الاحتلال الديبلوماسي الأميركي في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الاحتلال هذه الكلمة القبيحة التي تشعرنا بالإذلال والمهانة منذ انبدأت جحافل الدول الكبرى تهيمن عسكريا وسياسيا واقتصاديا على البلدان الاكثر ضعفا منها تسليحا وقوةً ، فالنفوذ وتوسيع الهيمنة بدأ مع تكالب الحروب وازدياد سعير المطامع وتقسيم البلدان وترسيمالحدود على هوى القوى الكبرى الطامعة ، كلٌّ يأخذ حصته على طريقة هذا لك ، وهذه لي مثلما شاءت المعاهدة العمّة / سايكس بيكووالعمّ سام والشيخ الجليل البريطاني / ابو ناجي وهي كنية المستعمر البريطاني عندنا في العراق ، والمسيو فرانس .
منذ ان شببنا وبدأ الوعي يتغلغل في رؤوسنا عرفنا ان الاحتلالالبغيض يكون أنواعا شتى ويتسم بلوثات متعددة ويهدف أهدافا مرسومة له سلفا فهذا الاحتلال استيطاني يرمي الى سرقة الارضوسلبها عنوةً وطرد السكان الاصليين مثلما حدث ويحدث الان في فلسطين المحتلة ولمَّ شتات المهاجرين وبناء المستوطنات لهم في اسرائيل الكبرى تحقيقا لأحلام تأريخية مشكوك في صحتها وصدقها لأتباع الديانة الموسوية وعرفنا ايضا مآرب الاحتلال الاقتصادي الذي يرمي الى نهب ثروات الشعوب المقهورة واستغلالها لصالح المستعمِر وينال المستعمَر الاّ الفتات والشحيح ليبقى حيّا سقيما عاجزاً غير معافى واحتلال منابع الخير كالنفط ومناجم الذهب والماس وغيرها من المعادن الثمينة مثلما فعلت بريطانيا وفرنسا في بلدان الشرق الأوسطوإفريقيا عموما ؛ فالاحتلال بشعٌ في كلّ مسمياته وأشكاله ومراميه بما في ذلك الاحتلال الثقافي وما سمي سابقا الاستعمار الثقافي الذي ابتليت به بلدان شمال افريقيا ووسطها من قبل الفرنسيين او ما سمي بالفرانكوفونية مثلما سميت الدول التي رضخت لبريطانيا والتي اطلق عليها بالأنجلوسكسونية .
لكنّ اميركا طلعت علينا ببدعة جديدة ونمط لانظير له من الاحتلال وسابقة خطيرة الا وهو الاحتلال الديبلوماسي وعدّه البعض من السياسيين آخر صرعات الاستعمار الجديد ، فبعد ان أجْلَت قواتها العسكرية وحشود المارينز اواخر سنة /2011 تركت في بلادنا مايزيدعلى أربعة عشر الفا من عناصرها الخليط من الديبلوماسيين الماكرين ذوي المخططات الجهنمية والمدربين العسكريين وحشد هائل من عناصر الحمايات وشركات الامن السيئة الصيت على طريقة البلاكووتر ومثيلاتها وهم ينتشرون في مقر السفارة الاميركية في بغداد والقنصليات الاميركية الموزعة في الاراضي العراقية وفي المحافظات الكبيرة .
هذه السفارة الضخمة المهولة اختارت ان تكون مقابل البرلمان العراقي تماماً بعد ان أُنجز بناؤها واكتملت عُدّتها وعددها من كوادر السياسيين آلافاً مؤلفة بمختلف صنوفهم واختصاصاتهم وتعدّ أكبر سفارة أميركية في العالم كله وكأن العراق أضحى اتحادا سوفيتيا اخر ؛ ولأكون دقيقا اكثر فهي تزيد بمساحتها وعددها وعدتها عشرة مرات من اية سفارة اميركية بكل دول العالم الاخرى وتفوق بمساحتها حوالي ست مرات مقر هيأة الامم المتحدة في نيويورك وأكبر من مساحة دولة الفاتيكان قاطبةً تلمّ جيشا عرمرما من الديبلوماسيين يزيد على 14 ألف فردٍ انتقوا بعناية فائقة ليعملوا طوال 24 ساعة على شكل وجبات أمد كل وجبة 8 ساعات ويصلوا الليل بالنهار دون غفلة او هجعة .
استحلفكم بالله سادتي القراء واتساءل معجبا ؛ ما هي الاهميةالقصوى لبلاد مثل جمهورية العراق الواهنة المهزوزة ضعفا وهزالاً اهترأت تماما من الحروب والنزاعات ؟؟
هل زناخة النفط وشميمه الكريه يُبقي ذلك السحر الكريه ويبعث المطامع ليستنشقه الأنف الرأسمالي وتنتشي أنفاسه ويشرح صدره نشوةً ونسيماً غير عليل !!
حقا اني أعلن عجبي واندهاشي مما يجري في هذه الصروح والقاعات الكبيرة فيها ، واضرب اخماسا في أسداس وتنازعني أفكار قد تكون متطرفة او عابرة لحدود المعقول بما فيها تدبيرات تعدّ من مشاريع نظريات المؤامرة مع اني لست ممن تقنعه هذه النظرية ؛ لكن مايجري في السر والخفاء او تدابير الليل البهيم مايجعلني أضع الفعلامة استفهام ومثلها الف علامة تعجب .
وأجول بفكري هنا وهناك وأتخيل اكثر رعبا من داعش قادم الينا والى جيلنا المقبل قد يتم صنعها لاحقا لتستنزف ماتبقى من حرثنا ونسلنا من اجل ان تستمر ماكنات مصانع الاسلحة الاميركية في الدوران والانتاج طالما ان السلاح الكاسد اوشك ان ينفد بعد ان تم تصريفه في مناطق النزاعات ومنها وطني الذي لايريد ان يستقر سلمياً ، مثلما اوشك ضحايانا ان يقتربوا من المليون ضحية منذ الغزو الاميركيلبلادي في العام / 2003
صحيح اننا بتنا لانرى الارتال العسكرية في الشارع العراقي وما كانت تسببه لنا من غيظ وازعاج لايطاق لكننا الان ننظر الى سمائنا فنرى هذه المناطيد المعلّقة في الجو وهي تراقب وتترصد مجريات حياتنا على الارض ناهيك عن هدير طائراتهم التي تصمّ آذاننا بين حين وآخر بسبب افتقاد بلادنا الى غطاء جوي متمكن من رصد ما قد يجري في الخفاء في الارض والسماء .
الاحتلال الديبلوماسي وحبائله الاميركية المنسوجة باتقان شديد القوة ليس بلسما شافيا لجسد العراق المنهك ، حاله حال الاحتلال الايرانيبخفاياه وظواهره ؛ فكل ما نخشاه ان يدسّ السم في عسل الديبلوماسية التي ربما تعمل على فرض سياسات ورؤى قد لاتتوافقمع رؤانا بحجة الاستئناس برأي " اصدقائنا " السياسيين الاميركانالمقيمين كديبلوماسيين في ارضنا وبذريعة أخذ المشورة من الأقربينلنا ومبررات تلاقح العقول للوصول الى رأي اكثر صوابا وسياسة سديدة حكيمة ، وبصريح العبارة نريد من الاميركان ان يكونوا اصدقاءصدوقين (ولو انني أشك في يوم ما ان يكونوا هكذا) ولانريد ان نكون اتباع أذِلاّء، ونريد ايضا ان تكون لنا بصمة واضحة لنرسم سياستنا بأنفسنا وان لاتسلب إرادتنا ونكون إمّعة وخاصة في هذا الزمن الذي طغت فيه ملامح العولمة حتى نامت في غرف النوم الخاصة بنا .ولست في حاجة الى التذكير بفيلم السفارة في العمارة الذي اجاد تمثيله عادل امام اذ لم تكن السفارة سوى شقة صغيرة جاورت بيت الممثل وقد واجهت هذا المدّ الكبير من الاحتجاجات ؛ فكيف بنا ونحن نستضيف سفارة بهذا الحجم الرهيب كادرا ومساحة وخططاً وعساكر متنوعة لاندري فحواها ولا نعرف أولها من آخرها وهنا تكمن حيرتنا الكبرى نحن المبتلون بالتدخلات الآتية الينا من كل حدب وصوب .
jawadghalom@yahoo.com
التعليقات
على كيفك استاذنا
صالح -على كيفك استاذنا.... واحدة واحدة, اولا ذكرت هناك استعمارين في العراق وهما الامريكان والايرانيين, ولكنك تطلب مغادرة الاستعمار الامريكي فقط !!! حسنا لنتعاطف هعك لربما قسم من الاهل ايرانيين , ولكن موقفك من الامريكان يشبه موقف المالكي حيث طلب رحيل الامريكان واتاه بضعة مئات من الدواعش فنادى يا امريكا!!!! ولولا القصف الامريكي لمواقع الدواعش لما سنحت لك الفرصة لتكتب المقالة
العراق يحتل امريكا
عبدالله حمدي -اسقط الامريكان النظام العراقي وسلموه للولي الفقيه ،هدية بلا جزيه . ودافعوا عن وجود العراق اكثر من أي قوة عراقية وفارسية . فعن أي احتلال ديبلوماسي تتحدث يارعاك الله ؟! السفارة الامريكية الأكبر في العالم والقوات الامريكية المنتشرة في العراق وسوريا عبارة عن جزر مطوقة بالقوة الايراينة . وكل الوجود الأمريكي ،والقوات الامريكية ليس الا رهائن مؤجلة بيد الولي الفقيه الإيراني . آخر الخدع الإيرانية تمثلت في ايهام أمريكا بدعم المعتدلين الشعية للوقوف في وجه التمدد الإيراني بغرض توظيف الجهد العسكري والسياسي لخدمة المشروع الإيراني . واصبح الهلال الشيعي _بدعم امريكي - اقليما يضم كامل العراق وسوريا ولبنا ن . ولاحقا ستواجه تركيا حصارا
أسئلة للسيد الكاتب
فول على طول -السيد الكاتب يشكك فى حق اليهود فى فلسطين ونحن نسأل سيادتة : هل تعرف ماذا قال القران عن اليهود ..وأقصد بالوادى المقدس وأين كانت مملكة داود وسليمان الذى كان يكلم الهدهد ويسخر الشياطين وملكة سبأ أين زارت سليمان ؟ وأين كان يسكن ابراهيم واسحق واسماعيل والأسباط ؟ وماذا تعرف عن سورة موسي وخروج بنى اسرائيل من مصر وغرق فرعون ..الى أخر ما جاء بالقران ؟ ..هذا هو السؤال الأول ..انتهى - أما السؤال الثانى : هل بقاء الأمريكان الان بالعراق غصبا عن حكومة العراق أم بموافقتهم ؟...وماذا يسرقون من العراق وهى أصبحت أفقر بلد بفضل العراقيين أنفسهم ؟ ومن الذى يسرق العراق الان أو حتى قبل ذلك بقرون وليس عقود فقط ؟ وماذا عن الاحتلال البدوى الذى جثم على صدور أهل البلاد ولم يرحل حتى تاريخة ...هل لك أن تكتب عنة أم تتكلم فقط عن فترة الاحتلال الغربى الكافر مع أن الغرب الكافر أفاد البلاد التى غزاها وبعد ذلك رحل وهذا عكس الاستخراب البدوى - الاستخراب وليس الاستعمار البدوى - الذى دمر ونهب كل شئ ؟ ..عموما لولا الغرب الكافر كنتم حتى تاريخة تتبرزون على النفط وهو فى باطن الأرض ...عموما انتهى زمن النفط حتى لا تتشدقون بة مرة أخرى . ربنا يشفيكم جميعا من مرض الوسواس الخناس الذى يوسوس فى نفوسكم وصدوركم .
تابع الأسئلة السابقة
فول على طول -كل التحية للاستاذ جواد الذى نحترمة كثيرا ولذلك نتوسم فية الجرأة والمصداقية فى مقالاتة وبعد : استاذ جواد أنت تشكك فى رواية التوراة فى حق اليهود لفلسطين ..هل لديك اثبات ما تقولة ؟ ولماذا لا تشكك أيضا فى الانجيل والقران أيضا ؟ بالمناسبة أنا لا أدافع عن اليهود أو عن القران أو الانجيل أو التوراة ولكن فقط أدافع دائما عن الحقيقة وعن الصدق والمساواة فى كل شئ وهذا للعلم . اذا كان كلام التوراة وحق اليهود فى فلسطين كذب بالتالى يكون الانجيل والقران أيضا ...وبناء علية هل يمكنك اثبات ما تقولة ؟ أو الاعتراف بما جاء فى الكتب الثلاث والتوقف عن المطالبة بطرد اليهود والعمل على حل الدولتين ..؟ ...انتهى - ننتظر الرد . تحياتى دائما .
من قال لك ان الاحتلال سئ
الانكليز بنو العراق -والشيعة والسنة هدموه افكارك قديمة وهي مزيج من الاسلاموية الشعوبية والشيوعية تحتاج الى اعادة التفكير بمسلماتك المغلوطة