فضاء الرأي

العراق المتأرجح والصراعات الإقليمية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 يصطخب الشرق الأوسط باحداث وصراعات وتحديات تقترح على حكومات الدول تبني مواقف تتناسب مع عناصر قوتها وموروثاتها الوطنية والقومية، والمذهبية أخيراً، وإذ تشارف المعركة ضد داعش على تثبيت الانتصار والقضاء على بنيته العنفية والفكرية، فأن أفق الصراع المذهبي ينذر بإندلاع حرب بين المملكة العربية السعودية والدول المتحالفة معها مقابل ايران والقوى المساندة لها، ومع استمرار بناء الخنادق في هذين المحورين أطلت برأسها أزمة القدس والدور الأمريكي الذي دفع بالصراعات نحو التسخين، وفتح لها نوافذ إضافية يختلط فيها القومي مع الديني والأثيني في جغرافية أرض نصفها مقابر جماعية .

 موقع العراق الجيوسياسي جعله بمنخفض وقائعي للأحداث والصراعات التي تشتعل بالمنطقة ولأنه الحد الفاصل بين ايران والسعودية، وهو العمق الاستراتيجي القومي للأمة العربية وصراعها مع اسرائيل كما كان سابقاً، الأمر الذي جعله يدفع ضريبة الاحتلال الأمريكي وماتبعه من احتلالات أخرى والحرب ضد الإرهاب وداعش، ناهيك عن الأمراض المستعصية التي استبدت بجسده السياسي والوطني، جراء فساد النظام السياسي الذي دفع به لحدود المرض والهزال واغرقه في شبكة فوضى وفشل اداري وتراجع اجتماعي وثقافي، وديون غير مسبوقة بتاريخ العراق اذ تبلغ نحو 130 مليار دولار، ناهيك عن المشاكل التي تهدد وحدة التراب والوجود للدولة العراقية .

 امتاز موقف العراق الدولي خلال السنوات ال14 الماضية بالتأرجح مابين الموقف المذهبي الطائفي مرة أو القومي في موقف آخر أو ترضية لهذا الطرف الدولي أو ذاك، بمعنى آخر كانت مواقف لاتخضع لرؤية أو فلسفة ثابتة تقوم على المصالح الوطنية للعراق بل إنعكاس للواقع الداخلي المتشرذم مذهبيا وقوميا ً.

 أزمة القدس والتهديد الاسرائيلي لحزب الله اللبناني والصراع الإيراني السعودي وأزمة اليمن والبحرين ومايحدث في سوريا من تداخل عنفي وتقاطع مصالح للدول، هذه الاحداث جميعها تنادي على العراق ان يشارك ويكون له دورا في محاور الصراع، وبضغط من الإنفعال الديني أو التابعية الطائفية تجد بعض الفصائل المسلحة تندفع بأتجاه المشاركة الميدانية في هذه الحرب المفتوحة، تقابلها دعوات لعدم زج العراق بهذه الحروب والتزام منطق الحياد وعدم التدخل لأنه قد أنهك في حروب متصلة منذ ثلاثة عقود .

 الحقيقة الموضوعية التي ينبغي الأخذ بها، أن العراق عليل، مطوق بالأزمات الكبيرة، بلد ينوء بحمل مديونية أكثر من مئة مليار دولار امريكي، مع ميزانيات سنوية تعاني نقصاً وبظروف يجعلها متلازمة لحالة الفقر في الموازنة، وطن لم ينفض تراب المعارك عن كتفيه ولم يمسح دخان الحروب ولهيب النيران عن عينيه، شعب يعاني أمراضا متعددة وطبقة سياسية منتجة لأبشع أنماط وثقافات الفساد والتخلف الاجتماعي، أزمة وجودية عظمى لايمكن اختزالها ببضعة أسطر، لهذا فأن العراق يحتاج الى عشر سنوات - بأقل تقدير- كي يتعافى قليلا، وفي ظل نظام يتوفر على التخطيط والادارة الصحيحة والنزاهة، الأمر الذي يشترط عليه معالجة مشكلاته وأزماته الكبيرة، ولايُزج بحروب ومواقف اقليمية وحروب بينية، وبخلاف هذا يكون العراق قد دخل مرحلة الانتحار الذاتي . 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا اتفق معاك
حمزة -

لا اتفق معاك على الاطلاق وكمواطن عراقي حريص على بلده وشعبه اقول لااتفق معاك في ان يتخذ العراق اي موقف الافضل عدم التعليق على الاحداث الا ماكان منها جسيما كقرار ترامب والاكتفاء بهذه الحالة بالتعليق والتعليق فقط.بهذه الطريقة استطاعت سويسرا ان تحافظ على نفسها وحيادها واستقلالها.وبهذه الطريقة يستطيع العراق ان يركز على مشاكله ويحافظ على استقلاله وحياديته .

Einstein
Rizgar -

الغباء كما يؤكد انشتا ينEinstein.. من اعتقد ان تكرار نفس التجربة سوف تعطيه نتائج متعددة.. فلماذا يصر شيعة على ضم كوردستان قسرا مجددا . وتطبيق نفس اساليب السنة : التجويع , القتل , التعريب ,الحرق , الاغتصاب الجنسي , ا لحرق ....الاستهتار بكرامة الكورد .. بعد تجربة اكثر من 90 سنة على تاسيس العراق كدولة على يد بريطانيا وفرنسيا بخارطة الشرق الاوسط القديم.

(ان الاكراد عملاء صهاينة
K♥u♥r♥d♥i♥s♥t♥a♥n -

(ان الاكراد عملاء صهاينة، وكوردستان مرتع للموساد، والكورد انفصاليين، وهم ادخلوا داعش، وهم يحتضنون الخارجين عن القانون، وحيل بهم ما فعله بهم صدام.. وهم سرقوا العراق.. الخ من التهم الجوفاء).. لتجد من (يهلل مؤيدا لهذا الكلام المج).. فلماذا اذن تتمسكون بملايين من الكورد بهذه المواصفات (يا دعاة الوطنية العراقية.. عراقية سايكيس بيكو)..تحتقروننا ...تكرهوننا ...تحرقوننا ...تسرقوننا ...الى متى ؟

يجب العمل في الداخل
PMSK -

في ظل الصراعات الاقليمية ، وعدم الاستقرار الذي يسود المنطقة ، بالحروب والنزاعات ، ومحاولات التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الاطراف الاقليمية ، بالدول المجاورة لها ، وبعد ان اعلن العراق القضاء على الارهاب وتحرير كامل اراضيه ، يجب على الحكومة الحالية او الحكومات القادمة، العمل الجدي ، وباخلاص وتفاني ، من اجل اعادة الاعمار وعودة النازحين الى ديارهم ، وتطوير الاقتصاد الوطني للقضاء على البطالة ، وفق تخطيط منظم ، والقضاء على الفساد ، في المرحلة الاولى ، في كل مفاصل الدولة ، وتطبيق القوانين وبقوة ... واما في مجال السياسة الخارجية ، خصوصا بعد خروج العراق من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ، الذي فرض على العراق اثر غزو النظام السابق الكويت ، فيجب على الحكومة الحالية او القادمة الابتعاد عن سياسة المحاور ، وابعاد التدخلات الاقليمة في شؤونه الداخلية ، واقامة العلاقات الجيده مع الجميع بشرط احترام سيادة ووحدة الاراضي العراقية وعدم التدخل ... اما بشان الوضع السياسي الداخلي ، فيجب اجراء تعديلات على الدستور ، واذا اراد الكرد الذهاب الى دولة ، فليذهبوا لها ولكن في حدود محافظاتهم الثلاث ، ما قبل 2003 ، وليس اكثر ملم واحد ... والى المعلقين الكرد اعلاه ، الملوثين بالحقد والكراهية والعنصرية ، العراقيين ليسوا شغوفين لبقاءكم ضمن العراق ، لان تاريخكم كله تآمر مع اعداءه ضد العراق ...وليس العراق ضد توجهاتكم باقامة دولة ، ولكن جيرانكم ايران وتركيا ضدكم لا بل سيبيدوكم ، اذا اقمتم الدولة ، واعلنت كل تركيا وايرن موقفهما بوضوح ضدكم ... لماذ تبثون سمومكم وحقدكم الدفين على العراقيين ،عرب وتركمان وغيرهم مسلمين ومسيحيين وايزيديين وصابئة ؟ الستم من تعاون مع داعش الارهابي المجرم بالقتل والتدمير وسبي المدن في الموصل وسنجار وتكريت وكركوك ، والطوز وسهل نينوى وتلعفر وغيرها ؟ لو نسيتم ذلك ؟ اليس قادتكم من سرق المليارات من ثروات العراق وكردستان بالذات ؟ اذا ابقيتم حقدكم ، ستصابون بسرطان قاتل لان المرارة تاكلكم ؟؟؟

داعش والقدس
عصام -

داعش خرج من الباب الخلفي لارض العراق وسوريا ليعود في قادم الأيام من الباب الأمامي وان نقل السفارة الامريكية الى القدس ما هو الا تمهيد أعد بعنايه لهذا الدخول وقديما قالت العرب "راح كلب اسود لياتي محله كلب ابيض" واللي عنده عمى ألوان خلي يراجع اقرب طبيب عيون قبل فوات الاوان والشاطر يفهمها من الاخر