أخبار

تحديات غير مسبوقة والوقت يضيق!

بروكسل ولندن تبحثان صيغة لإنقاذ مفاوضات ما بعد بريكست

نائب رئيس المفوضية الاوروبية ماروس سيفوكفيتش يصل الى لندن الإثنين لاجراء محادثات مع المسؤولين البريطانيين
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تعرقلت المفاوضات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي الخميس حين طالب الاتحاد لندن بتنازلات رفضتها مشترطة لمواصلة المفاوضات حصول تغيير جوهري في المقاربة الأوروبية.

لندن: أجرى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الاثنين جولة مفاوضات جديدة بشأن العلاقة التجارية بينهما بعد بريكست والتي باتت تواجه طريقا مسدودا ومخاطر عدم التوصل الى اتفاق، وهو أمر قد يترك آثارا كارثية على الاقتصاد الذي يرزح تحت أزمة كوفيد-19.

وقد أطلقت الحكومة البريطانية حملة لتقديم المعلومات أبلغت فيها الأنشطة التجارية بأن "الوقت يضيق" وتطلب منها الاستعداد لفصل جديد معقد من المبادلات التجارية عندما تنتهي المرحلة الانتقالية لما بعد بريكست في نهاية العام، باتفاق أو من دونه.

لكن مجموعات مهنية حذرت من فوضى جديدة محتملة لسائقي الشاحنات واحتمال حصول نقص في الأدوية، فما لا تزال استعدادات حيوية في مراحل مبكرة قبل أن تغلق بريطانيا صفحة قرابة خمسة عقود من الاندماج الأوروبي.

وقال نائب رئيس اتحاد الصناعات البريطانية جوش هاردي إن "تحديات ثلاثية غير مسبوقة" ترخي بظلالها بفضل الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد في وقت سابق هذا العام وعودته الآن "والريبة المحيطة بالعلاقة التجارية للمملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي".

والمفاوضات التجارية البطيئة أساسا تعرقلت الخميس حين طالبت الدول الاعضاء ال27 في الاتحاد الاوروبي لندن بتنازلات، مؤكدة في الوقت نفسه رغبتها في مواصلة المفاوضات للتوصل الى اتفاق تبادل حر قبل السنة المقبلة حين يتم وقف العمل بالقواعد الأوروبية.

لكن لندن رفضت ذلك مشترطة لمواصلة المفاوضات حصول "تغيير جوهري في المقاربة" من جانب الأوروبيين.

وقال وزير الدولة مايكل غوف أمام البرلمان الإثنين "لا فائدة من مواصلة المفاوضات طالما بقي الاتحاد الأوروبي متمسكا بهذا الموقف. مثل هذه المحادثات ستكون بلا فائدة، ولن تقربنا من التوصل لحل قابل للتنفيذ" مرحبا بالتزام كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه ترسيخ أي محادثات في وثيقة قانونية.

وكان المتحدث الرسمي باسم جونسون قد قال في وقت سابق الإثنين "إذا غير الاتحاد الأوروبي موقفه، سنكون على استعداد للتفاوض معهم، لكن عليهم أن يكونوا مستعدين لمناقشة النص القانوني لمعاهدة (تجارية) تشمل كل المجالات ويجب أن يظهروا رغبة حقيقية في التوصل لحل يحترم سيادة واستقلال المملكة المتحدة".

وأضاف "وإلا سنطوي الفترة الانتقالية بناء على قواعد استراليا" في إشارة إلى ترتيبات أساسية تحكمها رسوم وسقوف منظمة التجارة العالمية.

في بروكسل قال بارنييه الإثنين إن بروكسل على استعداد لإجراء محادثات تجارية على أساس "نصوص قانونية" لكنها تنتظر ردا من لندن.

والتقى غوف الاثنين في لندن نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش وبحثا مسألة تطبيق معاهدة الانفصال التي هددت بريطانيا بإعادة صياغتها من خلال قانون جديد للسوق الداخلي ينظم التجارة في مرحلة ما بعد بريكست داخل المملكة المتحدة.

والقانون الشائك عرض أمام مجلس العموم البريطاني، ومن المقرر مناقشته في وقت لاحق الاثنين في مجلس اللوردات الذي يتضمن أساقفة أنغليكان.

وفي رسالة نادرة نشرت في صحيفة فايننشال تايمز، قال أكبر خمسة أساقفة من بينهم أسقف كانتربري جاستن ولبي، إن مشروع القانون يمثل "سابقة كارثية" لخرق سيادة القانون.

وناقش كبير المفاوضين البريطانيين ديفيد فروست ونظيره في الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه الاثنين "صيغة" للمفاوضات المتعثرة من خلال تقنية الفيديو، في ضوء تهديد جونسون ما عرقل زيارة مقررة لبارنييه إلى لندن هذا الأسبوع.

وقال بارنييه "أكدت أن الاتحاد الأوروبي لا يزال على استعداد لتكثيف المحادثات في لندن هذه الأسبوع، حول كافة المواضيع، وعلى أساس نصوص قانونية. والآن ننتظر رد المملكة المتحدة".

وتتعثر المفاوضات حيال ثلاثة مواضيع: حق وصول الأوروبيين إلى المياه البريطانية الغنية بالأسماك والضمانات المطلوبة من لندن بشأن المنافسة العادلة - رغم إحراز تقدم مؤخراً - وطريقة حلّ الخلافات في الاتفاق المستقبلي.

وفي مؤشر نادر الى توافق، أشار سيفكوفيتش إلى أن محادثاته مع غوف حول ضمان حقوق المغتربين "تتقدم بشكل جيد".

لكن إخفاق فروست وبارنييه في التوصل لاتفاق تجاري يمكن أن يدفع ببريطانيا وأوروبا للجوء إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، ما قد تكون له تداعيات كارثية على اقتصادات الطرفين المتضررة أساسا بسبب كوفيد-19.

وقال غوف في إطلاق حملة المعلومات "لا يخطئ أحد، التغيرات قادمة خلال 75 يوما فقط والوقت يضيق أمام الشركات كي تتحرك".

وتقول مجموعات مهنية بريطانية إنها تبذل كل ما بوسعها للتحضير لكن جهودها تتعرقل بسبب عدم وضوح الحكومة، ومنها ما يتعلق بنظام معلوماتي جديد لسائقي الشاحنات المتجهة للاتحاد الأوروبية، لا يزال في مرحلة الاختبار.

وحضت جمعية صناعة الأدوية البريطانية الحكومة على التوصل لاتفاقية خاصة بالقطاع مع الاتحاد الأوروبي، لضمان عدم توقف إمدادات الأدوية الضرورية في حال عدم التوصل لاتفاقية تجارة شاملة في الوقت المناسب.

وقال الرئيس التنفيذي للجمعية ريتشارد توربت إن "أعضاءنا يستعدون لنهاية الفترة الانتقالية في نفس الوقت الذي تسجل فيها حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد ارتفاعا في اوروبا".

وأضاف "هذا يجب أن يكون كافيا لتركيز التفكير".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف