تحركاتهم محدودة الاندماج وتغطية إعلام بلدهم تثير التساؤلات
الجماهير الجزائرية في الرباط تطالب بتذاكر مجانية،، واعتصام أمام "ماريوت" يثير الجدل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرباط: تشهد العاصمة المغربية الرباط، تزامنا مع منافسات كأس أمم إفريقيا، مشاهد لافتة أثارت انتباه السكان والزوار، على خلفية تحركات بعض المشجعين الجزائريين في عدد من الفضاءات العمومية.
وخلافا لما هو معمول به لدى جماهير باقي المنتخبات الإفريقية، التي اقتنت تذاكرها عبر القنوات والمنصات الرسمية، اختار عدد من المشجعين الجزائريين التجمع أمام فندق "ماريوت"، مقر إقامة منتخب بلادهم موجهين مطالبهم إلى الاتحاد الجزائري لكرة القدم والجهات المعنية، من أجل توفير تذاكر مجانية لولوج الملاعب.
هذا التحرك استدعى تعزيز الإجراءات التنظيمية والأمنية بمحيط الفندق، بهدف ضمان السير العادي للحركة واحترام راحة نزلاء الفندق ، دون تسجيل أي حوادث تُذكر.
تحركات جماعية محدودة الاندماج
وبحسب ملاحظات عدد من سكان الرباط، بدت تحركات بعض المشجعين الجزائريين ذات طابع جماعي ومنغلق نسبيا، مقارنة بجماهير منتخبات إفريقية أخرى، مثل السنغال ومصر وكوت ديفوار، التي اندمجت بشكل طبيعي مع المحيط المحلي وسط المغاربة، سواء في المقاهي أو الأسواق أو الفضاءات السياحية.
ويلاحظ أن عددا من المشجعين الجزائريين فضّلوا التنقل في مجموعات مغلقة، مع تركيز واضح على الحضور بأعلامهم الوطنية قرب مقر إقامة المنتخب، دون الانخراط في التفاعل الثقافي والسياحي الذي يميز عادة التظاهرات القارية الكبرى.
وامتد هذا الانطباع، وفق بعض المتابعين، إلى بعثة المنتخب الجزائري نفسها، التي فضّلت البقاء داخل الفندق، في وقت شوهد فيه لاعبون وأطقم منتخبات أخرى يقومون بجولات سياحية في معالم بارزة من قبيل صومعة حسان، وقصبة الأوداية، وأحياء الرباط التاريخية، معبرين عن إعجابهم بالبنية التحتية والتنظيم.
تغطية إعلامية محدودة الزوايا
على المستوى الإعلامي، أثار أسلوب تغطية بعض وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية تساؤلات لدى متابعين، إذ اكتفت تقاريرها بنقل الجوانب التقنية للمنافسات، مقابل تركيز القنوات الإفريقية والدولية على إبراز التطور العمراني والبنية التحتية الرياضية والسياحية التي تحتضن البطولة.
وسجّل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ملاحظات حول اختيار بعض المراسلين مواقع تصوير معزولة أو فترات ليلية، اعتُبرت محاولة لتفادي إظهار مشاهد الفضاءات الحضرية الحديثة والمناطق السياحية التي تعرف حركية جماهيرية واسعة.
ويقول أحد التجار المغاربة بوسط الرباط إن "المدينة ترحب بجميع الزوار، ونلاحظ انفتاح معظم الجماهير الإفريقية وتفاعلها الإيجابي. لكن بعض المشجعين الجزائريين يبدون منغلقين على أنفسهم، ويركزون على الاحتجاج أكثر من استكشاف المدينة والاستمتاع بأجوائها".
وباختيار الجزائريين لطريقتهم الخاصة، يبقى التساؤل مطروحا حول ما إذا كانت هذه السلوكيات تعكس اختيارات فردية ظرفية، أم أنها مرتبطة بسياق أوسع في تدبير الحضور الجماهيري والإعلامي، في وقت يُفترض فيه أن تشكل الرياضة فضاء للتقارب والتواصل بين الشعوب.