جولة الصحف لليوم تسلط الضوء على الصراع الخفي في ظلال السباق نحو البيت الأبيض
واشنطن بوست: إسرائيل وأميركا تحثان إيران من خلف الكواليس على إنهاء الهجمات المتبادلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتفاقم التوترات بين إيران وإسرائيل إلى مستويات جديدة، حيث تخوض الدولتان جولات من الهجمات المتبادلة لأول مرة على أراضي بعضهما، وسط متابعة عالمية حذرة. تتساءل التحليلات إن كان هذا الصراع المحتدم قد يتحول إلى مواجهة شاملة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأميركية التي تضيف بعدًا استراتيجيًا حساسًا لردود الفعل الدولية. من ضبط النفس إلى العمليات الجوية النوعية، تبدو المنطقة على حافة هاوية قد تتسع لأي خطوة غير محسوبة.
تواصل الصحف العالمية الحديث عن الرد الإسرائيلي الأخير على ضربات إيران في الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، ونتناول في جولة عرض الصحف عددا من المقالات التي تحلل أبعاد هذا الهجوم.
ونبدأ الجولة من صحيفة واشنطن بوست، بعنوان "إسرائيل ترد على إيران، والشرق الأوسط في أقصى درجات الخطر"، للكاتب ماكس بوت.
ويسلط الكاتب الضوء على تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل من خلال تنفيذ جولتين من الهجمات المضادة بين البلدين، وهو ما يعني حدوث تحوّل في الصراع بينهما من حرب بالوكالة إلى هجمات مباشرة على أراضي كل منهما.
ويقول: "قبل عام، كان من غير المتصور أن تهاجم إسرائيل وإيران أراضي بعضهما البعض بشكل مباشر، وقد خاض البلدان حرباً في الخفاء لسنوات، حيث استهدفت إسرائيل العلماء النوويين الإيرانيين، وقوافل الإمدادات الإيرانية في سوريا، في حين رعت إيران هجمات بالوكالة على إسرائيل من قبل حماس وحزب الله".
ويتحدّث الكاتب عن أول هجوم بين البلدين الذي وقع في 13 نيسان (أبريل) من قِبل إيران، والرد الإسرائيلي عليه في 19 نيسان (أبريل)، مشيرا إلى أن الشرارة التي أشعلت هذه الهجمات المتبادلة هي الغارة الجوية الإسرائيلية في دمشق في الأول من نيسان (أبريل) والتي استهدفت مبنى تابع للقنصلية الإيرانية وأسفرت عن مقتل سبعة ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وفقا للكاتب.
ويشير إلى الهجوم الثاني الذي نفذته إيران في الأول من الشهر الجاري، "رداً على الهجمات الإسرائيلية على حزب الله وحماس، بما في ذلك الاغتيال المحرج لزعيم حماس إسماعيل هنية في طهران" وفقا للكاتب.
ويرى الكاتب أن بعد هذا الهجوم "حبس العالم أنفاسه ليرى كيف سترد إسرائيل"، لتطلق إسرائيل أخيراً هجومها المضاد فجر 26 تشرين الأول (أكتوبر).
ويؤكد الكاتب ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل بشأن تقليل حدة الرد على إيران وعدم توسيع رقعة الصراع، والذي تمثل "بعدم استهداف نتانياهو لمنشآت النفط الإيرانية أو المواقع النووية".ويبيّن أن هذا الضغط يهدف لتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يتمثل في إغلاق مضيق هرمز، واستهداف القوات الأميركية في المنطقة جنباً إلى جنب مع منشآت النفط في عدد من الدول العربية، مع الإشارة إلى تأثير ذلك على الانتخابات الرئاسية الأميركية.
في حين يكشف الكاتب أن إسرائيل والولايات المتحدة حثتا "من خلف الكواليس" إيران على التراجع وإنهاء الجولة الحالية من الأعمال العدائية المتبادلة.
ويبحث الكاتب سيناريوهات الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، متوقعا أن "تستمر كامالا هاريس في الضغط من أجل الحد من التوترات"، فيما يتساءل عن رد فعل ترامب الذي قال سابقا لرئيس الوزراء الإسرائيلي عن حروب بلاده ضد حماس وحزب الله: "افعل ما يجب عليك فعله".
ويختتم الكاتب مقالة بالتأكيد على ضرورة منع الحرب من الخروج عن نطاق السيطرة، والبدء من وقف إطلاق النار في غزة.
"عدم ضرب المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية الآن لا يعني أنه لن يحدث في المستقبل"
وننتقل إلى افتتاحية جيروزاليم بوست، التي جاءت بعنوان "الانتخابات الأميركية المقبلة أثرت على الضربات الإسرائيلية على إيران".
وتوضح الصحيفة كيف أن إسرائيل وازنت بين ضرورة الرد العسكري على إيران والاعتبارات السياسية الأميركية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، بقولها "كان لزاماً على إسرائيل أن تزن كيف سيؤثر ردها على الانتخابات".
وتقول إن الولايات المتحدة، التي ساعدت إسرائيل في صد الهجومين الإيرانيين السابقين، أكدت أنها لن تدعم الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية أو بنيتها التحتية الاقتصادية الحيوية، وبالتالي "قررت إسرائيل أن تهاجم بعض المنشآت العسكرية للجمهورية الإسلامية"، وفقاً للصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل "دمرت" بطاريات الدفاع الجوي والرادارات في سوريا والعراق وإيران، لتمهيد الطريق أمام الطائرات المهاجمة، مما سيؤثر على قرار إيران بشأن كيفية الرد، وما إذا كان ينبغي لها ذلك، برأي الصحيفة.
وتقول: "إن عدم قيام إسرائيل بضرب المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية الآن لا يعني أنها لن تفعل ذلك في المستقبل".
ويُفصّل الكاتب أهداف الرد الإسرائيلي بثلاث نقاط؛ الأول يتمثل في الحد من القدرة العسكرية الإيرانية، والثاني يتمثل في تصميم إسرائيل على الرد وقدرتها على ذلك، أما الهدف الثالث فيتمثل في "حكمة" إسرائيل فيما يتعلق بطبيعة الرد، وفقا للصحيفة،
إذ تقول الصحيفة: "مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، كان على إسرائيل أن تزن كيف سيؤثر ردها على الانتخابات، وعلى سياسات من سيفوز"، مضيفة أن إسرائيل "تصرفت بطريقة يمكن لأي من المرشحين أن يتعايش معها".
إنهاء الهجوم الإسرائيلي على وكلاء إيران هو الأمل الوحيد تقريباً لحماية بقائها
وننتقل إلى صحيفة التليغراف البريطانية، ومقال بعنوان "بعد ضربة إسرائيل، قد تدخل ثيوقراطية إيران المتداعية أيامها الأخيرة"، للكاتب كون كوفلين.
ويشير الكاتب في مقاله إلى ضعف القدرات العسكرية الإيرانية مقارنة بالقدرات الإسرائيلية، والتي يعتبرها الكاتب "متفوقة"، ويقول: "على الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقتها إيران لتعزيز قواتها المسلحة.. إلا أنها ليست أكثر من نمر من ورق"، وفقا له.
وينوه الكاتب إلى السهولة التي اخترق بها الإسرائيليون الدفاعات الجوية الإيرانية، في إشارة إلى عدم قدرة إيران على حماية نفسها، إضافة إلى عدم قدرتها على حماية "أعضاء محور المقاومة".
ويدعم الكاتب رأيه بالقول إن "الإيرانيين تحولوا إلى مجرد متفرجين عاجزين عما يحدث في غزة، في حين دمر الجيش الإسرائيلي البنية الأساسية لحماس، وقتل قادة رئيسيين"، مضيفا أن "الصورة مماثلة في لبنان، حيث عملت إسرائيل على تدمير البنية الأساسية لحزب الله".
ويشير الكاتب إلى العقوبات الغربية على إيران، وتأثيرها على اقتصاد البلاد، وكيف أنها "أدت إلى انقسام عميق بين أنصار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي المتشددين، والنهج الأكثر اعتدالاً للرئيس المنتخب حديثًا للبلاد مسعود بزشكيان".
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن "إنهاء الهجوم الإسرائيلي المستمر على وكلاء إيران في الشرق الأوسط هو الأمل الوحيد تقريبًا لحماية بقاء النظام الإيراني".