جريدة الجرائد

كيف سيكون الحرس الثوري العراقي المقترح؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


عبد الله المدني

المعروف أن الضغوط الإيرانية على حكومة بغداد لم تنقطع حول تحويل "الحشد الشعبي" إلى حرس ثوري عراقي على غرار ما هو موجود في إيران. هذه الضغوط بدأت منذ أن أطلق النائب الإيراني محمد صالح جوكار اقتراحا بذلك في مارس الماضي قال فيه إن النواة الأولى لمثل هذا الحرس موجودة وتتمثل في "سرايا الخرساني" التي تأسست في ديسمبر 2014 على يد الجنرال في الحرس الثوري الإيراني حميد تقوي قبل مقتله على يد الدواعش في سامراء، علما بأنها تشكلت في إيران من عناصر عراقية عاملة مع فيلق القدس من أمثال علي الياسري وحامد الجزائري اللذين أعلنا في أكثر من مناسبة إيمانهما بفكرة ولاية الفقيه وخضوعهما لكل ما يصدر عن الخامنائي وليس السيستاني.

وسرعان ما تلقف قائد الحرس الثوري الإيراني السابق محسن رفيق دوست المقترح، مبديا استعداد بلاده لمساعدة الحكومة العراقية في هذا الشأن، ومضيفا أن نموذج الحرس الثوري الإيراني أثبت فاعليته في أكثر من مكان وأنه صالح للعراق وسيساعد الأخير على المستويين الداخلي والخارجي.

ولعل هذا ما شجع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، الذي لا يمكن التشكيك في ولائه وخضوعه لما يرسم له في طهران، أخيرا على إصدار أمر يقضي بتحويل ميليشيا "الحشد الشعبي" إلى جهاز عسكري مستقل مواز للقوات المسلحة العراقية، ضاربا عرض الحائط بكل ما أثير على المستويين المحلي والدولي حول هذه الميليشيات لجهة الانتهاكات التي ارتكبتها بحق المدنيين من سنة العراق في الفلوجة وغيرها.

وربما لولا بعض الحياء المتبقي لدى حكام بغداد الحاليين لكانوا أطلقوا على جهازهم الجديد هذا اسم "الحرس الثوري العراقي" صراحة بدلا من تسميته بجهاز جديد لمكافحة الإرهاب، "يضاهي جهاز مكافحة الإرهاب الحالي من حيث التنظيم والارتباط، فضلا عن تألفه من قيادة وهيئة أركان وألوية مقاتلة" طبقا لما ورد في قرار العبادي.

والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه الخطوة العراقية المثيرة للجدل والمفضية بلا شك إلى انقسام أوسع في الشارع العراقي هو: هل سيتبنى الحرس الثوري العراقي العقيدة نفسها التي يتبناها نظيره الإيراني لجهة الأهداف والأنشطة والعلاقات مع مكونات الوطن؟ خصوصا إذا ما آلت قيادته ــ كما تردد وقت كتابة هذه السطور ــ إلى رئيس الحكومة السابق نوري المالكي المعروف عنه طائفيته الفاقعة وتعطشه للسلطة وديكتاتوريته وولاؤه التام لحكام طهران، ناهيك عن استعداده للذهاب بالعراق بعيدا عن محيطه العربي.

لقد تأسس الحرس الثوري الإيراني، كما هو معروف، بطريقة عشوائية غداة نجاح ما يسمى بالثورة الإسلامية من أجل تمكين الحكم الجديد من بسط سيطرته على مفاصل الدولة الشاهنشاهية التي كان ولاء جيشها موضع شك وقتذاك. وهكذا كانت هذه المؤسسة العسكرية الجديدة ضعيفة التنظيم والتدريب في بداياتها، ويقودها نفر من الإيرانيين الذين تلقوا تدريباتهم العسكرية لدى منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان مثل عباس زماني (أبو شريف). 

لكنها راحت شيئا فشيئا تتحول إلى جهاز منيع ذي عقيدة إسلامية طائفية وحماس ثوري مؤدلج، خصوصا بعد مشاركتها مع القوات النظامية في الحرب العراقية ــ الإيرانية. ولهذا تم تكليفه بتنفيذ المهمة الأكثر قربا لقلوب ملالي طهران وهي تصدير الثورة إلى الخارج جنبا إلى جنب مع مهمات الدفاع عن مبادئ "الجمهورية الإسلامية" في الداخل، وتنشئة الجيل الجديد نشأة متفقة من أيديولوجية الولي الفقيه، والعمل كشرطة آداب في المجتمع. ومع تزايد المهمات القذرة الموكلة إليه داخليا وخارجيا، وخصوصا أعمال التجسس والرصد والقمع والاغتيال والإرهاب، قويت شوكته وتحول إلى جهاز ثوري متماسك ومعقد، ولاعب محوري على ساحة السياسة الداخلية تسعى الأطراف المحلية ذات المصالح والطموحات المتباينة إلى التقرب من قادته واستمالتهم. علما بأن الذين تناولوا هذا الجهاز أجمعوا على أن استمرار النظام الذي أقامه الخميني يعود جزئيا إلى قدرة الحرس الثوري الإيراني على أمرين هما التعبئة الجماهيرية عند الحاجة، وإقامة مؤسسات ثورية قادرة على احتواء القوى الاجتماعية الكثيرة التي أسهمت في إسقاط الشاه.

أما علاقته بالجيش النظامي، فقد خيمت عليها ظلال المنافسة لعدة أسباب من بينها تمتع الحرس وقادته بأدوار وامتيازات لا تعطى للجيش وجنرالاته وأفراده، وتفضيل خامنائي وزمرته من الملالي للحرس عوضا عن الجيش بسبب قيام الأول بحماية نظامهم العقائدي وتنفيذ أجنداتهم الطائفية في العالم الإسلامي، ومساهمته في الصناعات الحربية الإيرانية، واستمرار حماسه الثوري الأيديولوجي، يشهد على ذلك ما قام به الحرس خلال السنوات الماضية من أدوار حاسمة على صعيدي قمع معارضة الداخل وحشد المظاهرات المؤيدة للنظام، والإسهام في بناء القوة النووية الإيرانية من جهة، والتدخل الوقح في شؤون الدول المجاورة بهدف تصدير أفكار الثورة الخمينية البائسة من جهة أخرى.

فهل العراق بحاجة يا ترى، بعد كل ما شهده من انتكاسات واخفاقات وحروب منذ عام 2003، إلى جهاز يعمق الشرخ الطائفي، ويحجِّم دور الجيش الوطني، ويتدخل في شؤون دول الجوار، ويبني النفوذ وما يتبعه من فساد ومحسوبية من خلال اللعب على التناقضات المحلية؟

طهران ترد وتقول نعم، بطبيعة الحال، لأنها باتت تعتبر العراق جزءا من الإمبراطورية التي تحلم بها، وبالتالي يجب أن يكون صنوا لها في مشاريعها وهياكلها المدنية والعسكرية. وقادة العراق لا يملكون سوى مجاراة ما تقوله طهران بالسمع والطاعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من انت ومن اعطاك الحق
حسين -

منذ ، تاسيس الحشد الشعبي ، الذي يضم رجال وشباب عراقيين ، لكي يقاتلوا الارهابيين العرب والاجانب و المدعومين عربيا واقليميا ، والذي اغتصب المدن العراقية وسبى اهلها وقتل وذبح وشرد واغتصب النساء والاطفال والعرض ودمر النسب والحضارة والثقافة ،لقد عرضت اجهزة التلفزة اخبار ملفقة وتاويلات واجرت لقاءات تحدث فيها الكثرون كل ادلى دلوه وبنفس طائفي مريض ، كما كتبت الصحافة الخليجية وبعض الصحف العربية المدفوعة الثمن ، اخبارا ومقالات بافكار معروفة وماذا يراد بها.... ولكن كل اولئك اصابهم العمى وصمت اذانهم واصاب اقلامهم الشلل ، عندما اغتصب الارهابيون مدن العراق ودمروا اثاره واخذوا الالاف من السبايا وقاموا ببيعهم في اسواق النخاسة الحقيرة ، لا بل قام البعض بتسمية اولئك المجرمين بالجهاديين ؟ والان يعيد الكاتب ، ، علينا النغمة بشان الحشد الشعبي ، وايران وان حكومة العبادي خاضعة الى ايران ؟ قل لنا يا مدني ، حكومتك لمن خاضعة ، لتتدخل في البحرين وتقصف تدمر وتقتل في اليمن ؟ حكومة العبادي ، جاءت من رحم البرلمان الذي يضم كتل سياسية من كل مكونات الشعب العراقي ، وهو الذي يقيلها وهو الذي يعينها . انكم في وضعكم ايران على راس اولويات محاربتها ، فيجب ان لا تكون في العراق ، او سوريا او اليمن ، انها في الساحل المقابل منكم في الخليج العربي ، اذهبوا وقاتلوها اذا استطعتم ؟ الستم انتم من دعم الطاغية في الحرب مع ايران بالمال والسلاح وجعلتم الشعب العراقي يدفع الثمن؟ تقول ان قادة الحشد الشعبي يتمتعون بامتيازات لا يحصل عليها جنرالات الجيش ، يبدوا انك متعمق بالتلفيق ، قادة الحشد ليس لديهم رواتب عالية بل انهم متطوعون ويعتشاون مع افراد الحشد الذين خاضعين لقيادة الجيش جميعا وليس العكس .واليس افراد الحشد من العراقيين الذين حرروا مدن جرف الصخر وتكريت وسامراء والدور والعلم وبيجي والرمادي والفوجة وحديثة والبغدادي والخالدية والكرمة وابو غريب ، وقدموا التضحيات الجسام ، وانتم تدفعون بفتاوى تكفيرية وتدفعون بالشباب السعودي والخليجي الى الموت ليقتل ويذبح وتغسلون ادمغتهم الحقيرة بافكار مريضة كافكارك العفنة ..كفوا عن التدخل في الاشرف منكم وكفوا انفسكم في التدخل في ما لا يعنيكم واذهبوا وحسنوا وضع بلادكم واخرجوها من مأزقها في اليمن التي ستكون وبالا على الشعب السعودي ، بعد ان اصبحت وبالا على اليمن ولا تتدخلوا فيما لا يعنيكم بل س

No. 1 Taafi
Raid -

Hashd Al-Sha''aby = Daash = Jaish Al-Sha''aby of Saddam. The same mentality, the same methods of terror and the same objectives of brining and maintaining mentally retarded criminal mullahs to power