فضاء الرأي

بعد رحيل الرفسنجانى إيران نحو تشدد أكثر

بعد رحيل الرفسنجانى إيران نحو تشدد أكثر
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

• المعروف ان السلطة الاسلامية فى ايران منذ 1979 و لحد الان بيد جماعة متشددة من الناحية الفكرية و هم يردون ان يصدروا الثورة الاسلامية الشيعية الى المنطقة و العالم، و لكى يستطيعوا ان ينفذوا هذا المرام  بداوا بالحرب مع العراق المجاور التى فيها الاكثرية الشيعية  لكى يغدوا من عراقالى الدول الاخرى فى منطقة الشرق الاوسط و خاصة الدول الخليجية و على راسهم المملكة العربية السعودية الدولة الكبيرة و الراعى الاول و الكبير للمذهب السنى ،ولكن لم يستطيوا ان ينجحوا فى مختطهم هذا.وبعد 8 سنوات من حرب التى لا طائلة منه و بعد موت المرشد الاول و المؤسس لجمهورية الاسلامية الايرانية و القائد الاعلى للثورة الاسلامية اية الله خمينى فى عام 1989 و بعد ان اتاح بنظام الشاهنشاهى الذى عمره 2500 عام،بات المخاوف على مستقبل الجمهورية بعد غياب المؤسس الروحى للايران و صانع فكرة الوليه الفقيه و ثورتها الفتية اكبر، وبعد ان انتخب السيد خامنئى كمرشد الثانى للجمهورية  و هو واحد من القادة الرئيسيين و المقربين من خط الامام خمينى بحكم منصبه كمرشد الثورة و القائد الاعلى للقوات المسلحة له كل الصلاحيات فى التعينات و التغيرات الاساسية و الكبيرة حتى فى منصب رئيس الجمهورية و القيادات العسكرية و الجيش و الغاء البرلمان و الحكومة ، باتت تظهر الصراعات الداخلية بين التيارات المتناحرة بشكل علنى و سرى فيما بينهم ، بين جبهتين اساسيتين هما الجبهة المرشد و المتشددين المحافظين على المبادىء الاساسية للثورة الاسلامية و عدم الانفتاح بوجه الغرب و امريكا و عدم التعاون و التنسيق مع الكيان الصهيونى و دولة اسرائيل و محاربة كل الدول السنية المذهبية العربيةومن شعاراتهم الرئيسية يقولون (( ايران جمهورية لا شرقية و لا غربية)) و(( امريكا هو الشيطان الاكبر)). و الجبهة الثانية هم الاصلاحيين و المنفتحين بقدر معلوم على التغيرات فى السياسات الدولية و بعد الحوادث الكبيرة فى المنطقة مثل احتلال العراق للكويت و تجمع الدولى ضد العراق لتحرير الكويت و اتيان القوات الكبيرة الدولية الى المنطقة و الغاء الاتحاد السوفيتى السابق على يد غورباتشوف فى 1991 و بدا النظام العالمى الجديد و تفكيك الدول و الجمهوريات داخل الاتحاد السوفيتى و ثورات الشعبية فى تلك البلدان و اعلان استقلالهم و اعلان امريكا نفسه كصاحب قرار الاول والاخير فى العالم و و بدا النظام العولمة و التطورات الكبيرة فى مجال التكنلوجيا و الانترنيت و مجال الاتصالات فى العالم و انتشار رياح التغيير و الحريات و الديمقراطية فى كل البلدان الاوروبا الشرقية و هدم جدار مابين المانيتين الشرقية و الغربية،كل هذه الحوادث و التغيرات الكبيرة اجبرت ايران و حكامها على قبول ولو على مضض بعض التغيرات  تحت ضغظ السياسة الدولية الجديدة، و هكذا فقد اشتعلت نار الصراعات مابين سلطات و حكام و رؤوس التكتلات و التيارات السياسية داخل جمهورية الاسلاميةالايرانية.واقطاب الجبهة الاصلاح هم كل من على اكبر هاشمى رفسنجانى و محمد خاتمى و مهدى كروبى و حسين الموسوى و حسن روحانى و بالمقابل المرشد الاعلى للثورة خامنئى و على لاريجانى و احمدى نجاد و القيادات العسكرية و خاصة قيادات الحرس الثورى الايرانى هم من المتشددين و المحافظين ولم يقبلوا باراء و مقترحات و رؤيا جماعة الاصلاحيين و جماعة الخضر من حركة الخضراء بقيادة حسين الموسوى و مهدى الكروبى و هما الان تحت اقامة جبرية فى بيوتهم.

• وعلى اكبر هاشمى رفسنجانى هو واحد من المؤسسين و مقربين من امامالخمينى و لكن هو يريد ان تكون لايران علاقات قوية مع كل الدول الغربية و الشرقية معا لاستمرار عمر و تجربة الثورة فى ايران وهو يعرف جيدا ان ايران الاسلامية فى ظل حكم جماعة متشددة لا تستطيع ان تستمر فى الوجود لان سياسات الدولية لا تقبل بتلك السياسات و تريد نظاما مسالما فى داخلها و للدول الجوار وخاصة الدول الخليج العربية كمصدرين اساسيين للمصادر الطاقة من النفط و الغاز الطبيعى و الحلفاء الدائميين للغرب و سياساتها.و هاشمى رفسنجانى شخصية قوية داخل دائرة الحكم فى ايران و لمدة غير قصيرة مقربة جدا مع المرشد خامنئى و هما من اقرباء اية الله الخمينى و هما من خط الامام و هما فى نفس الجبهة ضد المعارضين لخط الامام مثل حسين منتظرى و غيره من القادة و المؤسسين للثورة و بتعاون مع بعضهما البعض استطاعوا ان  ينجحوا على كل الحركات السياسية المعارضة مثل حركة مجاهدى خلق الايرانية بقيادة مسعود و مريم الرجوى و حركة تودة الماركسية  الايرانية و الحركات الكردية فى كردستان الايران و استطاعوا ان  يبقوا فى الحكم لمدة طويلة قرابة 37 عاما.

هاشمى رفسنجانى بحكم توليه مناصب عليا و مهمة من رئيس مجلس الشورى الايرانى لمدة 9 اعوام فى ثمانينات القرن الماضى و منصب رئيس الجمهورية لمدة 8 اعوام فى تسعينات القرن الماضى و مرشح قوى ضد احمدى نجاد للمرة الثالثة لرئاسة الجمهورية و لكن بسبب شعاراته الاصلاحية و تعاون الاطلاعات و الداخلية والحرس الثورى الايرانى لاحمدىنجاد لم ينجح فى الانتخابات و كذا منصبه فى مجلس رعاية مصلحة الجمهورية لاكثر من 10 سنوات و انتصاره الاخير فى انتخابات مجلس الخبراء  فى العام المنصرم اعطاه زخما اكبر و قوة اكثر امام كل المحاولات الكبيرة لازاحته و ابعاده عن مسرح القوة و السلطة فى ايران.رفسنجانى واحد من رعاة الجبهة الاصلاحية و الاصلاحيين فى ايران و متهم بمساندةكما يقولون (( دعاة الفتنة )) و برحيله كرجل قوى و ذو شخصية محترمة ومهيبة فى اوساط الحكم فان حكم فى ايران تتجه الى تشدد اكثر من ذى قبل،لان الاصلاحيين فقدوا اكبر مساند و دعامة كبيرة لهم و لحركتهم المنتشرة فى كل الايران و صاحبة اكثرية الشعب الايرانى و خاصة الجيل الشباب، وخير دليل على تشدد الجماعة الباقية فى الحكم هو عدم قبول مشاركة محمد خاتمى رئيس الجمهورية السابقة فى مراسيم تشيع جثمان رفسنجانى و الصلاة عليه و ايضا عدم وجود الوجوه المعروفة للاصلاحيين كمهدى الكروبى و حسين الموسوى وغيرهم ومع ذلك ان الجمهور الكبير و المشارك فى تشييع رفسنجانى رددوا شعارت اصلاحية و الحرية للكروبى و الموسوى. وهذا خير دليل على شدة الصراعات الداخلية.

• وبالمناسة فان صحة المرشد الثورة الخامنئى ايضا ليس على ما يرام و ليس مسقرا فهو مصاب بمرض السرطان للبروستات و هو عمره اكثر من 77عاماو ايران فى هذه المرحلة الحرجة و الخطيرة تحتاج الى رجل قوى و ذو عقلية منفتحة و ذو حكمة و خبرة فى الحكم،اذا فقدت ايران لمرشدها الحالى فان ايران و نظامه السياسى و الاقتصادى و الامنى يتضررون كثيرا و يشهر كل التيارات و الكتل السياسية اسيافهم ضد البعض و الكل يحاول ان يكون له اليد العليا فى تخطيط و امساك باطراف الحكم فى ايران المستقبل، وايران بعد غياب  و رحيل الرعيل الاول للثورة تتجه نحو تشدد اكثر من قيبل القيادات الموجودة حاليا و هم من قادة العسكريين التى لهم نزعة حب التسلط و الامتيازات الدنيوية بدل الدينية .

• واخيرا فان رحيل و موت المفاجىء لرفسنجانى خسارة كبيرة لنظام الحكم فى ايران و خاصة الاصلاحيين وتجربة رفسنجانى فى الحكم و صراعاته مع المرشد و جبهته المتشددة مثل تجربة الرئيس الوزراء الاسبق لشاه ناصرالدين القاجارى  ميرزا محمد تقى خان الفرهانى الملقب ب(( امير الكبير)) و ابو الاصلاحات فى ايران فى ذاك الوقت ولكن بالنتيجة هو قتل على يد ازلام الشاه القاجارى بسبب مواقفه و ارائه الاصلاحية و الانفتاحيه على العالم و امريكا و بعد موته اندحرت القاجاريين و سلطانهم فى ايران و خسروا شخصية سياسية محنكة، و يمكن يحدث نفس الشيىء فى ايران بعد موت الرفسنجانى الراعى الحقيقى لحركة الاصلاحيين فى ايران لانه بمثابة امل كبير لكل الاصلاحيين.وتكون خطر المتشددين على ايران نفسها و الدول الجوار و خاصة الخليجية تكون اكبرا فى المستقبل فى ظل غياب عقلية و شخصيات مثل رفسنجانى و الخاتمى و غيرهم و تكون ايران بعد كل الصراعات الداخلية مرشحة للتفكيك و الاقتتال الداخلى و الشروع لعمليات الخارجية لبداء نشوب التدخلات فى شؤونها.

بموت رفسنجانى ايران تقبل على مرحلة جديدة و خطيرة و بموت مرشدها الحالى ايضا ايران تخسر من قوتها و هيبتها الداخلية و الاقليمية و الدولية و فى ظل غياب الرعيل الاول للثورة الاسلامية فان ايران لم تبقى جمهورية اسلامية فى روحها و سلوكهاو سياساتها الداخلية و الخارجية ، ولان الشعب الايرانى بكل مكوناتها الفارسية و الكردية و الازرية و البلوجية و التركمانية و العربية لم يقبلوا بحكم جماعة متشددة و متعصبة و هم يريدون حريات اكثر من الناحية القومية و المذهبية و هم يريدون نظاما شعبيا و شرعيا من قبل الشعوب الايرانية وانهم ياسوا من الحروب و الصراعات الداخلية و الاقليمية مع الدول المنطقة و تدخل ايران المذهبى فى كل الازمات و الحروب فى المنطقة مثل التدخلات الايرانية فى شؤون العراق و سوريا و لبنان و اليمن و مصر و البحرين و سلطنة عمان و غيرهم من الدول.هم يردون العيش الهنيء فى ظل حكومة و سلطة مسالمة و محايدة و صاحب افكار تقدمية و متطورة  و ذو علاقات واسعة مع كل الدول الجوار فى المنطقة و العالم و يريدون نظاما حتى اسلامية ولكن منفتحة و غير مغلقة  على نفسها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف