اقتصاد

سفيرة المملكة المتحدة لمؤتمر العمل المناخي 26:

الشرق الأوسط مهدد بشدة من التآكل البيئي

السفيرة البريطانية لشؤون المناخ جانيت روغان - صورة من وزارة الخارجية البريطانية
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: حذرت مسؤولة بريطانية من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتبر من أكثر مناطق العالم معاناة من شُحّ المياه، كما أنها معرّضة بشدة لتغير المناخ والتآكل البيئي.
وخلال مقابلة معها، ألقت السفيرة جانيت روغان، سفيرة المملكة المتحدة لمؤتمر العمل المناخي 26 لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الضوء على أهم العناصر التي لا بدّ من تضافرها حتى تحقق قمة العمل المناخي 26 النجاح.
وقالت السفيرة روغان إن قمة العمل المناخي 26 تتطلب وقوف العالم وقفةً موحّدة حتى نستطيع التعامل مع تحديات تغير المناخ، وجائحة كوفيد-19، والتنمية المستدامة.
فبعد مرور خمس سنوات على اتفاق باريس (وسنة واحدة من جائحة كوفيد)، ستكون قمة العمل المناخي 26 بمثابة وقفة لمراجعة ما أُحرِز من تقدم حتى الآن، وكي تفكر كل دولة في رفع مستوى طموحها من حيث مساهماتها الوطنية في الحدّ من العوامل التي تؤدي إلى تغير المناخ.
وقالت: لقد كان وقْع جائحة كوفيد-19 العالمية شديداً، لكن قمة العمل المناخي 26 تهيّء لنا الفرصة للنظر في كيفية النهوض من آثار الجائحة بشكل أفضل وأكثر صداقة للبيئة، والجمع بين جداول الأعمال العالمية والوطنية لتحقيق نمو اجتماعي-اقتصادي مستدام، وقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ولا سيما الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.

أولويات

وردا على سؤال عن الأولويات والتحديات التي تشعرين بوجودها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما يتعلق والعمل المناخي؟
قالت السفيرة روغان: تُعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر مناطق العالم معاناة من شُحّ المياه، كما أنها معرّضة بشدة لتغير المناخ والتآكل البيئي. وهو الآن رهينةَ بالفعل لدرجة من الاحترار تتجلى آثارها في ظواهر جوية شديدة ومتكررة كالجفاف والفيضانات والعواصف. وينعكس تغير المناخ بشكل غير متناسب على النساء والفتيات، ويؤدي إلى تفاقم مسألة عدم المساواة بين الجنسين، ولذلك فإن من المهم مراعاة الجوانب الجنسانية في السياسات. وهناك حاجة عالمية ملحة للحد من انبعاثات الكربون التي تساهم في تسخين الغلاف الجوي للأرض، وذلك للحيلولة دون ارتفاع حرارة كوكبنا بما يزيد عن 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. وعلى الرغم من أن المنطقة ككل مسؤولة عن حوالي 8% فقط من الانبعاثات العالمية، إلا أن فيها عدداً من مصادر الانبعاثات العالية، كما أن نصيب الفرد من الانبعاثات مرتفع بشكل عام. ومن واجب كل الدول، بما في ذلك الدول المنتجة الرئيسية للمحروقات من نفط وغاز، أن تعتمد نهج الوصول بالانبعاثات إلى الصفر من خلال المساهمات المحددة وطنياً والاستراتيجيات طويلة الأجل التي تحدد مسار الوصول بالانبعاثات إلى الصفر.
وهذا التوجّه العالمي نحو الوصول بالانبعاثات إلى يمثل تحدياً كبيراً لمصدري النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وقت يبتعد فيه العالم عن استخدام النفط والغاز.

الطاقة المتجددة

ومع ذلك، تظل المنطقة غنية بمصادر محتملة للطاقة المتجددة، لذا من الممكن رؤية تحولها العملي المستدام من الهيدروكربونات إلى مصادر الطاقة المتجددة. ولقد انخفضت تكلفة تكنولوجيا مصادر الطاقة المتجددة وغيرها من الطاقة منخفضة الكربون أكثر بكثير مما كان متوقعاً، ويمكن أن تساهم في استحداث ما يصل إلى 2.1 مليون فرصة عمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2050. إن اختيار التحوّل إلى الطاقة المتجددة هو اختيارٌ لمستقبل اقتصادي أجدى وأكثر استدامة للناس في هذه المنطقة، وتوجد مؤشرات فعلاً على حدوث ذلك: فالسعودية والإمارات ومصر والمغرب كلها أعلنت عن زيادة أهداف توليد الطاقة النظيفة عندها، وفي المغرب الآن أكبر محطة في العالم للطاقة الشمسية المركزة، كما طورت مصر مؤخراً واحدة من أكبر مجمعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم.

ضغوط

ثم إن الضغوط مثل الصراع وكوفيد-19 تزيد من الصعوبات التي تواجه الحكومات والشعوب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التعامل مع النمو الاجتماعي&-الاقتصادي والتعافي الأخضر. إن الجمع بين خطط التنمية المستدامة وخطط التعافي للصمود في مواجهة تغير المناخ بمشاركة الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمواطنين يمكن أن يساعد في بناء مستقبل أفضل للأعداد المتزايدة الشباب النشط وعموم سكان المنطقة الذين سوف يستفيدون من هواء أنظف، ومجتمعات أكثر صحة، ووظائف أكثر صداقة للبيئة، ومن نمو اقتصادي مستدام، وأمن الطاقة، ومناخ أكثر أماناً واستقراراً.

مخرجات ناجحة

• كيف يمكن لمختلف المعنيين في المنطقة، من القطاعيْن العام والخاص، المساهمة في تحقيق مُخرجات ناجحة لقمة العمل المناخي 26؟
- إنّ هدف المملكة المتحدة من استضافة قمة العمل المناخي 26 هو الخروج بموقف عالمي موحد ينتهج مساراً واضحاً نحو اقتصادٍ خالٍ من الكربون، والنهوض بشكل أفضل مما كان عليه الحال قبل كوفيد-19، وبناء اقتصاد عالمي صديق للبيئة أكثر مرونة وشمولية. وتهدف رئاستنا لقمة العمل المناخي إلى تأمين نتيجة تمثل مصالح جميع الأطراف. ومع ذلك، يلزم أن تؤدي هذه المخرجات إلى تسريع العمل للحد من الانبعاثات، وتعزيز التكيف مع تغير المناخ والقدرة على الصمود في مواجهته، ورفع مستوى ونطاق الدعم، وحماية الطبيعة وترميمها، وتمكين العمل بمشاركة الجميع. ويتعين على الحكومات والقطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني في المنطقة العمل معاً لتحقيق ذلك.

الأهداف الأساسية

إن الأهداف الأساسية الأربعة لقمة العمل المناخي 26 ترمي إلى تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس من خلال رفع مستوى الطموح نحو: تخفيف آثار تغير المناخ، والتكيف معها، والتمويل، والتعاون. ويلزم على كل بلد تحويل تعهداته في باريس إلى أفعال ملموسة من خلال تقديم مساهمات محدَّدة وطنياً أكثر طموحا ضمن الأهداف العالمية الشاملة بحلول 30 يوليو 2021، وذلك بعد تحديثها، حتى يمكن تضمينها في التقرير الإجمالي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والذي سوف يُقدّم إلى قمة العمل المناخي 26. ويجب أن تشتمل هذه المساهمات على أهداف واضحة وشفافة للعمل على الصعيديْن الوطني ودون الوطني، وأن تعكس أفضل الأدلة العلمية المتوافرة.
وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المغرب والإمارات ولبنان هي فقط التي قدمت حتى الآن مساهماتها المحددة وطنياً بعد تحديثها، وإننا نشجع جيرانها بشدة على تقديم مساهماتها المحددة وطنياً في أقرب وقت ممكن.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب على البلدان اتباع نهج شامل، وفي سبيلها إلى ذلك لا بدّ من تعزيز مشاركة المرأة في العمل المناخي، ومراعاة المساواة بين الجنسين بالكامل في وضع سياسات المناخ. وينبغي أن تعمم المساهمات المحددة وطنيا وخطط التكيف الوطنية المراعاة الكاملة للمنظور الجنساني، ويجب أن يكون للمرأة مساحة متساوية على الطاولة للمشاركة في وضع السياسات واتخاذ القرارات بشأن قضايا المناخ.

التنوع البيولوجي

كما ندعو البلدان إلى زيادة استعانتها بالحلول التي تستند إلى الطبيعة، وضمان أهداف طموحة للتنوع البيولوجي، وفي الوقت ذاته زيادة رقعة المناطق المحمية. ويعدّ تعاون القطاع الخاص في هذا الصدد أمراً ضرورياً لتحفيز التحول الاقتصادي بالكامل.
ويلزم على الشركات التجارية التفكير في الانضمام إلى هدف الوصول بالانبعاثات إلى الصفر، حيث يمكنها مشاركة ما لديها من خبرة وإيجاد طرق جديدة للاستثمار في المناخ. كما إن منظمات المجتمع المدني، من خلال ما لها من روابط مع عامّة السكان والنشطاء في البلاد، تعتبر عوامل تغيير، وما لديها من معلومات وقيادة ضروري لتقديم حلول محلية فعالة. ويمكن للمجموعات الشعبية والمنظمات غير الحكومية والجماعات الدينية أن تقوم بدور فعال في إلهام الحكومات في رفع مستوى طموحاتها، ونريد العمل معها لتكون قمة العمل المناخي 26 مؤتمراً لشرائح المجتمع كافّة حقا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف