كتَّاب إيلاف

مشاهير السياسيين أبطالا لأفلام سينمائية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعدّ فيلم"الساعات الحالكةّ الذي أخرجه جو رايت عام 2017، ومثّل دور البطولة فيه النجم البريطاني الكبير غاري أولدمان ، واحدا من ضمن أفضل وانجح الأفلام راهنا . ويروي الفيلم فصولا مثيرة من حياة السياسي البريطاني الشهير ونستوةن تشرشل(187419455).ورغم أن أفلاما أخرى كانت قد أنجزت سابقا عن هذه الشخصية "الأسطورية" في تاريخ بريطانيا المعاصر، فإن هذا الفيلم أثار ضجة هائلة لا في بريطانيا وحدها وإنما في جميع أنحاء العالم.

وكان ونستون تشرشل قد بدأ حياته ضابطا في الجيش البريطاني. وبهذه الصفة شارك في حملات عسكرية في كل من الهند والسودان. كما شارك في حرب البوير الثانية حيث أظهر بطولات خارقة ساهمت في وضع اللبنات الأولى ل"أسطورته".وقد ازدادت شهرته اتساعا خلال الحرب الكونية الثانية التي أظهر فيها حزما ودراية بشؤون الحرب أثارت تقدير وإ عجاب كبار الجنرالات والعسكريين البريطانيين.وفي نفس هذه الفترة، أ ظهر ونستون تشرشل موهبة عالية في مجال الكتابة والإبداع الأدبي . وهذا ما تعكسه التحقيقات التي كتبها عن الحملات العسكرية، وعن المعارك التي شارك فيها.وخلال الفترة الفاصلة بين الحربين، تقلد ونستون تشرشل مناصب وزارية رفيعة في الحكومة االبريطانية، محافظا على عضويته في مجلس العموم . ولم تمنعه الهموم السياسية من مواصلة الكتابة حيث أصدر كتابا بعنوان" العالم في أزمة" .وقد عكس هذا الكتاب ثقافته الواسعة، ومقدرته الفكرية والفلسفية الفائقة. وعند نقلده منصب الوزير الأول في عام 1945، لم يتردد وستون تشرشل في شن الحرب على ألمانيا النازية. وفي الخطاب الشهير الذي ألقاه لحظة إعلان الحربـ، خاطب الشعب البريطاني قائلا : » ليس لي ما أقدمه لكم سوى الدم، والكد، والدموع، والعرق".

وخلال سنوات الحرب، ورغم أنه كان قد قارب السبعين من عمره، أظهر ونستون تشرشل حنكة سياسية أبهرت معاصريه من رجال السياسة في جميع أنحاء العالم. وكان يقول : » السياسة مثيرة مثل الحرب. إلاّ أن المرء يموت في الحرب مرة واحدة،أما في السياسة فيموت مرات عديدة". وكان يقول أيضا : »التاريخ سيكون مؤيدا لي إذ أن لي نيّة كتابته". وكان يمقت المهادنة في السياسة قائلا بإن "المهادن هو الذي يُطعم التمساح لكي يلتهمه في النهاية".

وكان ونستون تشرشل شديد الحيوية ، لا يكاد السيجار يفارقه في ساعات العمل والراحة. والذين عملوا معه، كانوا يقولون بإنه لم يكن يمشي بل يركض،ويقفز. وقد اشتهر بسخريته اللاذعة ، وبجمله القصيرة الحادة . فقد كان يقضي شؤونه الخاصة، مستغرقا في قراءة جريدة لما طرق الباب رئيس الخدم ليخبره أن وزير العدل على الخط. وفي الحين رد قائلا : » قل لوزير العدل أني محبوس في المرحاض وليس باستطاعتي أن أنشغل إلاّ بخراء واحد ! ». وتقديرا لأعماله الفكرية والأدبية ، منح ونستون تشرشل جائزة نوبل للآداب عام 1953. 

وينتسب فيلم"الساعات الحالكة "إلى كوكبة من الأفلام السياسية حظيت بنجاح جماهيري هائل تماما مثلما هو حال بعض الأفلام العاطفية، أو أفلام الرعب والعنف والجريمة. من بين هذه الأفلام يمكن أن نذكر فيلم "أليزابيت"للمخرج الهندي المرموق شاكتار كابور الذي أحرز على أرفع الجوائز في بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية.وقد لعبت دور البطولة فيه الممثلة الأسترالية كات بلانشات . وبفضل هذا الدور، أحرزت هذه الممثلة على شهرة عالمية واسعة تضاهي شهرة مواطنتها نيكول كيدمان. ويروي الفيلم سيرة المللكة البريطانية اليزابيت الأولى(1533-1603) التي خاضت معارك داخلية وخارجية لتوطيد سلطتها. فقد كان عليها أن تحارب بلا ر حمة ولا شقفة المعادين لها داخل بلادها. كما أنها شنت الحرب على فرنسا، وعلى اسبانيا التي كانت تسيطر على البحار والمحيطات في تلك الفترة لتجعل من بلادها قوة مهابة الجانب. وقد رفضت الملكة إليزابيت الأولى الزواج قائلة : »لقد تزوجت من بريطانيا".

ويعتبر فيلم " نيسكون -فروست" الذي أخرجه رون هاوارد عام 2008 من أشهر الأفلام السياسية. وهو مستوحى من الحوار التلفزيوني الشهير الذي أجراه الصحفي البريطاني اللامع دافيد فروست مع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عام 1977. وقد شاهد البرنامج 45 مليون نسمة . وقد تمكن الصحفي دافيد فروست من الإيقاع بالرئيس الأمريكي مجبرا إياه في النهاية وقد بدا محطما ذليلا على الإعتراف بأخطائه ،والإقرار بمسؤوليته في العديد من القرارات الخاطئة في مجال السياسة الداخلية والخارجية. 

ويبرز فيلم"المرأة الحديدية" لفيليديا لويد،وبطولة الممثلة القديرة ميريل ستريب ، المحطات الأساسية في حياة ومسيرة مارغريت ثاتشر التي حكمت بريطانيا من عام 1979 إلى عام 1990. وهي تشرع في استرجاع ذكرياتها بعد أن تجاوزت سن الثمانين ،وباتت مهددة بالخرف. ومن خلال الفيلم هي تكشف عن طفولتها البائسة، وعن نعرفها على زوجها دينيس الذي لعب دورا مهما في صعودها السياسي المدوي لتصبح المرأة الأكثر قوة ودهاء في بلادها، وفي العالم.فقد خاضت معارك داخلية ضارية ضد خصومها ، ومن أجل فرض قراراتها . كما أنها شنت الحرب على الأرجنتين لضمن بقاء جزر المالوين تحت السيطرة البريطانية. ولم تتردد في خوض الحرب ضد العراق إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية بهدف إسقاط نظام صدام حسين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال رائع
فول على طول -

مقال رائع عن شخصيات رائعة بالفعل . ...سواء نختلف أو نتفق معها . تحية للسيد الكاتب .