بعد استهداف "البنك المركزي" للتنظيم واغتيال نصر الله
الضربة القاصمة: هل أحرقت إسرائيل دولارات حزب الله؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من باريس: في عملية عسكرية نوعية هزت الضاحية الجنوبية لبيروت، نفذت إسرائيل ضربة مفاجئة استهدفت مقر حزب الله الرئيسي، مما أدى إلى اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، بالإضافة إلى عدد غير معلوم حتى الآن من قادة الحزب وضباطه، فضلاً عن ضباط في الحرس الثوري الإيراني.
العملية الإسرائيلية التي استهدفت حسن نصر الله في عقر داره، لم تتسبب فقط في اغتياله، بل تعدت ذلك إلى التسبب بخسائر فادحة للحزب من الناحية المالية، حيث يكشف مصدر مقرب من الحزب وعلى صلة قديمة بمسؤولين رفيعي المستوى في صفوفه أنَّ العملية شكّلت ضربة مالية موجعة للحزب الذي يعتمد بشكل شبه كامل على الأموال النقدية في ظل استبعاده من النظام المالي العالمي، خاصة بعد أن أحرقت الضربة وغيرها من الضربات الأخرى الموازية على مؤسسات "القرض الحسن" الجزء الأكبر من الثروة النقدية والعينية الضخمة التي يملكها، وتقدر بمئات ملايين الدولارات واليوروهات والأصول الذهبية وغيرها، وتعد بمثابة البنك المركزي للتنظيم.
عقوبات دولية
ومن المعلوم أن حزب الله، الذي يواجه صعوبات بالغة في الدخول إلى النظام المالي العالمي بسبب عقوبات دولية مشددة، يعتمد بشكل كبير على التعامل بالأموال النقدية، وهي الوسيلة الأكثر أمانًا له، هو المتورط في أنشطة غير قانونية معقدة، مثل تجارة الكبتاغون والمخدرات وغسل الأموال، فضلاً عن الأموال النقدية التي تأتيه مباشرة من طهران.
المصدر يقول إنَّ التعامل بالأموال النقدية يمكّن حزب الله من الحفاظ على سرية عمليات التمويل، وتجنب التتبع الحكومي، والتعامل الفوري مع الوسطاء أو زبائنه في أشكال التجارة المختلفة التي يمارسها. بالإضافة إلى ذلك، تلعب هذه الأموال دورًا أساسيًا في تمويل نشاطات الحزب العسكرية والسياسية في لبنان وخارجه، بما في ذلك تمويل الميليشيات التابعة له. ومن خلال شبكات التهريب الإجرامية، يضمن الحزب توافر السيولة النقدية بشكل دائم رغم الحصار المالي المفروض عليه دوليًا.
الرواتب مهددة؟
ومع الضربة الأخيرة وما سبقها وأعقبها، يشير المصدر، قد يواجه الحزب قريباً صعوبات في تسديد رواتب مقاتليه وموظفيه، بالإضافة إلى تسديد تكاليف إدارة عملياته، نظراً للخسائر النقدية الكبيرة التي تكبدها ولتضرر العديد من أنشطته أو توقفها تماماً. في ظل هذه الظروف، سيتعين على الحزب إعادة ترتيب أولوياته المالية وسط الضربات المتلاحقة التي يتلقاها.
كذلك، من غير المرجح أن يتمكن الحزب من رد الودائع الذهبية للمقترضين من مؤسسة "القرض الحسن"، خاصة بعد أن دفن جزء عظيم من الأصول الذهبية والمقتنيات الثمينة تحت الركام، أو دمر بفعل الضربات الوحشية الإسرائيلية.
إلى جانب الخسائر المالية، كشفت العملية عن هشاشة البنية الأمنية لحزب الله، إذ تمكنت إسرائيل من الوصول إلى مقر يُعتبر من أكثر المواقع أمانًا. ويطرح ذلك تساؤلات حول قدرة الحزب على حماية قياداته ومواقعه الحيوية في ظل تصاعد الضربات الإسرائيلية.
تضع هذه العملية الحزب أمام تحدٍ وجودي حقيقي، حيث سيحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه وتأمين بدائل مالية وإعادة بناء هيكله القيادي في ظل الضغط المتزايد من إسرائيل التي تبدو عازمة على مواصلة ضرباتها لإضعاف الحزب وتقليص نفوذه في المنطقة.