حقيقة الكذب في السياسة الدولية
لماذا يكذب القادة؟ (1/2)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عنوان هذه المقالة، هو عنوان الكتاب الذي قام بتأليفه البروفيسور "جون ميرشيمر"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو الامريكية، وأحد ابرز الباحثين الأمريكيين في السياسة الخارجية. العنوان الأصلي هو: “Why Leaders Lie – The Truth about Lying and International Politics”.
يقال ان السياسي لا يكذب، ولكنه "يقتصد في قول الحقيقة"، ولأن السياسة هي فن الممكن فإنها اكثر عرضة للكذب كسلوك انساني موجود بكثرة في الممارسة السياسية العادية.
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: على الرغم من ان الكذب يعد عملا مشينا في الحياة العادية، يبقى سلوكا مقبولا في السياسة الدولية، حيث تظهر في بعض الحالات مبررات استراتيجية لكي يكذب القادة على دول أخرى، او على شعوبهم. ومع ذلك لا يمارس الكذب بكثرة بين الدول. إضافة الى ذلك، يبدو ان القادة اكثر ميلا الى الكذب على شعوبهم في شؤون السياسة الخارجية من كذبهم على الدول الأخرى. ويبدو ان هذا صحيح في الدول الديمقراطية والتي لديها سياسات خارجية طموحة، وتميل الى شن الحروب باختيارها، أي عندما لا يكون هناك خطر واضح يهدد مصالح البلد، ولا يمكن التعامل معه إلا بالقوة، وينطبق هذا الوصف على الولايات المتحدة في السبعين سنة الأخيرة.
في هذه العجالة، سوف نتطرق لموضوع "لماذا تكذب الدول بعضها على بعض"، وأنواع الكذب. يقول المؤلف: يعود السبب الرئيس في كذب القادة على جمهور اجنبي الى كسب تفوق استراتيجي عليه. ولأن الدول تعيش في عالم فوضوي، حيث لا احد يحرسها من الأخطار، فليس امامها سوى خيار توفير الحماية الذاتية. وتتمثل أفضل الطرق التي تعزز بها الدول فرصها في البقاء في اكتسابالقوة للتفوق على قريناتها من الدول. بإمكانها أيضا ان تلجأ الى أسلوب الخديعة، الذي من ضمنه الكذب، لكي تكون لها الأفضلية على عدو محتمل.
من واقع الممارسة، يتخذ الكذب بين الدول أشكالا مختلفة، ويتبع منطقا مختلفا. اليكم بعضا من تلك الأساليب/الأنواع التي تكذب فيها الدول بعضها على بعض:
النوع الأول: يحدث عندما يبالغ القادة أحيانا في تصوير قدرات دولهم بقصد ردع العدو، او حتى اخضاعه. على سبيل المثال، كذب "هتلر" بشأن قدرات جيشه في الثلاثينيات. فقد حاول تضخيم قوة الدفاع الألمانية لتثبيط همم بريطانيا وفرنسا في التدخل لإعاقةتسليح المانيا، بالإضافة الى تحركات سياسته الخارجية العدوانية.
النوع الثاني: هو عندما يكذب القائد للتقليل من قدرات جيشه الحربية، او التقليل من سلاح حربي معين، او حتى اخفائه تماما عن الدول المنافسة. وقد يهدف من ذلك الخداع الى تحاشي استفزاز أي هجوم قد يهدف الى تدمير تلك القدرات. على سبيل المثال، كذبت إسرائيل على الولايات المتحدة في الستينيات عن مشروعها النووي الناشئ خوفا من ان تجبر واشنطن الدولة اليهودية على إيقاف ذلك المشروع اذا عرفت ما كان يجري في مفاعل ديمونا النووي. وقد كتب "هنري كيسنجر" في العام 1969م "إن هذا هو احد البرامج التي ظلت إسرائيل تخدعنا به بإصرار مستمر.
النوع الثالث: عندما يخفي زعماء بلد ما نواياهم العدوانية تجاه دولة ما، للتمويه على نوياها في الهجوم. افضل مثال على ذلك، يخص اليابان والاتحاد السوفيتي في آخر سنة من الحرب العالمية الثانية. كانت بين البلدين اتفاقية حياد اغلب سنوات الحرب، ولكن في يالطا في فبراير 1945م، عاهد ستالين كل من تشرشل وروزفلت على ان الجيش الأحمر سوف يهاجم اليابان في غضون ثلاثة شهور بعد هزيمة المانيا النازية. وقد خالج اليابانيين الشك بأن ثمة ما يجري في يالطا، فسألوا نظرائهم في موسكو عن ذلك فاكدوا لهم ان "علاقاتهم عادية وثابتة ومستندة الى اتفاقية الحياد". بيد انه في الثامن من أغسطس من العام 1945م شن السوفييت هجوما على اليابان.
النوع الرابع: يمكن للدولة فيه ان تكذب لتتستر على نواياها العدائية تجاه دولة أخرى منافسة، ليس بغرض تسهيل عملية الهجوم، بل لتتحاشى استفزاز تلك الدولة. وقد برز هذا المنطق عندما عقدت دول أوروبا الغربية معاهدتين للدفاع المشترك، وهما معاهدة دنكرك في العام 1947م، ومعاهدة بروكسل في العام 1948م. ويقال ان كلتا المعاهدتين كانتا بمنزلة كوابح لطموح المانيا المتعافية. ولكن حقيقة الامر، فإن الاتفاقيتين كانتا قد أبرمتا أساسا لاحتواء التوسع السوفيتي في أوروبا. وقد كذب القادة البريطانيون والفرنسيون بخصوص هذه التحالفات لأنهم لا يريدون استفزاز الاتحاد السوفيتي - الذي كانوا يرون فيه تهديدا خطيرا لهم – إن كان بالإمكان تجنبه.
النوع الخامس: هو عندما تحاول الدولة ان تؤثر في تصرفات ونشاط دولة أخرى منافسة، وذلك عن طريق التهديد بالهجوم عليها، حتى إن لم تكن هناك نية حقيقة بشن الحرب. والغرض من هذا التهديد الوهمي هو اخضاع واجبار العدو على القيام بشيء لم يكن في الأساس يريد ان يقدم عليه. على سبيل المثال، شعرت حكومة الرئيس "ريغان" في أغسطس 1986م بالقلق من نوايا إرهابية محتملة من الرئيس الليبي "معمر القذافي". ولمنع تحققها نشر البيت الأبيض تقارير كاذبة بشأن ضربة أخرى سوف توجه الى "القذافي"، وربما تدبير انقلاب عسكري لإقصائه عن الحكم.
النوع السادس: من المحتمل ان يسعى القادة الى الكذب لكي يستفزوا دولة أخرى حتى تهاجمهم، او تهاجم غيرهم. وقد فعلها المستشار البروسي "بسمارك" في العام 1870م. كان "بسمارك" ملتزما بتوحيد المانيا، وكان يعلم ان استفزاز فرنسا حتى تعلن الحرب على بروسيا، او حتى اختلاق ازمة كبيرة لدفع فرنسا الى حالة فوضى، سيساعد في تحقيق هدفه. ولذلك سعى سعيا حثيثا في ربيع العام 1870م الى تنصيب أمير من بروسيا على عرش الحكم في إسبانيا، مدركا ان ذلك سيثير غضبا عارما في فرنسا. ومع ذلك أنكر أي دور له في تلك المؤامرة، وكان انكاره ذاك كذبا.
النوع السابع: هو عندما يؤدي قلق دولة ما من ان حلفاءها لن يأخذوا خطر الدولة المنافسة لها مأخذ الجد، الى الكذب عبر المبالغة في إمكانيات تلك الدولة الحربية، او سلوكها العدواني، حتى تثير انتباه حلفائها الى الخطر. وقد لجأت حكومة "بوش الابن" الى هذا النوع من الكذب في العام 2005م، عندما شعرت بأن الصين واليابان وكوريا الجنوبية لم يقدروا جدية الخطورة التي تشكلها كوريا الشمالية. ولكي تستثير انتباههم إدًعت بأن كوريا الشمالية قد باعت ليبيا مادة اليورانيوم (يورانيوم هيكسافلورايد)، وهو مكون أساس لصناعة اسلحة نووية. بيد ان ذلك لم يكن صحيحا، فقد كانت باكستان وليست كوريا الشمالية هي التي باعت المادة الي ليبيا.
النوع الثامن: هو عندما يحاول الزعماء التضليل لتسهيل عمليات التجسس او التخريب في وقت السلم، وكذلك للتخفيف من مغبة السقوط دوليا في حالة اكتشاف فعلتهم في التجسس والتخريب. وتمثل فضيحة وزير الدفاع الإسرائيلي "بنحاس لافون" المشينة، المتورطة فيها إسرائيل مثالا على هذا النوع من أنواع الكذب بين الدول. ففي العام 1954م سعت إسرائيل الى تخريب علاقة مصر مع بريطانيا والولايات المتحدة، وذلك بزرع شبكة جاسوسية إسرائيلية داخل مصر لهدم المنشئات البريطانية والأمريكية وجعلها تبدو وكأن المصريين هم المسؤولين عن ذلك التخريب. وبعد تفجير مكتبي مركز المعلومات الأمريكي في الإسكندرية والقاهرة وضرب بعض الأهداف الأخرى في أماكن متعددة، انفرط عقد الخطة التآمرية، وجرى القبض على المخربين. ولم يكن من المستغرب ان يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي "موشي شاريت" كذبا بأن المسألة برمتها مكيدة دنيئة دبرت في الإسكندرية، وان محكمة صورية عقدت لمحاكمة مجموعة من اليهود الذين سقطوا ضحية لاتهامات كاذبة.
النوع التاسع: تكذب الدول لتحسين وضعها العسكري في اثناء تجهيزها للعمليات العسكرية في زمن الحرب. مثلا، في الحرب العالمية الثانية، أطلق البريطانيون حملة تضليل واسعة ضد المانيا النازية كان الكذب فيها امرا عاديا. في هذا السياق، قال "تشرشل" كلمته الشهيرة: "في زمن الحرب يصبح الصدق شيئا ثمينا لا بد ان يحاط بسياج من الأكاذيب". كما أكد الرئيس الأمريكي "روزفلت" في العام 1942م انه "على استعداد ان يضلل ولا يقول الصدق إذا كان ذلك يساعده في كسب الحرب".
النوع العاشر: يحدث حين يلجأ القادة الى الكذب للخروج بأفضل النتائج لمصلحة دولهم في اثناء التفاوض بشأن الاتفاقيات والمعاهدات الرسمية الأخرى. ولربما يكذبون على نظرائهم في التفاوض بخصوص املاكهم او قدراتهم. وأكثر من ذلك، ربمايخادعون بشأن السعر التحفظي الذي فوقه او تحته لا يمكن ان يتم أي اتفاق. وكثيرا ما نجد هذا النوع من الكذب في مواقع عديدة، منها: حظر السلاح، ومفاوضات وقف الحرب على الصعيد الأمني، والديون العالمية، والتعاملات التجارية في الجانب الاقتصادي. في هذا السياق، كذبت اليونان بشأن عجز ميزانيتها للسنوات المطلوبة حتى يتسنى لها الدخول في منطقة اليورو، مدعية ان عجزها اقل من 3%، في حين انه لم يكن كذلك. وقد نجحت كذبتها، واستطاعت ان تستخدم اليورو كعملة لها في العام 2001م.
تعود نزعة "كذب الدول بعضها على بعض" الى القيمة العالية التي تضعها الدولة لبقائها، فالدول التي تعيش في مناطق النزاع يتولد لديها شعور بعدم الأمان والاطمئنان، وأنها دائما معرضة ومكشوفةامام العدو، ولذلك تلجأ الى كل الطرق والاستراتيجيات المتاحة لتقوية سبل الامن.
في المقالة القادمة بمشيئة الله، سوف نعرض الجزء الاخر من كذب القادة، وهو "الكذب على شعوبهم".
آخر الكلام: شكرا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت الشقيقة لترجمته هذا الكتاب القيم الى اللغة العربية، واصداره في شهر ديسمبر 2016م ضمن سلسلة كتب عالم المعرفة (العدد 443).
التعليقات
بمشيئة اللة
فول على طول -نتعشم فى المقالات القاددمة أن تذكر لنا الكذب فى بلادنا المؤمنة ..سواء كذب القادة أو الشعب المؤمن ...أو اباحة الكذب عند البعض ...هل تفعلها ؟ نتمنى ذلك . تحياتى .
اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -لماذا يكذب القادة؟))<< متى يصدق القاده ؟!
كنايس الارثوذوكس بمصر
والمهجر مصانع للكراهية -بقلم الدكتور وديع أحمد (الشماس سابقاً)بسم الله الرحمن الرحيم ..الحمد الله على نعمة الإسلام نعمة كبيرة لا تدانيها نعمة لأنه لم يعد على الأرض من يعبد الله وحده إلا المسلمين. ولقد مررت برحلة طويلة قاربت 40 عاما إلى أن هداني الله وسوف أصف لكم مراحل هذه الرحلة من عمري مرحلة مرحلة:- مرحلة الطفولة:- ( زرع ثمار سوداء كان أبى واعظا في الإسكندرية في جمعية أصدقاء الكتاب المقدس وكانت مهنته التبشير في القرى المحيطة والمناطق الفقيرة لمحاولة جذب فقراء المسلمين إلى المسيحية. * وأصر أبى أن أنضم إلى الشمامسة منذ أن كان عمري ست سنوات وأن أنتظم في دروس مدارس الأحد وهناك يزرعون بذور الحقد السوداء في عقول الأطفال ومنها: - المسلمون اغتصبوا مصر من المسيحيين وعذبوا المسيحيين. المسلم أشد كفرا من البوذي وعابد البقر. القرآن ليس كتاب الله ولكن محمد اخترعه. المسلمين يضطهدون النصارى لكي يتركوا مصر ويهاجروا..... وغير ذلك من البذور التي تزرع الحقد الأسود ضد المسلمين في قلوب الأطفال.وفى هذه الفترة المحرجة كان أبى يتكلم معنا سرا عن انحراف الكنائس عن المسيحية الحقيقية التي تحرم الصور والتماثيل والسجود للبطرك والاعتراف للقساوسة مرحلة الشباب ( نضوج ثمار الحقد الأسود )أصبحت أستاذا في مدارس الأحد و معلما للشمامسة وكان عمري 18 سنة وكان علي أن أحضر دروس الوعظ بالكنيسة والزيارة الدورية للأديرة ( خاصة في الصيف ) حيث يتم استدعاء متخصصين في مهاجمة الإسلام والنقد اللاذع للقرآن ومحمد ( صلي الله علية وسلم وما يقال في هذه الاجتماعات: القرآن مليء بالمتناقضات ( ثم يذكروا نصف آية ) مثل ( ولا تقربوا الصلاة... أسئلة محيرة:الشباب في هذه الفترة و أنا منهم نسأل القساوسة أسئلة كانت تحيرنا: شاب مسيحي يسأل:س: ما رأيك بمحمد ( صلي الله عليه وسلم ) ؟القسيس يجاوب: هو إنسان عبقري و زكي.س: هناك الكثير من العباقرة مثل ( أفلاطون، سقراط, حامورابي.....) ولكن لم نجد لهم أتباعا و دين ينتشر بهذه السرعة الي يومنا هذا ؟ لماذا ؟ ج: يحتار القسيس في الإجابة شاب أخر يسأل: س: ما رأيك في القرآن ؟ج: كتاب يحتوي علي قصص للأنبياء ويحض الناس علي الفضائل ولكنه مليء بالأخطاء.س: لماذا تخافون أن نقرأه و تكفرون من يلمسه أو يقرأه ؟ج: يصر القسيس أن من يقرأه كافر دون توضيح السبب !!يسأل أخر:س: إذا كان محمد ( صلي الله عليه وسلم ) كاذبا فلماذا تركه الله
كذب المسيحيين على الله 2
رب العالمين --إن الديانة المسيحية المبدَّلة (البولسية) كلها تقوم فعلى مسألة الصلب والفداء, المبنية على مسألة الخطيئة والتكفير، فعلى الخطيئة الأولى وإليها يقوم الدين المسيحي الجديد، والكنيسة المسيحية تلح على هذه القضية أيما إلحاح، وتجعل مدار الرغبة والرهبة في داخل نطاق هذه القضية فقط فمن آمن بالفادي المخلص فقد ضمن دخول الملكوت، ومن كذّب به فقد حرم نفسه منه، وتوحي الكنيسة لرعاياها أنهم هالكون لا محالة، وأنهم خُطاة مذنبون ــ من قبل ولادتهم! ــ بسبب انتسابهم لوالديهم آدم وحواء الذين أكلا من شجرة المعرفة([1]) فحلت العقوبة بهما وبذريتهما قرونًا متطاولة من الزمان حتى افتدى الرب ابنه وبكره ووحيده ــ تعالى الله عن ذلك ــ بأن قتله وصلبه وأهانه على يد أعدائه اليهود، فكل من آمن بالمسيح مخلّصًا فقد فاز وأفلح ونجا، أما من لم يؤمن بذلك فهو باق على هلاكه الأزلي! ــ في نظر الكنيسة ــ مما يجعل الجاهل يحس بثقلٍ عظيم على كاهله من تلك الخطيئة المتوارثة، ثم بعد أن يفترسه ذلك الشعور الرهيب بالهلاك يفتحون له باب الخلاص عن طريق إيمانه بالمخلص ــ الخيالي ــ فيهرع إلى تلك العقيدة خاشعًا منيبًا، شاكرًا للكنيسة فاتحًا لها قلبه ومحفظته لعله يحظى منها بخلاص ونجاة وحظوة في دار الملكوت! ولكن هذه العقيدة باطلة بشهادة المسيحيين ؟! فمخطوطات نجع حمادي المكتشفة بعد الحرب العالمية خلت من الحديث أو حتى الإشارة إلى عقيدة الخطيئة والغفران التي يتحدث عنها آباء الكنيسة، ناهيك عن الكثير من رجال الكنيسة المنكرين لها على مر العصور، ومن أشهرهم الراهبان بيلاجوس وسليتوس وأصحابهما، ومن المنكرين لها كذلك اللاهوتي الشهير يوحنا فم المذهب وكوائيليس شيس صاحب المقولة الشهيرة: «ذنب آدم لا يضر إلا آدم»([21])، ولقد أحسن الدكتور نظمي لوقا حين قال: «إن تلك الفكرة القاسية ــ الخطيئة ــ تسمم ينابيع الحياة كلها، ورفعها عن كاهل الإنسان منّة عظمى بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه، بل هو ولادة جديدة حقًا... وإن أنس لا أنسى ما ركبني صغيرًا من الهول والفزع من جراء تلك الخطيئة الأولى، وما سيقت في سياق مروّع يقترن بوصف جهنم جزاءً وفاقًا على خطيئة آدم بإيعاز من حواء، ولا أنسى القلق الذي ساورني على ملايين البشر قبل المسيح أين هم؟ وما ذنبهم حتى يهلكوا بغير فرصة للنجاة؟! -
كذب المسيحيين على الله 3
رب العالمين -ومن الأسباب الداعية لوضع هذه العقيدة المخترعة: أنهم لما قالوا: إن المسيح قد صلب على يد الأعداء، وقعوا في مأزق توراتي، ففي العهد القديم «إن المعلق ملعون من الله» (تثنية 21: 23)، ويلزم من هذا حلول اللعنة من ربهم على ربهم؟! فأي دين هذا؟! لذلك حاروا في أمرهم، ولو أنهم لجأوا إلى حقائق التاريخ بأن المسيح لم يصلب، لسلموا من هذا اللازم لكن سيترتب على ذلك أمور أخرى لا يريدونها، لذلك فقد استعاروا من الأدبيات المصرية والشرقية فكرة الخلاص بالصلب، وقال كبيرهم بولس: «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار ملعونًا من أجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة» (غلاطية 3: 13) كذا: «صار ملعونًا»!! إذن فقد رضوا بأن يكون المسيح ملعونًا من أجل تبرير هذا الإسفاف البشع، ولا نملك إلا نقول إزاءها: ألا لعنة الله على كل من تجرأ على وصم المسيح | باللعنة.وهكذا وجه البولسيون عاطفة جهلة المسيحيين نحو هذه العقيدة الجديدة، فالمسيح ــ عندهم ــ قد عانى الألم ودق المسامير في يديه وقدميه وتعرض للشتم والبصق والإهانة والصلب والموت من أجل خلاصهم من اللعنة الإلهية الأبدية!!ثم تطورت هذه الفكرة الغريبة حتى وصلت إلى مرحلة «المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل إنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا» (يوحنا الرسول (1) 4: 10) ثم ثبتوا شواهد لعقيدتهم المحدثة المخترعة في ثنايا الأناجيل المخترع ــ الخالي من المناعة ضد الدس والإدراج ــ «هذا هو دمي الذي أريق لتكفير خطايا الكثيرين» (متى 26: 28).ثم تطور الحال ومشوا خطوة جديدة فخلطوا بين الرمز والحقيقة «أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء... والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي المبذول من أجل حياة العالم» (يوحنا 6: 51).وبما أن الأسفار المقدسة تحوي نصوصًا منسوبة للأنبياء الكرام تنقض هذه العقيدة البدعية فلم يكن من الصعب عليهم إلغاء كل الأنبياء السابقين ومصداقيتهم ووصاياهم «كل الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص... أنا الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف... وأنا أضع نفسي عن الخراف» (يوحنا 10: 8ــ 15)، وبهذا تم قطع الصلة بالرسالات السماوية السابقة([11])، وأضحى الميدان خاليًا لهم ليبنوا في عقول الرعاع ما شاءوا من إملاء الشياطين لهم وفي دائرة المعارف البريطانية: «صارت نظرية الخلاص أبرز مكان في العقائد المسيحية لدرجة أن معظم المؤمنين يرون أنها أعظم العقائد وأعلاها رتبة، وحتى أهمية
الى الدكتور وديع أحمد
معلق على الموضوع والتعليق -اولا السياسة لعبة قذرة. ثم الى الذي تكلم عن التكفير الدكتور وديع أحمد هنا فرق بين تكفير وتكفير فالتكفير عن الاسلام هو الحد والقتل او يستتاب في حالات معينة وفي حالات اخرى لا توجد استتابة. التكفير في المسيحية والديانات والمعتقدات الاخرى لا يوجد الحد والقتل. ان وجدت طائفة تكفر اخرى من المسيحين لا يوجد اعلان الحد والقتل فهل الحوادث التي ذكرت بالتكفير عند المسيحين وفي انجيلهم كان فيها الحد والقتل وهل حدث قتل بسبب ذلك في عصرنا الحالي ؟ ربما يذكر بين الكاثوليك والبروتستانت لكن ذلك كان من الماضي وربما كان الامر سياسيا وليس دينيا كما صورته بريطانيا في آيرلندة. لكن في النصوص الاسلامية هناك صراحة الحد والقتل لتهمة التكفير حيث كثير من الملل تقتل وتستند عليها لكن ذلك غير موجود في انجيل المسيحين بالقتل بتهمة التكفير او في البوذية او الهندوسية ...الخ.
انت تكذب وتعلم انك تكذب
وديع -كذاب وتكذب قلنا مراراً وتكراراً ان تكفير الاخر في الاسلام لا يرتب نحوه شيء فله حرية الاعتقاد وحرية ممارسة المعتقد والحياة والعمل والمشاركة ، ومن قال لك ان المرتد في المسيحية لا يعاقب ارجع الى تاريخ الكنيسة لترى الاهوال ، ما يمنع الكنيسة من إقامة حد القتل ضد المرتدين والمخالفين هو انه لا سلطة لها اليوم على الناس ومع ذلك الكنيسة في مصر وبإغضاء من العسكر تخطف وتخفي المهتدين الى الاسلام والمعارضين لسياستها والذين يطرحون أسئلة محرجة كالدكتور وديع الذي اخفي في احد الأديرة الصحراوية والتقى برهبان قد اسلموا لله وبعد خروجه من الدير أعلن إسلامه وفضح الكنيسة . فالزم مكانك فلن تعلو قدرك يا نصراني مكابر معاند .
كذب الارثوذوكس على الله
رب العالمين -الديانة المسيحية المبدلة تدعي أنها استمرار للديانة التوراتية وتزعم أنها هي المكملة لها، وهذا حق لو أنهم لم يحرفوا دين المسيح وشريعته، قال المسيح | ــ بشهادة العهد الجديد ــ: «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء([3])، ما جئت لأنقض بل لأكمل» (متى 5: 17) ولكن الذي حدث أن نظّار المسيحية قد حرفوا التصورات في التوحيد التوراتي ثم أتبعوه بتغييره في الإنجيل، بأن جعلوا موجب الخلاص والنجاة مخالف كليًا للأسفار المقدسة الأولى. وبما أن الخلاص والنجاة في التوراة وملحقاتها يتم عن طريق الإيمان بالله تعالى والعمل بشعائر التوراة والتوبة عند التقصير في ذلك([4])، وكان باب التوبة مفتوح في الشريعة التوراتية «ارجعوا إلي واحفظوا وصاياي واعملوا بها» (نحميا 1: 9)، ورحمة الله تعالى لا تحتاج إلى وسيط([5]) «اغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيئتي طهرني» (المزامير 51: 1، 2)، وقد استمر هذا الحال الخلاصي العملي في عهد المسيح | «هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب» (لوقا 15: 7) لذا فقد كان الحواريون (التلاميذ) يؤمنون ــ مثل اليهود ــ أن النجاة تكمن في العمل بالشريعة، وأن التوبة تجبر النقصان في العمل وتكمله وتسمح بتصحيحه. قال الحواري يعقوب: «الإيمان بدون أعمال ميت» (رسالة يعقوب 2: 20). وفي دائرة المعارف البريطانية: «لم يكن يؤمن آباء الكنيسة في العصور الأولى بالفكرة التي تقول: إن آلام المسيح كانت وسيلة لتهدئة غضب الله»([6]). وفي دائرة المعارف الكاثوليكية: «لا تلعب عقيدة الكفارة في العهد الجديد دورًا أساسيًا»([7]).وبعد عصر المسيح | ابتدع بولس عقيدة الكفارة، حيث أسسها على خطيئة آدم | ([8])، وهي الخطيئة في نظره التي لم يقتصر أثرها على آدم فقط بل شملت جميع ذريته إلى أن كفّرت بصلب يسوع([9])! «المسيح مات من أجل خطايانا» (كورنثوس (1) 15: 3)، «جعله الله كفارة بدمه» (رومية 3: 25)، وبهذا الإجراء الخطير ألغى بولس ــ عمليًا ــ الناموس الموسوي «لو كان الإيمان يحصل بالناموس لكان موت المسيح باطلاً» (غلاطية 2: 21). لذلك فقد تنبه الحواريون لذلك التبديل والنقض فلما أخذ يلمح بذلك ويهيئ له عن طريق ترك الختان ونحوه قام كبارهم في وجهه وقالوا له: «وقد أخبروا عنك أنك تعلم جميع اليهود الذين بين الأمم الارتداد عن موسى قائلاً أن لا يختنوا أولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد...» (أعمال 21: 22، 23) فاضطر بولس لمجاراتهم
الى شيخ أذكى اخوتة
فول على طول -تعليقاتك الطائشة تؤكد أنكم تعيشون خارج نطاق الزمن ...وتؤكد أنكم تعيشون حالة يأس تام وعام ....لا تملكون ولو قدر ضئيل جدا من الشجاعة والصراحة لمواجهة واقعكم المذرى والبائس ...ربنا يشفيكم قادر يا كريم .