أخبار

20 عاماً على سقوط النظام

روح صدام حسين تهيمن على تكريت!

امرأة تلتقط صورة باستخدام هاتفها المحمول مع غلاف يظهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالقرب من الرويس ، شمال قطر ، في 7 ديسمبر 2022 ، خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يشعر السكان السنة في تكريت أنهم ما زالوا يتحملون ظلمًا إرث حكم الديكتاتور صدام حسين.

إيلاف من بيروت: على منحدر فوق نهر دجلة، تلوح قصور صدام حسين نصف المدمرة في بلدته تكريت، والأراضي المهجورة التي تحمل آثار الغزاة. رسم الجنود الأميركيون تاريخ وصولهم عام 2003 على الجدران ذات اللون الرملي. وبعد عقد من الزمان، حفر تنظيم الدولة الإسلامية مقابر جماعية في التلال وفجر جزءًا من المجمع.

أقل وضوحا من بقايا نظام صدام البائد هي الانقسامات المستمرة المتبقية في هذا المجتمع، مركز السلطة خلال حكم صدام، بعد 20 عاما من سقوط الديكتاتور. تعقدت احتمالات المصالحة بسبب موجات العنف المتكررة التي اجتاحت البلاد منذ ذلك الحين، ما أدى إلى نكء الجراح القديمة وإدامة الفتنة. أُعدم صدام في عام 2006، لكن بعض السنة في تكريت يشعرون أنهم ما زالوا يتحملون ظلما إرث حكمه الوحشي. تستمر الحكومات العراقية المتعاقبة في إنزال العقوبة بأولئك المتهمين بصلاتهم بالنظام السابق. تعمقت الانقسامات عندما استولى داعش على مساحات شاسعة من شمال العراق في عام 2014. وأدت الحرب إلى إحداث شرخ في المجتمع.

معاملة قاسية
تعيش قبيلة صدام، البو ناصر، على هامش المجتمع. في إحدى الأمسيات الشتوية الأخيرة، تجمع البعض في ضواحي تكريت، وتبادلوا قصصًا عما يرون أنه عقاب جماعي على صلاتهم بالنظام القديم، ومؤخراً، دعمهم المزعوم لتنظيم داعش ودورهم المتنازع عليه بشدة في مذبحة ضد الطلاب الشيعة. وقال خالد أمين زعيم قبيلة البو ناصر التي يبلغ تعداد سكانها نحو 40 ألف نسمة: "الطريقة التي تعاملوا بها مع أهالي تكريت وقبيلة البو ناصر كانت قاسية. مرت 20 سنة. إذا كان شخص ما غير مطلوب من قبل السلطات، فعليهم السماح له بالاندماج في المجتمع".

حاول أمين، الذي كان نائبًا في البرلمان قبل 2003، الدخول مرة أخرى في العملية السياسية. سجل للترشح في انتخابات 2021، وعلى الرغم من أنه قال إنه قدم الرسالة المطلوبة من هيئة العدالة والمساءلة لتبرئته من أي مخالفة، أبلغته مفوضية الانتخابات أنه غير مؤهل، "لأنني بعثي" كما يقول.

يتجلى وضع تكريت خلال حكم صدام الذي استمر 24 عامًا في عشرات القصور التي بناها، والتي لا تضاهيها سوى العاصمة بغداد. منح الديكتاتور سكان مدينته امتيازًا في الوصول إلى المناصب الحكومية، في حين أن المراتب العليا في أجهزته الأمنية القاسية غالبًا ما تمتلئ بالمقربين من أفراد قبيلته. بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003، شرعت الحكومة الجديدة التي يقودها الشيعة في عملية اجتثاث البعث (أعيدت تسميتها في ما بعد بـ "العدالة والمساءلة") لتطهير المؤسسات العراقية من الموالين للنظام. حوكم صدام وبعض مساعديه المقربين وأعدموا. تم فصل مئات الآلاف من موظفي الحكومة الذين كانوا أعضاء في حزب البعث أو أجبروا على التقاعد المبكر. لكن الكثيرين يتساءلون عما إذا كان اجتثاث البعث هو انتقام أكثر منه عدالة. قال مسؤول حكومي رفيع: "لنكن صادقين، كان معظم العراقيين أعضاء في حزب البعث في ذلك الوقت"، مضيفًا أن الوصول إلى التعليم والعمل كان مشروطًا بالولاء للحزب.

موطئ قدم
نجح بعض أعضاء حزب البعث السابقين في إعادة تنظيم أنفسهم واستعادة موطئ قدم في النظام الجديد، بينما وجد آخرون ممن ارتكبوا جرائم ملاذًا في كردستان العراق، حيث تحميهم حكومة شبه مستقلة من الملاحقة القضائية. لكن في باقي أنحاء العراق، يستمر اجتثاث البعث، على الرغم من تزايد المخاوف من أنه أصبح أداة للابتزاز السياسي والإثراء غير المشروع. السياسيون، من الشيعة والسنة، يستخدمون القانون لاستبعاد خصومهم، في حين أن أولئك الذين لديهم الوسائل المالية اللازمة يمكنهم بسهولة شراء براءتهم.

في وقت سابق من هذا العام، صدرت أوامر لعشرات الموظفين في جامعة تكريت بالتقاعد كجزء من عملية التطهير الأخيرة. قال موظف جامعي سابق أُجبر على ترك العمل في عام 2020 لأنه عمل كموظف استقبال في إحدى الأجهزة الأمنية المخيفة في عهد صدام: "الجميع يرى في ذلك ظلمًا، لكن لا أحد يستطيع التحدث عنه". وبحسب ما ورد تمكن بعض زملائه من إعادة شراء وظائفهم.

جعلت الحرب مع داعش طي الصفحة أكثر صعوبة. انضم عدد من كبار البعثيين إلى الجماعة الإرهابية في محاولة لاستعادة السلطة لكنهم قُتلوا لاحقًا. ما تبقى نقطة خلاف شرسة هو دور البو ناصر في ما يسمى مذبحة سبايكر. عندما سيطر تنظيم الدولة على تكريت، قام المسلحون باعتقال ما لا يقل عن 1500 طالب شيعي شاب تدربوا في أكاديمية سلاح الجو، تسمى كامب سبايكر. تم نقلهم إلى النهر قرب قصر صدام وتم إعدامهم بدم بارد، وألقيت بعض الجثث في قعر دجلة، ودفن البعض الآخر في مقابر جماعية ضحلة في أرض القصر. تم تحويل موقع المذبحة إلى نصب تذكاري مؤقت تسيطر عليه الآن قوات الحشد الشعبي الذي يزعم أن قبيلة البو ناصر ساعدت داعش للانتقام من سقوط نظام صدام.

العراق ملكهم
كان أفراد قبيلة ألبو ناصر يعتبرون العراق ملكا لهم. وقال أحمد حسن، نائب قائد اللواء السادس في الحشد الشعبي المعروف باسم كتائب جند الإمام: "بعد أن فقدوا السلطة، اعتبروا كل من شارك في الحكومة الجديدة خائنًا". وقال في مقابلة داخل أحد القصور حوله مكتباً له: "كانوا المشاركين الرئيسيين في المجزرة". يقول السكان المحليون إن مثل هذه التصريحات تطيل أمد الصراع لا أكثر. وقال عمار البلداوي، نائب محافظ المحافظة: "ما حدث في سبايكر نفذته منظمة ارهابية. عزو هذه الحادثة إلى قبيلة واحدة هو تشويه للواقع".

على بعد مسافة قصيرة بالسيارة جنوب تكريت، كانت العوجة في يوم من الأيام موطنًا لثلاثة آلاف شخص، بمن فيهم صدام وأقاربه. يقال الآن إنها مدينة أشباح يسيطر عليها الحشد الشعبي، حيث يتهم سكانها السابقون القوات شبه العسكرية بالاستيلاء على الأراضي. طلبت السلطات المحلية والقبائل مرارًا وتكرارًا من الحكومة الفيدرالية السماح لمن ليس لديهم تهم جنائية باستعادة أراضيهم، وكان آخرها خلال زيارة رئيس الوزراء لتكريت في ديسمبر الماضي. قال نائب المحافظ: "نريد إغلاق هذا الملف بشكل نهائي". طلب الشيخ أمين من البو ناصر من رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الإدلاء ببيان علني لتبرئة اسم القبيلة. استمع رئيس الوزراء باهتمام وأخذ الملاحظات، وما زال أهالي تكريت ينتظرون الجواب.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبتها سيمونا فولتين ونشرتها صحيفة "غارديان" البريطانية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اكلوا العسل والان ياكلون الحنظل
صالح -

في زمن الزائل اكل اهل تكريت العسل و عبثوا في العراق فسادا والان ياكلون الحنظل

الى جهنـــم وبئس المصير ،،
عدنان احسان- امريكا -

جبـــان - لو كنت مكانه - لقاتلت - قبل ان اعتقل - واحاكم بهذه الطريقه القذره ،،،،وهذا مصير كل كلاب امريكا الذين اتت بهم ،رتخلصت منهم بعد انتهاء مهمتم ،،، ولكل واحد سيناريو مختلف - من صدام - وزين العابدين التونسي - للقـــذافي الذي اختبا بالمجارير - وحسني مبارك المخرفن ، وعلي عبد الله طالــح اليمني الذي هرب بثـوب النساء - لعمر الحقير السوداني ،،،،والمخفي اعظم ،،، ومن ام يمثتل - لاوامرها اغتالتـــه ،،و تامرت عليه بطريقــه او باخرى مثل - جمال عبد الناصر - و الملك فيصل - واسحق رابين - وانور السادات . و هذا تاريخ امريكا - وصـــدام اغبي مثال ،، ومكانه مزبله التاريـــخ ،،

الطبقه المستفيده
النورس المهاجر -

من حق التكارته وأهل العوجه أن يترحمون على طاغية العراق هدام المجرم فقد كانت هم الطبقه المستفيده والتي تحكم العراق مع بعض من أهل الموصل وأهل الرمادي الموالين لصدام بينما أهل الجنوب والوسط كانوا مثل حظيرة الخرفان للذبح والقتل في معارك ومغامرات صدام التي لاتنتهي فقد كنا نتمنى رغيف الخبز ونطحن نوى التمر وقد عاش الذل أغلب طبقات الشعب العراقي بينما صدام وحاشيته وقبيلته كانوا يقيمون حفلات الغجر والسكر والعربده ويتمنون عدم زوال الحصار وهناك كتب لو تحدثنا بها عن جرائم أهل العوجه وتكريت من قتل وتعذيب وأغتصاب للشعب العراقي ..

ايام صدام حسين
حسين -

كان العراق من دون لصوص ولا مختلسين ولا طوائف ولا ايران العمائم. اليوم ينعم ثوار المركبة الامريكية بالخراب الروحي والمادي لبلد كان اسمه العراق. المشكلة ان معارضي نظام صدام حسين كانوا خونة الوطن بشكل مائز، لم يكونوا ثوارا قط، وقد انطبقت عليهم خطبة الحجاج المشهورة : يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ....

أساؤوا الولاية والمواطنة والاخلاق
البو ناصر -

البو ناصر وباقي عشائر تكريت والرمادي والموصل وكركوك وديالى من الطائفة السنية في غالبها أساؤوا للعراقيين وخاصة الشيعة منهم وعاملوهم معاملة جلفة بغير جريرة. ومازالوا يعتقدون انهم كانوا أولى وأجدر وأحرى بالإمساك بالسلطة واداراتها بالقسوة وسوء الخلق الذي طالما مارسوه ضد باقي العراقيين. لن يحاسبهم احد على حبهم للمقبور صدام ولن يهتم احد بحبهم له، فسيكون لهم حساب آخر يوم القيامة بالنسبة للمؤمنين بيوم الحساب الإلهي. اغلب عشائر تلك المناطق اغتروا وخدعوا انفسهم بإستعادة السلطة عبر الإرهاب بعد ان خابوا في تسلمها من الولايات المتحدة كما كان رجاؤهم. هذا درس إلهي لأهالي تلك المناطق ليتعظوا ويتواضعوا ويتوبوا قبل ان يهووا في نار الجحيم.

البو ناصر هم غجر قدموا من الهند
عراقي متشرد -

قبيلة البوناصر هم غجر قدموا من الهند عبر إيران واستقروا في تكريت وكانوا يمارسون عملهم المتمثل في الرقص والغناء والدعارة واستعربوا وسموا أنفسهم البوناصر وزعموا أنهم ينتمون إلى الإمام الشيعي الحسين .وفي بداية تكون الدولة العراقية امتهنوا السلب والسرقة وتقربوا إلى الحكام الجدد عن طريق بناتهم الجميلات فدخلوا الجيش والشرطة وصاروا قادة .