أخبار

توماس فريدمان يفند أخطاء تل أبيب في غزة

قبرٌ لحماس.. وآخر لإسرائيل!

وتنتشر دبابات وآليات تابعة للجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع قطاع غزة في 18 أكتوبر 2023
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من دبي: بينما تناقش إسرائيل ما يجب فعله في قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، يأمل الكاتب السياسي الأميركي توماس فريدمان أن يتأمل قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين في الأمثلة الحكيمة التي تنسب إلى كونفيوشيوس: "قبل أن تبدأ الانتقام، احفر قبرين، واحداً لعدوك وواحدًا لنفسك"، كما يقول في مقالة نشرتها "نيويورك تايمز".

يقول فريدمان: ما كان التعاطف مع حماس هو السبب الذي جعلني أشعر بالحذر من غزو إسرائيل لغزة، فحماس لعنة على الشعب الفلسطيني أكثر منها على إسرائيل، بل كان ذلك بسبب القلق العميق من أن يقود الغضب إسرائيل إلى التصرف الأعمى، معلنة هدفًا لا يمكن تحقيقه. وبذلك، يمكن أن تتعثر إسرائيل في غزة إلى الأبد، مع تبدد الثقة الإسرائيلية في الجيش.

أحمر وأزرق

بعد 11 سبتمبر، يتمنى فريدمان لو اقترح على الإدارة الأميركية تشكيل فريق أحمر من مجموعة ضباط الاستخبارات خارج سلسلة الأوامر العسكرية أو السياسية المباشرة، مهمتهم فحص خطط الحرب والأهداف واقتراح أهداف قابلة للتحقيق. وكما أخبره مسؤول كبير متقاعد في الاستخبارات الأميركية: "كان دور خلية الاستخبارات الخاصة بالعديد من المشكلات العقدية الأخرى مساعدة الحكومة على اتخاذ قرارات بعيون مفتوحة وخفض المخاطر. ليست علامة على الضعف أن تتخذ قرارات مدروسة، ويحتاج قادة إسرائيل إلى أن يكونوا صارمين لا متحمسين". فيقترح فريدمان أن تنشئ إسرائيل فريقًا أحمر للتعامل مع حماس في غزة وفريقًا أزرق يساند الفريق الأحمر.

بحسب فريدمان، مهمة الفريق الأحمر الضغط من أجل وقف النار لتجنب المزيد من الموت والدمار للمدنيين الفلسطينيين، "لمنع حماس من إخبار شعبها الذي يعيش في البرد والمطر - والعالم بأنها لن توافق على وقف إطلاق نار مقابل الثمن الإنساني المجرد لاستعادة جميع الرهائن الإسرائيليين". يضيف: "كان من شأن إسرائيل أن تضمن عدم حصول حماس على انتصار سياسي كبير من هذه الحرب، مثل إجبار إسرائيل على الإفراج عن أكثر من 6000 فلسطيني في سجونها مقابل الرهائن الذين تحتجزهم حماس. ستكون صفقة نظيفة: هدنة دائمة من أجل رهائن إسرائيليين. يمكن العالم أن يفهم ذلك. دعونا نرى حماس ترفضه وتعلن أنها تريد المزيد من الحرب". ويتابع فريدمان: "سيتذمر بعض الناس في إسرائيل من عدم تحقيق الجيش هدفه المعلن وهو سحق حماس، وسيرون ذلك انتصاراً لحماس. سيقوم الفريق الأحمر بالرد على ذلك بأن الهدف كان غير واقعي، خصوصًا من حكومة إسرائيلية يمينية غير راغبة في العمل مع السلطة الفلسطينية المعتدلة في الضفة الغربية لبناء بديل لحماس لإدارة غزة".

ماذا فعلت؟

في صباح اليوم التالي، سيتساءل الكثير من الفلسطينيين همسًا: "يا السنوار ، ما كنت تفكر؟ بيتي الحطام، من يعيد بنائه؟ اختفت وظيفتي في إسرائيل وكانت توفر لعائلتي القوت، فكيف أعيل أطفالي؟ عليك أن تأتي لي بمساعدات، لكن كيف ستفعل ذلك إذا أطلقت الصواريخ على اليهود؟" فبعد خروج إسرائيل من غزة، ستصبح الأزمة الإنسانية في غزة مشكلة السنوار وحماس، كما يفكر فريدمان، بعد إلغاء أكثر من 18 ألأف تصريح عمل كان يسمح للغزيين بعبور الحدود إلى إسرائيل والضفة الغربية والعمل في الزراعة أو البناء والحصول على رواتب تبلغ 10 أضعاف ما يمكن العامل أن يكسبه في غزة. وكانت غزة تصدر بأكثر من 130 مليون دولار سنويا من الأسماك والمنتجات الزراعية والنسيج إلى إسرائيل والضفة الغربية، وكل ذلك توقف الآن.

يتابع فريدمان: "سيجادل الفريق الأحمر الإسرائيلي بأن هذا سيخلق النوع نفسه من الردع لحماس الذي خلفه القصف الدموي الإسرائيلي للمجتمعات المؤيدة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية في حرب عام 2006. ولم يجرؤ حسن نصر الله على إثارة حرب كاملة مع إسرائيل منذ ذلك الحين". وبحسب فريدمان، أحد أهم الفوائد الاستراتيجية لخروج إسرائيل من غزة مقابل وقف إطلاق النار المراقب دوليًا هو أنه يمكنها من تكريس كامل اهتمامها لحزب الله في جنوب لبنان، "وهذا ما لا يريده حزب الله، ولا تريده إيران. ويريدون أيضًا تكبيد الاقتصاد الإسرائيلي أثمانًا باهظة، وإغراق إسرائيل أخلاقيًا بالمسؤولية عن الأزمة الإنسانية في غزة، ليقول العالم كل يوم أن الخطأ إسرائيلي".

كذلك، على الفريق الإسرائيلي الأحمر التنبه إلى الجبهة الداخلية، التي تصدعت بسبب جر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو البلاد إلى محاولة انقلاب قضائي قسّم الجميع - دينيين وعلمانيين، يساريين ويمينيين، أشكناز وسفارديم، عرب ويهود - وأضعف جهازها المناعي. يقول فريدمان: "يمكن أن تشفى جروح إسرائيل الداخلية فتستأنف تطبيع علاقاتها مع جيرانها العرب وتشكل علاقة مستقرة مع القيادة الفلسطينية المعتدلة في الضفة الغربية إذا أقيل نتنياهو وتوقفت الحرب".

لدينا فكرة أفضل

فما دور الفريق الإسرائيلي الأزرق؟ يقول فريدمان: "سيسأل: ماذا تفعل إذا رفض السنوار وقفًا لإطلاق النار من دون الافراج السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية؟ سيقول: لدينا فكرة أفضل. أولاً، تخفيض منسوب أهدافنا، بالإعلان أن الهدف العسكري ليس القضاء على حماس، ولكن الحد من قدرتها على القتال. فإننا لا نؤمن بالردع. لم يتم ردع حزب الله منذ 2006. فهذا وهم. إننا نؤمن بتقليل قدرات أعدائنا باستمرار".

يضيف فريدمان: "سيقترح الفريق الأزرق الانسحاب من غزة، وأن نرسم منطقة عازلة تمتد ميلًا واحدًا داخل حدود إسرائيل وغزة لضمان عدم تعرض مجتمعاتنا الحدودية مرة أخرى لهجمات برية مثل تلك الحصلت في 7 أكتوبر. وسنفعل ذلك للتأكيد على أن لدينا القدرات والنوايا للعودة بحرية إذا استمرت حماس في إطلاق الصواريخ علينا. إذا كانت حماس تريد تبادل رهائنا بالسجناء، يمكننا التفاوض. أما بالنسبة لحكم غزة، فيمكن حماس أن تبقى في السلطة إذا كان ذلك ما يريده سكان غزة، فدع حماس تتحمل مسؤولية المياه والكهرباء".

وبحسب فريدمان، على الفريق الأزرق أن يحث القيادة السياسية الإسرائيلية على التوقف عن الكذب على الجمهور: "إذا حاولنا الاحتفاظ بكل غزة، فستخلقون شكوكًا كبيرة في ذهن الجمهور حول طريقة الجيش في تحديد هدف لا يمكن تحقيقه".

يختم فريدمان مقالته بالقول: "تزدهر حماس في الحروب، لأن هذا كل ما يمكنها تقديمه. وتزدهر إسرائيل في فترات السلم، وفي أوقات وقف إطلاق النار، حين تتجلى قوتها المجتمعية والاقتصادية والابتكارية. تريد إيران وحماس وحزب الله أن تجر إسرائيل إلى حرب دائمة، فيما تحتاج إسرائيل إلى وقفات إطلاق النار أطول زمنًا، وإلى حدود حسنة التحصين".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها توماس فريدمان ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نسيتم شى واحد - من هو حفار القبور المستفيد من تجاره الاكفان ،،من هذه الحروب ..
عدنان احسان- امريكا -

عندما تعرفوا من هو حفارو القبور - وتجار الاكفان - تعرفوا من هم الاوغاد وراء هذه الحروب ..

إرهاب
labany -

القوة الاسرائيلية اصلا ضعيفة جدا و دول العالم جميعا تعلم تماما ان الفلسطينيين لايحاربون اسرائيل ولكن يحاربون الغرب بقيادة امريكية. ودوما استعمال المحرقة وضد السامية استعملت للتحكم في الاعلام العالمي بالرغم اكثر من 25 مليون شخص قتلوا في الحرب العالمية الثانية واغلبهم 99 بالمئة من المسيحين. واسرائيل ليست دولة اصلا ولم تكن تاريخيا اي دولة اسرائيلية ولكنها مجموعة ارهابية تساعدها دول ارهابية اصلا. الارهاب ينبغ من هذه الدول واسرائيل سوف تخلق المشاكل لهذه الدول وحاولوا ان تبحثوا في غوغل مثلا عما قال جورج واشنطن وغيره عن اليهود وخصوصا اليمينيين منهم. ولازلت امريكا تدفع الفوائد ليهود امريكا بعد قرض اخذته امريكا ابان الحرب العالمية الاولى.