العراق: القوى الشيعية ترفض نتائج العد اليدوي بعد معارضتها للإلكتروني!

إيلاف من لندن: بعد أن عارضت قوى الإطار الشيعي في العراق نتائج العد الالكتروني لأصوات الناخبين سابقاً، عادت لترفض نتائجه يدويا.. فيما دعا الصدرالدول الاقليمية للكف عن تدحلها في الشأن العراقي فورا.

واعتبرت قوى "الاطار التنسيقي" الشيعية "عدا التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر" ان "الاجراءات التي وضعتها المفوضية العليا للانتخابات للعد والفرز اليدوي الجاري حاليا قد افرغت العملية من مضمونها" بحسب رأيها.

وقالت قوى الاطار في بيان صحافي مساء السبت "حصلت "ايلاف" على نصه انه "حرصاً منا على حفظ اصوات المواطنين وعدم التفريط بها واستمرارا لموقفنا في متابعة الاجراءات القانونية في النظر بالطعون واجراء العد والفرز اليدوي على اساسها لاحظنا ان الاجراءات التي وضعتها المفوضية للعد والفرز اليدوي قد افرغت العملية من مضمونها من خلال اعتماد المعايير الالكترونية وليس المعايير البصرية في العد اليدوي".

وعد الاطار التنسيقي ان ذلك يأتي "خلافا لقانون الانتخابات الذي اكد اعتماد نتيجة العد اليدوي عند الطعن وليس المعايير الالكترونية ومع اعلان المفوضية وجود اكثر من 700 الف ورقة اقتراع غير مقروءة فقد اعلنت هي نفسها ان نتيجة المطابقة بين العدين هي 100 بالمائة برغم وجود الاف الاوراق التي لم تقرأ بواسطة الجهاز !! وهو استمرار متعمد لتغييب ارادة الناخبين" بحسب قوله.

وأشار الاطار الشيعي الى انه ازاء ذلك فانه "يؤكد رفضه لهذه الاجراءات ونتائجها ".. ويطالب الهيئة القضائية بالنظر بموضوعية في جميع الطعون المقدمة "وايقاف هذا الهدر المتعمد لمئات الآلاف من اصوات الناخبين واجراء العد والفرز اليدوي الشامل وفق المعايير الموضوعية".

معتصمون من القوى الشيعية الرافضة لنتائج الانتخابات امام المنطقة الخضراء في بغداد رافعين صورة بلاسخارت التي يتهمونها بالتمساعدة على تزوير الانتخابات (أ ف ب)

ومن جهتها اعلنت حركة حقوق الجناح السياسي لكتائب حزب الله العراقي المرتبط بأيران سحب مراقبيها من عمليات العد اليدوي.
وكتب رئيس الحركة حسين مؤنس في تغريدة على تويتر تابعها "ايلاف" قائلا "نعلن في حركة حقوق سحب مراقبينا المتواجدين في مفوضية الانتخابات بعد ان تم منعهم من الاشراف المباشر على العد والفرز اليدوي لبعض نتائج الانتخابات في جانب الرصافة" من بغداد.

وأشار الى ان "عدم اجراء العد والفرز اليدوي الشامل ومنع مراقبينا من ممارسة حقهم القانوني يعزز شكوكنا بنزاهة وسلامة النتائج التي اعلنت والتي ستعلن لاحقاً". وكانت الحركة قد فازت بمقعهد واحد في البرلمان الجديد بحسب النتائج شبه النهائية التي اعلنتها مفوضية الانتخابات مؤخرا.

يشار الى ان الاطار التنسيقي للقوى الشيعية يضم كلا من : نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون وهادي العامري رئيس تحالف الفتح وحيدر العبادي رئيس ائتلاف النصر وعمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة وفالح الفياض رئيس حركة عطاء وهمام حمودي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي أضافة الى شخصيات شيعية أخرى.

تطابق العد اليدوي مع الإلكتروني تماماً

وجاء رفض قوى الاطار التنسيقي للقوى الشيعية لنتائج العد اليدوي بعد ساعات من اعلان مفوضية الانتخابات ان نتائج هذا العد في محافظات بغداد ونينوى وبابل وديالى جاءت مطابقة لنتائج العد الالكتروني التي اعلنت نتائج الانتخابات بموجبها 100 بالمائة.

وقال حسن سلمان مدير دائرة الإعلام والاتصال الجماهيري في مفوضية الانتخابات في تصريحات للاعلام الرسمي تابعتها "ايلاف" مساء السبت انه "منذ أن بدأت مفوضية الانتخابات عد وفرز أصوات المحطات المطعون بنتائجها الاسبوع الماضي فقد باشرت وفق جدول زمني محدد للمحافظات وانهت السبت العملية مع 348 محطة بجانب الكرخ من بغداد اذ ان كل الإشارات تؤكد أن النتائج متطابقة بين العدين اليدوي والالكتروني.

وأكد انه من خلال التواجد اليومي لمسؤولي المفوضية في قاعة العد والفرز فقد "لمسنا حالة رضا من قبل وكلاء الأحزاب والمرشحين والمراقبين المحليين والدوليين على مجريات العملية ونتائجها والامور بدأت تكون أكثر قناعة بالنسبة للمشتكين بصحة النتائج".

وأوضح ان اليوم الاحد سيشهد عملية العد والفرز اليدوي للمحطات المطعون بنتائجها في 6 محافظات هي : أربيل وكركوك وكربلاء والمثنى والقادسية والأنبار في حين سيكون يوم غد الاثنين مخصصًا لمحافظة ذي قار. وأكد أن "المفوضية فتحت الباب أمام تقديم طعون مجدداً بالنسبة بالمدعيات الأولى التي تمت احالتها إلى الهيئة القضائية التي لا تحمل توصية بالعد والفرز فقط ما يمنح المجال أمام المشتكين لتقديم اوراقهم".

يشار الى ان مفوضية الانتخابات كانت قد قررت منتصف الشهر الحالي وبناء على استلام 1400 طعنا بالنتائج الاولية للعد الالكتروني للاصوات اعادة عد وفرز أصوات 2000 محطة اقتراع يدويا من بين مجموع المحطات التي اجريت عبرها الانتخابات المبكرة في العاشر من الشهر الحالي والبالغة 55 الف و41 محطة.

الصدر يطالب بالكف عن التدخل في شؤون العراق

ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "دولا أقليمية" إلى عدم التدخل بالشأن العراقي وسحب يدها فورا من هذا الامر مشددا بالقول :العراق أولا.

تغريدة الصدر مساء السبت عن تدخل دول اقليمية في الشأن العراقي (تويتر)

وقال الصدر في تغريدة له على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "ايلاف" مساء السبت "تصلنا أخبار مؤكدة بتدخلات إقليمية بالشأن العراقي الانتخابي والضغط على الكتل والجهات السياسية من أجل مصالح خارجية فيها ضرر كبير على العراق وشعبه".
ودعا الصدر"جميع الدول ذات التدخلات الواضحة إلى سحب يدها فوراً".. مشدداً بالقول "كما أنني رفضت التحاور معهم، فعلى الكتل عدم اللجوء إليهم وإدخالهم في شؤوننا الداخلية.. فنحن عراقيّون ونحل مشاكلنا فيما بيننا حصرا".

وتابع محذرا "وإلا ففي تدخلهم وإدخالهم، إهانة للعراق وشعبه واستقلاله وهيبته وسيادته".. وختم بالقول "#العراق_أولا.
وتأتي تغريدة الصدر هذه اثر معلومات اشارت الى ان ايران قد حذرت القوى السنية والكردية العراقية من ان اتخاذها لقرارت خلال مرحلة مابعد الانتخابات وخاصة مايتعلق منها باختيار الحكومة الجديدة والرئاسات خارج رغبة القوى الشيعية فأن ذلك ستعتبره تهديدا لامنها القومي.

وكانت مفوضية الانتخابات العراقية قد اعلنت قبل ايام النتائج شبه النهائية للانتخابات المبكرة حيث حصل التيار الصدري على أعلى عدد مقاعد في البرلمان العراقي الجديد بواقع 73 مقعداً، وحل تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي في المركز الثاني بحصوله على37 مقعداً، وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي في المرتبة الثالثة بحصوله على 34 مقعداً ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ 33 مقعداً فيما حصل تحالف الفتح على 16 مقعداً.

وعقب إعلان هذه النتائج فقد رفض تحالف الفتح المظلة السياسية للمليشيات العراقية الموالية لايران وائتلاف دولة القانون وتيارالحكمة وائتلاف النصر وكلها قوى شيعية إضافة إلى الحزب الإسلامي وتحالف عزم السُنيان نتائج الانتخابات.