بمناسبة صيامهم الأول
ليلة القدر بالمغرب... عرس تقليدي احتفاء بالأطفال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: تعد ليلة السابع والعشرين من رمضان بالمغرب ليلة استثنائية بالنسبة للأطفال الذين يتم الاحتفال بهم، بمناسبة خوضهم لتجربة الصيام للمرة الأولى، حيث تدأب العائلات المغربية على إحياء الأعراس بالنسبة للصغار.
يبدأ الاحتفال مباشرة بعد اذان المغرب، حيث يقدم لهم التمر والحليب متبوعا بأصناف متعددة من المأكولات التقليدية التي تزين مائدة الإفطار، قبل التوجه للحدائق والساحات العمومية من أجل التقاط صور تذكارية رفقة أفراد الأسرة.
تعكف النكافة (سيدة تقوم بتزيين الفتيات) على الاهتمام بالفتيات الصغيرات من خلال ارتدائهن للقفاطين التقليدية، والتي تكون مصحوبة بحلي متنوعة، تشمل التيجان المرصعة بالأحجار والأقراط والعقود الفضية والذهبية، في محاكاة حقيقية لتفاصيل العرس المغربي في أدق تفاصيله، حيث يتم حملهن على الأكتاف من قبل شباب، مستعينين بالهودج الخاص بالعروس أو ما يصطلح عليه ب"العمارية"، مع توظيف أغان و مقطوعات من الفن الشعبي. وهي نفس التجربة التي يعيشها الصبيان، مع وجود اختلاف في طريقة اللباس والأزياء التي يرتدونها، والتي تشمل عموما"جلابيب بيضاء" أو"جابادور" و البلغة (ألبسة تقليدية)، يختارون غالبا ركوب الخيل عوض الصعود في الهودج.
تنتعش في العشر الأواخر من شهر رمضان مهن موسمية عديدة، حيث يقبل المصورون الفوتوغرافيون والمزينات على وضع ديكورات مختلفة مع تجهيز فضاء خاص بالحناء، تلبية لرغبة أولياء الأمور الذين يحرصون على ظهور أبنائهم في أفضل حلة، فضلا عن فتيات ونساء يمتهن نقش الحناء.
تقول فاطمة، 44 سنة، "نكافة"، لـ"إيلاف المغرب"إن حلول شهر رمضان في السنوات الأخيرة بالتزامن مع فصل الصيف يساهم في ازدهار نشاطها، الذي يحظى بإقبال كبير من طرف العائلات المغربية التي تصطحب أطفالها في جو احتفالي بهيج يتكرر سنويا".
وتعتبر فاطمة التي تعرض خدماتها في إحدى الساحات العامة بمدينة سلا (قرب الرباط)أن ثمن تزيين الصغيرات يبقى في متناول العموم، و يتحدد بناء على ما يطلبه الأهل، من اختيار الألبسة التقليدية والأكسيسورات المرافقة، فضلا تخليد هذه اللحظات الاحتفالية بصور أو مقاطع فيديو.
ولا يقتصر الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رمضان على الأطفال فحسب، حيث تشكل مناسبة لصلة الرحم، من خلال تبادل الزيارات بين الأقارب، و تناول وجبة الإفطار في جو عائلي، لا يخلو من تحضير أطباق تقليدية، أبرزها الكسكس.
مباشرة بعد الانتهاء من الإفطار، يتوافد المصلون ذكورا وإناثا من مختلف الأعمار على المساجد من أجل الصلاة وقيام الليل والإكثار من الدعاء والتضرع لله في ليلة مباركة .