فضاء الرأي

التنمية المستدامة والحكم الصالح

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقصد بـ "التنمية المستدامة" انها عملية تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، دون التقليل من شأن مرونة الخصائص الداعمة للحياة، أو تكامل وتماسك النظم الاجتماعية. فهي تشير إلى ضرورة استخدام الموارد الطبيعية المتجددة بطريقة لا تؤدي إلى فنائها أو تدهورها، أو تناقص جدواها بالنسبة للأجيال المقبلة، مع المحافظة على رصيد ثابت بطريقة فعالة أو غير متناقص من الموارد الطبيعية، مثل: البيئة، والمياه الجوفية، والكتلة البيولوجية.‏ ويتطلب نجاح التنمية المستدامة بيئيا: حسن الإدارة البيئية للمشاريع الإنمائية بحيث يدمج محور الحفاظ على البيئة في هذه المشاريع، وإجراء التقييم البيئي المستمر للمشاريع التنموية، ووجود قانون بيئي رادع، وإنشاء مؤسسات معنية بشؤون البيئة، ونشر الوعي البيئي والتربية والتدريب، وضرورة إدماج مفهوم التثقيف البيئي ضمن المناهج الدراسية. (المصدر: ويكيبيديا – الموسوعة الحرة).
طرح مصطلح "التنمية المستدامة" عام 1974م في أعقاب مؤتمر ستوكهولم، الذي اعقبته قمة "ريو دي جانيرو" للمرة الأولى حول البيئة والتنمية المستدامة، الذي أعلن عام 1992م عن خصائص التنمية المستدامة التي تتمحور في الآتي:
هي تنمية تضع تلبية احتياجات الأفراد في المقام الأول، فأولوياتها هي تلبية الحاجات الأساسية والضرورية من الغذاء والملبس والتعليم والخدمات الصحية، وكل ما يتصل بتحسين نوعية حياة البشر المادية والاجتماعية أو ما يسمى "التنمية المستدامة للنمو الاجتماعي".
 هي تنمية يعتبر البعد الزمني هو الأساس فيها، فهي تنمية طويلة المدى بالضرورة، تعتمد على تقدير إمكانات الحاضر، ويتم التخطيط لها لأطول فترة زمنية مستقبلية يمكن خلالها التنبؤ بالمتغيرات، كما أنها تقوم بتنمية تتجاوز معدلات النمو السكاني، حتى لا يعاني المجتمع من عجز، أو يلجأ إلى العوز، ويأخذ الفرد نصيبه من الناتج القومي، أو ما يسمى "التنمية المستدامة للنمو الاقتصادي"، وتتطلب ضرورة انخفاض معدلات استهلاك الموارد الطبيعية المتاحة لصالح ارتفاع معدلات النمو في جوانب أخرى كالصناعة والزراعة والتجارة. 
هي تنمية ترعى تلبية الاحتياجات القادمة، وأيضا احتياجات الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية للمجال الحيوي لكوكب الأرض، فهي تراعي الحفاظ على المحيط الحيوي في البيئة الطبيعية سواء عناصره ومركباته الأساسية كالهواء، والماء مثلا، أو العمليات الحيوية في المحيط الحيوي كالغازات مثلا، لذلك فهي تنمية تشترط عدم استنزاف قاعدة الموارد الطبيعية في المحيط الحيوي، كما تشترط أيضا الحفاظ على العمليات الدورية الصغرى، والكبرى في المحيط الحيوي، والتي يتم عن طريقها انتقال الموارد والعناصر وتنقيتها بما يضمن استمرار الحياة أو ما يسمى "التنمية المستدامة للموارد البيئية".
طبقا لتقارير التنمية البشرية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية، ينبغي أن يكون الرجال والنساء والأطفال محور الاهتمام، فيتم نسج التنمية حول الناس وليس الناس حول التنمية وذلك للأجيال الحاضرة والقادمة. وتقترح التنمية المستدامة لمواجهة التهديدات التي تواجه المحيط البيئي، عالما تزول فيه من مجتمعاتنا ظواهر الفقر، وعدم المساواة، والأنانية، ونهب وتدمير الطبيعة، وانحرافات التقدم العلمي، كي تتمكن الأجيال الحاضرة والقادمة من الاستفادة من موارد الطبيعة. وهذا يعني إلقاء المسؤولية على أنماط النمو السائد. 
تعد التنمية المستدامة، الضابط الرئيس للسياسات الاقتصادية التي وصلت إليها العولمة النيوليبرالية، في تعاملها مع البيئة والثروات الطبيعية على نحو بدأ يهدد شعور الإنسان بالأمان والاستقرار، بعدما كان يعتقد أن الأرض هي مصدر للثروات لا ينضب، وطاقة للتجديد الطبيعي غير المحدود. وقد أكدت تقارير الخبراء في اللجنة الدولية لتغير المناخ، بما لا يسمح بالشك، أن أنشطة الإنسان هي المسؤولة عما وصلت إليه الأخطار على مستقبل البشرية برمتها.
"الحكم الصالح او الرشيد" كما تعرفه مؤسسات الأمم المتحدة والأدبيات السياسية هو: الحكم الذي تتحمل مسؤولياته قيادات سياسية منتخبة، وكوادر ادارية ملتزمة بتطوير موارد المجتمع وبتقدم المواطنين وبتحسين نوعية حياتهم ورفاهيتهم، وذلك برضاهم وعبر مشاركتهم ودعمهم. 
إن ادارة شؤون المجتمع من خلال الحكم الصالح تتضمن ثلاثة أبعاد مترابطة، هي: البعد السياسي المتعلق بطبيعة السلطة السياسية وشرعية تمثيلها، والبعد التقني المتعلق بعمل الادارة العامة وكفاءتها وفاعليتها، والبعد الاقتصادي-الاجتماعي المتعلق بطبيعة المجتمع المدني ومدى حيويته واستقلاله عن الدولة من جهة، وطبيعة السياسات العامة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وتأثيرها في المواطنين من حيث الفقر ونوعية الحياة، كما علاقتها مع الاقتصادات الخارجية والمجتمعات الاخرى من جهة اخرى.
وتؤثر هذه الابعاد الثلاثة وتترابط مع بعضها في انتاج الحكم الصالح، فلا يمكن تصور إدارة عامة فاعلة من دون استقلال الادارة عن نفوذ السياسيين، ولا يمكن للإدارة السياسية وحدها دون وجود ادارة عامة فاعلة من تحقيق انجازات في السياسة العامة. كما ان هيمنة الدولة على المجتمع المدني وتغييبه يؤديان الى غياب مكون رئيسي في التأثير في السياسات العامة ومراقبة السلطة السياسية والإدارية ومحاسبتها. ومن جهة ثانية، لا تستقيم السياسات الاقتصادية والاجتماعية بغياب المشاركة والمحاسبة والشفافية، ولا يؤدي الى تحسين اوضاع المواطنين غير القادرين على تصحيح هذه السياسات. لذلك فإن الحكم الصالح هو الذي يضمن حكما ديموقراطيا فعالا يستند الى المشاركة والمحاسبة والشفافية.
إن الاخفاق والتخبط اللذين منيت بهما كل محاولات الاصلاح الاقتصادي في الدول العربية منذ منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم كان (ولا يزال الى يومنا هذا) سببه غياب الاصلاح السياسي الذي يقود الى الحكم الصالح وتحقيق دولة المؤسسات. ومن دون تحقيق هذه الهدف، فإن التطور والنمو الاقتصادي يأخذ منحى عشوائيا، كما ان الأوضاع تكون في الغالب رهنا بتواجد شخصيات معينة من دونها تكون الاستدامة غير مضمونة. من هنا تنبع اهمية "دولة المؤسسات" التي تضمن استمرارية سير وإدارة الأمور بالشكل المقبول وبما يتناسب مع توجهات البلد في النمو والتطور دون التعرض لتقلبات كبيرة في السياسات والمواقف التي قد تنتج عن اجتهادات وآراء شخصية أكثر من منها مؤسسية. 
وهذا يؤكد صحة المبدأ الذي يقول: انه لا يمكن تحقيق الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي قبل تحقيق الاصلاح السياسي، فالإصلاح السياسي هو الرافعة والعمود الفقري لكل الاصلاحات الأخرى في أي مجتمع، وان التجربة العملية اثبتت ان هناك صلة وثيقة لا يمكن اغفالها بين التنمية المستدامة والحكم الصالح او الرشيد. 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحوافز الفردية
والنتائج الكلية -

جاء في الأثر: "لا تسرف ولو كنت على نهر جار".

الاصلاح الدينى أولا
فول على طول -

كل التحية للسيد الكاتب وقبل أنم نعلق ...سيدى الكاتب وبدون عبقرية والأمر واضح للجميع فان الاصلاح الدينى فى بلاد المسلمين هو المطلوب قبل كل شئ وبعد ذلك تأتى الاصلاحات تباعا ...انتهى - وبصريح العبارة فان الاسلام هو الذى ربطكم بالتخلف والارهاب ....والحاكم أو ولى الأمر هو من نفس الشعب ويرضع نفس الثقافة العنصرية وأقصد ب ولى الأمر حتى لو كان عامل نظافة ...الشريعة الاسلامية تصدم مع حقوق الانسان ومع المساواة التامة بين المسلم وغير المسلم وبين الرجل والمرأة ...وأول الاصلاح هو المساواة التامة ...والأكفأ هو من يتبوأ المناصب ومعروف جيدا أن الاسلام يعارض ذلك وأنت تعرف النصوص . هل تقدر فى بلد مسلم منع تعدد الزوجات ؟ وهل تقدر على تحديد النسل ؟ وهل تقدر أن تعطى المرأة المطلقة نصف الثروة ؟ وهل يمكن أن يتولى المنصب وخاصة الماصب الهامة مواطنون غير مسلمين ؟ وهل تسمح بلادكم بحرية المرأة ومسواتها بالرجل تماما ؟ وهل وهل وهل مئات المرات والاجابة معروفة . وهل تسمح بلادكم بحرية الاعتقاد المطلقة ؟ وهل تسمح بحرية السائح القادم اليكم ؟ بلاد الذين امنوا فقط هى التى تتكفل بتوصيل مواطنيها الى الجنة وذلك بالانفاق الكامل على الجوامع والمشايخ وتدريس الدين فى المدارس ومسابقات تحفيظ القران وكتاتيب ومدارس دينية وتكاليف الكهرباء والماء على كل المنشات الاسلامية ورواتب ومكافات وحوافز ....بينما تضيق الخناق على غير المسلمين وتجبرهم على دفع فواتير الكهرباء والماء ولا تعطيهم أى اعانات مادية بل بالعكس .... هل تأخذ دولكم بأسباب العلم وبعيدا عن الفتاوى وأخذ رأى المفتى فى كل كبيرة وصغيرة ؟ هل تقدر أن تفصل تماما بين الدين والدولة فى بلاد الذين أمنوا ؟ بالطبع أن لا أمنع الحرية الشخصية للفرد فى الاعتقاد ولكن أمانع وبشدة أن تتعهد الدولة بتوصيل مواطنيها الى الجنة وبالطبع مواطنيها المسلمين فقط وعلى حساب بقية مكونات الشعب ومن ضرائبهم أيضا . هل الدولة تساوى بين مواطنيها أم تجور على حقوق الأقليات الغير مسلمة بسبب تعاليمكم العنصرية ...ولهذا لن ولم يكون هناك سلام داخلى فى أى بلد مسلم ؟ هل اقتنعت سيدى الكاتب بأن الاصلاح الدينى أهم ؟

التعدد هو الحل
الطبيعي والأطهر -

المساواة التامة تقتضي ان تجد كل راغبة في الزواج حقها الطبيعي في الامومة ولو اقتضى ذلك التشارك.

الإصلاح والتنمية غيرممكنة
في ظل أنظمة وظيفية قمعية -

بعيداً عن هذيان الصليبيين المشارقة المتوقع امثال الارثوذوكسي فوليو تابع الكنيسة الارثوذوكسية السوداء التي زرعت الاحقاد السوداء السرطانية في رعاياها ضد الاسلام لصدهم عنه والإنسانية بما فيهم المسيحيين من طوائف اخرى والذي كنيسته هي الاولى بالإصلاح الديني مثل اباحة الطلاق لرعاياها ومعاملة إنسانية لنسوان الكنيسة اللواتي يعانين من القهر والقمع ونبذ الارهاب الكنسي والتهديد بالحرمان لرعاياها العصاة والشلح لقساوستها المستقلين والإصلاح النفسي لرعاياها ، بعيداً عن هذيان هذا المضبوع نقول ان الإصلاح السياسي غير ممكن في الانظمة العربية الوظيفية التابعة للغرب والتي تنهب الاوطان وتفقر الشعوب ومستعدة ان تبيدها كما هو حاصل في سوريا ولا تتنازل ولا تُمارس أي إصلاح او تنمية مستدامة

كيف تصلح ما هو
خاضع للاقصاء وهو الدين؟ -

الاصلاح العلماني أولاً.

ماذا يفعل الحاكم ؟
فول على طول -

السيد الكاتب مثل كل الكتاب والمثقفين من الذين امنوا دائما يلومون على الحاكم أو على الغرب الكافر ومؤامراتة ويتهمونهم بأنهم السبب فى تخلفهم وتفشى الحروب فى بلاد الذين امنوا ..ونحن نسأل السيد كاتب المقال : ما نوع الثقافة التى يتلقاها المؤمنون ؟ هل ثقافة تبنى أوطانا أم تهدم الأوطان ؟ هل ثقافة تحقق العدل والمساواة أم ثقافة عنصرية ...؟ هل ثقافة تنشر السلام بين أبناء الوطن الواحد أو حتى أبناء الدين الواحد أم ثقافة مذهبية عنصرية ؟ هل ثقافة تحترم المرأة ..وتحترم الاختلاف أم العكس ؟ والسؤال الأخير ماذا يفعل الحاكم فى شعب تربى على هذة الثقافات ؟ وهل هناك أمل فى هذة الشعوب ؟ وهل يمكن تغيير هذة الثقافة للأفضل قبل أن تلوموا الحكام ؟ بالمناسبة أنا لا أدافع عن الحكام اطلاقا بل أرى أنهم ضحايا وجناة فى نفس الوقت ....هو ضحية نفس التعاليم العنصرية ويؤمن بها ويقدسها ..وهو جانى أيضا لأنة لم يحاول تغييرها لأنة ضعيف من ناحية ومن ناحية أخرى لأنة يؤمن بها كجزء من عقيدتة ..ومن ناحية أخيرة فهو يريد كرسي الحكم بأى ثمن ...وسوف أنقل للكاتب بعضا من مقال مسلم أزهرى سابق ...يتبع .

من مقال ازهرى سابق
فول على طول -

ـ فى أى مناقشة سياسية قد يختلف المصريون ولكن يتفقون فى أتهام اسرائيل وأمريكا بأنهما سبب ما يجرى فى مصر من فساد واستبداد وانهيار اقتصادى وأخلاقى .أى إن المصريين خير أمة أخرجت للناس ، وشعب مبرّأ من العيوب ولكن يأتيه الشّر من أمريكا واسرائيل . وبمعنى أنه لو كفّت أمريكا واسرائيل عن التلاعب بمصر فستكون مصر بلا فساد ولا إستبداد ولا إنهيار أخلاقى واقتصادى . وبمعنى أن مصر البريئة الطاهرة لا حول لها ولا قوة ، وهى مجرد جسد خائر نائم تتلاعب به أمريكا واسرائيل ، ولو كفّت امريكا واسرائيل عن التلاعب بالجسد المصرى الخائر الذى لا حول له ولا قوة فستتلاعب بها قطر أو الامارات أو البحرين أو موزمبيق .!! منطق أعرج يدل على شعب فاسد حتى النُّخاع .!!2 ـ طيلة حياتى العملية وخلال أبحاثى التاريخية لم أجد شخصيات أحقر من حسنى مبارك وزمرته سوى محمد مرسى وجماعته . فهل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟ . يمتلك المشير طنطاوى أسوأ سجل فى العسكرية المصرية ، فقد كانت وظيفته التى يفخر بها هى أن يحمى بجيشه الشرعية ( أى شخص حسنى مبارك ) ، وحين تولى بمجلسه العسكرى لم يتورعوا عن قتل المتظاهرين بالعربات المصفحة، وانتهاك حرمة أجساد الفتيات المصريات الوطنيات . هؤلاء المجرمون والقتلة من القادة والجنود : هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. لا يوجد فى التاريخ المصرى الحديث وزير داخلية فى فساد ووحشية وحقارة حبيب العادلى .ارتكب هو كبار ضباط الداخلية مذابح وأقاموا سلخانات تعذيب للأبرياء . هؤلاء القتلة من القادة والضباط والجنود : هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. ظهر فى عصر مبارك فساد لم يحدث من قبل من حيث الكمّ والحجم ومن حيث النوع . من الأدوية المسرطنة وأكياس الدم الملوثة والأطعمة الفاسدة والقمح الفاسد ..واستمر هذا حتى الان بعد عصره ، من نوعية تسمم الطلبة وتهريب الغاز والبنزين .. هؤلاء الفاسدون من كل الأصناف :هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. ثم الاهمال الذى قتل ويقتل الالوف فى حوادث الطرق وفى حوادث القطارات والسفن والعبّارات ..ووصل أخيرا الى المنطاد . هذا الاهمال هل ارتكبه مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. ثم المذابح العامة للمتظاهرين فى الشوارع والميادين منذ قيام ثورة 25 يناير الى مذابح المجلس العسكرى والاخوان فى القاهرة وبورسعيد والسويس والاسماعيلية وغيرها من المدن المصرية . المجرمون مرتكبو هذه الم

من مقال ازهرى سابق
فول على طول -

: هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. ثم جماعات البلطجية التابعين لنظام مبارك ووزارة الداخلية والبلطجية التابعين للإخوان ، والبلطجية أصحاب الأعمال الحرة الذين يظهرون دائما يسلبون ويغتصبون عيانا جهارا ، هؤلاء البلطجية : هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. هؤلاء الرعاع الذين قاموا فى الشارع بانتهاك حُرمة سيدة قبطية وعرّوا جسدها وهم يهتفون ( الله أكبر ) .!! هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. هؤلاء الذين يدمنون بثّ الفتنة والدعوة الى الارهاب باسم الاسلام : هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. هؤلاء الذين يقتلون الأقباط ويعتدون على كنائسهم من عهد السادات ( مثل حادثة الخانكة والزاوية الحمرا..الخ) الى عهد مبارك (الكّشح وابوقرقاص وشبرا وكنيسة القديسين فى الاسكندرية ) الى (الخصوص ) من اسبوع مضى ،هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. هؤلاء الذين يحترفون التحرش بالنساء وإغتصابهن فى الشوارع علنا ، لهدف سياسى ( إخوانى ) أو لسبب حيوانى .. هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. ثم من الذى خضع لمبارك ثلاثين عاما وتحمّل الذل والهوان ؟ هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. ثم الذين أعطوا أكثر من 95 % من الأصوات فى انتخابات الرئاسة الى مرشحى الاخوان والسلفيين والفلول ( مرسى ، أبو الفتوح ، العوا ، شفيق وعمرو موسى ) والذين لم يعطوا حمدين صباحى الناصرى عدو الأمريكان سوى الفتات . هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. ثم هؤلاء الغوغاء الذين يهللون للمتطرفين السنيين وهم يضطهدون الأقباط والشيعة والبهائيين وأهل القرآن .. هل هم مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. وانظر حولك فى الشارع وانت تتعثّر فى جبال الزبالة ، وأنت تدخل المسجد لتسمع منكرا من القول وزورا باسم الاسلام وتلاعبا باسم الله جل وعلا ودينه فى سبيل السياسة وحُطام الدنيا ، والى مناهج التعليم المتخلف فى الأزهر والتعليم المدنى ، وانتشار الرشوة والمحسوبية والصفقات المشبوهة وفساد المحليات والمصالح الحكومية ..كل هذا السقوط الأخلاقى هل يرتكبه مصريون أم أمريكان واسرائيليون ؟. ثم من الذى سرق من مصر أكثر من سبعين بليون دولارا وتسبب فى خسارة مصر 4 تيريليون دولار حسب ما قالت إشتيرن رئيسة الاتحاد الأوربى هل هو مبارك أم الأمريكان والاسرائيليون ؟. ثم من الذى يقوم ببيع مصر أنقاضا بعد أن دمرها مبارك ، هل هو الاخوان ( مرسى / الشاطر / بديع

من مقال ازهرى سابق
فول على طول -

هناك مرض حقيقى داخل الجسد المصرى ، صار وباءا يكتسح المصريين جميعا . أمريكا واسرائيل لم تخلق هذا المرض ، ولكن لأن السياسة هى فنّ المنفعة فقد حاولت كل منهما الاستفادة منه لمصلحتها . ولأن إستفادتها تعنى التعامل مع مرض مُعدى فقد دفعت أمريكا واسرائيل الثمن غاليا . كمن يتعامل مع شخص مُصاب بالجرب المّعدى فينتقل اليه المرض . 4 ـ وللتدليل على ذلك ، نقول : إن أمريكا لم تخترع الوهابية ، ولم يكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب أمريكيا من مواطنى تاكساس . وليست الأسرة السعودية من نيويورك . تأسست الدولة السعودية الأولى وأسقطتها مصر وتأسست الدولة السعودية الثانية وسقطت بلا أى إهتمام أمريكى . ثم أسّس عبد العزيز آل سعود الدولة السعودية الراهنة ، وحتى لا تسقط كما سقطت مرتين من قبل فقد قام عبد العزيز آل سعود بنشر الوهابية فى مصر واسّس فيها جمعيات سنية سلفية وهابية كان أخطرها الاخوان المسلمين . كما وثّق عبد العزيز علاقته بأمريكا ، وأعطاها إمتياز التنقيب على البترول ، فدخلت أمريكا المنطقة من باب البترول السعودى . وخلال صراعها مع الاتحاد السوفيتى بعد احتلاله أفغانستان إضطرت أمريكا للتحالف مع الوهابية ..ودفعت الثمن بظهور القاعدة وتوالى التفجيرات و11 سبتمبر. إسرائيل أيضا لعبت بالنار ، فقد فرحت بظهور حماس ، وتغاضت عن نشاطها لتكون حماس شوكة فى حلق منظمة التحرير الفلسطينية . كررت اسرائيل غلطة أمريكا ؛ لعبت بالنار ووضعت يدها فى يد الأجرب فأصابها الجرب ، ولقد عانت من حماس أضعاف ما عانته من ياسر عرفات وأبى مازن . ولكى تتقى أمريكا واسرائيل شرّ حماس فقد عقدتا صفقة مع ( أم حماس ) أى جماعة الاخوان فى مصر، وسيدفع الأمريكان والاسرائيليون الثمن . المراد أن اسرائيل وأمريكا تتعاملان مع واقع موجود طلبا للمنفعة . ولكن لأن الواقع الموجود مرض شديد العدوى فإنهما يدفعان الثمن . أمريكا واسرائيل بريئتان من خلق الفساد فى مصر وفى العالم العربى . ما يحدث فى مصر والعالم العربى هو مرض وبائى إسمه الوهابية وثقافتها فى الفساد والاستبداد والاستعباد والتطرف والارهاب والتزمت والتخلّف . وقد حاولت أمريكا واسرائيل توظيف هذا لمصلحتهما فأصبحتا من ضحايا هذا الجرب .!!هذا لمصلحتهما فأصبحتا من ضحايا هذا الجرب .!!5 ـ وقبل ظهور أمريكا بعشرة قرون كان السُّنة يقتلون الشيعة فى العراق ، ولا يزالون يمارسون ذلك جهادا دينيا سنيا بنجاح فائق حتى ا

من مقال ازهرى سابق
فول على طول -

ـ ونفس الحال فى سوريا . إعتاد السّنة اضطهاد المسيحيين والشيعة العلويين النصيرية منذ العصر المملوكى ، وتفاقم الأمر بظهور وباء الوهابية كأفظع نسخة من التطرف والارهاب السّنى . ارتكبوا مذابح فى لبنان وسوريا خلال القرن التاسع عشر ،خصوصا مذبحة عام 1860 فهاجر مسيحيو الشام أفواجا الى مصر وامريكا الشمالية والجنوبية وظهور ما يعرف بأدب المهجر . فرارا من الاضطهاد اضطر الشيعة النصيرية فى سوريا لحمل راية العروبة وحزب البعث القومى ، وبها وصل حافظ الأسد للحكم ، وانتقم من السنيين . وانتهز السنيون فرصة الربيع العربى فثاروا على بشّار الأسد. ولأنه مرض متوطّن فى الجينات فقد تحولت الثورة ـ وبسرعة ـ الى حرب أهلية يتفنّن فيها كل فريق فى ذبح الآخر . وعزفت أمريكا واسرائيل عن التدخل العسكرى . ومع ذلك فلا تزال بعض الحيوانات الأليفة ترى أن ما يحدث فى سورية هو مؤامرة اسرائيلية أمريكية .أخيراالحرب الأهلية التى ينحدر اليها الشعب المصرى أكبر دليل على وجود فساد هائل وصل الى النُّخاع . والعلاج الصحيح يبدأ بالتشخيص الصحيح . وهو أن الشعب المصرى حاليا شعب فاسد . ولشفائه فعلا فلا بد من اصلاح حقيقى فى التعليم والاعلام والتشريع ، على أن يبدأ الاصلاح بإلغاء كل القوانين التى تمنع حرية الرأى والفكر وحرية الدين للجميع .. بدون هذا سيدمّر هذا الشعب الفاسد نفسه بنفسه ، وسينتحر وهو يهتف ( الله أكبر ـ لا اله إلا الله ) . ..ونكتفى بذلك ونسأل السيد الكاتب : هل اقتنعت سيدى الكاتب بأن الخلل فى ثقافتكم العنصرية التى تخلق بشرا غير أسوياء ولا فرق بين الحاكم والمحكوم ؟

انفصام في المبادئ
وانتقائية مزمنة -

المدعو "فول" (أسم مضحك.. لكن ما علينا) يرفض ليل نهار صبحاً ومساء وفي كل المناسبات، نظرية المؤامرة على الامة العربية (لا يوجد استعمار في الماضي؟...لكن ما علينا أيضاً), حسناً. لكن بروفسور فول لا يجاري هذا المبدأ عندما يناقض نفسه ويحرص دوما وفي كل المناسبات على لوم الاسلام في كل صغيرة وكبيرة تقع في العالم، ان لم يكن في العالم العربي. أليس في ذلك تفكير متناقض؟

خفف فول
مستر فول! -

يمكن دحض مقولات المدعو "فول" اليومية والازدرائية من عدة زوايا. بداية، فان على هذا الفول ان يثبت ادعاءاته بأدلة مقنعة بدلاً من الاكتفاء بالتشكيك والازدراء والتهكم بالدين الأخير واستهدافه بصورة حصرية. ثانياً: المدعو "فول" دوما يستند الى الواقع المرير للامة العربية، لكن الكل يجمع على ذلك، ولا جديد في هذا الطرح بتاتاً!. المهم والاهم هو تقديم تفسير لهذا الخلل. وهذا التفسير المقنع يجب ان يأخذ بالاعتبار 800 عام من العصر الذهبي للاسلام قبل حتى التفكير في طرح هذا التفسير. ويجب أيضاً ان يأخذ بالاعتبار تجربة الدول الآسيوية المسلمة مثل تركيا وأندونيسيا وماليزيا. وغير ذلك فهو نوع من التفكير المستند الى الرغبة غير المقنع بتاتاً في كل الأحوال. ثالثاً، خطاب المدعو "فول" هو خطاب سلبي وازدرائي من الدرجة الاولى، وهو اذا اراد ان يقنع العرب والمسلمين على انه لا يحمل حقداً دفيناً ومتأصلاً تجاههم، عليه ان يقدم الحلول العملية لهذا الواقع المرير غير التخلي عن اللغة والتاريخ والدين والثقافة، بل يجب ان تتسم هذه الحلول باخذ "الظروف الأولية" للأمة بعين الاعتبار كمدخل لامكانية التطبيق بدلاً من المقترحات الطوباوية الحالمة. لا يكفي النقد، فاي تطبيق بشري يمكن نقده باللغة البشرية، الأهم هو تقديم البديل الديمقراطي والقابل للتنفيذ.