فضاء الرأي

الشعب يريد إسقاط "المنصات"؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عندما أزلنا بذور "التراخوما" من عيوننا ،وطردنا النعاس والتثاؤب والتثاقل ،لنرى الحياة بعيون مفتوحة ..بريئة ..شغوفة ،عندها فوجئنا بأن هناك "منصات" تنتظرنا لتغتال براءتنا ...

"منصة الاحتفالات" التي نمر أمامها في مسيرات تحتفل بأعياد "وطنية" ،ويعتليها رجال بكروشٍ منتفخة ،وربطات عنق مشجّرة ،وصبغة شعر تخفي البياض ،و يواجهونا بابتسامات صفراء ،وتصفيق متثاقل ،وتلويحة بأيدٍ "ملولة" .

ثم جاءت "منصات الخطابة" التي كان يعتليها رجال يتكررون دائماً ،مرددين بصراخ موتور نفس العبارات (( الصمود والتصدي –الامبريالية –المؤامرة – الأعداء المتربصين )).

و"منصة لبعض المراكز الثقافية" التي كان يعتليها أدباء يرضون أن يتنازلوا عن مكافأتهم الزهيدة لمدير المركز "ليولم" لهم ويمارس هوايته في تجرع الكحول بشراهة على حساب الثقافة .

و"منصات المراكز الدينية "التي تبيع الجنة للفقراء البسطاء ،وتغرق في ترفها ومصالحها الشخصية ورؤيتها الضيقة .

كبرنا بعد أن أثخنتنا هذه "المنصات" وغيرها وهماً وزيفاً وخداعاً ،ليأتي زمن "منصات التواصل الاجتماعي " ،و بدلاً من أن تكون جسراً للتواصل أصبح لكل واحد منا "منصته الشخصية " التي يقصف منها بكل الاتجاهات ،ويرشق من يشاء بسهامِ "عبقريته" .

ومع تتالي سنوات الوجع السوري ،والعبقرية الفذة والمدهشة في تسميات ومصطلحات سبقنا بها كل شعوب الأرض ،فكانت مخيلتنا تتفتق عن تسميات غريبة وعجيبة ،حتى لاح في الأفق "وهم" الحل السياسي والحوار الوطني،فكان لابد من اجترار عمق الذاكرة ،ليتم ابتكار تسمية "المنصات" التي ابتلعناها منصة إثر منصة (( منصة اسطنبول – الرياض – موسكو –القاهرة – حميميم – وأخيراً منصة بيروت )) ،و لا أدري إن كان هناك منصات جديدة سيعلن عنها قريباً .

جاءت هذه المنصات بتسمياتها وانتماءاتها ومرجعياتها معبّرة عن مدى التشرذم والتشتت الذي بات يحكم المشهد السوري بعد سنوات من مخاضٍ عسير لايبدو أنه سيفضي لولادة طبيعية .

والغريب أن هذه "المنصات " جاءت لتذكّرنا بما استقر في ذاكرتنا من "منصات" قديمة بنفس الرؤى الضيقة والمصالح الشخصية والزعيق الخاوي والشعارات الجوفاء والشتائم المتبادلة والإلغاء والإقصاء المتنّقل بين "منصات"تريد أن تثبت لمشغلّيها داخل سوريا وخارجها أنها الأجدر بتمثيل شعبٍ نصفه مهجّر ونصفه الآخر يبحث عن ملاذٍ آمن من قصف متبادل لمنصات عديدة من الجو والبر وأحياناً مما وراء البحار .

الشعب يريد إسقط "المنصات"؟!

نعم ...

كل "المنصات" بلا استثناء تلك التي اغتالت براءة طفولتنا وعفوية يفاعنا ،وحطمت ما تبقى من أحلامنا ،"منصات" لم تعبّر منذ نصف قرن وحتى الان عن الناس بل غرقت وأغرقتهمفي رمال الطائفية المتحركة ،وتلك التي سقطت أمام دمعة طفل في عراء الشتات بينما أهل "المنصات" ينعمون بالنوم في أسرّتهم الوثيرة في فنادق الخمس نجوم .

الشعب يريد إسقاط "المنصات" ؟!

نعم ...

كل "المنصات" بلا استثناء التي يتقمص فيها أحد قادتها دور الشاعر مرة ،ودور الصيدلي مرة أخرى ،ودور الحلاق مراراً ،وتلك التي يقفز أعضائها من اجندة لأجندة ،متقنين أدوارهم في الموالاة متى شاؤوا ،والمعارضة متى رغبوا ،منتظرين "جائزة الاوسكار" على اداءهم المتقن .

ولإن الشعب ملَّ من كل الوجوه والشعارات والأجندات والتحالفات والمؤتمرات التي تُطبق على أنفاسه ،ولإنه يريد نهاية لاوجاعه وشتاته وتيهه ،ولإنه يحلم بِمَنْ يبني له الدولة الوطنية ،ولإنه يدرك تماماً أن هذه الوجوه على اختلاف مشاربها وتوجهاتها وأجنداتها قد انتهت صلاحيتها ،و لا أمل في تجميلها وإعادة انتاجها من جديد تحت أية تسمية مهما كانت براقة . 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اخطر المنصات
خوليو -

ولكن اخطر المنصات هي المنصات الدينية التي تبيع السذج الفقراء ثقافياً ومعرفةً حور عين في جنات الهلوسة والهوس الفكري دون ان تكلف نفسها على الاقل البحث عن أصل كلمة حور عين والتي تعني في اللغة السريانية عنب ابيض والتي ادخلها رهبان الجزيرة العربية في كتاب القرآن وتم تفسيرها لحوريات ولا اجمل يسكنن السماء بجانب العرش والكرسي الذي وسعه وسع السموات والارض ،،من هده المنصة خرج أفيون له فعل تخديري لا نهاية له حسب خطابات اهل هذه المنصة الا بلقاء الحوريات اللواتي كلما فقدن عذريتهن من قبل المجاهد الصابر المنتقل من الارض للسماء تعود لهن مجدداً من اجل استمرار اللذة للذي صبر وجاهد وقتل وقطع رؤوس أعداء اله الجنة ورسوله ،، هذا الأفيون الخطابي منتشر بين الشعب المسكين المهجر والمشرد والذي ينتظر من يبني له وطناً ،، اليس من الاجدر ان يشارك هذا الشعب في بناء ذلك الوطن ؟ ولكن كيف سيبنون الوطن المنشود وهم مصابون ايضاً بداء شريعة وهي سبب خراب بيوتهم دون ان يشعرون ،، اي يحملون على أكتافهم أدوات بؤسهم في هذا العصر ،، والى ان يستيقظوا من التخدير لن تتغير الأحوال ،،الشعوب الاخرى التي سبقتهم في الاستيقاظ سبقتهم ايضاً في الحضارة ،،هولاء المخدرون مثل السجين الذي تعود على سجنه،، كلما جاء من يخرجه من السجن يعمل جريمة اخرى للعودة اليه ،، الخلاصة المشكلة ياسيد ليست فقط في المنصة،، بل تكمن ايضاً في أغلبية جمهور تلك المنصة المخدرون ايضاً،، ومن اجل ان يصحون يلزم وقت وتثقيف وتاهيل وهذه عملية شاقة ،،هل رايتم فيديو ذلك الداعشي الذي يحتضر ويسأله داعشي بجانبه هل تشاهد الحور العين ؟ يريد زميله ان يطمئن على مستقبله ايضاً،، وهذه هي حالة المنصة وأغلبية جماهيرها . غضب الطبيعة الام حل على بلادنا وحالتنا ولا أسوأ،، فصبراً ايتها الأجيال .

الشعب والمنصات شئ واحد
فول على طول -

هذا الشعب هو الذى يبنى المنصات ..وهذا القائد من هذا الشعب ..وهذا الشعب هو أنجب هذا القائد ..الشعب والقائد والمنصات شئ واحد ...كلهم ينهلون من نفس الثقافة ...الثقافة العنصرية ..ثقافة الميليشيات والمنصات والمذاهب والشيخ والمعمم والمفتى والارهابى والداعشى والفقية .....كلهم شئ واحد .....راجع تعليق الرائع خوليو .

ام الغيرة
jj -

ماهي مشكلة السريان مع حكام سورية ارجو الرد من المعلقين ارجو الرد من احد المعلقين شكراً ...