أخبار

بكين ترسخ مكانتها.. وواشنطن على الهامش

نيويورك تايمز: تفاهم الرياض – طهران انقلاب دبلوماسي في الشرق الأوسط

رجل في طهران يحمل صحيفة محلية تنقل على صفحتها الأولى الصفقة التي توسطت فيها الصين بين إيران والسعودية لإعادة العلاقات ، الموقعة في بكين، 11 مارس 2023
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أشار الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه في بكين لاستعادة العلاقات بين السعودية وإيران إلى إعادة ترتيب مؤقتة على الأقل للتحالفات والخصومات المعتادة، مع ترك واشنطن على الهامش.

إيلاف من بيروت: أخيرًا، هناك اتفاق سلام من نوع ما في الشرق الأوسط. ليس بين إسرائيل والعرب، بل بين السعودية وإيران، اللتين كانتا في حناجر بعضهما البعض منذ عقود. ولا تتوسط فيها الولايات المتحدة بل الصين. هذا أحد أكثر التطورات التي يمكن أن يتخيلها أي شخص تقلبًا، وهو التحول الذي ترك الرؤوس تدور في عواصم حول العالم. لقد انقلبت التحالفات والمنافسات التي حكمت الدبلوماسية لأجيال.

الأميركيون، الذين كانوا الفاعلين المركزيين في الشرق الأوسط على مدى ثلاثة أرباع القرن الماضي، وهم دائمًا الموجودين في الحدث، يجدون أنفسهم الآن على الهامش في لحظة تغير كبير. الصينيون، الذين لعبوا سنوات دورًا ثانويًا في المنطقة، حولوا أنفسهم فجأة إلى لاعب قوي جديد. والإسرائيليون، الذين كانوا يغازلون السعوديين ضد خصومهم المشتركين في طهران، يتساءلون الآن أين يضعهم هذا الاتفاق.

قالت إيمي هوثورن، نائبة مدير الأبحاث في مشروع الشرق الأوسط للديمقراطية، وهي مجموعة غير ربحية في واشنطن: "لا طريقة للالتفاف حول الصفقة، إنها كبيرة. نعم، لا يمكن للولايات المتحدة أن تتوسط في مثل هذه الصفقة الآن مع إيران على وجه التحديد، فلا علاقات تربطنا بها. لكن بالمعنى الأكبر، الإنجاز المرموق للصين يضعها في قلب اتحاد جديد دبلوماسيًا يتفوق على أي شيء تمكنت الولايات المتحدة من تحقيقه في المنطقة منذ تولى بايدن منصبه".

رحب البيت الأبيض علنًا بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، ولم يعرب عن قلق صريح بشأن دور بكين في ذلك. سرًا، هزء مساعدو بايدن بالقول إن الصفقة دليل على تأكل النفوذ الأميركي في المنطقة. وقال محللون مستقلون إن من غير الواضح إلى أي مدى سيذهب التقارب بين السعودية وإيران بالفعل. بعد عقود من المنافسة العنيفة أحيانًا على القيادة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الأوسع، لا يمثل قرار إعادة فتح السفارات التي أُغلقت في عام 2016 إلا خطوة أولى. هذا لا يعني أن سنة الرياض وشيعة طهران قد وضعوا جانبا كل خلافاتهم العميقة والباطنية. في الواقع، قد لا تصل الاتفاقية الجديدة لتبادل السفراء إلى خواتيمها السعيدة إذ وضعت في جدول زمني حذر مدته شهرين.

إيران أبدت التزامها

مفتاح الاتفاق، بحسب ما قاله السعوديون للأميركيين، كان التزام إيران وقف الهجمات على السعودية وتقليص الدعم للجماعات المتشددة التي استهدفت المملكة. فقد سعت السعودية إلى تعليق الأعمال العدائية مع إيران لسنوات، أولاً من خلال محادثات عُقدت في بغداد ولم تسفر عن منيجة. قال مسؤولو إدارة بايدن إن السعوديين أطلعوهم على المناقشات الجارية في بكين، لكن الأميركيين شككوا في وفاء إيران بالتزاماتها الجديدة.

قال ستيفن إيه كوك، الزميل البارز لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية: "يرى بعضهم في الخليج أن هذا القرن صيني. وقد أعرب السعوديون عن اهتمامهم بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون ويذهب جزء كبير من نفطهم إلى الصين". وقال دانييل كيرتزر، السفير السابق لدى إسرائيل ومصر الآن في جامعة برينستون، إن الديناميكيات المتغيرة التي يمثلها الاتفاق الذي توسطت فيه الصين لا تزال تشكل تحديًا لإدارة بايدن عندما تفضل التركيز في مكان آخر. أضاف: "إنها علامة على خفة الحركة الصينية للاستفادة من بعض الغضب السعودي الموجه للولايات المتحدة ومن القليل من الفراغ هناك. وهذا انعكاس لحقيقة أن السعوديين والإيرانيين يتحداثون منذ بعض الوقت. وهي لائحة اتهام مؤسفة لسياسة الولايات المتحدة".

جمعت الصين المملكة العربية السعودية مع إيران في وقت كانت إسرائيل تأمل فيه أن تجمعها الولايات المتحدة مع السعودية. بعد أن أقامت علاقات دبلوماسية مع دول الخليج الأخرى، والإمارات العربية المتحدة والبحرين، خلال الأيام الأخيرة لإدارة ترمب فيما أطلق عليه اتفاقيات إبراهيم، تريد إسرائيل بفارغ الصبر أن تفعل ذلك مع السعودية أيضًا. ومن شأن هذه الخطوة أن تمثل تغييراً جوهرياً في مكانة إسرائيل في جوارها المعادي منذ فترة طويلة، وبالتالي إنهاء أجيال من العزلة من قبل العالم العربي. لكن السعوديين طلبوا أكثر مما ترغب واشنطن في تقديمه. في مقابل فتح علاقات رسمية مع إسرائيل، طلب السعوديون من الولايات المتحدة ضمانات أمنية، والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني، وقيود أقل على مبيعات الأسلحة الأميركية. ويعتبر مسؤولو الإدارة الأميركية الطلبات مفرطة ولكنهم يرون أنها محاولة افتتاحية يمكن أن تؤدي إلى التطبيع. في غضون ذلك، ساعد فريق بايدن في إحراز تقدم بين البلدين، مثل فتح المجال الجوي السعودي أمام جميع الطائرات المدنية الإسرائيلية.

التوجه شرقًا

فشلت إدارة بايدن في إحياء اتفاق نووي مع إيران تفاوض عليه في عام 2015 الرئيس باراك أوباما ثم تخلى عنه ترامب لاحقًا. وتعثرت الدبلوماسية على مدى عامين وتقول وكالة الرقابة التابعة للأمم المتحدة إن إيران لديها الآن ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة أسلحة نووية إذا اختارت ذلك، رغم أنها لم تتقن صنع رأس حربي حتى الآن. وبسبب العقوبات الأميركية، تحركت إيران لتعميق علاقاتها مع روسيا والصين الآن. قدمت طهران طائرات بدون طيار لروسيا في حاجة ماسة إليها لاستخدامها في حربها في أوكرانيا، مما يجعلها شريكًا أكثر أهمية لموسكو بوتين أكثر من أي وقت مضى.

بالتحول إلى بكين للتوسط مع السعوديين، ترفع إيران مستوى الصين في المنطقة وتسعى للهروب من العزلة التي تفرضها واشنطن. وتجد إسرائيل أن آمالها في تحالف مناهض لإيران مع المملكة العربية السعودية قد تبددت بشكل واضح. ويقول مسؤولو إدارة بايدن إن إيران تتعرض لضغوط حقيقية وتعاني من ضائقة اقتصادية عميقة بسبب العقوبات الأميركية. لكن هذا لا يعني أن الصين تريد أن تمتلك إيران أيضًا سلاحًا نوويًا. إذا كان لبكين نفوذ جديد في طهران، فإن المسؤولين الأميركيين يأملون أن تتمكن من استخدامه لكبح طموحات إيران النووية.

مع ذلك، مقلق للعديد من صناع السياسة الأميركيين المخضرمين رؤية الصين تلعب مثل هذا الدور الضخم في منطقة بعد سنوات من تحقيق النجاحات. وقالت مارا رودمان، نائبة الرئيس التنفيذي للسياسة في مركز التقدم الأميركي والمبعوث السابق للشرق الأوسط في عهد أوباما: "هذا آخر تذكير بمنافسة على المسرح العالمي، لا يقتصر الأمر بأي حال من الأحوال على المحيطين الهندي والهادئ، تمامًا كما لا يقتصر على الاقتصاد أو الأمن أو المشاركة الدبلوماسية".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها بيتر بايكر ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بن سلمان يستطيع ان يخـــدع بايـــدن / ولكن هل يستطيع ان يتمرد على امريكـــا ،؟!!
عدنان احسان- امريكا -

لا اعتقد ان هنـــاك انقلاب بالعلاقات والتحالفات وليس هناك مفاجآت / وعلاقه امريكا مع الخليج لا تحل بقــــرارات ولقاءت ،يعني - واقول طولوا بالكم شـــوي ، وعندما دخلت السعوديه بازمتها - استدانت السعوديه حتى رواتب الموظفين من امريكا ، والسؤال من الذي انقذ السعوديه - والامـــــــارات من ازمتهم ، التي سببتها لهم ، امريكا - ثم حلتها ، وهنا اما ولا اقول ان امريكا شريفه - بل دوله لصوص ، ولكن اعتقد - العــــلاقه كما يقول المثل الشامي ،،، الشغله مشربكه - وداخله ببعضها من راس لاساسها- ويمكن تكون - من فصول الحمله الانتخابيه لازاحه عصابه اللصوص - والفسده في البيت الابيض ، وتفيت الشارع الامريكي ٠ لصعود قوى جديـــده ، بالشارع الامريكي - غير القوى التي يتسلط عليها التجار الفسده ، والسفله يعني كل واحد يفسرها على كيفوا ، ونصيحه طولوا بالكم شوي وامريكا - عندما تمرد عليها السادات - جاءت بمبارك - وبعــــد مبارك جاء ت ، بمرسي يعني السياسه والعلاقات الدوليه لا تخضـــــع للذكاء الصناعي ، بل في السياسه الامريكيه ا لازمها واحد حمـــار بالبيت الابيض / ،مثل جونسن - بدل كيندي - وريغن - ابو الزهايمر - بدل نيكسون - وجورج بوش الابن بدل من ال غـــــور - وبايــــدن بدل ترمب .- والذي سيعود ليصحح - الوضع ، بصفقه قرن - خليجيــــــــه - واما باقـــي مشــــاكل العرب الاخرى - المظاهرات في تل ابيب ستحلها ، بعد ان فشلت مظاهرات الربيع العربـــــــي ،،