ملفات معقّدة وأهداف متباينة
هل أسفرت 22 جولة من محادثات أستانا عن تقدم نحو تسوية الأزمة السورية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نسبت وسائل إعلام حكومية إيرانية لوزير الخارجية عباس عراقجي القول إنه من المرجح اجتماع وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا في إطار عملية أستانا يومي 7و8 ديسمبر/ كانون الأول الحالي لمناقشة الملف السوري على هامش منتدى الدوحة.
كما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن يسهم الاجتماع المزمع عقده هذا الأسبوع في الدوحة مع نظيريه التركي هاكان فيدان، والإيراني عباس عراقجي في استقرار الوضع بسوريا.
سوريا: ما أسباب وأهداف الهجوم الذي تشنه المعارضة؟
وقال لافروف في مقابلة أجراها مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون في العاصمة الروسية موسكو: "سنجتمع في الدوحة لمناقشة كافة تفاصيل الوضع في سوريا"، موضحا أنهم يتابعون عن كثب آخر التطورات وسيناقشون كيفية إعادة النظر في الوضع الحالي ضمن مبادئ عملية أستانا.
وشدد الوزير الروسي على أن الوضع في سوريا معقد للغاية، قائلا "هذه لعبة معقدة هناك العديد من الجهات الفاعلة المعنية، وآمل أن يساعد الاجتماع الذي خططنا له هذا الأسبوع في استقرار الوضع، سنناقش ضرورة العودة إلى التنفيذ الحازم للاتفاقات في منطقة إدلب".
وتابع قائلا: "لأن منطقة خفض التصعيد بإدلب هي المكان الذي تحرك فيه الإرهابيون للسيطرة على حلب"، مذكرا بأن روسيا وتركيا وإيران تعقد اجتماعات منتظمة في نطاق عملية أستانا.
ولم يجب لافروف بشكل مباشر على سؤال متعلق بالرئيس السوري بشار الأسد، وأشار في تصريحاته ضمنا إلى أنهم يركزون على كيفية التعامل مع الوضع الحالي في سوريا.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد، وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني دخلت المعارضة مدينة حلب، وفي اليوم التالي بسطت سيطرتها على محافظة إدلب.
وعقب إتمام السيطرة على حلب وإدلب، سيطرت المعارضة الخميس على مدينة حماة عقب اشتباكات عنيفة مع النظام.
لكن ما هي عملية أستانا؟في ظل الجمود الذي ساد محادثات جنيف التي رعتها الأمم المتحدة، جاءت عملية أستانا بمبادرة روسية مدعومة من تركيا وإيران، لتقديم مقاربة جديدة تتجاوز الإطار الأممي التقليدي.
ففي 20 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2016، وافق وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا، على عقد محادثات سلام سورية في أستانا، عاصمة كازاخستان التي اعتبرتها جميع الأطراف المعنية، محايدة.
وعملية أستانا هي سلسلة من المحادثات بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة، انطلقت في يناير/ كانون الثاني من عام 2017، برعاية روسيا وتركيا وإيران.
وركزت العملية منذ البداية على جمع الأطراف الفاعلة ميدانيًا، بما في ذلك المعارضة المسلحة والنظام السوري، حول طاولة واحدة، والعمل على إيجاد حل سياسي للصراع في سوريا، مع التركيز على التهدئة الميدانية، وتحسين الوضع الإنساني، ودفع الأطراف السورية نحو تسوية شاملة.
ويشارك في هذه الجولات إلى جانب وفدي الحكومة والمعارضة السورية ووفود الدول الراعية الثلاث روسيا وتركيا وإيران، كل من المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن على رأس وفد يمثل الأمم المتحدة، وكذلك الصليب الأحمر الدولي ووفود البلدان التي تشارك بصفة مراقب، وعلى رأسها لبنان والأردن والعراق.
وقد تعرض مسار أستانا لانتقادات كثيرة، وصلت في إحدى المراحل إلى حد إعلان "وفاته"، كما أن دبلوماسيين تحدثوا عن عدم توقع انفراجات من جولات الحوار، إلا أن الدول الضامنة الثلاث روسيا وتركيا وإيران تؤكد على تعاونها من أجل تحقيق إنفراجة في الأزمة السورية.
وفي أيلول/ سبتمبر عام 2017 وقعت الدول الضامنة على اتفاقية "خفض التصعيد" التي هدفت إلى وقف المواجهات العسكرية بين المعارضة والنظام السوري وجعل محافظة إدلب ملاذا للنازحين للحد من موجات اللجوء إلى تركيا.
وعُقدت أغلب هذه الاجتماعات في العاصمة الكازاخستانية أستانا (نور سلطان حاليًا)، ومن هنا جاءت التسمية، وقد أُجريت حتى الآن 22 جولة محادثات في إطار عملية أستانا.
وفي الواقع إن عملية أستانا كانت قد نجحت في إنشاء مناطق آمنة تخفف من حدة القتال وتحمي المدنيين، وتعزيز الحوار المباشر بين المعارضة المسلحة والحكومة السورية بعيدًا عن التعقيدات السياسية التقليدية، وتهيئة الأرضية لعملية سياسية أوسع من خلال خلق واقع أمني أكثر استقرارًا.
تسلسل زمني لجولات تفاهمات أستاناوتم خلالها الاتفاق على تعزيز وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2016، كما تعهدت روسيا وتركيا وإيران بالإشراف على وقف الأعمال العدائية بين الحكومة والمعارضة.
الجولة الثانية: فبراير 2017وتم خلالها بحث تعزيز آليات مراقبة وقف إطلاق النار، ولكنها لم تسفر عن تحقيق تقدم ملموس بسبب تباين المواقف بين المعارضة والحكومة السورية.
الجولة الثالثة: مارس 2017وتم خلالها بحث التركيز على إنشاء لجنة مراقبة لوقف إطلاق النار، ولكنها شهدت استمرار الخلافات حول آليات التنفيذ.
الجولة الرابعة: مايو 2017وتم خلالها الاتفاق على إنشاء مناطق خفض التصعيد في أربع مناطق هي: إدلب، والغوطة الشرقية، وريف حمص الشمالي، وجنوب سوريا، وقد أسفرت عن نشر قوات مراقبة من روسيا وتركيا وإيران.
الجولة الخامسة: يوليو 2017وتم خلالها توضيح تفاصيل مناطق خفض التصعيد، كما تواصلت المناقشات حول نشر نقاط مراقبة.
الجولة السادسة: سبتمبر 2017وتم خلالها بحث تفاصيل المناطق الأربع لخفض التصعيد، وأسفرت هذه الجولة عن إنشاء نقاط مراقبة في إدلب بإشراف تركي.
الجولة السابعة: أكتوبر 2017وتم خلالها بحث مسألة المعتقلين والمفقودين لكن المحادثات بهذا الشأن لم تسفر عن تحقيق تقدم كبير، كما تم مناقشة مكافحة الإرهاب في إدلب.
الجولة الثامنة: ديسمبر 2017وتم خلالها التركيز على بحث قضايا إنسانية، ومناقشة وقف العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية.
الجولة التاسعة: مايو 2018وعُقدت هذه الجولة في سوتشي بروسيا (بدلًا من أستانا)، وتم خلالها مواصلة النقاش حول ملفات المعتقلين والإجراءات الإنسانية، كما تم تأكيد استمرار مناطق خفض التصعيد.
الجولة العاشرة: يوليو 2018وعُقدت أيضا في سوتشي، وتم خلالها التأكيد على مكافحة الإرهاب، وبحث الوضع في إدلب.
الجولة الحادية عشرة: نوفمبر 2018عادت هذه الجولة إلى أستانا، وتم خلالها نقاش إنشاء لجنة دستورية لصياغة دستور جديد لسوريا.
الجولة الثانية عشرة: أبريل 2019استمرت فيها الخلافات حول اللجنة الدستورية، وقد ألقى تصاعد القتال في إدلب بظلاله على المحادثات.
الجولة الثالثة عشرة: أغسطس 2019وتم خلالها التوصل لاتفاق جزئي لوقف التصعيد في إدلب.
الجولة الرابعة عشرة: ديسمبر 2019وتم خلالها بحث استمرار التوترات في إدلب وريف حلب، كما تناولت الوضع الإنساني.
الجولة الخامسة عشرة: فبراير 2021عُقدت في سوتشي بروسيا وتم خلالها التأكيد على أهمية عمل اللجنة الدستورية وبحث ملف اللاجئين وإعادتهم.
الجولة السادسة عشرة: يوليو 2021تركزت هذه الجولة على بحث مكافحة الإرهاب، ومناقشة الوضع الإنساني وممرات المساعدات.
الجولة السابعة عشرة: ديسمبر 2021وتم خلالها بحث جهود الأمم المتحدة بشأن اللجنة الدستورية، كما جرى نقاش حول مستقبل مناطق شمال سوريا.
الجولة الثامنة عشرة: يونيو 2022وتم خلالها بحث المأزق حول إدلب، وتنسيق المساعدات الإنسانية.
الجولة التاسعة عشرة: نوفمبر 2022وشهدت هذه الجولة استمرار المناقشات حول اللجنة الدستورية، ومطالبات بتحسين الوضع الإنساني.
الجولة العشرون: يونيو 2023بحثت هذه الجولة سبل تعزيز الحوار بين الحكومة والمعارضة، كما تناولت استمرار العنف في إدلب.
الجولة الحادية والعشرون: يناير 2024وتم خلالها بحث الجهود المبذولة للتوصل إلى حل شامل، والوضع الإنساني، إضافة إلى حشد المجتمع الدولي لتسهيل إعادة إعمار سوريا.
الجولة الثانية والعشرون: نوفمبر 2024تم خلالها بحث إمكانية تنشيط العملية السياسية، والاتفاقات الإنسانية. وقد أكد البيان الختامي الصادر عن هذه الجولة على الدور الريادي لمسار أستانا في الوصول لحل دائم للأزمة السورية.
الجولة الثالثة والعشرون: ديسمبر 2024ستُعقد في العاصمة القطرية الدوحة (على هامش منتدى الدوحة) وستتناول بحث مستقبل الحل السياسي، وإعادة إحياء الاتفاقيات السابقة المتعلقة بمناطق خفض التصعيد.
ترجيحات بعقد محادثات أستانا في الدوحة لبحث الوضع السوري، وأردوغان يعرب عن أمله في انتهاء عدم الاستقرار في سورياماذا نعرف عن هيئة تحرير الشام التي تشن هجمات على مواقع تابعة للجيش السوري؟من هو أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام؟