جنون أمة حلب شاهد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم الدمار والخراب الذي لحق بواحدة من أقدم المدن في التاريخ مدينة حلب السورية، تبقى حلب كما بغداد وصنعاء وطرابلس الغرب في ليبيا شاهدة على جنون أمة، أمة فقدت رشدها واتخذت من الغي سبيلا، بحور من الدم سالت كاشفة حقيقة الصراع في سوريا، صراع يتورط فيه تجار الدم ، مغلفين تجارتهم بدبلوماسية كاذبة تقول الكثير وتفعل القليل ، تجار الدم تحالفوا معا لتدمير دولة عربية، فساندوا بالاموال الطائلة الجماعات الإرهابية في سوريا عامة وفي مدينة حلب على وجه خاص، ومع ذلك نجح الجيش السوري بدعم روسي من تحرير حلب من قبضة الإرهابيين ليمثل ذلك تحولا استراتيجيا في معادلة الصراع القائم منذ أكثر من خمس سنوات.
قبل بداية الصراع في سوريا وتحديدا عام 2009 اتفق حكام دولة عربية مع حكومة "رجب طيب أردوغان" في تركيا على مد خط أنابيب للغاز يمر إلى سوريا وصولا لتركيا ومنها إلى الأسواق الأوروبية ، وهو ما يعني أموال طائلة لحكام الدولة بأقصر الطرق ، واستغل حكام تلك الدولة علاقات الصداقة القوية مع أسرة بشار الأسد ليوافق على مرور خط أنابيت الغاز القطري عبر الأراضي السورية، لكن المفاجأة هي أن بشار الأسد رفض الطلب .
هنا بدأ صراع المصالح فإيران لديها ثروة كبيرة من النفط والغاز وحين طلبت من الأسد السماح لها بمد خط أنابيب يمر عبر سوريا إلى الاسواق الاوروبية وافق الأسد فجن جنون البعض وتركيا وبدأوا التخطيط للإطاحة بالنظام السوري.روسيا أيضا وهي الدولة الأولى في انتاج الغاز عالميا لا ترغب في أن يأتي الغاز القطري إلى أوروبا ليكون منافسا لها في الأسواق الأوروبية.
ربما يكون جزء من الصورة واضحا الآن، تكتمل الصورة أكثر حين تأتي في خلفية الداعمين لموقف الإطاحة بالأسد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهي دول أعضاء في حلف الناتو بالتعاون مع دول عربية وتركيا ، وهذه الدول ترى في إيران وحزب الله اللبناني حلفا شيعيا يريد البقاء على سلطة الأسد بدعم روسي، والروس لديهم قواعد عسكرية في سوريا ولا يرغبون في التواجد الغربي في هذا البلد.
تروج وسائل الإعلام الغربي صورة ذهنية عن النظام في سوريا، وتقول إن بشار الأسد يقتل شعبه، وإن الثورة اندلعت للمطالبة بالديمقراطية والعدالة والعيش الكريم، وهذا فيه جانب من الصواب ، لكنها تغفل تماما أسبابا آخرى للصراع من بينها النفط والغاز، وتحاول هذه الماكينة الإعلامية الإيهام بأن التدخل في سوريا حدث بعد أن قتل بشار الشعب السوري، صحيح هناك ضحايا سقطوا في قصف بشار للمدن السورية لكن أحدا لم يتحدث عن دعم الولايات المتحدة وتركيا ودول آخرى للإرهابيين وعلى رأسهم تنظيم داعش وجبهة النصرة وتسهيل مرورهم إلى سوريا ومدهم بكل أنواع الأسلحة من اجل تدمير سوريا من الداخل، وهذا ما حدث بالفعل، دمر الإرهابيون مدنا بأكملها واحتلوا مدنا أخرى، بل وأصدرت الامم المتحدة قرارات لحماية الإرهابيين وتأمين خروجهم من حلب، وكانت الخديعة الكبرى حين أطلق الإعلام الغربي عليهم لقب "ثوار" وهذا ما حدث في ليبيا أيضا بعد الإطاحة بالقذافي اواخر عام 2011
وضع حلب يلخص المأساة السورية أولا، والعربية ثانيا، والاسلامية ثالثا، والعالمية رابعا، من حيث الإعلان عن وفاة الضمير البشري، من أوصلنا إلى وضعنا المأساوي الحالي ؟
اليوم إنكشفت الحقائق ليتحول الظن إلى حقيقة، والشك الى يقين، والشائعة الى معلومة، المهم أن يفيق العرب من الجنون ، جنون دعم الإرهاب بالمال والسلاح لتحرير سوريا لا أدري ممّن يا ترى؟ حتى الدول التي لا تملك المال، دعّمت الارهاب بالبشر، تونس لديها نحو 5000 مسلح أرسلتهم حركة النهضة في عهد منصف المرزوقي، الآن يرغبون في العودة بعد ان ضاق عليهم الخناق في سوريا والعراق. اي جنون هذا الذي وصلت اليه الأمة،وكأنها تفتقد الذاكرة التاريخية ولا ترغب في استعادة تجربة الجهاديين في افغانستان إبان الغزو السوفيتي.على المؤسسات الدينية مثل الأزهر في مصر وجامع الزيتونة في تونس وغيرها أن تنير الدرب لهذا الجيل قبل أن يتوه في بحور الظلام.
التعليقات
كلام جميل
فول على طول -المقال واقعى ولكن تغافل عن حقيقة الخلاف المذهبى ...نعم الخلاف المذهبى بين بشار وبين بقية الدول العربية سبب كبير فى الصراع ....المساجد السنية دائما تقول عن أهل الأسد : النصيرى ...الرافضى ..المجوسى .الخ الخ . وقام الأسد الكبير ببناء عشرات الالاف من المساجد السنية كى يبعد عن نفسة شبهه المذهبية فى الوقت الذى تهاجمة نفس المساجد التى بناها وتحرض علية مما أدى فى النهاية أنة قتل الكثير من الاخوان السنة ...نعم هناك عداء سنى شيعى نصيرى رافضى ناصبى الخ الخ . ..لن ينصلح الحال على العموم . تحياتى .
هو بشار زعلهم فى أية
Ali -أتذكر أجتماعات دول جبهه الممانعة فى الدوحة والتى كانت يستضيفها أمير قطر السابق وبالطبع بحضور بشار الأسد وقادة حماس وأتذكر أيضاً وساطة السعودية بين مصر وسوريا, لم يكن هناك ما يمكن أعتبارة غضب واضح لحكام الخليج من بشار الأسد,, موضوع خط الغاز مجرد تكهنات من المحللين السياسيين وليس طرح قوى لأنة جغرافياً العراق بديل أقصر لمد خط الغاز إلى أوروبا عبر تركيا,, حكم عائلة الأسد ربما كان قبلياً لحد ما ولكنه لم يكن طائفياً والعلويين مختلفين عن الشيعة بقدر أختلافهم عن السنة وعلاقة النظام بحزب الله كانت علاقة مصالح تربطهم العداء لأسرائيل والحفاظ على النفوذ السورى فى لبنان.. يبقى السؤال; لماذا أنقلب حكام الخليج على بشار الأسد؟, ربما لن نعرف الجواب أبداًً وربما الجواب بسيط للغاية, ظن حكام الخليج أن نظام الأسد سيسقط على يد الناتو كما حدث فى ليبيا فأرادوا أن يكونوا إلى جانب الطرف المنتصر وراهنوا على سقوط الأسد وعندما لم يتدخل الناتو تخوفاً من مواجهة مع روسيا, لم يعترف حكام الخليج بخسارتهم الرهان وظنوا أنه من الممكن أسقاط النظام بتشجيع الأنشقاق فى الجيش السورى ودعم التنظيمات الجهادية وأخطأوا مرة أخرى فى عدم توقع رد الفعل الروسى... ..ما حدث فى سوريا ليس جنون ولكنه تخلى عن مبادئ عدم التدخل فى شؤن البلدان "الشقيقة" ومبادئ أحتواء الأزمات عربياً وحسابات خاطئة لأبعد الحدود...
عيب يا منتحلي الصحافة
بسام عبد الله -لا نستغرب وجود منحبكجية من المرتزقة الذين يعتاشون على دماء أطفال سوريا والمتطفلين على مهنة الصحافة الذين يعبدون الديكتاتور المجرم الدموي البربري المتوحش السفاح القاتل ويضربون بسيفه ويستشهدون بأكاذيبه ومنهم موالينه من التوانسة مروجي جهاد النكاح، ولكننا نستغرب هذا العور في مشاهدة ما يحدث في سوريا منذ ١٥ مارس اذار ٢٠١١م؟؟؟!!! خذ بالك، الكلاشنكوف في يد ملتح يحاول ان يدافع عن اهله ويصرخ الله اكبر طالبا العون الالهي بعد ان خذله الاهل والاقرباء والابعدون هو سلاح تدمير طائفي يفرق ويعتدي؟؟!!! بينما قصف الشعب الأعزل بالطائرات الحربية والهليوكوبتر والصواريخ والمدرعات من أعالي البحار والقارات وحشد القوات الخاصة الطائفية وجلب المرتزقة من روسيا وايران والعراق والباكستان وافغانستان المدججة بالسلاح والشبيحة والمجرمين وما نتج عنه من نصف مليون شهيد ومئات الالاف من المصابين (بعضهم اصابات ستبقى معهم طول حياتهم) والمعتقلين وملايين النازحين والمشردين واللاجئين في داخل الوطن السوري وخارجه الخ، كل هذا لا يستلزم كلمة تناشد الديكتاتور ان يضع مصلحة سوريا وشعبها قبل مصلحته الخاصه، بلاش نحكي عن مقال؟؟؟!!! يا لبؤس من يملك ان يقول كلمة حق في حضرة سلطان جائر فيمتنع بينما يطلق العنان لقلمه المحترف بالضرب في الضحية
صح لسانك
عماد عمران -.. مصر ادركت حقيقة المؤامرة منذ البداية ولم تتدخل هي ضد ما اقرفه الاسد من جرائم لكن ضد الارهابيين منالنصرة وجيش الاسلام وغيرها من المعارضة الممولة خليجيا رواتب واقامة وغيرها.
لا يوجد عذر
ملحد -ولنفرض ان كلامك صحيح لكن هذا الحكم الغبي الذي تعود على السرقة كالمافيا لم يستطع ان يجنب بلده هذا الدمار من قال لك ان السوري ليس له تفسير اخر وهو بكل بساطة هناك ثورات قد قامت في سورية وقد قمعت كلها بالدم لكن ما حدث انه في كل مرةكان الأسلاميون يريدون حصة الأسد فهم مثله لا يؤمنون إلا بدينهم والشريعة وهذا لن يحصل في سوريا إلا اذا خربت كأفغانستان الأسد والأسلاميون وجهين لعملة واحدة هى القمع والأستبداد ومازالت الثورة الحقيقية في البداية