قصة الاميرة ألس، جدة ولي العهد البريطاني المدفونة بمدينة القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلال أول زيارة رسمية لأحد افراد العائلة المالكة البريطانية لمدينة القدس هذا الاسبوع يزور الأمير ويليام قبر جدته الكبرى الأميرة ألس في جبل الزيتون بمدينة القدس، فمن هي هذه الأميرة؟.
هي الأميرة ألس باتنبيرغ التي منحها متحف ياد فاشيم الاسرائيلي المخصص لضحايا الهولوكوست، لقب المرأة الصالحة وهو لقب يمنح لغير اليهود الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
ولدت ألس عام 1885 في قصر ويندسور وهي ابنة الأمير لودفيك والأميرة فيكتوريا وكانت تعاني من الصمم منذ الولادة.
تعلمت قرأة الشفاه في اللغات الألمانية والانجليزية وفيما بعد اليونانية والفرنسية. وعاشت معظم طفولتها بين ألمانيا وانجلترا ومالطا التي كانت مقر القطعة العسكرية التي كان والدها ضابطا فيها.
وتمت اسرتها بصلة قرابة إلى قياصرة روسيا حيث كانت عمتها ألكسندرا فيودوروفا، زوجة القصير ألكسندر. وكانت الأسرتان تمضيان العطلات سوية في دارمشتادت بألمانيا.
خلال الاحتفال الذي اقيم في 1902 بمناسبة تولي عمها الملك إدوراد السابع عرش بريطانيا قابلت ألس أمير اليونان والدنمارك أندرياس وارتبطا بعلاقة حب تتوجت بالزواج عام 1903. استقر العروسان في أحد أجنحة القصر الملكي في اليونان وأنجبا خمسة أبناء أصغرهم الأمير فيليب، الوحيد الباقي على قيد الحياة.
الأمير تشارلز يقدم نسخة الكترونية لصفحات أقدم مصحف في العالم إلى الإمارات
انفصلت ألس عن زوجها خلال ثلاثينيات القرن الماضي بسبب المتاعب الصحية التي كانت تعاني منها. وعاشت خلال الحرب العالمية الثانية في العاصمة اليونانية أثينا بعكس معظم أفراد العائلة المالكة اليونانية الذين اختاروا العيش في منفاهم بجنوب أفريقيا عندما كانت ألمانيا على وشك اجتياح اليونان.
بقاء الأميرة في اليونان كان أميرا محيرا للمراقبين، فقد كان ابنها، دوق أدنبرة وزوج ملكة بريطانيا لاحقا الأمير فيليب، برتبة ضابط في البحرية الملكية البريطانية ويشارك في المعارك ضد البحرية الألمانية هذا من جهة أما من الجهة الاخرى فقد كان صهراها، زوجا اثنيتن من بناتها، الأميران الألمانيان كريستوف وبرتولد يقاتلان على الطرف الأخر ضمن صفوف الجيش الألماني.
خلال الاحتلال الألماني لليونان عملت الأميرة مع الصليب الأحمر فكانت تساعد في اطعام الجياع عن طريق فتح مطابخ متنقلة، وإيواء الأطفال الأيتام.
وقامت في أثناء تلك الفترة بإيواء امرأة يهودية وأثنين من أبنائها كانت أجهزة الأمن الالمانية تبحث عنهم بغية ارسالهم إلى معسكرات الاعتقال النازية.
اخفت ألس المرأة اليهودية راشيل كوهين وابنيها في قبو منزلها حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
الأمير تشارلز يحمل سيفا ويرقص "العرضة" في السعودية
وكانت الأسرة المالكة في اليونان على علاقة قديمة بأسرة كوهين وخاصة زوج راشيل، هايماكي الذي كان عضوا في البرلمان اليوناني في وقت من الأوقات.
دوق إدنبره الأمير فيليب يتقاعد عن واجباته الملكية
خطر محدقمع قرب سيطرة الألمان على اليونان والخطر المحدق باليهود هناك حاول أربعة من أبناء راشيل الهروب الى مصر بحراً للانضمام إلى الحكومة اليونانية في المنفى، لكن تبين أن الرحلة محفوفة بالمخاطر وتراجعوا عن السفر وكذلك والدتهم راشيل وابنتها التين كانتا تنويان اللحاق لهم فيما بعد الى مصر.
فعلمت ألس بالخطر الذي يواجه أسرة كوهين فعرضت على راشيل وابنتها الاختباء في منزلها فانضم اليهما لاحقا أحد الأبناء الذين فشلوا في الفرار إلى مصر.
وبقيت الأم وابنها وابنتها متوارين عند الأميرة حتى إنتهاء الحرب العالمية الثانية وتحرير اليونان من الاحتلال النازي.
شكوكوكانت الشرطة الألمانية تشك في أنشطة الأميرة فخضعت للتحقيق من قبل الأمن الألماني لكنها استغلت حالة الصمم وتفادت الإجابة على أسئلة المحققين بحجة عدم فهمها للأسئلة وفي نهاية الأمر صرفوا النظر عن متابعتها أو ملاحقتها.
بعد انتهاء الحرب انخرطت ألس في العديد من المنظمات الخيرية وأسست جميعة خاصة بالراهبات اليونانيات الاورثوذوكس حملت اسم "أخوات مارتا وماري".
وفي أعقاب الانقلاب العسكري في اليونان عام 1967 غادرت ألس اليونان بشكل نهائي وانتقلت للعيش في بريطانيا مع ابنها وزوجته ملكة بريطانيا.
توفيت ألس في المقر الرسمي للأسرة المالكة البريطانية في لندن، قصر باكينغهام، في 5 دسمبر/كانون الأول 1969 عن 84 عاما.
جرى حفظ رفاتها في كنيسة القديس جورج بقصر ويندسور، مقر الملكة الصيفي، وفي عام 1988 تم نقل الرفات إلى كنيسة ماري المجدلية في جبل الزيتون بالقدس ودفنت بجانب عمتها الدوقة اليزابيث فيودوروفا حسب وصيتها.
منحها متحف ضحايا المحرقة اليهودية الهولوكوست عام 1994 لقب المرأة الصالحة وقد حضر مراسم منح الوسام ابنها الأمير فيليب وابنتها الأميرة صوفي.
التعليقات
اليونان مهد الديمقراطية
مهدي -اليونان كانت من اهم مناطق سكن اليهود، واليهود الذين سكنوا هذه الارض امتازوا بالتحضر وبالتقوى والورع. يهود الرومانيوته سكنوا هذا البلد منذ الفي عام، اما السفارديم فقد استوطنوا في اليونان بعد أن طردهم الصليبيون ومحاكم التفتيش من اسبانيا عام 1492، وبين هذا وذاك تعاقبت هجرات الاشكنازيم ابتداء من القرن التاسع للميلاد. في القرن السابع عشر، كانت سالونيكي من أكبر مراكز تجمع اليهود في العالم، وبحلول القرن العشرين، بلغ عدد اليهود في المدينة 90 الفا، وفاق عددهم نصف سكان المدينة التي ضمت العديد من الكنس والمدارس والمعاهد التلمودية. اليونان مهد الديمقراطية في العالم حازت على اللقب المشين كأكثر دولة معادية للسامية في اوروبا. وكشف الاستطلاع الدولي لقياس العداء للسامية أنّ 69 بالمائة من الشعب اليوناني يحمل مشاعر عداء شديد للسامية، وهكذا وقفت اليونان على قدم المساواة مع السعودية في النسبة، وفاقت نسبة العداء في ايران التي سجلت نسبة 56. هذه المشاعر يغديها في الاساس الحزب النازي الجديد “الفجر الذهبي” وهو الحزب الذي تدمر توجهاته اليمينة الاقتصاد اليوناني وتكاد تخرجه من الاتحاد الاوروبي.