فضاء الرأي

مستقبل غربي كوردستان من الاستفتاء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 إن الوضع السياسي في إقليم كوردستان، لا يختلف كثيراً عنه في أية جغرافية متوترة، لكنه في النهاية قد يثمر نجاحه بحلول جذرية، تجمع بين السلبية والإيجابية، بين إخفاء جذور الإرهاب وظهور بدائل الأمن والاستقرار، خاصة أن معظم العمليات الإرهابية، التي تحدث في العالم، يكون معظم مخطّطيها ومنفذيها من العرب. 

عندما حدّد إقليم كوردستان موعد إجراء الاستفتاء في 25 أيلول من هذا العام، ظهرت مواقف الدول المعنية بهذا الشأن، بين مؤيّد ومعارض ومتذبذ وملتزم بالصمت. فأمريكا ترى أن الاستفتاء على استقلال كوردستان قد يشتّت الانتباه عن محاربة تنظيم داعش، والاتحاد الأوروبي يؤكّد أن مصلحة الشعب العراقي تقتضي البقاء ضمن عراق موحّد، في حين تركيا وإيران، واللتان تُعتبران عدوّتان لَـدودتان للكورد، فعبّرتا عن موقفهما في أن الاستفتاء خطأ فادح، ويهدّد وحدة وسلامة أراضي العراق، ويمكن أن يؤدّي إلى مشكلات جديدة.

أما موقف ورؤية العرب، فهو واضح منذ أكثر من قرن، فالعرب يعتبرون أن حالة التفكّك والفوضى والتشرذم التي أعقبت اجتياح تنظيم داعش لمساحات واسعة من شمال العراق وغربه، تُعتبر العامل المساعد الرئيسي في خطوة إقليم كوردستان على تقديم مشروع الاستفتاء والاستقلال عن العراق بدولة كوردية جديدة في الشرق الأوسط، هذا الاستفتاء الذي كان حتى في وقت قريب، من الأمور التي تعتبر "محرّمة" في العراق، ويُتهم صاحبها بالخيانة العظمى.
 
كوردستان التي وضعت قوتها، في ثلاث قواعد عسكرية، «أميركية وبريطانية، فضلاً عن مطار عسكري يستخدم لعمليات التحالف الدولي» بشكل يمنع أيّ تفكير عربي أو إيراني أو حتى تركي بالتدخل العسكري، لمنع أو إجهاض حلم الدولة الكوردية، ساعدتها أيضاً الحالة السياسية في العراق وأزمات المنطقة العربية من تناحر واضح منحها تأييد دول في المنطقة لهذه الخطوة ليس حباً أو تعاطفاً، بل نكاية بدولة أو طرف ما.

الدولة الكوردية الجديدة في الشرق الأوسط، ستكون “الميزان الاستراتيجي“ في المستقبل، الميزان الذي سيجلب الأمان والاستقرار، بعد أن فضح العرب ضعفهم وهشاشة وعودهم بالكلمة السياسية، منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، هذه الدولة التي ستكون ميزاناً للدول الأربعة بالتمام والكمال، فلا العصبية المذهبية الإيرانية ولا تطلعات أردوغان، ولا حتى استبداد الأسد يمكنها أن تجهض ذلك، ناهيك عن إمكانية الكورد البترولية والمائية والزراعية، فالمسألة الكوردية هي الأخرى قوّة نتاج الهشاشة السياسية في الدول المعنية الأربعة، وهي الآن تجري نحو تحقيق هدفها، وستكون الدولة الكوردية صديقة للعرب أكثر من تركيا وإيران، خاصة وأن الكورد لم يرتكبوا أية انتهاكات في حقوق الإنسان ضد العرب، كما هم فاعلوها ضد الكورد، من مجزرة حلبجة والأنفال والممارسات القمعية ضد التنظيمات وتشريد الآمنين منهم، ومن ناحية أخرى أصبح للكورد أنصار بين العرب، كتاباً، وقيادات سياسية، وحكومات، وشخصيات بارزة على صعيد الأعمال والنفوذ، بين مؤيّد أو على الأقل ملتزم بالصمت، خاصة الموقف الداعم لدول الخليج العربي، وذلك لمواجهة خطورة إيران، وتمدّدها. 

وسط الانتهاكات الخطيرة التي تمارس ضد الكورد في غربي كوردستان، وحالة الصراع والانقسام السياسي على إدارة المناطق الكوردية، يترقّب الكورد بقلب وعيون مفعمة بالحسرة والتعب، لعملية الاستفتاء القريبة، ويتساءلون عن مجيء لحظة تاريخية تنجّيهم من هذه الويلات والأزمات، وتوصّلهم نحو هدفهم في الحرية والاستقلال، بتنظيم استفتاء على مستقبلهم، الذي لا زال مجهولاً حتى يومنا هذا، ويخلّصهم من العرب المتشدّدين والبعثيين وحلفاؤهم المحلّيين، ولو فكّر الكورد في غربي كوردستان ملياً في حالهم وأحوالهم وترحالهم هنا وهناك، سيكتشفون أن الخلاص يكمن في مطالبة أحزابهم وحركاتهم ومجالسهم السياسية في الانضمام إلى الدولة الكوردية، التي ستعلن قريباً في جنوب كوردستان، وهلى أيدي الذي يملك مفتاح حل قضايا الشرق الأوسط المعقّدة. 

يقول غسان شربل الكاتب ورئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط في مقالته «العراق وسوريا وبصمات الأكراد» أن: “الخرائط تحتاج إلى صيانة. كي لا تهرم. أو تتفسّخ. وأن العلاقات بين المكونات تحتاج هي الأخرى إلى صيانة مستمرّة“. 
أي، أن العرب وخاصة سوريا والعراق، وبما فيهم تركيا وإيران لو قاموا بصيانة خرائطهم سياسياً وجغرافياً وعسكرياً وحتى الخريطة الإعلامية والاقتصادية والثقافية، لما هرمت أراضيهم وانفجرت ثورات وربيعاً عربياً، ولو أعادوا التفكير في كيفية التعامل مع المكونات التي تعيش بينهم، لما كبرت قوة هذه المكونات، ليتراجع دورهم نحو المزيد من العنف والإرهاب والتشتت والضياع، ليكونوا من الدول الضعيفة وغير القادرة على قيادة وإدارة شعوبهم، ولعل هذا الحال ينطبق على كل من سوريا والعراق، فلو منحوا الكورد في غربي وجنوبي كوردستان الحقوق الثقافية وحقوق المواطنة، وعاملوهم على أنهم بشر وأن لهم قيمة إنسانية، لما وصل إليه الكورد من تقدّم والعرب من تأخر وتراجع. وأيضاً كان ظهور تنظيم داعش بصفة «عربية إسلامية» العامل الأكبر والأقوى، لتفكّك آليات صيانة الخريطة العربية. 

إذاً، المطلوب من الكورد في غربي كوردستان، أن يقوموا بصيانة برامج أحزابهم السياسية، وسياساتهم تجاه تقلبات المنطقة كوردياً وعربياً، ليتماشوا وفق التطورات الدولية والإقليمية، هذه الصيانة التي تعتبر ضرورة وجودية ملحة، من حيث ترتيب أمورهم مع التحالفات التي انضموا إليها منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن، ولعلّ أهم تعديل يجب أن يطرأ على سياسة الكورد في غربي كوردستان، هي أن يطالبوا المجتمع الدولي في أن يتوحّدوا سياسياً وجغرافياً ضمن خريطة الدولة الكوردية، التي ستقام قريباً في إقليم كوردستان، وبإشراف وموافقة من الدول العظمى، وأيضاً الحليفة لهم، ويعملوا ويناضلوا في سبيل تلك الصيانة، ويسلكوا فكر الكورداياتي بدلاً من نضال الحزباياتية المميتة.

انتهت اتفاقية سايكس بيكو، وما جرى في هذه الاتفاقية عام 1916 من خلط للأوراق وتوقيع لاتفاقيات وتفاهمات سرية، تضمنت بإزاحة الكورد من خريطتهم التاريخية، لن يتكرّر اليوم، والأمر جليّ للجميع، وإن لم نتوحّد نحن – أبناء الجزء الغربي من كوردستان – مع إقليم كوردستان ضمن الدولة الكوردية، فإن مصيرنا سيكون كارثياً، اكثر من الكارثة الراهنة التي نعيشها، لأننا قد نعيش ضمن مشروع الأمة الديمقراطية، وهو مشروع وهمي مؤقّت، فارغ من روح الكورداياتي، أو ضمن مشروع الإخوان المسلمين، المدعوم تركياً، وهو القريب ولو بشكل آخر من مشروع تنظيم داعش الذي أخفقه الكورد وحلفاؤهم، أو سيعيشون بصفة “مواطن عربي ذليل“ في سورية مجهولة الهوية والمستقبل، لكون تركيا أيضاً ستعمل جاهدة على تشتيتهم والقضاء عليهم، وهي اليوم تعمل على محاربتهم في عفرين وريف حلب، وأمام أنظار الروس والأمريكان والتحالف الدولي، بعد أن فشلت في كوباني وسري كانيه، وعدم توحّدهم والانضمام إلى الدولة الكوردية سيفقد ما تبقّى من هذا الغرب الكوردستاني، في ظل أجندات حزبية وإقليمية. 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لو كان الستالينية
Rizgar -

لو كان الستالينية فكرة جيدة لاء ستفاد منه الروس .

كوباني
Rizgar -

قطر بلد يعادل حجم مدينة كوباني وهي دولة .

العروبة والعنصرية
1946 -

أن الهواء التي يتنفسه العرب السوريون (عنصرية)، وأنهم اضطهدوا الكورد منذ ١٩٤٦، وأن نظام الأسد لم يكن يفعل شيئاً سوى أنه كان في مسألة اضطهاد الكورد تحديداً (في خدمة الشعب) يلبي رغاباته، وينفذ ما تمليه عليه أحقاده الدفينة، وهو كان يفعل ذلك مرغماً، مع أنه في قرارة أعماقه ربما متعاطف جداً مع المطالب المحقة والعادلة ل للكورد، ويود أن يعطيهم كل تلك الحقوق، لكنه كان يخشى أن تنفجر إرادة الشعب العنصري العربي السوري في وجهه . عنصرية اللا جئين السوريين معروفة في اوربا , سمعت قصص عجيبة من الحقد العنصري للعرب السوريين على الاقوام الاخرى في اوربا .

اتحد المانيا
DDR -

كان متوقعا من اتحاد غرب كوردستان مع جنوب كوردستان كما اتحد المانيا الشرقية والغربية في السابق ولكن الفكر الستاليني حاجز امام الاتحاد .والعامل النفسي سبب اخر حيث الا حتلال العربي السوري البغيث اثر نفسيا على بعض الاحزاب للقبول بلعبودية العربية.

منفذ حدودي
سمير -

عندما تولد الدوله الكرديه سنكون نحن شعب العراق اول المباركيين للاخوه الكرد قيام دولتهم وسنكون ايظا اول دوله تغلق جميع منافذها وقطع جميع تعاملها مع دوله الكرد مبروك دولتكم

خمسة زائد...
زبير عبدالله -

العلامة في الامتحانات الروسية،خمسة واحيانا يعطي الاستاذ سؤالا صعبا،،اذا اجاب الطالب على كل الاسئلة،،ليعرف عمق معرفته،واذا اجاب الطالب،يقول له الاستاذ خمسة،زائد،.يعني لايوجد علامة اكثر من ذالك...لو استقبلتك في الامتحان ،لاعطيتك اكثر من خمسة زائد,وانا الكوردي المخضرم،عمرا ونضالا...ليكن مقالك نداء الى كل من يحمل حسا كورديا ،ليس في غرب كوردستان،وانما على كل شبر من ارض كوردستان...ليس هذا فقط،على الجميع الالتفاف حول قيادة برزاني الحكيمة،ليحس هو بانه يقود شعبا ،ويقطع الُطريق على كل من ضعاف النفوس من شعبنا،والاعداء في قم وانقرة وبغداد،ودمشق ،والتابعين لهم....ليعمل الجميع معا لانجاح المشروع الكوردي ،في الحرية والاستقلال،وليعلم العالم اجمع ،وخاصة قم وانقرة،بان ذالك من مصلحة شعوبهم...وليس مصلحة الكورد فقط...ان عقدا اجتماعيا جديدا،وعلاقات انسانية،يجب ان يكون هدف الجميع،،،،وهذا ماننتظره

والقائمة تطول
مضاد رزكار -

هذا الكاتب أعلاه هو أيضاً أحد ضحايا إعلام بارزاني .. يبدو أنه صدّق البارزاني وطبوله الخاوية.. هنيئاً لمن لايستطيعون قراءة خارطة المنطقة الحالية والمستقبلية تجارتهم الخاسرة!

أُقلُب !
مضاد رزكار -

قبل أيام فقط كان رزكار وصاحبه فرحين بزعم أن روسيا وافقت على مشروع اقتصادي فيما تسمى كردستان وما أن جاء هذا الكاتب الذي تشم منه رائحة اليسار حتى غيرّ الموجة وقام بالتهجم على روسيا والماركسية، !

منابع الدجلة والفرات وكل
منابع -

منابع الدجلة والفرات وكل السدود والبحيرات تحت سلطة كوردستان .

الغرض من الاستيفتاء الكرد
استكراد شرق تركيا الارمني -

الغرض الحقيقي من الاستيفتاء الكردي هو استكراد جنوب وشرق تركيا الارمنية واستكراد شمال العراق الاشوري بشكل رسمي بعد الدور الكردي والمشاركة الكردية الكثيفة في قتل وابادة الشعوب المسيحية الارمن والاشوريين واليونان 1878 - 1923 في دولة الشر الامبراطورية العثمانية ونحدر الاكراد ونقول الاعتراف العالمي بالابادة الارمنية والمسيحية قادم وتحرير ارمينيا العظمى وارمينيا الصغرى وكل البلاد المسيحية المحتلة بعد التطهير العرقي للارمن واليونان والاشوريين والايزيديين قادم لم ولن ننسى اي بلد او شخص ارمني ومسيحي كان ضحية المجرمين الاتراك وعملائهم المرتزقين الاكراد بندقية الايجار ايام سوداء ينتظر المحتلين الاتراك والمرتزقة الاكراد مجرمي الابادة الارمنية والمسيحية امين

كوباني ارمنية محتلة
وليست كردية -

كوباني ومعناه المحطة باللغة الالمانية مدينة ارمنية محتلة وليست كردية قتل سكانها الارمن 1915 على يد المجرمين الاتراك ومرتزقتهم الاكراد بندقية الايجار اثناء الابادة الارمنية والمسيحية 1878 - 1923 التطهير العرقي للارمن والمسيحيين وقد حررها الفيلق الارمني المتحالف مع الفرنسيين 1918-1922

دجلة والفرات نهران
ارمينيتان تنبعان ارارات -

دجلة والفرات نهران ارمينيتان تنبعان من جبال ارارات الارمنية المحتلة في ارمينيا الغربية/ الهضبة الارمنية المحتلة ولا علاقة للاكراد بالنهرين والجزء الشرقي من تركيا لارمينيا حسب معاهدة سيفر 1920 والموت لمجرمي ابادة الارمن والمسيحيين على يد الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار وعلى سوريا والعراق مساعدة ارمينيا في تحرير ارمينيا الغربية وارمينيا الصغرى للحصول على مياه دجلة والفرات

كم عظيم انت يا رزكار
د. حسن الدهوكي -

هناك من غير جلده هويته وترك حياته لكي يتصدى لأفكارك. كم أنت عظيم يا أخي. نيابة عن شعب كُردستان اسمح لي أن أشكرك على صولاتك وجولاتك في ساحات الوغى في إيلاف دفاعا عن أمتك المجيدة.

إعمل له تمثالاً
مضاد رزكار -

إعمل يا مدّعي الدكترة لعظيمك تمثالاً لكن إياك أن تضعه بعيداً عن قصر سيدكما محافظ أربيل لكي لايقذف بأحذية أهل السليمانية وسائر قومك الأكراد!

بشرق تركيا
ابولهب اخو ابو جهل -

هناك 5 مليون ارمني تركي اجبروا قبل 100 سنة على اعتناق الاسلام--لكن الشيء الزين انهم مازالوا يمارسون طقوسهم الدينية-- وهم يريدون عندما تحين الفرصة برجوعهم لدين الاجداد--والمعلوم ايضا ان من كل 5 اشخاص بشرق تركيا 4 لهم جدات ارمنيات مسيحيات----سيرجعون الى دينهم قريبا--نعم

رقم 3
عربي مع العدل -

نعم صدقت--العنصرية عند العرب شيء لايمكن الا قول انه سلوك شرير متخلف--في سوريا والعراق الاغلبية وكم دولة خليجية --اثنتان احداهما كبيرة والاخرى صغيرة العنصرية فيهما لايصدق -- حتى ايام جنوب افريقيا من قبل واسرائيل اليوم--اعتبرهم حمائم مقارنة

د. حسن الدهوكي
پا رتیزان -

شكرا عزيزي , Cheers اتمنى لك الموفقية. All the best

خرائط سايكيس بيكو
دولة كوردستان -

ان من يتخوف من تاسيس دولة كوردستان .. يتخوف منها لانها سوف تضع البسمار في نعش خرائط سايكيس بيكو السيئة الصيت