أهمية الضربة الأمريكية للنظام السوري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"وداوِ بالتي كانت هي الداءُ"
مع بدء اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار قصف النظامر السوري فجر اليوم الجمعة، بعشرات الصواريخ من طراز "توماهوك" مستهدفاً عدداً من المواقع الحساسة في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي، وذلك رداً على الهجوم الكيماوي للنظام على بلدة خان شيخون، تذكرت مادة كنت قد كتبتها في 3/9/2013 ولم أنشرها لأسبابٍ ما وهذه هي المقالة تلك.
بما أننا كشعوب متخلّفة أولاً وكسوريين ثانياً، وقد بيّنا للعالم من خلال الوقائع وليس التوقعات، بأننا غير مؤهلين لامتلاك هذه الترسانة العسكرية المهمة والخطرة والموجودة بحوزة النظام البعثي القاتل في الوقت الراهن على أقل تقدير، طالما لم تترسخ في هذه المجتمعات إلى الآن أية أرضية من الأسس والمعايير والقيم الإنسانية التي تجعل الإنسان من خلالها أهم من كل الاعتبارات الأخرى كالعشائرية، والطائفية، والقومية، والدينية، فتكون غاية مفكريها وسياسييها البحث عن أفضل السبل لارتقاء الشعب ورفاهيته، لا العمل جاهداً إلى قمعه وإذلاله وإهانته، وحيث لا تزال المزاجية والعصبية والاحتقانات المتراكمة والصور الذهنية المتوارثة هي التي تتحكم بسلوكيات بطارقة السياسة ومتخذي القرارات في بلدنا إلى هذه اللحظة، لأنه حتى لو تخلصنا من بشار الأسد فلدينا عشرات النسخ الجاهزة عنه، وذلك سواء في جيش النظام أو حتى في الجيش الوطني المزمع تأسيسه لاحقاً، ولكن ربما لم يحن الوقت لتظهر تلك النسخ المعدّلة عن الكيماوي السوري بشار، أو ربما لم تسمح الظروف لبروزها على الساحة بعد، فنرى بأن أي واحد منهم ـ من حاملي تلك السمات ـ لو تسنم مقام رئيس الدولة يوماً قد يفعل مثله أو ما هو أفظع، إذن فمشكلتنا ليست محصورة في رئيسٍ دموي يعاني من الأمراض السيكولوجية أو الفيزيولوجية، إنما هي مشكلة كامنة في البنية الثقافية للمجتمع السوري بكل مكوناته، ثقافة مجتمعية قائمة على العنف المتجذر والمشبعة حتى السُكر بأخلاقيات النبذ والإلغاء، فهي أبداً لا تخص عوائل أو طوائف أو فئات بعينها كما يحلو للكثيرين تنسيبها أو تصورها، إنما الذي ساهم في تقييح البنية الثقافية والفكرية للمجتمع السوري هو حزب البعث العفن.
لذا فإن تدمير هذه الترسانة لن تنقذ السوريين وحدهم من الرعب الذي يعيشونه، إنما هي لصالح كل الشعوب المجاورة للحدود السورية، ومن مصلحة تلك الشعوب أن لا يمتلك جارهم الطائش هذه القوة التدميرية، لأن من يستخدمها ضد شعبه لن يتورع عن استخدامها ضد جيرانه أيضاً، بما أن تاريخنا الحديث مليء بتجارب مماثلة ومنها تجربة قريبة جداً وهي تجربة طاغية العراقصدام حسين مع شعب ودولة الكويت.
وأهمية الضربة العسكرية بالنسبة للسوريين هي أنها ستخلصهم من السلاح الثقيل كالطائرات والصواريخ والمدافع التي يستخدمها النظام ضد المدنيين والعسكريين على حدٍ سواء، ومن أثرها يُعتقد بأن يتخلص السوريين من طوابير الشبيحة الملتفين حول أجهزة الدولة باعتبارها قوية، لا حباً بها طبعاً، إنما حباً بقوتها التي يستطيعون من خلالها ممارسة السطوة على الناس، بما أنهم الفئة الأكثر تعطشاً لممارسة العنف والبطش بعباد الله.
ومن المتوقع أن توقف الضربة مد النزوح إلى دول الجوار، بما أن من أهم أسباب فرار المواطنين هو خوفهم من الصواريخ والطائرات والمدافع، فعندما يتم تدمير الأسلحة الثقيلة لن يكون هناك موجات نزوح كبيرة، إنما العكس فالكثير منهم سيعود إلى دياره عقب انتهاء ونجاح الضربة المحتملة.
كذلك من نتائج الضربة تلك أنها ستجبر أغلب المعارضين السوريين في الغرب أو دول الجوار من التوجه إلى الداخل السوري، ليعملوا على الأرض من أجل التأثير على المسلحين، والحد من تدخلهم السافر في شؤون المدنيين، والمساهمة في تقليص نفوذهم وإعادة تفعيل وتنشيط المؤسسات المدنية في الداخل.
كما أن الضربة القاصمة ستساعد في التخلص من الكثير ممن امتطوا ظهر الثورة عسكرياً وبالتالي التخلص من مبرر جود مئات المسلحين الذين التحقوا بصفوف الثوار لا لأهدافٍ نبيلة إنما لغاياتٍ سافلة وأهدافٍ منحطة، حيث عمل الكثير منهم كما كانت تفعل الفصائل العسكرية في لبنان أوان الحرب الأهلية، أي "نقل البارودة فقط من كتف إلى كتف" من غير أي تغيير في نهجه وفكره وشرعه وثقافته وسلوكه.
ثم قلنا حينها بأن الضربة لو حدثت ستكون مفيدة لتركيا، أولاُ للتخفيف من عبء النازحين إليها، كما أنها ستتخلص من تهديدات جارها الذي يمتلك الكثير من الملفات التي تخص الدولة التركية، والتي من خلالها يتدخل في شؤونها، ويستطيع الولوج عبرها إلى عمقها، فمنها ما يخص ملف حزب العمال الكردستاني وأبعاده الإستراتيجية، وكذلك ملف لواء اسكندرون الذي سيتأجل بدوره عقب الضربة إلى أجلٍ غير مسمى.
وكذلك فالضربة ستكون من الحتمي لصالح مستقبل دولة إسرائيل لأنها ستريحهم طويلاً من وجود هذه القوة على حدودهم والتي ستبقى مهددة لأمنهم إن بقيت، وذلك في أي وقتٍ كان، فإن لم يكن في زمن حكم بشار، ربما أوان حكم غيره من القادة القادمين لقيادة البلد في المستقبل.
وكان طلاب الحرية والديمقراطية وعموم الليبراليين والعلمانيين في سوريا يتوقون حينها، أي في 2013 بأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لو باشر بالضربة حينها ولم يتركها لإدارة الرئيسترامب، لحقن دماء عشرات الآلاف من السوريين العزل، ووفر ضرب النظام على دول الجوار السوري والدول الغربية مصاريف وتبعات آلاف اللاجئين، كما كانت هواجسهم تتأرجح بين التأمل والتوقع بأن تشمل الضربات إلى جانب النظام المجرم، مواقع وجيوب عشاقالفردوس الموعود الممثلين اليوم بداعش والنصرة وعشرات الفصائل المماثلة لهم في السلوك والنهج والتصرفات، باعتبار أن تلك الصورايخ ستوصلهم إلى هناك بأقصى سرعةٍ ممكنة، وعلَّها ستساهم في تحقيق أحلام وأماني المتطرفين المنشغلين بإعمار وتنمية الآخرة، لينتهي بهم المطاف في حُجر الإماء، أولئك الذين يراهم الحريصون على نضارة الثورة بأن هؤلاء سيكونون في يومٍ ما حجرَ عثرةٍ أمام أية حكومة من الحكومات المقبلة في سوريا الجديدة، لذا فمن المهم جداً تأمين مستقبل مشرق لهؤلاء الأخوة الراديكاليين من الآن، وذلك عبر تسفيرهم مع ترسانة الأسد وطاقمه السياسي والعسكري وميليشياته عبر الكروز أو التوماهوك تباعاً إلى ديار الحق، لكي يستأنفوا حياتهم بعيداً عن العلمانيين الكفرة وكل أعوانهم من أتباع الدنيا، فيكونوا وحدهم بجوار الرفيق الأعلى وهم مغمورين بما طاب لهم من الملذات في النعيم بأحضان الجواري والحسان والغلمان.
التعليقات
الحابل والنابل
فول على طول -ثقافة الذين امنوا هى ثقافة عدوانية عدائية ولا فرق بين الزعيم - أى زعيم - وبين أى مواطن ...لا أستبعد استخدام الأسد لأى سلاح وفى الوقت نفسة لا أستبعد استخدام الارهابيين - المقاومة أو المعارضة كما تسمونها - استخدام سلاح أسوأ من أسلحة الأسد ....وهل ترامب تأكد أن الأسد هو الذى استخدم الكيماوى ؟ مجرد سؤال ...لماذا لا يكون الارهابيون هم من استخدموا الكيماوى وخاصة أن الكذب مسموح والحرب خدعة كما يقول الدين الأعلى ؟ ..أعتقد أن الضربات الأمريكية سوف تعقد الموضوع أكثر ...فهى أضعفت الأسد ولذلك سوف يبقى الوضع معلقا بين الأسد ونظامة وبين الارهابيين ...لا غالب ولا مغلوب وسوف يستمر هذا الوضع سنوات قادمة يتم فيها انهاك كل الدول العربية والاسلامية اقتصاديا وسياسيا وموت أكبر عدد من شبابها ...هل هى بالفعل مقصودة أم بالصدفة ؟ اللة أعلم . واضح أن زيارة المسئول السعودى لأمريكا ودفعة 200 مليار دولار أتت بثمارها .
المعارضة الكيماوية
raman -باراك أوباما لو باشر بالضربة حينها لا أستبعد وصول المنظمات العروبية التكفيرية الارهابية أليست كافية مجريات الأحداث في دمشق، والمؤامرة بين تركيا وروسيا على حلب والباب، وغيرها من المناطق، لتعيد المعارضة حساباتها، وتفتح في جسمها أبوابا، تنبثق منها شريحة وطنية تفضح المنظمات السياسية العروبية التكفيرية، وتنقذ سوريا من السلطة الإجرامية والميليشيات المساندة، ويعطوا القليل من الأمل للمجتمع السوري المصدوم والمنهك. فالشعوب السورية تحتاج إلى تمثيل وطني صادق في جنيف القادمة، حتى ولو بعد الخامسة هذه، بعد اقتناعهم بفضاحة نتائج القوى التكفيرية والانتهازية السياسية، وما آلت إليه النهج العنصري والإسلام الراديكالي، الذين أغرقوا الثورة في مستنقع مؤامرة السلطة الدكتاتورية والإجرامية.أو المعارضة الكيماوية....
وسنرسل اكراد ارمينيا
المحتلة الى دولة بارزاني -شرق تركيا للارمن وليس للاكراد والاكراد استوطنوها قبل مائة عام اي بعد الابادة الارمنية والمسيحية 1915-1923 على يد الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار ان الداكرة الجماعية للامة الارمنية لم ولن تنسى الهضبة الارمنية المحتلة / ارمينيا الغربية وارمينيا الصغرى على البحر المتوسط ان معاهدة سيفر 1920 نصت ان شرق تركيا الاناضول ارض ارمنية وجزء من ارمينيا العظمى المتحدة والشعب الارمني لن يتنازل عن ارضه المحتلة لا للاكراد ولا للاتراك ان جمهورية ارمينيا الحرة المستقلة المتحدة قادمة ولن تتاخر وسنرسل اكراد ارمينيا الغربية المحتلة في شرق تركيا الى دولة بارزاني في شمال العراق المحتل
فكر عقيم
كريم الكعبي -حتى من يدعون الثقافة ميالون ليكونوا عبيد ، الكاتب يكتب وكأن المنطقة تعيش من الدول الاسكندنافية ، لاعصابات اجرامية داعشية ونصره وقاعدة واسرائيل وعشرات التنظيمات الاستخبارية الامرتبطة بها ، لكي يتخلى الاسد ورئيس لبنان والعراق واليمن من عناصر قوته لكي لاتكون هجرة من سوريا وغيرها من المناطق ، اذكر الكاتب عندما كان لبنان يسير بركب امريكا واسرائيل سيادته مستباحة مثل نساء شارع الحمرة وملاهيها الجنوب اللبناني محتل ، مجزرة صبرا وشاتيلا ، مجزرة قانا ، مثال حي على سقوط افكار امثالك في الحضيض ، قتل الالاف من ايزيدي سنجار وسبي نسائهم من قبل داعش الامريكية الاسرائيلية الخليجية ، تعرف لماذا لانهم أعتمدوا على حماية غيرهم البيشمركة البرزانية التي تآمرت عليهم، لولا قوة امريكية العسكرية لما تدخلت بكل صغيرة وكبيرة في العالم ، سياسة الحلب للخيج من قبل امريكا لانهم تخلوا عن قوتهم الذاتية وتسيرهم حسب سياستها، الله امرنا ان ندافع عن انفسنا بما نستطيع من قوة ، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة