تصمم خصيصاً لكل رئيس وزراء لتقول الكثير عمن يقف خلفها
تقليد في السياسة البريطانية: أرني منبرك أقل لك من أنت!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: من أمام 10 داونينغ ستريت، ألقى رئيس الوزراء العمالي الجديد كير ستارمر خطاب الفوز من خلف منبر استخدمه سلفه ريشي سوناك في خطاباته المتعددة، بما في ذلك أثناء استقالته. هذا المشهد البسيط، على الرغم من مظهره العادي، يحمل في طياته تاريخًا طويلًا من التقاليد السياسية البريطانية، حيث اعتاد رؤساء الوزراء على إضافة لمسات شخصية تعكس جوانب من شخصياتهم ونهجهم في القيادة إلى منابرهم الخاصة.
ستارمر يلقي خطاب الفوز من خلف منبر استخدمه سلفه سوناك في خطاباته المتعددة، بما فيها إعلان استقالته
المنابر السياسية: رمزية القيادة
على مر السنين، كانت منابر رؤساء الوزراء في الحكومات البريطانية تعكس شخصياتهم ونهجهم في القيادة. تباينت التصميمات من توني بلير إلى ريشي سوناك، حيث أن المنابر ليست مجرد أدوات، بل هي جزء من الهوية السياسية التي يتبناها كل رئيس حكومة في سعيه لتحقيق رؤيته وأهدافه الوطنية. تصميم المنبر يعكس التحديات والطموحات التي يواجهها القادة في زمنهم، مما يجعله أداة رمزية تحمل معاني عميقة، وتعكس بتصاميمها المتنوعة التحديات والطموحات التي يواجهها القادة في زمنهم.
استعراض المنابر عبر السنين
تم استخدام منبر مختلف من قبل كل رئيس وزراء منذ دخول ديفيد كاميرون إلى داونينغ ستريت في عام 2010. ويستغرق إنجاز منبر رئيس الوزراء حوالى ثلاثة أسابيع وتتراوح تكلفته بين ألفين وأربعة آلاف جنيه إسترليني.
باختلاف أشكالها وأحجامها وألوان خشبها يمكن القول إن المنابر تقول الكثير عن الأشخاص الذين يقفون خلفها، ولكن من هو رئيس الوزراء الذي اختار أي منبر وما هو الدور الذي يلعبه في مشهدنا السياسي؟
توني بلير.. كبير وداكن
كان منبر توني بلير هو الأكثر سوادًا والأكبر حجمًا من بين كل رؤساء وزراء القرن الحادي والعشرين. وفي أعلى المنصة كتب الموقع الإلكتروني للحكومة، بينما اختار أسلافه وضع شعار الحكومة في أعلى المنصة بدلاً من الموقع الالكتروني.
غوردون براون.. حداثة وتغيير
جاء منبر غوردون براون ليعكس التغيير والحداثة، حيث كان منبره أصغر حجماً وأخف وزناً بشكل ملحوظ من منبر بلير، مزودًا بعجلات غالباً ما تجدها أسفل كراسي المكاتب.
ديفيد كاميرون.. أناقة وبساطة
كان منبر كاميرون بسيطًا وأنيقًا، مصنوعًا من خشب خفيف اللون، وله عامود منحني يضفي عليه مظهرًا حديثًا، مع شعار الحكومة في الأمام. صُمم ليبدو "كرجل دولة"، ليعكس الاستقرار والثقة في رسائله السياسية.
تيريزا ماي: دموع وأحزان
جاءت تيريزا ماي بمنبر مصنوع من خشب الأرز الداكن، بتصميم يعكس القوة والأنوثة مع قاعدة أوسع من المعتاد. صُمم منبر تيريزا ماي من قبل فيونا هيل، وتم تصميمه ليبدو "أنثويًا". استخدمت ماي هذا المنبر لتقديم تحديثات مهمة خلال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكذلك للإعلان عن استقالتها الدامعة. وقد اشتهرت بابتعادها عن المنصة وهي تبكي أثناء استقالتها من رئاسة الوزراء.
بوريس جونسون: الصلابة والحيوية
اختلف منبر بوريس جونسون عما سبقه بتصميمه الأكثر قوة واستقرارًا، حيث كان يحتوي على قاعدة مزدوجة ومستوى أعلى لتحمل ضغوط خطاباته الحماسية أو ارتطامه بالمنصة أثناء إلقائه للخطابات. وكان أيضاً أول منبر يأتي بلون بني داكن. يعكس هذا التصميم شخصية جونسون المثيرة للجدل، وقد صمم ليكون قادراً على تحمل ضربات جونسون خلال خطبه.
ليز تراس: باهظ وسريع السقوط
أثار منبر ليز تراس الكثير من الجدل بسبب تكلفته العالية وتصميمه الذي يشبه قطع لعبة "جينغا". تم تصميم هذا المنبر ليعكس قوة وتماسك تراس خلال فترتها القصيرة في الحكم، لكنه لقي انتقادات بسبب تكاليفه المرتفعة، وخصوصاً أنها لم تنعم إلا بإلقاء خطابين إثنين من هذا المنبر قبل أن ترحل مستعجلة عن 10 داوننغ ستريت.
ريشي سوناك: نظراً لضيق الوقت!
خالف سوناك تقاليد حزب المحافظين بإلقاء خطابه الأول خلف منبر احتياطي، مما يعكس التحديات التي واجهها خلال المنافسة السريعة على القيادة ليحل محل ليز تراس في عام 2022.
كير ستارمر: استمرارية أم تغيير؟
الآن يأتي الدور على كير ستارمر، الذي يواجه السؤال عن المنبر الذي سيختاره وأي رمزية سيحمل. هل سيستمر في هذا التقليد ويختار منبرًا يعكس شخصيته ونهجه في الحكم، أم سيعود إلى العادات القديمة باستخدام ميكروفون فقط؟
يبقى أن نرى ما إذا كان سيتم تصميم منبر له في الأسابيع القليلة المقبلة، وما الرسالة التي سيرغب في إيصالها من خلاله.
... ورجل المنبر المثير
وأخيراً، هناك الشاب المسؤول عن حمل المنابر في داونينغ ستريت، واسمه توبياس غوف، صاحب الملامح الحالمة. جذب غوف انتباه الكثيرات والكثيرين في العام 2019. عندما يظهر على الشاشة، يلقبه الناس بـ"رجل المنبر المثير".
فهل سيعود غوف إلينا حاملاً بساعديه المفتولين وملامحه المثيرة منبراً جديداً للسير ستارمر؟ نأمل ذلك!