أخبار

في خندق واحد مع الجيش الإثيوبي

إريتريا طرف أساسي في أزمة تيغراي

رئيس الوزراء الاثيوبي ابيي احمد في 12 يناير 2020 في بريتوريا
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نيروبي: أدت إريتريا المحاذية لإقليم تيغراي في شمال اثيوبيا، دورا رئيسيا في العملية العسكرية التي شنتها أديس أبابا في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر ضد جبهة تحرير شعب تيغراي التي تحدت السلطات.

وكان للجنود الإريتريين دور بارز في عمليات القتال واتهموا بارتكاب مجازر ضد المدنيين اعتبرت من أسوأ الفظائع المسجلة حتى الآن وفقا لتقارير منظمات غير حكومية وشهادات ناجين.

وإريتريا هي العدو الأبرز لجبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الذي هيمن على السياسة الإثيوبية لأكثر من 25 عاما قبل سقوطه عقب وصول رئيس الوزراء أبيي أحمد إلى السلطة عام 2018.

عداء بين إريتريا وتيغراي

لم يكن القادة الحاليون لإريتريا وجبهة تحرير شعب تيغراي دائما أعداء.

في العام 1991 عندما كانت إريتريا مقاطعة إثيوبية، أطاح تحالف بقيادة الجبهة نظام الديكتاتور منغستو هايلي مريم واستولى على السلطة في أديس أبابا بدعم من متمردي الاستقلال الإريتريين.

في المقابل، حصل المتمردون من النظام الإثيوبي الجديد الذي تهيمن عليه جبهة تحرير شعب تيغراي، على استفتاء لتقرير المصير بشأن استقلال إريتريا.

حصلت إريتريا على استقلالها في العام 1993 وبالتالي حرمت إثيوبيا من واجهتها البحرية.

لكن العلاقات تدهورت تدريجا: وقعت خلافات بين الجارتين بشأن مسائل نقدية وتجارية عدا عن خلافهما على ترسيم الحدود.

في أيار/مايو 1998، اندلعت حرب بين أسمرة وأديس أبابا أسفرت عن مقتل حوالى 80 ألف شخص. انتهت الأعمال العدائية في كانون الاول/ديسمبر 2000 لكن النزاع الإقليمي لم يحل واستمر الصراع الكامن بين البلدين لسنوات.

تقارب بين اثيوبيا وإريتريا

يمثل وصول ابيي أحمد إلى السلطة عام 2018 نقطة تحول كبرى في العلاقات بين أديس أبابا وأسمرة.

ورغم أنه قد وصل إلى أعلى سلم النظام القائم منذ العام 1991، فإن ابيي أحمد ليس من إتنية التيغراي بل من إتنية الأورومو، المجموعة العرقية الأكثر تعدادا في البلاد والتي تم حشد شبابها ضد السلطة.

وهذه الحركة الاحتجاجية الكبيرة التي انضمت إليها إتنية أمهرة، المجموعة العرقية الثانية في البلاد، أجبرت التحالف على تعيين ابيي أحمد رئيسا له.

في حزيران/يونيو 2018، أعلن احمد الذي بدأ مجموعة غير مسبوقة من الإصلاحات، أنه يريد تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا، وفي تموز/يوليو، وقع رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الإريتري أسياس أفورقي إعلانا يضع حدا لحالة الحرب.

هذا التقارب الذي أكسب ابيي أحمد جائزة نوبل للسلام في العام 2019، وضع سلطات جبهة تحرير شعب تيغراي في موقف حساس.

فمن جهة، تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي تهميش نخب تيغراي التي رأى أنها العقبات الرئيسية أمام إصلاحاته.

لكن هذا التهميش دفع قادة تيغراي للجوء إلى معقلهم والسعي إلى وضع آلية لتقرير المصير في إقليم تيغراي.

وعلى الجانب الآخر من الحدود، أصبح نظام أسياس أفورقي الاستبدادي حليفا لابيي.

تورط اريتريا في تيغراي

وأقر ابيي رسميا الثلاثاء أمام البرلمان بوجود القوات الإريترية في تيغراي للمرة الاولى بعدما أنكرت أديس أبابا وأسمرة ذلك لفترة طويلة. وهو أمر أبلغ به سكان وعمال إغاثة ودبلوماسيون وحتى بعض المسؤولين المدنيين والعسكريين الإثيوبيين.

وأظهرت تلك الإفادات أن القوات الإريترية أدت دورا رئيسيا في العمليات العسكرية وشاركت في العديد من المجازر مثل تلك التي حصلت في مدينة أكسوم وبلدة دينغولات.

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي الجمعة أن هذه القوات ستغادر تيغراي بعد لقاء أسياس في أسمرة.

بالنسبة إلى رولاند مارشال الباحث من مركز البحوث الدولية في معهد الدراسات السياسية في باريس من المؤكد أن إريتريا "أعادت قسرا لاجئين إريتريين كانوا، بالنسبة إليهم، يمثلون تهديدا محتملا بشكل مباشر أو غير مباشر".

قبل الصراع، كانت تيغراي موطنا لما يقرب من 100 ألف إريتري فروا من النظام الاستبدادي في أسمرة. وأعلنت المفوضية السامية للاجئين الجمعة أن مخيمي شيميلبا وهيتساتس اللذين كان هؤلاء فيهما في منطقة تيغراي "دمرا كليا".

ويعتقد الباحث الفرنسي أن إريتريا لا تقوم "بتصفية حسابات" فحسب بل "هناك شعور، عندما نرى ما يفعلونه في تيغراي، بفرض عقاب جماعي".

لكن ما قامت به أيضا هو القضاء على أي تطلع لإنشاء دولة تيغراي مستقلة، وهي خطوة يعدها نظام أديس ابابا بمثابة تهديد وجودي.

وقال الباحث "كان هناك أيضا هذا الخوف" معتبرا أن الإريتريين تدخلوا في تيغراي من أجل "القضاء على سلسلة كاملة مما يعتقدون أنه تحديات تاريخية من خلال ذبح مجموعات من السكان المدنيين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف