أخبار

أشرف على انهيار جمهورية بناها

هكذا أحيا الأميركي زلماي خليل زاد إمارة طالبان بأفغانستان!

زلماي خليل زاد عراب الاتفاق بين الولايات المتحدة وطاالبان
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من كابول: إن كان هناك شخص بإمكانه جلب السلام إلى أفغانستان، فإنه المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد... أو هكذا صور نفسه طويلاً. لكن الدبلوماسي المخضرم أشرف في نهاية المطاف على انهيار الجمهورية التي عمل على بنائها بشق الأنفس، وفقًا لتقرير نشرته صحفية "الشرق الأوسط".

كلّفت واشنطن المبعوث الأفغاني - الأميركي البالغ 70 عاماً قيادة المحادثات مع &"طالبان&" على مدى سنوات، لتثمر عن اتفاق طوى صفحة أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، إذ نص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

جاءت هذه الخطوة بعد أكثر من عام من النشاط الدبلوماسي المكثّف الذي زار خليل زاد في إطاره عواصم أجنبية، فيما حضر قمماً في فنادق فخمة وألقى خطابات أمام مراكز أبحاث مرموقة. ولطالما أكد للحاضرين أن &"طالبان&" على استعداد لمناقشة تسوية.

اختفى صوته

لكن اختفى صوت خليل زاد منذ عادت &"طالبان&" إلى السلطة في أعقاب انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة إثر سلسلة هجمات خاطفة، بعدما كانت تصريحاته تنتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي، أن المبعوث لا يزال في قطر، حيث يجري اتصالات على أمل التوصل إلى تسوية دبلوماسية. لكن الاتفاق الذي كان يأمل بأن ينهي الحرب أطلق العنان لكارثة، وفقًا لـ "الشرق الأوسط".

وأفاد الباحث الرفيع لدى &"معهد هادسن&" حسين حقاني بأن خليل زاد قال للرؤساء الأميركيين المتعاقبين على السلطة الذين كانوا متحمسين لسحب جنود بلادهم من أفغانستان بأنه توصل إلى اتفاق سلام، لكنه كان في الواقع استسلاماً.

وقال حقاني لوكالة الصحافة الفرنسية: &"تفاوض بشكل سيئ، دفع طالبان للتجرؤ وادعى بأنه بإمكان المحادثات أن تثمر عن اتفاق لتشارك السلطة رغم أنه لا نية لطالبان لتشارك السلطة&".

مبعوث خاص

بحسب "الشرق الأوسط"، تولى خليل زاد ملف العلاقة بين الولايات المتحدة وأفغانستان في 2018 بعدما عيّنته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مبعوثاً خاصاً للإشراف على المفاوضات مع &"طالبان&".

وأعقب تكليفه مسيرة مهنية طويلة، إذ شكّل خليل زاد حكومات وليدة في أفغانستان والعراق بعد عمليات اجتياح أميركية متعاقبة، ما أكسبه سمعة بشأن قدرته على جلب المجموعات المتناحرة إلى طاولة المفاوضات.

وأعقب قرار واشنطن عقد المحادثات سنوات من العنف المتزايد في كابل، حيث أحدثت &"طالبان&" حالة من الفوضى عبر إرسالها انتحاريين إلى العاصمة الأفغانية.

وضمن خليل زاد الغفران عن المؤسس المشارك لـ&"طالبان&" الملا عبد الغني برادر الذي كان محتجزاً في باكستان لإطلاق المبادرة، فيما كان الطرفان يعملان معاً للتوصل إلى اتفاق يمهّد لانسحاب واشنطن بعد نزاع دام لنحو عقدين. وخلال المفاوضات التي استمرت على مدى شهور في قطر، قيل إن خليل زاد تقارب مع وفد &"طالبان&".

يضحك مع طالبان

وأظهرت صور نشرت على الإنترنت المبعوث وهو يضحك مع ممثلي الحركة، ما أثار امتعاضاً في أفغانستان، حيث كانت الحرب مستعرة.

وعندما تم التوقيع النهائي على اتفاق الانسحاب في فبراير (شباط) 2020، خلال حفل في الدوحة، كان خليل زاد حصل على تطمينات مبهمة بمعظمها من &"طالبان&" بشأن أي سلام مستقبلي.

وكتبت كيت كلارك من &"شبكة محللي أفغانستان&" في تقرير جديد: &"انتزع خليل زاد... التزاماً قوياً واحداً فقط (من عناصر طالبان)، وهو أنهم لن يهاجموا الولايات المتحدة و(حلفاءها)&".

وكانت وعود &"طالبان&" بالتخلي عن تنظيم القاعدة وغيره من المجموعات الإرهابية الدولية وبدء محادثات مع الحكومة الأفغانية أكثر غموضاً. وبدا أن الاتفاق لم يكن أكثر من مجرّد سلسلة تنازلات أميركية.

تغادر الولايات المتحدة أفغانستان من دون وقف لإطلاق النار ولم تضع حتى إطار عمل لأي عملية سلام مستقبلية ستكون ضرورية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب.

كثف الضغط

بدلاً من انتزاع ضمانات من &"طالبان&" في الأشهر التي تلت الاتفاق، كثّف خليل زاد الضغط على الحكومة الأفغانية، فأجبر الرئاسة على إطلاق سراح آلاف السجناء التابعين للحركة الذين عززوا على الفور صفوف مسلّحي الحركة.

وفاقم الاتفاق الضغط على الحكومة عبر إطلاقه عداً تنازلياً نظراً لتعهّد الولايات المتحدة سحب كامل جنودها من أفغانستان بحلول مايو (أيار) 2021، في مهلة تم تمديدها لاحقاً إلى سبتمبر.

ولم يترك ذلك أمام الحكومة الأفغانية كثيراً من الوقت والمساحة للمناورة.

وأشعل قرار الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل (نيسان)، المضي قدماً بالانسحاب آخر فتيل، فأطلق العنان لهجوم شامل شنّته &"طالبان&" أطاح بالحكومة الأفغانية بالقوة في 15 أغسطس (آب).

تنديد بأدائه

قبل يومين من ذلك التاريخ، بعث النائب الأميركي مايكل والتز (الذي كان جندياً في أفغانستان) رسالة إلى بايدن ندد فيها بأداء خليل زاد. وكتب أن خليل زاد &"قدّم لك مشورة سيئة وفشلت استراتيجيته الدبلوماسية فشلاً ذريعاً&".

وأضاف: &"في ضوء هذه الكارثة، يتعيّن على السفير (خليل زاد) الاستقالة فوراً أو إقالته من منصبه&"، وفقًا لـ "الشرق الأوسط".

في اليوم ذاته، صدرت آخر تغريدة من خليل زاد ناشد فيها &"طالبان&" سحب قواتها التي دخلت كابل.

وقال فيها: &"نطالب بوقف الهجمات على المدن فوراً ونحض على تسوية سياسية، ونحذر من أن أي حكومة تفرض بالقوة ستكون بمثابة دولة منبوذة&"... وهي دعوات جاءت بعد فوات الأوان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فاسد كبير
زارا -

زلماي خليل زاد فاسد كبير, فلا عجب لوصول افغانستان الى ما وصلت اليه. هو ايضا من اشرف على تشكيل الحكومة في العراق في 2003.