتحدة باستمرار دعمهم حتى وصلوا إلى السيطرة على المحافظات الثلاث الحسكة ودير الزور والرقة بالكامل، واستغلت الولايات المتحدة ذلك بإقامة منشآت وقواعد عسكرية في هذه المنطقة".
ورأى أن روسيا تخشى بقاء هذه القواعد بصورة دائمة، حيث سوريا لم تكن فيها قواعد أميركية، وهذا الأمر شيء جديد، أو طارئ إن صح التعبير، على الأراضي السورية. واعتبر الزاب أن الحل بشكل عام يبدأ في إحداث التغيير عبر انتقال سياسي حقيقي يمثل كل الأطراف، ودستور شامل، ووضع آليات صحيحة كبداية للحل، وشدد على أنه لا بد من سلطة شرعية تمثل كل السوريين.
يذكر أن المجلس العربي في الجزيرة والفرات هو تشكيل سياسي من المحافظات الشرقية الثلاث في دير الزور والرقة والحسكة، يضم غالبية شيوخ وأبناء قبائل عرب المنطقة ووجهاء المدن والبلدات وتكنوقراط، وله تمثيل في منصة القاهرة للمعارضة السورية. وكان حضر مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي الروسية في بداية العام، وأصدر بيانات ومواقف عدة، كان آخرها بيان طالب فيه الولايات المتحدة وروسيا بالتدخل بين قوات النخبة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
التعليقات
الحل بمشنقة لبشار أسد
بسام عبد الله -عصابة المجرم بشار أسد هي على رأس قائمة القوات غير الشرعية التي يحب محاكمتها بجرائم إبادة جماعية للشعب السوري وإعدامها في ساحة الامويين بدمشق لأنها موجودة بدون موافقة الشعب السوري.
نصف قرن من الإرهاب
الأسدي غيرالشرعي -لا تستطيع عصابة المجرم معتوه القرداحة المدعو بشار أسد أن تتنازل عن أي شيء ولا حتى 1 % من سلطتها لأن أي تنازل مهما كان ضئيلاً سيؤدي بها إلى حبل المشنقة . لذا يجب أن يدرك العالم أنها عصابة إرهابية إجرامية لا ينفع معها لا حوار ولا تفاهم ولا سلام . ما قامت به من مجازر ومذابح ودمار وخراب لا يؤهلها بأن تكون طرف مفاوض بل متهم محكوم بالإعدام. مليون شهيد نصفهم أطفال وعشرة ملايين مشرد ولاجيء ومليوني مقعد وعاجز ونصف مليون معتقل وسجين ، فماذا ينتظر المجتمع الدولي حتى يعتقلهم ويحاكمهم بدلاً من التفاوض معهم؟