فضاء الرأي

أبو مروان" الحداثي"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رتب واعد لجريمته بعناية، يقوم بإخراج فيلم، يعتبر فاتحة في السيوشيال ميديا. الحاجة للاستعراض، يطالب المتفرج بالنشر وبوضع لايك. ابنه بجواره، يذكرك بموضة الانتخابات الاميركية، وإصرار المرشح على ان يظهر للمتفرج، بكونه رجل عائلة. يقدس الزواج والعائلة واحيانا يكون معه كلبه. المتفرج بوصفه صوت انتخابي. المتفرج بوصفه لايك. انها الحداثة. 
ما حاجة أبو مروان هذا للاستعراض؟ 
الاستعراض بوصفه نزوع عام وهوسي للشهرة، لعرض عضلاته ورسالته بالان معا. لم اطعنها بالسكين الكبيرة، بل طعنتها بالسكين الصغيرة" خطي منشان الأولاد" . هذا مما قاله ابومروان في الفيديو الصادم. ألا يعتبر أبو مروان من هذه الزاوية "حداثيا" في تعامله مع مجتمع الفرجة؟
مجتمع الفرجة الذي منذ سبع سنوات، يتفرج على قتل أطفالنا السوريين احياء تحت سلاح بوتين بوتين الحداثي،والبراميل المتفجرة الأسدية العمياء. كل ذنبنا اننا طالبنا بالحرية والكرامة.
الذكورة هي عضلات وميزان قوى، والباقي شعارات واديان وثقافة الخ كلها بريستيج، هكذا هي حال السلطة الاسدية.لاتزال العضلات هي الاساس في مجتمعاتنا، لان السلطة الحاكمة هي سلطة عضلات، وهكذا تربي اجيالها. لهذالايوجد دولة في سورية تحمي مواطنيها من العضلات، لانهاالعضلات المطلقة. الذكورة هي استعراض. في مجتمعات الديكتاتور بوصفه صاحب العضلات الأول. القاتل الأول. 
مهاجر سوري لألمانيا قتل زوجته امام ابنه، لرفضها طلبه بحق حضانة ابنه. حاول الممثل استدراج المشاهد، لتبعات الفضاء " المفهومي" للدارج السياسي. تزوجت من شيعيا لبنانيا. هكذا يقول. يحاول استدراجنا بانه يقتلها بدافع الشرف، علما ان الضحية مطلقة ومتزوجة من رجل آخر منذ زمن لا اعرفه بالضبط، فاين دافع الشرف في القصة؟ وكان هذا مسموح او يرفع عنه صفة المجرم. شاهدت الفيديو على مضض. شعرت بمسؤولتي عن الضحية. 
***
افرزت هذه الجريمة التي حدثت في المانيا، قبل أيام ردود فعل متباينة بين السوريين. وخلقت معارك حقيقية ووهمية،على مواقع التواصل الاجتماعي. المشكلة التي اود التطرق لها في هذه المادة ليست فيمن ايد المجرم، لان هؤلاء عزت عليهم رجولتهم المنتهكة اسديا. وصبوا جام غضبهم، على نساء اتاحت لهن أوروبا، ان يخترن طريقا آخر للعيش. هؤلاء لو كان لديهم كرامة في وطنهم، او لو كان لديهم دولة قانون، لما رأيت تاييدهم للقاتل. 
" من لا يعرف ولم يتعرف على وظيفة الدولة في بلده الاصلي، يحتاج الى وقت كي يعرفها في بلد المهجرالاوروبي، لهذا تجد اللاجئين يعتمدون على بعضهم في السؤال عن القوانين والتعامل معها، رغم ان اللاجئ بامكانهالذهاب لاي مركز من مراكز الدولة المضيفة والسؤال، لكن لاوجود لوظيفة الدولة في عقله، كان يتعامل مع سلطة ترتشي وتقتل وتعتقل، كله خارج القانون، وفضاء الدولة.
اهلنا في المهجر هذه الدول لايوجد فيها بشار الأسد كي تخافوا، يوجد فيها قانون يحمي الجميع... خذوا راحتكم بالسؤال". هذا كان اول تعليق لي على الجريمة. من لا يعرف الدولة والقانون، سيحل كل شيء بالعضلات و"الحربقة".الشطارة. بما تقتضي من رشوة ونفاق وتزلف. هكذا جزء من علاقة الفرد مع السلطة في البلدان الديكتاتورية، وسورية خاصة. 
خمسون عاما من الاسدية. 
***
الان نأتي على من ادان الجريمة، ومن ضمنهم النخب الثقافية والسياسية والمدنية. كانت الإدانة تحمل عناوين أصحابها، وليس لها علاقة في الغالب، بالجريمة ولا معنية بالضحية. كانت مناسبة لتصفية الحسابات، مع انفسهم ربما، او مجتمعهم على الاغلب. تم تحييد دور السلطة في سورية في انتاج الجريمة على مستوى عام. من هذه العناوين: "الإسلام السبب" "مجتمع متخلف" " "مجتمع معفن" "قتلها لان ثقافته إسلامية" " "قتلها بدافع ديني". ك" المجتمع المعفن"!!كما وصفوه، برزت بعض النخب"المعفنة" تستعرض عضلاتها الثقافوية. رغم انها الحادثة الوحيدة التي تم فيها القتل. من اصل عشرات الوف السوريين تعرضوا للطلاق. حادثة وحيدة، من اصل مليون سوري وصلوا الى أوروبا. بلمح البصر صرنا امام اطلاق احكام هوياتي. تغيب عنه النسبية والتاريخايانية في فهم اية ظاهرة كانت. الغاية من هذه التوصيفات، ان كل مسلم هو مجرم وقاتل. ما تبقى من هذر للكلام لا معنى له، وليس هو المقصود برسائل هذه النخب. نخب تدعي العلمانية والتحررية، تنتفض على اثر الجريمة، معلنة" ان هذا المجتمع لا يصلح له سوى الأسد" كي يضبطه. لم يعد الأسد سببا لمانحن فيه كسوريين. لم يعد مجرما ولا قاتلا ولا بياعا للبلد للروسي والإيراني. صار ضابطا لمجتمع متخلف. 
الاستشراق بلغة هزيلة وحاقدة.
***
مثال قبل الثورة بسنوات أثيرت حملة ضد جرائم الشرف في سورية، على اثر تكرارها في محافظة السويداء، وكان آخر ما تابعته، جريمة قتل الشابة هدى أبو عسلي لانها ارادت الزواج او تزوجت من شاب من خارج الطائفة الدرزية. كتبت حينها مقالا عن الموضوع. كما كتب غيري. اضطرت سلطة الأسد على تعديل القانون الحامي لمرتكبي جرائم الشرف،وتشديده. لكن جريمة أبو مروان هنا ليست جريمة شرف. ليس لها دافع ديني. ولا مستند ديني. رغم سنه للقانون لكنه بقي حبرا على ورق. كحال كل قانون في سلطة الأسد. هذا المثال يوضح ان تحت أي سلطة كان هذا المجتمع.
بنفس وقت جريمة أبو مراون حدثت جريمة أخرى في حي الدعتور باللاذقية، قتل زوجته لانها تهمل واجباتها المنزلية بسبب الفيسبوك والواتس اب.
***
المجتمع السوري مثله مثل أي مجتمع، يقبع تحت وطأة ديكتاتورية مجرمة منذ ستة عقود، منها خمسة اسدية. اختلطت فيه التقاليد المتوارثة ضد المرأة مع وهابية محدثة،دخلت لسورية جراء العدد الكبير من السوريين العاملين في السعودية ودول الخليج. إضافة الى اسلام سياسي بقي تحت ارض القمع، لم ينكشف في بيئة طبيعة من الحرية. بالتأكيد هنالك تزواج متين بين هذه المعتقدات والسلطة الاسدية في إعادة انتاج مجتمع مريض. وهل يوجد مجتمع بلا امراض؟ 
لم يسمح لهذا المجتمع من اصلاح امراضه. الاسلاموي منها والتقاليدي المتوارث. رغم ذلك نجد انه شب عن الطوق الاسدي. وخرج ليطالب بحريته. بالتأكيد الثقافة الإسلامية،لم تتطور وبحاجة إلى فعل قوي كي يتم تحييدها عن التدخل في حياة الفرد وفي السياسة. لكن الحياة اكبر من أي ديكتاتورية من أي نوع كان. بالحرية وحدها ودولة القانون وحقوق الانسان تصان الحقوق، ويصير الفرد هيئة قانونية مساوية لغيرها من بقية افراد المجتمع. وحدها من تحمي التطور المجتمعي ومعالجة كل امراض المجتمع وتحمي الرجل والمراة، وهذا ما يمنعه الأسد عن سورية. لايوجد شعب تعلم الديمقراطية وهو تحت نير الديكتاتورية.
***
الخيانة الزوجية لا يعاقب عليها القانون في أوروبا. امساك بمعروف او تسريح باحسان، أيها السوري. استعراض العضلات فعل همجي، ولا أخلاقي وانت تتنمر على امراة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المسؤوليه والحساب
Omar..jordan -

اولا تحية للكاتب .. الثقافه بشكل عام مجموعة فكريه وماديه .. الثقافه الاسلاميه بمعنى ثقافة الاسلام لله لا يكون لها معنى اذا لم تتوافق فكريا وماديا مع الشرائع السماويه (مثلا مع شرع المصحف وشرع الانجيل وشرع التوراة) .. الشرائع بمعنى اعتماد القوانين فكريا و الحساب وفقها ماديا .. فالحساب هو الامر الذي ينقذ المجتمع الانسان من سلوكيات الانحدار الفردي في ديانات الانانيه والانيه (الاستبداد هو احد شعاب عبادة الانانيه .. والسكوت عليه هو احد شعاب عبادة الانيه) .. هناك ناس متحضرة تؤمن بفاعلية الحساب المادي وفق القوانين الفكريه المعتمده جماعيا من البرلمان.. وهناك ناس تؤمن بالحساب الاخير والاكبر يوم القيامه .. ولكن المشكله في الثقافه الاسلاميه تكمن في اتخاذ الناس (اصنام بمعنى افراد و مؤسسات دينيه) وكلاء على هذا الايمان .. وهؤلاء الوكلاء هم اول من شرع ويشرع للانحدار ليس الفردي فقط بل الجماعي .. فما هو الحل؟؟.. نسف الايمان بالحساب ؟؟... ام نسف الاصنام و المؤسسات الدينيه؟؟...

التقافه الاسلاميه والمجاز
Omar..jordan -

المجاز في اللغه العربيه**** يقال ان المجاز هو التجاوز ويطلق في علم البيان على التعبير اللغوي الذي يتجاوز المعنى الظاهر للالفاظ الى معنى اخر .. واصطلاحا هناك مجاز يسمى مجاز (كنايه) واخر يسمى مجاز (استعاره) ويقسم كل منهما الى عدة اقسام .. على كل حال .. الجوهر في التعبير المجازي (سواء كان استعاره او كنايه) يكمن في غاياته .. فيقال انه يستعمل لغايات عده منها : – للتعبير بشكل يحفز اعمال الفكر بعيدا عن السطحيه والاعتياديه .– للتعبير بايجاز مختصر وقوي عن المعنى.– للتعبير عن أمور من الافضل التعبير عنها بشكل غير مباشر ..– للتعبير بشكل تمثيلي لاعطاء قوة احساس للمعاني المعنويه ..*****الان .. كلام الله عز وجل في المصحف الشريف يوجد فيه الكثير من المجاز .. استعاره وكنايه .. واعتقد ان الامر كذالك في كلام الله تعالى في الانجيل والتوراة *** بعض من الامثله على المجاز في كلام الله في المصحف .. يتبع ..

astute analyse
Rizgar -

تحليل عميق و شامل . شكرا للكاتب الذكي

مقارنات غبية
فول على طول -

ما علاقة الأسد بالرجل الذى قتل زوجتة أو طليقتة سواء فى المهجر أو فى بلدة ؟ وما علاقة قتل الرجل لزوجتة أو طليقتة بالحداثة ؟ وما علاقة القتل بالمرشح الأمريكى ؟ ألا ترى أنها مقارنات غبية ؟ خلاص عرفنا أن الأسد وبوتين هم من يقتل الأطفال فى سوريا ولكن لم تكتب لنا ولا مرة واحدة عن المعارضة مع أنة يوجد أكثر من تسعين فصيل معارضة فى سوريا ...هل المعارضة ملائكة مثلا أو لم يرتكبوا أبشع الحماقات أم هم واحة الديمقراطية مثلا ؟ وهل التونسي والمغربى والجزائرى والمصرى والشيشانى وكل المؤمنين الموجودين فى صفوف المعارضة - التى تصفها بالمعارضة - لهم علاقة بالديمقراطية أو يعملون لمصلحة الشعب السورى ؟ وهل هناك فرق بين معارضتكم ودواعش العراق ؟ ...سيدى الكاتب : كلكم طائفيون حتى النخاع .

المسؤوليه والحساب
Omar..jordan -

اولا تحية للكاتب .. الثقافه بشكل عام مجموعة فكريه وماديه .. الثقافه الاسلاميه بمعنى ثقافة الاسلام لله لا يكون لها معنى اذا لم تتوافق فكريا وماديا مع الشرائع السماويه (مثلا مع شرع المصحف وشرع الانجيل وشرع التوراة) .. الشرائع بمعنى اعتماد القوانين فكريا و الحساب وفقها ماديا .. فالحساب هو الامر الذي ينقذ المجتمع الانسان من سلوكيات الانحدار الفردي في ديانات الانانيه والانيه (الاستبداد هو احد شعاب عبادة الانانيه .. والسكوت عليه هو احد شعاب عبادة الانيه) .. هناك ناس متحضرة تؤمن بفاعلية الحساب المادي وفق القوانين الفكريه المعتمده جماعيا من البرلمان.. وهناك ناس تؤمن بالحساب الاخير والاكبر يوم القيامه .. ولكن المشكله في الثقافه الاسلاميه تكمن في اتخاذ الناس (اصنام بمعنى افراد و مؤسسات دينيه) وكلاء على هذا الايمان .. وهؤلاء الوكلاء هم اول من شرع ويشرع للانحدار ليس الفردي فقط بل الجماعي .. فما هو الحل؟؟.. نسف الايمان بالحساب ؟؟... ام نسف الاصنام و المؤسسات الدينيه؟؟...

التقافه الاسلاميه والمجاز
Omar..jordan -

المجاز في اللغه العربيه**** يقال ان المجاز هو التجاوز ويطلق في علم البيان على التعبير اللغوي الذي يتجاوز المعنى الظاهر للالفاظ الى معنى اخر .. واصطلاحا هناك مجاز يسمى مجاز (كنايه) واخر يسمى مجاز (استعاره) ويقسم كل منهما الى عدة اقسام .. على كل حال .. الجوهر في التعبير المجازي (سواء كان استعاره او كنايه) يكمن في غاياته .. فيقال انه يستعمل لغايات عده منها : – للتعبير بشكل يحفز اعمال الفكر بعيدا عن السطحيه والاعتياديه .– للتعبير بايجاز مختصر وقوي عن المعنى.– للتعبير عن أمور من الافضل التعبير عنها بشكل غير مباشر ..– للتعبير بشكل تمثيلي لاعطاء قوة احساس للمعاني المعنويه ..*****الان .. كلام الله عز وجل في المصحف الشريف يوجد فيه الكثير من المجاز .. استعاره وكنايه .. واعتقد ان الامر كذالك في كلام الله تعالى في الانجيل والتوراة *** بعض من الامثله على المجاز في كلام الله في المصحف .. يتبع ..

astute analyse
Rizgar -

تحليل عميق و شامل . شكرا للكاتب الذكي

مقارنات غبية
فول على طول -

ما علاقة الأسد بالرجل الذى قتل زوجتة أو طليقتة سواء فى المهجر أو فى بلدة ؟ وما علاقة قتل الرجل لزوجتة أو طليقتة بالحداثة ؟ وما علاقة القتل بالمرشح الأمريكى ؟ ألا ترى أنها مقارنات غبية ؟ خلاص عرفنا أن الأسد وبوتين هم من يقتل الأطفال فى سوريا ولكن لم تكتب لنا ولا مرة واحدة عن المعارضة مع أنة يوجد أكثر من تسعين فصيل معارضة فى سوريا ...هل المعارضة ملائكة مثلا أو لم يرتكبوا أبشع الحماقات أم هم واحة الديمقراطية مثلا ؟ وهل التونسي والمغربى والجزائرى والمصرى والشيشانى وكل المؤمنين الموجودين فى صفوف المعارضة - التى تصفها بالمعارضة - لهم علاقة بالديمقراطية أو يعملون لمصلحة الشعب السورى ؟ وهل هناك فرق بين معارضتكم ودواعش العراق ؟ ...سيدى الكاتب : كلكم طائفيون حتى النخاع .