كتَّاب إيلاف

اسعفينا يا أميركا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الاميركية ؛ دعا السيد حيدر العبادي / رئيس الوزراء العراقي الى مزيد من التقارب مع اميركا ويبدو ان هذه الدعوة تعالت الان في لسانه بعد ان شعر الرجل بمزيد من التراجع واليأس والصدمة من رهطه اسلاميي الدعوة بكل مفترقاتها وكذا المجلس الاعلى وأحزاب الفضيلة وغير الفضيلة والكتل والتيارات المنضوية في التحالف الشيعي.

نفس الخيبة والنكوص والصدمة والتراجع الى الوراء بالنسبة للجانب السني لمسها السيد العبادي بتعدد شرائحه وخليطه من الحزب الاسلامي ذي المسحة الاخوانيّة و" متحدون " وغير متحدين لم نر من كل هؤلاء الاّ التشرذم وكل هذه الكتل بأذرعها الشيعية والسنية وحتى الكردية التي لم تقدم اية حلول ولو بسيطة كي تشعر المواطن انه بدأ الخطوة الاولى في الطريق الصحيح.

نعرف ان الطريق نحو الاستقرار وتكوين كيان دولة لها مكانتها في العراق طويل وطويل جدا تتخلله عثرات جسام ومطبات كثيرة وربما تتساقط صخور في منعرجاته وطرقه الملتوية صعودا ونزولا ولابد من الاستعانة بكشافات واضاءات وحادلة طرق لاستوائه فلم يجد السيد العبادي بعد كل هذه السنوات المريرة من العذابات الا الولايات المتحدة نصيرا وعونا بتقنياتها المتطورة وامكانياتها الهائلة.

نعرف تماما ان اميركا تهمها مصالحها اولا وقبل كل شيء وقد يصفها البعض انها شرّ مستطير ولكنه شرّ لابد منه امام اهوال من الشرور العائمة فينا التي لاتعد ولا تحصى والعجز التام والنكوص من قبل سياسيينا عديمي المران والخبرة فما العمل لو استعنّا بما تسمونه الشيطان الاكبر ليقضي نهائيا على الشياطين الصغار الذين تكاثروا كالنمل ونهموا الاخضر واليابس وافسدوا كل مكان بحيث لم يبق شيء نلوذ به استنجادا الاّ باليانكي الذي احتلنا وغزانا، لكن غزوة بني جلدتنا وارباب احزابنا سلخت منا كل شيء وضيّعت حتى آمالنا وأمنياتنا.

نحن جرّبنا ان نعتمد على انفسنا ولم نفلح وحاولنا ان نعمّر فخرّبنا اكثر، واردنا ان نكون ناشرين للنزاهة فزاد الفساد والافساد، وحاولنا عدم اراقة الدماء فنزفت شرايين ابنائنا دما فائضا بكثرة كارثة ولم نحسن تطبيب جراحنا لاننا سلكنا في طرق المحاصصات وولجنا في متاهات الطائفية الضيقة والعِرقية الخانقة ونسينا رحابة الوطن.

قولوا ماتشاؤون فليس لنا الاّ الولايات المتحدة منقذا وملجأ بعد ان جرّبنا الضعف والهوان والخذلان منكم يا ساستنا غير الكرام، واهجس ان دعوة السيد العبادي للاقتراب اكثر فاكثر من اميركا جاءت في الوقت المناسب فقد طفح الكيل وبلغت القلوبُ الحناجر فلسنا نعوّل بعد اليوم على ذوي اللحى الكاذبين ومن رهن ذمّته وباع وطنه وارتخى زمام يده ليعطيه الى ساسة دول الجوار وغير الجوار لقيادتنا وتقرير مصيرنا على هواهم وأمزجتهم.

كفى ترديد نغمة التبعية واعادة الاحتلال الاميركي في رنين موسيقاكم الجنائزية الناشزة، فقد اشبعتمونا ندبا ونحيبا واستكانة فانتم من قتلتم الامل فينا ولتخرس تلك اللاءات الصاخبة وصداها ونبراتها التي اخدشت اسماعنا ولتتركوا ان تلوكوا مفردات الاستكبار والشيطان الاكبر التي تعلمتموها من مشايخ معلميكم حجج الاسلام وآيات الله واشياخ الاسلام ودعاة الفتن وظلال الله التي لم تحمِنا يوما من هجيركم ولم تنوّر عقولنا ابداً لان مصابيحكم منطفئة وخيامكم ممزقة مهما رتقتموها بالكذب والخديعة والوعود الكاذبة.

حنانيكم ايها المعترضون والمنفعلون والموتورون من العم سام، فاننا لانقول ان اليانكي نزيهٌ تماما ؛ فان له مصالحه وقناعاته وقد تخرج من تصرفاته ما لايرضيكم وتعدونه شرّا ولكن اين منه شروركم الهائلة؟

لا اريد هنا ان اذكّر هنا بتجربة ألمانيا واليابان وغيرهما ولنا ايضا بما عمل الخليج العربي من وثاق التعاون والاستعانة بالاميركيين كأصدقاء لا تُبَعاء لهم ممن فهموا الدرس وتعلق بأذيال العم " السّام " ايضا ولكنها لاتقارن ابدا بسمومكم القاتلة المدمرة فهناك من السمّ ما يطبب ويشفي وان كان موجعا اول الامر.

هذه هي فرصتكم الاخيرة لتشدوا حبل الوصال وتزيدوا وثاقه باميركا ولتستفيدوا من امكانياتها وغناها وقوتها على مافيها من جبروت، واعتلوا ظَهرَها على اهتزازه ورجرجته لتوصلكم الى ما تريدون.

تعاونوا مع اميركا كأصدقاء لا عملاء وافرزوا بين التحارب والتقارب.

آن لكم ان تجرّبوا زرقة الإبرة المصنوعة من مشافي العم سام واحتملوها على وجعها ووخزها لتتغلغل في اجسادكم المنهكة بالاسقام.. وحتما سترون الاستشفاء ولو بعد لأيٍّ قد يطول ويبطئ لكنه سيجيء مؤكدا.

من العيب الاّ تحتملوا وجعا ساعةً واحدة، وتبقوا مرضى الى قيام الساعة.

جواد غلوم

jawadghalom@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هناك حل واحد
فول على طول -

الحل الوحيد الناجح فى علاجكم هو التخلى عن نصوص الارهاب وما عدا ذلك سوف تتقاتلون الى أخر انسان فى بلدانكم ...أو الحل البديل والأخف وطأة هو الاكتفاء بالقران المكى ....أيهما أيسر ؟ .. - لن تنفعكم امريكا ولا العالم كلة طالما تقدسون هذة التعاليم . ماذا تفعل امريكا أو العالم كلة أمام العداء الاسلامى للعالم كلة ....وأمام العداء الشيعى السنى ...وأمام عدائكم للأكراد لأنهم نفر من الجن ...وعدائكم للعلويين النصيريين لأنهم كفار ...وللصفويين أو المجوس لأنهم عباد النار الخ الخ الخ ؟

فول
فريد -

نصوص الارهاب موجودة في دماغك فقط ولا تستطيع التخلص منها,ما ادلتك على العداء الاسلامي المزعوم؟من هي الشعوب او الدول التي تعادينا وما مظاهر ذلك العداء؟لا تستطيع الاجابة على اوهامك,اذا كان هناك عداء سني وشيعي فهناك عداءات كثيرة بين كنائسكم,فاصلحوا انفسكم اولا.لا يوجد عداء للاكراد بل يبحث الاكراد عن وسيلة تساعدهم في اقامة دولة خاصة بهم وهذا حقهم كبقية الشعوب ولكن العراق وتركيا وايران وسوريا ترفض ذلك,اذن خلاف سياسي وليس ديني كما تتوهم,العلويون يعبدون عليا وليس الله,والصفويون يحلمون بامجاد فارس والخلاف سياسي وديني ايضا,ابحث لك عن مسلة اخرى تخيط بها !!!!!!!

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

تعاونوا مع اميركا كأصدقاء لا عملاء وافرزوا بين التحارب والتقارب.)<< وهي أمريكا ليها صديق مين ده ؟!

تعليق
ن ف -

شسع نعل الذين آمنوا يُشرّف المعلّق الأول.

امريكا مثل الكهرباء يمكن ان تستفيد منها
و اذا لم تعرف التعامل معهابصورة صحيحة فتحرقك -

المشكلة ان العراقيين و منذ خمسة اجيال او ستة تربوا على ان الشر كله يتمثل في امريكا و ان درجة الوطنية و الولاء للوطن تتجسد في معاداة امريكا و اسر(ئيل و كلما زايدت في ذم امريكا كلما زادت درجة وطنيتك و ان الحاكم مهما كان طاغية و غاشم و قاتل فذلك لا بهم و لا يؤثر في وطنيته و يقلل من شعبيته بين الناس مادام هو يزايد على الغوغاء العراقيين و رجال الدين الدجالين و القوميين النازيين في معاداته لامريكا و المعروف ان صدام حسين راهن على هذه السياسة و زايد في تهوره و معاداته لامريكا و الصهيونية و اسرائيل الى ان احترق بهذه النار ( الكهرباء ) و لكن الشعب العراقي لم يصدقه خصوصا الشيعة و حتى السنه فبالرغم من عدم وجود علاقة دبلومءاسية بين العراق و امريكا فلا يزال أغلبية الشيعة و معظم السنة يقولون ان صدام كان عميلا لامريكا و ان ضرب اسرائيل بالصواريخ كان مسرحية و ان هذه الصواريخ كانت تحتوي على شكولاته و لا يريدون إمنح صدام شرف معاداة امريكا و اسرائيل و لا يزال الساسة العراقيين الحاليين واقعين تحت تأثير هذه السياسة الغوغائية الغير عقلانية و مثال حي على هؤلاء السياسيين الشعبويين هو مقتدى الصدر و الصرخي و الحائري و الى درجة اقل المالكي ، نأمل ان يكون حيدر عبادي اكثر عقلانية من المالكي و ان يكون عنده الشجاعة ليعلن ان امريكا دولة عظيمة و لم تأتي لتسرق نفط العراق و ان الذين يسرقون الأموال هم السياسيين العراقيين المتنعدم و امريكا ليست بحاجة ان تسرق و لان الكثير من العراقيين اصلهم بدوي و لما كانت السرقة ممارسة شائعة بين البدو و ان الانسان يجب ان يسرق حتى يعتبر محترما فلهذا هم يسقطون ما في ذاتهم على امريكا و يتصورن امريكا

الكاتب لاذاكرة له !!
علي البصري -

حكم العراق بولي برمير في عام 2003 بعد سقوط صدام وسمحت امريكا باستباحة العراق وبناؤه التحتي ووزاراته عدا وزارة النفط !! ولم تقدر على حكم البلد فهربت بجلدها بعد خسارة 4.5 الف حندي ،ارادت تقسيم العراق فاتت بالاحزاب الدينية وشخصيات بائسة اجهزت على البلد ومزقته شر ممزق وسلبت ترليون دولار ،العراق تاريخ معمد بالدم من احتلالات وحروب وشعب صعب الحكم فلم يقدر علي بن ابي طالب ولا السفاح ولا الحجاج ولاصدام يطوع هذا الشعب ..الحل ياسيدي في العراق وعند اهله وليس في امريكا ولا لندن ..نحتاج لحكيم حازم فهل يسعفنا القدر او ننتقل من اسوء حال الى اسوء منه ...من المضحك مقارنة اليابان او المانيا بالعراق ..الياباني حول جزر المرجان بارادته الفولاذية لاكبر قوة في اسيا او العالم رغم اهوال قنابل امريكا الذرية وتباع سيارات اليابان الرخيصة في عقر دار امريكا ام السيارات ويعبد اليابانيون قادتهم على عكس العراقيين اما المانيا فهي الحضارة والصناعة كادت ان تبلع الدنيا كلها والان قوة اقتصادية وحضارية هامة ...اخي الكاتب تذكر المثل القائل :ماشيل الحمل غير اهله ..فلا تنتظر حلا من احد ..تحياتي..

الى الببغاء علي البصري
ليس دفاعا عن امريكا بل عن -

امريكا لم تسرق ترليون دولار من العراق هذا كذب رخيص و كلام فارغ يردده الناس الغوغاء و و النسوان العجائز و الناس الثرثارون العاطلين في المقاهي و المجالس!! ، من أين كان للعراق ترليون دولار حتى تسرقها امريكا ؟ ، امريكا صرفت ترليون دولار في للعراق و الذي سرق الاموال هم السياسيين من الأحزاب الدينية ، و امريكا لم تأتي بالأحزاب الاسلامية الى السلطة و الذي جاء بتلك الأحزاب الى السلطة هم العراقيين أنفسهم . امريكا لا تستطيع مهما استعملت القوة ان تجعل شعب يتقدم اذا كان هذا الشعب يحن للتخلف ( بالعراقي ما تقدر تسويهم اوادم بالقوة ) ، هناك رجل دين عراقي شريف و هو اياد جمال الدين موال لامريكا و لم يحصل على مقعد في البرلمان لان العراقيين يفضلون العيش في جحيم من صنع أيديهم على الجنة التي تأتي بها امريكا ! و العراقيين هم الذين استباحوا العراق و نهبوا الدوائر و الأمريكان وقفوا يتفرجون على احفاد علي بابا يمارسون سرقة بلادهم فلا تلوموا امريكا على سرقات العراقيين لبلدهم ! ، كل عراقي هو سارق حتى يثبت العكس و يسرق ما تطاله أيديه ، امريكا منحت العراقيين فرصة لم يكونوا يحلمون بها خصوصا الشيعة عندما أنقذتهم من براثن صدام ، الشعب العراقي صعب على الحكم و لكن لم يكن صعبا على الحكم بالنسبة لصدام و الذي كان يحكم العراق و يلعب به شاطي بلطي و لا عراقي واحد كان بتنفس و كلهم كان ا يخرجون يرقصون أمامهم و يهوسون نفاقا بالروح بالدم و ربما انت كنت واحدا من ارلئك ، صدام كان سيبقى في الحكم و كان سيتولى احفاده من بعده الحكم لو لم تتدخل امريكا ، صدام عرف كيف يحكم العراقيين الذين لا يقادون الا بال ----، و ، هذا التعليق ليس دفاعا عن امريكا بل دفاعا عن الحقيقة و رفضا للنفاق و الكذب للذي هو الآفة التي تفتك بالعراقيين و انت من حيث تدري او لا تدري تروج لها ، اليابان و ألمانيا هي مثال للشعوب الحية التي لا تستطيع امريكا ان تفهرها و توقف تقدمها لو ان الشعب أراد التقدم و أراد الحياة و تفند نظرية المؤامرة الامريكية على العراق و نيتها في تفتيته ، الذي يفتت العراق هم العراقيين أنفسهم و لو ارادت امريكا ذلك فليس هناك امر اسهل من ذلك يكفي ان تلقي ببعض الفلوس امام السياسيين من الطوائف لتجعلها يتقاتلون فيما بينهم ، امريكا لم ترد تقسيم العراق لان ذلك معناه إعطاء العراق الى ابران على طبق من ذهب و نوع ما الى تر

لانثق بالشيطان الاكبر
كريم الكعبي -

أول مرة اجد من تربى باحضان الحزب الشيوعي العراقي أن يطلب من العبادي والقيادة العراقية الهرولة الى امركا عميان علها تنقذ اصحاب النفوذ ، كان الاجدر بك الطلب من الحكومة الذهاب الى روسيا بدل الشيطان الاكبر امريكا، كل مصائب العراق والمنطقة هي منها ،لعبت بالداخل والتقسيم والاقاليم وعنطزة الاكراد ،والخريف العربي والقاعدة وداعش وبقاء حكام العرب خدم لها ، الدليل الواضح بعد ان خسرت ابنتها داعش مواقعها في سوريا والعراق ، أخذت تملأ الفراغ بانزال قواتها هنا وهناك في الموصل والطبقة السورية بحجة القضاء على داعش ، لايمكن لعراقي بعد تجربة الاحتلال ان يثق بالشرق والغرب فهم شياطين صغار وكبار الاعتماد على انفسنا وارادة ابناء شعبنا بالتخلص من الولائات وتقديم شرفاء ومهنيين ووطنيين هي النقطة لمهمة لنفض غبار المرحلة لحاليةوالتي قبلها

منى نصارح أنفسنا؟
عراقي متنور -

لا بد لمجتمعنا ان يتخلص من خزعبلات الاسلام والسطوة العشائرية قبل ان تكون اي عملية اسعاف من سرطان الجهل مجدية