كتَّاب إيلاف

متى تدرك القيادة القطرية أن الدرس قد انتهى!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ربما لا تحتاج القيادة القطرية في الوقت الراهن أكثر من المصارحة مع الذات، ومحاولة تبديل الكرسي وتفهم وجهة النظر والمطالب، التي اعتبرتها "وصاية على القرار القطري"، لعلها تفيق من الغي والوهم وخداع الذات، وتدرك أنه لا أحد يريد فرض الوصاية على قطر أو غيرها من الدول، وأن جميع دول مجلس التعاون من مصلحتها العيش في هدوء وأمان وسلام. نحن في دولة الامارات وأشقائنا في بقية دول مجلس التعاون ندرك جيداً أهمية الأمن والاستقرار، بل ربما نحن أكثر حساسية لهذا الموضوع من غيرنا من الدول والشعوب، لأن لدينا سباقاً تنموياً تنافسياً عالمياً شرساً يستنزف مجمل وقتنا وجهودنا واستثماراتنا، فلا وقت لافتعال الأزمات مع أي طرف إقليمي أو دولي، ناهيك عن أن يكون هذ الطرف عضو في مجلس التعاون، بما يمتلكه هذا المجلس من خصوصية ثقافية بين شعوبه ودوله قطر.

الأمر إذن يتعلق بجلسة مصارحة ومكاشفة مع الذات كي تتوصل القيادة القطرية إلى أبعاد ما يدور من حولها، وتدرك أنه بالإمكان خداع بعض الناس بعض الوقت ولكن من المستحيل خداع كل الناس طول الوقت!! فلحظة الحساب كانت آتية لا محالة، سواء صدرت تصريحات أمير قطر، أم لا، فالمنطقة الآن في مفترق طريق حقيقي يستوجب فتح صفحة جديدة تقوم على المصارحة والصدق، ولم يعد هناك مجال لغض الطرف عن ممارسات المخاتلة والمخادعة، فالخطر الذي يحيق بالأمن القومي الخليجي والعربي قد وضع جميع القادة أمام مسؤولية تاريخية: إما أن يؤدوا واجبهم ويتصدوا لمصادر الخطر والتهديد، أو يقبلوا بمصير شعوب عربية لم يعد للملايين من أبنائها مكان على الأرض التي ولدوا وترعرعوا فيها!!

الوقت ليس في مصلحة قيادة قطر تماماً، ونزيف الخسائر المترتبة على مواقف القيادة القطرية داهم ويمكن أن يتواصل فيصبح بمنزلة انتحار سياسي لا نقبله للشعب القطري حتى وإن ارتضته قيادته له، ومن ثم فعلي القيادة القطرية أن تدرك أنه ليس من المنطق أن تضحي بشعبها في سبيل حماية زمرة الإرهابيين المخربين الذين تأويهم، والاستمرار في شق الصفوف والرهان على تنظيمات الإرهاب وحماية مزعومة مع الملالي!! وليتصور أصحاب القرار في الدوحة، ولو للحظة، وقوع خلاف مع ملالي إيران، فمن يجيرهم في تلك الحالة من طغيان الملالي وشرورهم؟!

على القيادة القطرية أن تدرك أيضاً أنه ليس من العيب التراجع عن الأخطاء في حال اكتشافها، ولكن العيب هو التمسك بالعناد والغرور ورفض الاعتراف بالواقع والمنطق، فالمسألة تتعلق بمصالح دولة وشعب ولسنا في صراعات شخصية أو أزمات فردية، فالشخصنة بعيدة تماماً عن هذه الأزمة، ومن ثم ليس على القيادة القطرية سوى الاعتراف بفشل المشروع القطري الذي تم الرهان عليه لسنوات طويلة، ومن ثم العودة إلى الصواب، والتصرف وفق ما يمليه المنطق والعقل في مثل هذه الظروف.

من العيب أن تستمر دولة من دول مجلس التعاون في العمل وكيلة لجماعات إرهابية، أو لنظام معاد فاقد للأهلية ويكن حقداً دفيناً ضد شعوب مجلس التعاون، بل وينتظر اللحظة التي ينقض فيها على مكتسبات هذه الشعوب!!

قلت في مقال سابق أن أحد تفسيراتي لموقف القيادة القطرية يتمثل في أنها تورطت مع عصابات الاجرام وتنظيمات الإرهاب لدرجة بات من الصعب عليها التراجع، ناهيك عن اتخاذ إجراءات عقابية ضد هذه التنظيمات، فالتراجع في هذه الحالة ربما يعني فضح الأسرار وكشف ما كان يدور وراء الكواليس، لاسيما أن ما تم الكشف عنه حتى الآن، يؤشر إلى كوارث ومصائب ارتكبتها القيادة القطرية على صعيد تمويل الإرهاب وتنظيماته!! الوقوع في فخ التورط صعب ومكلف وشائك ومعقد، ولكن الأصعب منه هو الاستسلام لهكذا وضع سينتهي حتماً بمزيد من الكوارث، التي ستقع على القيادة والدولة والشعب القطري من خلال عصابات الإرهاب وتنظيماته ورعاته الإقليميين!!

على القيادة القطرية أن تنتبه إلى أن الدرس قد انتهى، وأنه لا عودة إلى الوراء ولا مجال للإفلات من لحظة الحساب والعودة إلى الممارسات السابقة، فهذا التفكير سيجلب على القيادة القطرية ما هو أسوأ، وعليها أن تدرك أيضاً أن ملالي إيران لن يقدموا الكثير لدعمه، فعيون الملالي شاخصة تنتظر، وأطماعهم ليست بعيدة عن الغاز والثروات القطرية، وتنظيمات الإرهاب تنتظر هي الأخرى لحظة السقوط كي ينهبوا ما يستطيعون حمله من ثروات والذهاب بها إلى موطن آخر ليكرروا لعبتهم!

البعض يعتقد أن القيادة القطرية يمكن أن تفلت من لحظة الحساب بوساطة خليجية تجري حالياً، ولكن على هؤلاء أن يدركوا أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وأن فكرة توقيع اتفاقات قابلة للتملص والتهرب باتت من الماضي، فالقيادة القطرية الآن ستوضع امام مسؤولياتها، ولن يكون هناك مدى زمني لتنفيذ ما يتم عليه من التزامات، والوسطاء الخليجيين أنفسهم يدركون مدى تلاعب القيادة القطرية، ولا يريدون التورط في حرج جديد، ولكنهم يعلمون انطلاقاً من حرص عميق على وحدة الصف الخليجي وضرورة لملمة أي خلافات داخل البيت الواحد.

تدرك دول المقاطعة والحساب أيضاً أن مواقفها له فاتورة سياسية واقتصادية، فليست قطر هي الوحيدة المتضررة من هذه القرارات، التي لم يكن هناك بد منها، فهي قرارات موجعة ولكنها مطلوبة وبإلحاح، ومن ثم فلن تكون هناك فرصة لتكرار التلاعب والخداع الذي مارسته القيادة القطرية من الاتفاق السابق، الذي تعاملت فيه السعودية والامارات وفق مبدأ حسن النوايا.

والأهم من كل مما سبق، برأيي، أن على القيادة القطرية أن تدرك أيضاً ان الإجراءات التي اتخذت حتى الآن ليست نهاية المطاف، بل هناك أوراق وإجراءات أكثر إيلاماً للقيادة نفسها، لاسيما ما يتعلق بعملية التغيير السياسي في قطر، وهي عملية مطلوبة لمصلحة الشعب القطري أولاً وشعوب دول مجلس التعاون ثانياً، ولكن التدرج جاء ليوفر فرصة ثمينة للقيادة القطرية لتصحيح المسار، فهل تقرأ المشهد جيداً قبل فوات الآوان؟! 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلكم بيوتكم من زجاج
مراقب احداث -

طيب وماذا عن مغامرات الامارات في اليمن وليبيا وهدر الإمكانيات والمليارات وتيسر الدسائس والمؤامرات ومقتل عشرات الإماراتيين في قضايا لا ناقة ولا جمل لهم فيها من كان بيته من زجاج فلا يرمي غيره بالحجارة ومن به عيب لا يحق له ان يعاير الآخرين بشيء

كلكم بيوتكم من زجاج
فول على طول -

أستأذن صاحب التعليق رقم 1 فى عنوان تعليقى وبعد : لا أعرف سر الهجوم على قطر فى الوقت الحالى ...بالطبع أنا لست قطريا ولا أدافع عن قطر ولكن أتساءل : ما هى الدولة الاسلامية الوحيدة التى لم تساند وترعى الارهاب ؟ هل تذكر دولة واحدة فقط ؟ سوف أشرح لك ببساطة ...هناك دول اسلامية تصدر الارهاب الفكرى والبشرى أيضا وأولهم مصر ...وحتى تاريخة فان أغلب الارهابيين القياديين من مصر ومنهم مازال داخل مصر ويبسرح ويمرح وعلى اتصال وثيق بالقيادة المصرية ...هل سمعت عن السلفيين فى مصر ؟ وهل سمعت عن الأزهر المصرى ومكانتة فى السياسة وفى رئاسة الجمهورية ...وهل سمعت عن الارهاب الفكرى الذى يعلمة الأزهر حتى تاريخة ..؟ وهل سمعت أن أغلب الارهابيين من الأزهر ؟ ..انتهى - هل سمعت عن الدول البترولية السخية فى العطاء للارهابيين ... تحب تعرف أسمائها ؟ وهل تعرف أن الانتحاريين من احدى الدول البترولية هم الغالبية ؟ هل سمعت عن الانتحاريين التونسيين ؟ والأردنيين أيضا ؟ هل سمعت عن مجاهدات النكاح ومن أين يأتين ؟ هل سمعت عن تركيا المسلمة والمؤمنة ودروها فى الارهاب ؟ هل سمعت عن الارهابيين المغربيين والانتحاريين الليبيين والجزائريين ؟ وهل سمعت عن الارهاب الباكستانى والأفغانى ؟ هل سمعت عن الارهابيين المصريين الذين يرتكبوا أبشع الجرائم ولكن رئيس الجمهورية راح يضرب فى ليبيا مع أن الارهابيين فى حضنة ..؟ تحب تعرف المزيد ؟ ويبقى السؤال لماذا قطر فقط ..ولماذا الان فقط ؟

قطر وايران وتركيا
شلال مهدي الجبوري -

تحالف غير مقدس بين دولة كطر العظمى ونظام البعث السوري وبقايا مجرمي البعث الصدامي بقيادة المجرم الهارب يونس الاحمد المقيم في دمشق وزعيم الارهاب في العراق وعصملية تركيا واخوان المجرمين وملالي طهران وملالي العراق الطائفين الفاسدين والتابعين لايران وملحقاتهم من ميليشيات وحزب نصرالله الذي يمثل الوجه الاخر لداعش والقاعدة والنصرة وهذا التكتل المدعوم من مافيا الكرملين. تجمع ارهابي عالمي بامتياز شيعي وسني ويهدد السلم العالمي وبالذات منطقة الشرق الاوسط. ايران وقطر راس الحربة بالارهاب العالمي ويجب على المجتمع الدولي والدول الكبرى وبالذات الولايات المتحدة الامريكية اتخاذ اجراءات جدية ورادعة ضد هذا التكتل الارهابي وعلى دول الخليج وامريكا وبريطانيا اتخاذ قرار بتغير الطاقم العائلي الفاسد الذي يحكم قطر والمجيئ بقيادة مسالمة تهتم بشعبها وعدم تمويل الارهاب وتبذير ثروة الشعب القطري ومن ثم الغاء البوق الاعلامي الارهابي المتخلف المتمثل بقناة الجزيرة وتاسيس اعلام مسالم لايتدخل في شؤون الدول الاخرى ولا يدعم الارهاب ومن ثم تسليم الارهابين وقيادات اخوان المجرمين وبعثية صدام الداعمين لداعش والمطلوبين لدولهم او طردهم من قطروتحويل قطر الى دولة مسالمة ومحبوبة من قبل الشعوب العربية مثل دولة الامارات العربية المتحدة التي اصبحت منارا في التقدم والتطور والتسامح ومدينة دبي شاهدعلى ذلك. الطاقم الحاكم في قطر لايمكن اصلاحه اطلاقا لانه طاقم تعود على دعم الارهاب والتخريب ونشر قيم التخلف والجهل بالمنطقة.الحل الوحيد هوتغير هذا الطاقم العائلي الارهابي الفاسد. لانه طاقم يحاول ممارسة التقية ويرجع على نفس الطاسة ونفس الحمام ب كما يقول المثل الشعبي العراقي بعد فترة قصيرة ويمارس نفس اللعبة القذرة لانه تعود كما تعودت المومس .قتل الافعى من راسها وتسريحهم ليلتحقوا بعمهم في لندن حمد الجاسم وزير الخارجية السابق للعمل بالتجارة والمجئ بطاقم عاقل وكفوء يحكم قطر ويتوجه نحو الشعب القطرى واستغلال ثروة قطر للتنمية الاقتصادية وبناء دولة حديثة.

تميم لم يفهم
Khatab -

انتهي الدرس ...