احتمال إثارة حرب تجارية بين واشنطن والصين
ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق "تيك توك"؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كان التيك توك أحد التطبيقات الأكثر شعبية في الهند، حتى تم حظره في عام 2020. وتعد أحداث ما بعد حظره هناك درساً لما يمكن أن يحدث إذا ما ما مضت الولايات المتحدة في حظرها للتطبيق الصيني.
فمنذ أربع سنوات، كانت الهند أكبر سوق لتطبيق تيك توك. ويضم التطبيق قاعدة متنامية تضم 200 مليون مستخدم، وثقافات فرعية مزدهرة. كما أنه تطبيق يمنح، في بعض الأحيان، فرصاً تغير حياة المبدعين والمؤثرين.
بدا أن تطبيق تيك توك كان لا يمكن منعه ، إلى أن اندلعت التوترات المتصاعدة على الحدود بين الهند والصين وتحولت إلى أعمال عنف مميتة.
فبعيد وقوع مناوشات حدودية، حظرت الحكومة الهندية التطبيق في 29 يونيو/حزيران 2020. ليختفي تطبيق تيك توك، تقريباً، بين عشية وضحاها. غير أن حسابات ومقاطع فيديو تيك توك الهندي لا تزال موجودة ومسجلة على الإنترنت، منذ وقت ظهور التطبيق كعملاق ثقافي.
وهذا المثال الهندي، يمكن أن يقدم، نوعاً ما، تصوراً، لما قد يلوح في الأفق في الولايات المتحدة.
وقد وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 24 أبريل/نيسان الماضي، على مشروع قانون ليصبح قانوناً يمكن أن يحظر، في نهاية الأمر تيك توك من الولايات المتحدة، ما يمثل فصلًا جديدًا بعد سنوات من التهديدات والتشريعات الفاشلة.
وتقول الشركة المالكة لتيك توك، باي تي دانس، إنها لا تنوي بيع منصة التواصل الاجتماعي وتعهدت بتحدي التشريع الأمريكي في المحكمة.
تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ "غير الدستوريتيك توك تحذر من أن الحظر الأمريكي للتطبيق "سيسحق حرية التعبير"سيكون حظر تيك توك، الذي يعد أحد أضخم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي من حيث التأثير، بمثابة لحظة غير مسبوقة في تاريخ التكنولوجيا الأمريكية، على الرغم من أن المعركة القضائية التي تلوح في الأفق تترك مصير تيك توك حالياً غير مؤكد.
لكن التجربة الهندية توضح ما الذي من الممكن أن يحدث عندما تقوم دولة كبرى بمسح تطبيق تيك توك من هواتف مواطنيها الذكية.
وليست الهند فقط الدولة الوحيدة التي اتخذت هذه الخطوة. ففي شهر نوفمبر/ تشرين الأول 2023، أتخذت نيبال أيضاً قراراً بحظر تيك توك، ونفذت باكستان عدداً من عمليات الحظر المؤقتة منذ عام 2020.
وبينما يتنقل مستخدمو التطبيق البالغ عددهم 150 مليوناً في الولايات المتحدة عبر مقاطع الفيديو التي أصبحت في طي النسيان، تُظهر قصة حظر تيك توك في الهند أن المستخدمين سريعو التكيف، ولكن أيضاً، عندما يموت تيك توك، يموت الكثير من ثقافته معه.
قامت الناقدة السينمائية سوتشاريتا تياجي المقيمة في مدينة مومباي الهندية، بزيادة عدد متابعي حسابها إلى أحد عشر ألف متابع عندما توقف تطبيق تيك توك، وقد حصدت بعض مقاطع الفيديو الخاصة بها ملايين المشاهدات.
وتقول تياجي" إن منصة تيك توك منصة ضخمة. فقد كان الناس من جميع أنحاء البلاد يجتمعون، عبره، ويرقصون، ويسردون قصصا فكاهيةً، ويتحدثون خلاله عن أساليب إدارة منازلهم في بلداتهم الصغيرة الواقعة وسط التلال".
وتتابع: "كان هناك عدد هائل من الأشخاص الذين عرفوا أشياء كانوا يُحرمون دائماً من معرفتها ، ولكن الآن أصبح الأمر ممكناً".
كان التطبيق يعد ظاهرة خاصة وذلك بسبب الطرق التي أتاحت بها خوارزميته فرصاً للمستخدمين الهنود في المناطق الريفية، الذين تمكنوا من العثور على جمهور وحتى الوصول إلى مستوى الشهرة غير المتاح عبر التطبيقات الأخرى.
ويقول الكاتب والمحلل التكنولوجي المقيم في نيودلهي براسانتو كيه روي: "لقد أضاف تيك توك طابعاً ديمقراطياً على رد الفعل على المحتوى للمرة الأولى".
ويضيف: "لقد بدأنا نرى الكثير من هؤلاء السكان الريفيين الذي يصنفون في أسفل السلم الاجتماعي والاقتصادي إلى حد ما، والذين لن يحلموا بأن يكون لهم متابعون وأن يجنوا الأموال من خلاله.
وقد قام ألبوم اكتشاف تيك توك بإيصال أصوات السكان الريفيين إلى المستخدمين الذين يريدون رؤيتهم. ولم يكن هناك شيء مماثل له على الأطلاق فيما يتعلق بمقاطع الفيديو التي تكون محلية للغاية."
"عندما توقف تطبيق تيك توك عن العمل في الهند، حظرت الحكومة 58 تطبيقا صينيا آخر بالإضافة إليه"
ويحمل تيك توك أهمية ثقافية مماثلة في الولايات المتحدة، حيث تزدهر المنتديات المتخصصة ويعتمد عدد لا يُحصى من المُبدعين والشركات الصغيرة في معيشتهم على التطبيق.
يكما قدم تطبيق تيك توك نوعاً من النجاح، أقل شيوعاً على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.
فعلى سبيل المثال، تُستخدم منصة إنستغرام بشكل أكبر لنشر محتوى لأغراض استهلاكية من حسابات لديها متابعون كثيرون، بينما يركز تيك توك بشكل أكبر على تشجيع المستخدمين العاديين على النشر.
عندما توقف تطبيق تيك توك عن العمل في الهند، حظرت الحكومة 58 تطبيقا صينيا آخر بالإضافة إليه، ومن ضمنها بعض التطبيقات التي تتزايد شعبيتها حالياً في الولايات المتحدة اليوم، مثل تطبيق تسوق الأزياء "شين".
ومع مرور السنين، حظرت الهند أكثر من مائة تطبيق صيني آخر. إلا أن أُعيدت مؤخراً نسخة هندية من تطبيق شين، عبر التفاوض، إلى شبكة الإنترنت.
ويُمكن أن يحدث نفس الشيء في الولايات المتحدة. ويُشكل القانون الجديد سابقة ويُخلق آليةً للحكومة الأمريكية للتخلص من التطبيقات الصينية الأخرى.
يمكن أن تنطبق مخاوف الخصوصية والأمن القومي التي يعبر كذلك عنها السياسيون بشأن تطبيق تيك على مجموعة من الشركات الأخرى .
فعندما تتم إزالة أحد التطبيقات الشائعة، يمكن للتطبيقات الآخرى محاولة سد الفجوة.
يقول نيخيل باهوا، محلل سياسات التكنولوجيا الهندي ومؤسس موقع ميديا ناما الإخباري: "بمجرد حظر تيك توك، فتح ذلك المجال أمام فرصة بمليارات الدولارات. إذ دٌشنت عدة شركات هندية ناشئة أو أصبحت محور اهتمام لسد الفجوة."
فمنذ عدة أشهر، عجت صحف التكنولوجيا الهندية ، بالأخبار حول شركات منصات التواصل الاجتماعي الهندية الجديدة المثيرة للاهتمام، والتي تحمل أسماء موج و أم أكس و تاكا تاكا.
وقد حقق بعضها نجاحاً أولياً، حيث جذبت تلك الشركات نجوم تيك توك السابقين إلى منصاتهم وتأمين الاستثمارات وحتى الدعم الحكومي.
وقد أدى ذلك إلى تقسيم سوق شركات منصات التواصل الاجتماعي الهندية داحل زوايا مختلفة، حيث تتصارع هذه التطبيقات الجديدة من أجل الهيمنة، لكن حمى ما بعد إغلاق تيك توك هذه لم تدُم طويلاً.
فقد أطلق تطبيق إنستغرام في أغسطس/آب 2020، موجز فيديو قصير تسمى ب"الريلز"، وذلك بعد أشهر فقط من حظر تيك توك.
و بعد مرور شهر، حذا موقع يوتيوب حذوه وأطلق خاصية "شورتس" التي تعني كذلك فيديوهات موجزة، وهو ما يعد تقليداً لوظيفة تيك توك الخاصة به.
وقد رسخت، بالفعل، منصتا إنستغرام ويوتيوب أرضية لهما في الهند، ولم يكن يحظى مجال الشركات الناشئة الجديدة بأي فرصة.
يقول براتيك واغري، المدير التنفيذي لمؤسسة حرية الإنترنت، وهي مجموعة مناصرة هندية: "كان هناك الكثير من الضجيج حول بدائل تطبيق تيك توك، لكن معظمها تلاشى على المدى الطويل".
وأضاف: في نهاية المطاف، ربما كانت منصة انستغرام هي الأكثر استفادة.
ربما يكون إنستغرام ويوتيوب قد استحوذا على متابعي تيك توك، لكن التطبيقات لم تعيد خلق شعور الهنود بوجود منصة تيك توك.
فبالنسبة للعديد من كبار المؤثرين الهنود على تيك توك ومعجبيهم، لم يمض وقت طويل، حتى انتقلوا إلى تطبيقات شركتي ميتا وغوغل، وقد حقق كثيرون منهم نجاحاً مماثلاً.
فعلى سبيل المثال، صعدت المؤثرة الهندية جيت، التي تستخدم الاسم الأول من اسمهما فقط، إلى عالم النجومية عبر منصة تيك توك. وكانت تدرس عبر المنصة "اللغتين الإنجليزية الأمريكية" وتقدم كذلك من خلالها النصائح الحياتية والمحادثات الحماسية.
و بحلول الوقت الذي تم فيه حظر تيك توك، كان لديها عشرة ملايين متابع عبر ثلاثة حسابات.
في مقابلة عام 2020 مع بي بي سي، أعربت جيت عن مخاوفها بشأن مستقبل حياتها المهنية. ولكن بعد أربع سنوات، جمعت ما يقرب من خمسة ملايين متابع عبر إنستغرام ويوتيوب.
ومع ذلك، يقول المستخدمون والخبراء الذين تحدثت معهم بي بي سي إن شيئاً ما قد فُقد في مرحلة ما بعد حظر تيك توك .
ربما يكون إنستغرام ويوتيوب قد استحوذا على متابعي تيك توك، لكن التطبيقات لم تعيد خلق شعور الهنود بوجود منصة تيك توك.
ويقول باهوا نيخيل ، محلل سياسات التكنولوجيا الهندي ومؤسس موقع ميديا ناما الإخباري: "كان تيك توك مختلف نسبيا من حيث امتلاكه قاعدة مستخدمين ومبدعين".
ويتابع: "كنت تجد المزارعين وعاملي البناء وأشخاص من بلدات صغيرة يقومون بتحميل مقاطع فيديو على تيك توك.لا يشاهد المرء ذلك كثيراً في الفيديوهات القصيرة التي تُنشر عبر منصتي إنستغرام ويوتيوب. كما أن آلية اكتشاف تيك توك كانت مختلفة تماماً".
وإذا تم حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، فقد تنتهج وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية مساراً مشابها لما حدث في الهند. فبعد مرور أربع سنوات على الحظر، نجح موقعا إنستغرام، ويوتيوب في ترسيخ مكانتهما كمركز لمقاطع الفيديو القصيرة.
حتى أن موقع لينكيدين أجرى تجربة نشر موجز فيديو على غرار تيك توك.
وقد أثبت منافسو التطبيق أنهم لا يحتاجون إلى إعادة خلق ثقافة تيك توك لتحقيق نجاحاً.
ومن الممكن، إن لم يكن من المحتمل، أن يختفي المحتوى المحلي والمتخصص في أمريكا، تماماً كما حدث في الهند.
وفي واقع الأمر، فإن التداعيات الثقافية على الولايات المتحدة ستكون أكثر أهمية بكثير. إذ يحصل ما يقرب من ثلث الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً على أخبارهم من تيك توك، وفقاً لمركز بيو للأبحاث.
ولدى الولايات المتحدة عدد أقل من مستخدمي تيك توك مقارنة مع 200 مليون مستخدم في الهند، لكنَ الهند موطن لـ 1.4 مليار شخص. ويقال إن تيك توك لديه 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، أي أكثر من نصف سكان البلاد.
وتقول تياغي: "عندما حظرت الهند تطبيق تيك توك، لم يكن التطبيق عملاقاً كما هو الآن".
وتتابع: "لقد تحول تيك توك إلى ثورة ثقافية خلال السنوات القليلة الماضية. أعتقد أن حظره الآن في الولايات المتحدة سيكون له تأثير أكبر بكثير."
لكن الأمر المختلف بالفعل هو استجابة شركة تطبيق تيك توك لحظر التطبيق في الولايات المتحدة. وتعهدت الشركة بخوض معركة قانونية حول القانون الجديد للحكومة الأمريكية، وهي معركة قد تصل إلى المحكمة العليا الأمريكية.
وإذ كان من الممكن أن تتخذ شركة تطبيق تيك توك إجراءً قانونياً على قرار الحظر الذي فرضته الهند ، كما ستفعل مع الولايات المتحدة، لكنها اختارت عدم القيام بذلك.
ويقول روي: "لدى الشركات الصينية أسباب وجيهة للتردد في رفع دعوى أمام محاكم الهند ضد الحكومة الهندية".
ويوضخ :"لا أعتقد أنهم سيجدونهم متعاطفين للغاية مع تيك توك".
"لدى الشركات الصينية أسباب وجيهة للتردد في اللجوء إلى المحاكم في الهند ضد الحكومة الهندية "- براسانتو كيه روي
وكان الحظر الذي فرضته الهند فورياً أيضاً، حيث دخل حيز التنفيذ في غضون أسابيع. ويمكن أن يؤدي الطعن القانوني القادم للتيك توك في الولايات المتحدة إلى تقييد القانون لسنوات، وليس هناك يقين من أن التشريع سيصمد أمام معركة في المحاكم.
وهناك أيضاً احتمال أكبر بكثير أن يؤدي حظرتيك توك في الولايات المتحدة إلى إثارة حرب تجارية.
إذ يقول باهوا: "أعتقد أن هناك إمكانية جلية لنهج المعاملة بالمثل من جانب الصين".
إذ أدانت الصين الهند لحظرها تطبيق تيك توك، لكن لم يكن هناك أي انتقام علني. وقد لا تكون الولايات المتحدة محظوظة إلى هذا الحد.
وهناك أسباب عديدة لرد الصين على الحظر الهندي. أحدها هو أن صناعة التكنولوجيا الهندية غير موجودة في الصين بشكل أساسي. ومن ناحية أخرى، توفر صناعة التكنولوجيا الأمريكية فرصاً كثيرة لشن هجوم متبادل.
وقد أطلقت الصين بالفعل جهوداً "لحذف الولايات المتحدة" واستبدال التكنولوجيا الأمريكية ببدائل محلية. وقد يؤدي حظر تيك توك إلى تعزيز هذا المشروع.
وتقول تياغي: "كان حظر تيك توك مفاجئاً للغاية عندما حدث".
وتضيف: "بالنسبة لي، لم يكن الأمر بهذه الأهمية. كنت أستخدم التطبيق فقط للترويج لأعمالي الأخرى. لكن الأمر بدا غريباً وغير عادل بالنسبة للكثير من الأشخاص، وخاصة أولئك الذين كانوا يكسبون المال بالفعل ويحصلون على صفقات العلامات التجارية.
لم يؤثر فقدان تيك توك على مصدر رزق تياغي، لكنه قطع صلتها بحسابها. إلى أن قامت برحلة إلى الولايات المتحدة.
"عندما زرت الولايات المتحدة وفوجئت برؤية ملفي الشخصي لا يزال نشطًا"، كما تقول نياغي لبي بي سي .
وقد كان الأمر بالنسبة ليتاغي مثل رحلة العودة في الوقت المناسب. حتى أنها نشرت بعض مقاطع الفيديو. ولم يتمكن بالطبع معظم متابعيها في وطنها من مشاهدة تلك الفيديوهات، لكنها حصلت على القليل من التفاعل من الهنود الذين يعيشون في الخارج.
وتقول تياغي: "كل هذه الملايين من الحسابات لا تزال موجودة". من المثير للاهتمام أن نرى أن تيك توك احتفظ بهم. وأتساءل عما إذا كانوا يأملون أن تسمح لهم الهند بالعودة".
هل يشكل تيك توك خطرا حقيقيا على الغرب؟مقتل نجمة التيك توك العراقية "أم فهد" بالرصاص في بغدادالتعليقات
في هذه الحال - اصبحنا بحاجه( لكورونا ) جديده لكي - يقبع الناس ببيوتهم ونعود لحروب السوشل ميديا
عدنان احسان- امريكا -فرض هذا النـــوع من التواصل الثقافي - يشوه الثقافه العالميه تصبح منصات التواصل الاجتماعي منــبر - للانحطاط الفكري والاخـــلاقي - الشرط الوحيد لبناء ثقافــــه - بديله - والا مثل هذه المنصات اضرارها اكثر من منافعها - ولا تجد - مجالا للابداع فيهـــا ،، ( والغايه لاتبرر الوسيله ) .فالتواصل بهذه الفوضى ..لايخدم مساله التطور الحضاري ،، بل يساهم في الضوضاء الفكريه والانحطاط الاخلاقي والمنابر المشبوهه والافضل ابحثوا عن حلول اخرى ،، لمسائل التطــور ،