فضاء الرأي

الخيار الفيدرالي لسوريا ومنع إنتاج الإستبداد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هناك تخوف لدى النخب السورية من تقسيم سوريا. وهو قلق حقيقي له ما يبرره بعد أن أصبحت سوريا ساحة لكل اللاعبين الدوليين والإقليمين، وكل لاعب صارت له مناطق نفوذ سائلة غير محددة جغرفياً بشكل دقيق. لذلك تجد الأدبيات السورية بعد الثورة سواءاً الوثائق البينية – أي بين السوريين- أو الدولية تنص على وحدة سوريا بشكل مبالغ فيه بعض الأحيان. كما أن التهمة الإنفصالية أصبحت رائجة بشكل مجاني لكل من يحاول التفكير بإيجاد مخرج للوضع الراهن في سوريا أو حتى ترتيب مستقبل سوريا بموجب إعادة هيكلتها إلى أقاليم هي بالأصل مشكلة جغرافياً وديموغرافياً في غالبها. 

منذ نشأة الدولة السورية الحديثة تبنت سوريا دستوريا الدولة المركزية، التي تمركز كل صلاحيات الحكم والإدارة في العاصمة وتعطي صلاحيات هامشية للإدرات المحلية مهما كان تسميتها. وبغض النظر عن النظام الشمولي الذي ساد سوريا منذ حكم البعث الذي تحول لنظام أسدي تحكم بكل تفاصيل سوريا تحت سيطرة القوى الأمنية، فإني أرى أن الدولة المركزية هي قاعدة أساسية لإنتاج الإستبداد. 

هيكلية الدول المركزية تعطي السلطة الحاكمة في العاصمة، أيّاً كانت هذه السلطة وأيّاً كانت طبيعتها (من الملائكة أو الشياطين) قدرة على التحكم الكلي بالوحدات الإدارية ويعطيها قدرة فائقة على فرض سيطرتها حتى على تعيين مدير مدرسة إبتدائية في قرية نائية. قدرة التحكم هذه وبمعزل عن التحكم الأمني تعطي سلطة العاصمة قدرة على عزل الناسفي الأقاليم عن تقرير مصائرهم واختيار حيواتهم وممثليهم وإنتاج زعاماتهم. وقد يجادل البعض أن الخلل يكمن في النظام الشمولي الذي سحق الناس وحولهم جميعاً إلى مجرد براغي في آلة السلطة الشاملة التي حولت البلاد جميعها لمزرعة شخصية. هذا صحيح في الوقت الراهن؛ لكن مركزية سوريا المنصوص عليها دستوريا مع بعض الصلاحيات للإدارات المحلية التي في الغالب لايعمل بها، يجعل من البلاد رهينة لمشيئة السلطة في دمشق حتى لو كانت سلطة ديموقراطية. 

إن التصور العام لسوريا موحدة ومركزية هو تصور إيديولوجي منبته شعارات حزب البعث التي لا تنادي بتوحيد البلد تحت سلطة مركزية قوية فقط، بل تنادي بتوحيد كل الدول العربية تحت هذه السلطة لمواجهة الأعداء الذين ثبت بالنتيجة أنهم الشعب ولاعدو آخر غيره. وهذا منبع الإصرار على سحق وإبادة الهويات الفرعية في الدولة السورية تحت دعاوى الهوية العربية السورية القومية البعثية الموحدة. حتى أنه في السجلات الرسمية ولكل سكان سورية بما فيهم الأكراد والآشوريين والأرمن والسريان والشيشان والشركس.. يجب أن يكتبوا في خانة الجنسية "ع. س" وتعني عربي سوري!. علماً أن سوريا لا تمتلك هويّة مُعطاة موحدة ليس فقط لسكانها من غير العرب بل للعرب أنفسهم وهذه ليست نقيصة بقدر ماهي مصدر تنوع وثراء. كما أن الدولة الحديثة لم تنتج هوية وطنية رئيسية تندرج تحتها الهويات الفرعية، سوى هويّة "سوريا الأسد" وهي هوية فاشية مركبة تحت ظلال السيوف. 

إضافة لذلك فإن النخب السورية "بما فيها الكردية" تولي أهمية قصوى لمفهوم الوطن ومفهوم تراب الوطن والحيز الجغرافي للوطن بشكل يتقدم بمئات الآميال عن مفهوم السكان. أي البشر الذين يعيشون على هذا التراب ومصالحهم وحياتهم وآمالهم. وتجعل عقيدة الحفاظ على تراب الوطن؛ ويندرج ضمنها تراب الوطن المأمول لدى النخب الكردية، بمنزلة المقدس حتى لو أبيد جميع سكان هذا التراب! ومن الواضح أن هذه العقيدة لا تتجاهل حقوق الناس فحسب، بل تتجاهل المنجز البشري في التفكير! إنه تفكير زراعي-إقطاعي يتعامل مع الأرض كملكية ومع السكان كعبيد مرتبطين بالإرض لاوجود لهم خارج سياق الملكية أيّا كان المالك. 

ليس فقط السلطة السورية منذ الإستقلال حتى الآن هي ما يثبت فشل النظام المركزي لسوريا، بل حتى مسار المعارضة التي تشكلت مركزياً لتمثل عموم الوطن. فالكيانات التمثيلية المنبثقة عنها أنتجت هياكل تمثيلية أسوأ مما لدى النظام وأتاحت لبعض المتنفذين كمعادل للسلطة الشمولية وبأموال إقليمية أن ينتجوا هياكل مركزية تدعي تمثيل عموم الوطن، عبأتها على عجل من كل المحافظات وعبر محاصصات عزل عنها السكان، بأشخاص لايمثلون أحداً لا على الأرض ولا في الفضاء. بل إن شخصاً في قيادات المعارضة في المجلس الوطني السوري إبّان تصديه للحصول على التمثيل الشرعي للسوريين قال لأحد منتقديه "إذا كنت قد انتخبتنا تعال حاسبنا". هذا مثال واضح على الآلية التي يتيحها النظام المركزي لصعود ممثلين لم ينتخبهم أحد ولا يمثلون أحد. 

إن سوريا ماقبل الدولة الحديثة مقسمة جغرافيا وديموغرافياً إلى وحدات متجانسة أو شبه متجانسة، والذي دمر هذا التجانس هو السلطة المركزية لإنها احتكرت التفاعل الطبيعي بين الوحدات وجعلته يمر عبرها لتتحكم في طبيعة التفاعل وحجمه ونتائجه. ويمكن للمرء أن يعطي مثالاً واضحاً للتدمير الممنهج الذي مارسته السلطة المركزية في الأقاليم، فقبل تحول سوريا للعقيدة العروبية بدءاً من دولة الوحدة وما تلاه من اشتداد عود السلطة المركزية في دمشق، كانت منطقة الجزيرة السورية وحدة متجانسة بل أكاد أزعم أنها كانت تمتلك هويّة موحدة زراعية إنسانية مسالمة تندرج تحتها الهويات الإثنية التي لم تكن تحتل الصدارة للعرب والكرد والسريان وبقية الإثنيات الصغيرة من أرمن وشركس وشيشان. لم يكن الوعي القومي للهوية هو السائد، بل كانت المنطقة متداخلة في العمل والملكيات والنشاط الإجتماعي، وكان هناك شبه تقسيم للعمل في تلك المنطقة على أساس المهارة، فعلى سبيل المثال اختص الأرمن بالميكانيكا وقطاع الخدمات لجميع السكان وليس لقومهم فقط، واختص العرب بالرعي وتربية المواشي وتشاركوا مع الكرد بالزراعة وكذلك مارس الكردعلى نطاق واسع مع بعض العرب الأعمال التي تحتاج جهدا عضليا من بناء وغيره. وكنت تجد عرباً محسوبين على عشائر كردية لأنهم عاشوا بينهم وتجد كرداً في عشائر عربية. أعني هنا أن لم الإثنية أو القومية أو العرق لم تشكل أي معضلة حتى جاءت الحقبة الناصرية والبعثية والتي حشرت الجميع في الوعي القومي واستخدمت العرب وقوداً لشعاراتها مما خلق وعيّا مكافئاً ومعادلاً لدى الإثنيات الأخرى بقومياتها، وبدأ هذا الإنقسام العريض الذي يحتاج علاجه لزمن طويل و جهود جبارة ليست محكومة بالنجاح سلفا. 

 

إن أول نقطة في إصلاح تركة البعث والنظام الأسدي هو التخلي عن السلطة المركزية وإنشاء كيان فيدرالي لسوريا، يجمع الأقاليم السورية تحت سلطة مركزية منزوعة الصلاحيات في العاصمة، وصلاحيات واسعة في الأقاليم بما فيها القوات المحلية من شرطة وحرس إقليم وليس جيش. وبالرغم من أن هذا المسار قد يبدوا مسارا تقسيمياً إلا أنه مسار واقعيأولاً لما آلت إليه الأمور، وأيضا وهو الأهم مسار يراعي مصالح السكان، وهذه يجب أن يكون لها الأولوية قطعاً عن التفكير بمستقبل سوريا،ويجعل الكيانات المحلية قادرة على إنتاج ممثليها من أصغر الوحدات الإدارية إلى أعلى هرم في سلطة الإقليم، وكذلك يمكن الإقليم من أن ينتخب ممثليه لأي سلطات تمثيلية مركزية، ولا سلطة للعاصمة في اختيارهم أو تعيينهم. وثالثاً؛ وذلك أيضا مهم، هذا مسارٌ يمنع عودة الإستبداد.

ولأن أهل مكة أدرى بشعابها سوف أتحدث في مقال لاحق عن فيدرالية الشمال التي يتم تأسيسها الآن في شمال سوريا لتضم العرب والكردوالسريان وبقية مكونات السكان في المنطقة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فيدرالية مزعومة
متابع -

شاهد مقطع الفيديو أخي الكريم وستتراجع عن فكرة كتابة مقال لاحق عن "فيدرالية الشمال" الوهمية، مثلما كان تحرير الرقة من نظام الأسد وهماً..في أول حدث علني من نوعه منذ 5 سنوات، ظهر مسؤول من الصف الأول في النظام السوري، وهو يتجول في مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD (الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني PKK) انطلاقاً من مدينة الحسكة في كوردستان الغربية (كوردستان سوريا)، وصولاً إلى مدينة حلب.وبث التلفزيون الرسمي السوري، مؤخراً، تقريراً مصوراً يظهر فيه محافظ الحسكة جايز الحمود الموسى برفقة ضباط من جيش النظام ورجال دين مسلمين ومسيحيين، وهو يتنقل براً بين مدينتي الحسكة وحلب، مروراً عبر مئات الكيلومترات من مناطق سيطرة PYD في كوردستان الغربية.وتظهر المشاهد، المحافظ والوفد المرافق، وهم في بلدة عين عيسى شمال الرقة، حيث تتمركز قوات PYD المدعومة من التحالف، إضافة إلى وجود قاعدة أمريكية في البلدة.كما تظهر مشاهد أخرى المسؤول البارز في النظام قرب جسر قره قوزاق الاستراتيجي على نهر الفرات، جنوب مدينة كوباني، قبل أن يكمل طريقه مروراً بمنبج وريف الباب وصولاً إلى حلب.

الانتداب!
زبير عبدالله -

الانتداب في بداية القرن الماضي،كات القصد منه تطوير شعب المنطقة،وحتى في مؤتمر الاحزاب الشيوعية،كان هناك، من يؤيد الانتداب،وعلى اساس نحن شعوب متوحشة،طبعا كات شمولية لافريقيا ايضا،...وحتى احدهم ،وكان مشهورا ضخم الجسم،التفت الى من يعارض الانتداب،قال: ايانت ماتخاف على حالك،لانك،ضعيف قصدو ماححد ياكلوا...تقسيم تركة الرجل المريض،والذي كان الكورد ضحاياه الرئيسيين,من سايكس _بيكو, وعمليات التطهير العنصري للارمن،وبعد ذالك التطهير البطيئ للكورد،في اجزاء انقسامهم،تحت تسميات مختلفة،وكل من جانبه ،ومهمتهم المهم ان تقتل الكوردي،..العربي خلق عقدة النقص في الكوردي،ومنعه حتى التكلم بكورديته،فكان الانفال،وحلبجة،والحزام العربي في سوريا والتجريد من الجنسية،،وفي تركيا،الاف القرى المهدمة،والملايين المشردة،وهم اتراك الجبال،...وفي ايران اعواد مشانق لم تنزل منذ مشنقة شهيد كوردستان القاضي محمدوالى اليوم،وهم فرس وحتى يريدون تفريسهم في القسم الجنوبي من كوردستان...الجميع وبعد مائة سنة من قتلهم للكورد،الكوردي لايزال هو البعبع الذي يخيف ،وعلى راسه يجب ان تدور الدوائر...لن يعيد سايكس بيكو نفسه،بعد مائة ،سنة ،وفي كوردستان الشمالية لم يعد هناك اتراك الجبال،وفي كوردستان الشرقية ،انتهى عهد التفريس،لن يقرا احد قريبا الفاتحة على قبر الخميني(والكل يستفيد من ذالك),المنقذ البرزاني،حدد يوم الاستفتاء،وعلى الشعب الكوردي،العمل لانجاحه على غرب كوردستان توحيد نفسه،ومعهم يمكن الفيدرالية،وعلى الP,K,kالقاء السلاح،وتنظيم استفتاء مماثل،وكذالك غرب كوردستان...الاتراك يسمونها كوريشمة،ونحن الكود نسميها ،لهف ميان،والعرب االالتقاء العفوي الشامل...هذا مايجب ان يتم بين الكورد،وعندما يقبل كل غيره،سنعمل اتحاد دول الشرق الاوسط،...الانظمة القائمة،ومعارضاتها،همهم الوحيد هم الكورد،وكيفية القضاء عليهم...والذي يخالف القيادة الوطنية في جنوب كوردستان،يخدم تلك الانظمة،ومعارضاتهم بنفس الوقت،،،

تجارب الشعوب
Rizgar -

ليس من الغريب ان انشاء السكك الحديدية في دولة ما , ولكن من غير المالوف ان بامكان خط السكة الحديد من خلق دولة. Sir Charles ElliotIt is not uncommon for a country to create a railway, but it is uncommon for a railway to create a country.Sir Charles Elliotالسيد Sir Charles Elliot كان مبعوث البريطانيا العظمى في British East Africa حيث كينيا اليوم او بالاصح نايروبي كان المركز الاداري لاء فريقيا البريطانية . الد يبولماسي البريطاني كان صاحب فكرة انشاء خط سكة الحديد من مومباسا الى نايروبي ثم ربط المنطقة بشبكة السكك 1896 , وتم جلب ٣٢ الف عامل هندي للعمل في شبكة السكة ...وعندما ناقش المبعوث البريطاني هاي commissioner فقال السير اليوت :من غير المالوف ان بامكان خط السكة الحديد من خلق دولة.قراءت العبارة وانا اتجول في متحف سكة الحديد في نايروبي .مع اراء السير اليوت المناهضة لا ستقلال كينيا ,استقلت كينيا ١٩٦٣ .

اللامركزية كبديل للفدرالي
نبيل جديد -

((إن أول نقطة في إصلاح تركة البعث والنظام الأسدي هو التخلي عن السلطة المركزية وإنشاء كيان فيدرالي لسوريا،))؟؟؟ هذه الجملة ياصديقي في الفقرة الاخيرة تضع القارئ امام خيار وحيد؟؟ وهي ايضا تنسف الفقرة التي قبلها عن تعايش كان موجودا!! لماذا يضع بعضنا الطميشة ويحذف كل خيار اخر غير فيدرالي؟؟ لماذا لايرى احد ان تغيير النظام يعني تغيير مركزية الدولة باتجاه اللامركزية ؟؟ واعتقد انها الحل الامثل، لان الكاتب يرى ان خطوات تطبيق الفيدرالية تبدو كخطوة على التقسيم.. اذن مالذي منعه من دراسة احتمال اللامركزية؟؟ ثم كيف رأى ان الفيدرالية تمنع انتاج الاستبداد؟؟ هل تجربة فيدرالية العراق منعت الاستبداد في العراق ككل او حاى على مستوى اقليم الكورد؟؟ اليس مايجري هناك من ثبات منصب رئيس الاقليم استبدادا؟؟وفي النهاية كيف يرى المركز منزوع الصلاحية؟؟ يعني مركز ؟؟ وبدون صلاحية؟؟ هذين نقيضين اليس كذلك؟؟ لان عدم وجود صلاحية ينفي المركزية.. صحيح؟

جبن وغباء الستالينية آفة
سمير -

جبن وغباء الستالينية آفة على الشعب الكوردي في غرب كوردستان.

مقطع الفيديو المشار إليه
متابع -

مقطع الفيديو يمكن الحصول عليه عبر عوغل تحت عنوان الخبر التالي:بالفيديو .. محافظ الحسكة یتجول عبر مئات الكیلومترات من مناطق سيطرة PYD سافر براً من الحسكه‌ إلى حلب...

سورياليست العراق أوتركيا
الدمشقي العتيد -

لماذا الفيدرالية ؟ فسوريا ليست العراق أو تركيا أو إيران فالأقليات المودة فيها طارئة أصلا ـــ باستثناء المسيحيين والدرز ــ لكي تكون فيها فيدرالية فالحكم الذاتي يكفي و يزيد للأقليات الموجودة هناك علما أن الفيدرالية ستؤدي إلى عملية تقسيم مؤكد عاجلا أم آجلا سيما من جهة الكورد الذين يريدون تقليد و إعادة دور اليهود في فلسطين.

” نتساح يسرائيل لو يشاكر”
Rizgar -

” نتساح يسرائيل لو يشاكر” والمعنى ” ابدية اسرائيل ازلية “. ” نتساح كوردستان لو يشاكر” والمعنى ” ابدية كوردستان ازلية “.

بكل موضوعية علمية و
امازيغي من تغزوت -

بكل موضوعية علمية وتاريخية لا يستطيع أي عاقل نزيه طمس حقيقة تاريخية وهي وجود دولة بني إسرائيل التي كانت تمتد من النيل إلى الفرات .

العربية ليست قومية!..
.ما هي -

العربية ليست قومية!.... بل مجرد لغة فُرضت على سكان الشرق الأوسط بقوة داعش ...ما هي اللغة الأصلية لبلادك قبل داعش ؟ اي قبل الاحتلال العربي .