كتَّاب إيلاف

ورقة اللاجئين التى يهدد بها أردوغان أوربا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تصاعدت بوتيرة متسارعة حدة الخلاف بين انقرة والاتحاد الأوربي قبل عدة أيام علي أثر تأييد البرلمان الأوربي لتوصية سياسية تطالب بـ " تجميد مفاوضات الطرفين حول منح المواطنين الأتراك حق الدخول إلي أراضي دول الإتحاد الأوربي دون تأشيرة " .. 

وبرغم إعتراف المؤسسة التشريعية الأوربية بأهمية تركيا علي مستوي الشراكة بين الجانبين وتقديره لدورها ضمن منظومة حلف الناتو ، إلا انها طالبت حكومتها بإختيار طريق التعاون مع بروكسل " لتحقيق الشراكة المرجوة " بدلاً من إنتهاج سياسيات تُبعدها عن مسار دول الإتحاد الأوربي الديموقراطي .. 

جاء تصويت البرلمان صادماً .. حيث أيد التجميد479 وعارضه 37 وإمتنع 107 عن الإدلآء برأيهم.. 

صدمة أنقرة ترجع في المقام الأول أنها كانت تتوقع قرار من جانب المفوضية الأورربية يقضي بتسريع المحادثات المرتقبة بين الجانبين قبل نهاية العام الحالي لوضع جدول زمني لمنح مواطينها حرية التنقل بين بلدان الإتحاد الذي أوقفته في يونية الماضي ، فإذا بالمؤسسة التشريعية تعرقله.. 

فمن ناحية.. 

إعترضت بعض العواصم الأوربية علي الموافقة البرلمانية غير الملزمة للمفوضية الأوربية لأنها تُدرك مدي إنعكاساتها السلبية علي تدفق مئات الألآف من اللآجئين غير الشرعين إلي داخل حدودها ، إذا ما صمم الرئيس التركي علي فتح حدود بلاده مع الدول الأوربية المجاورة كرد مباشرة علي هذه الخطوة.. 

ورأت عواصم أخري ذات وزن أن قدرة أنقرة علي نقض الإتفاق الذي وقعته مع بروكسل في مارس الماضي ، يمكن أن توقظ دول ووسط وغرب أوربا في الغد الغريب علي طرقات مُدوية لمجموعات من السوريين والعراقيين تهدد بإجتياز حدودها.. 

وسجلت فيدريكا موجيريني منسقة السياسية الخارجية للإتحاد موقفها المعارض لهذا التصويت وأكدت بشكل لا لبس فيه حتمية الحوار المباشر مع أنقرة " لأن هذا التصويت لن يأتي بنتائج إيجابية " ..

ومن ناحية أخري.. 

إستهان أردوغان بتصويت البرلمان ووصفه قائلاً " أنه لا قيمة له " وأكد عبر رسالة لدول الاتحاد الأوربي الثمانية والعشرون " أنهم أصبحوا يصطفون إلي جانب المنظات الإرهابية ".. 

وهدد بروكسل بأن مفاوضات أنضمام بلاده إلي الأتحاد الأوربي التي بدأت عام 2005 إن لم تستكمل ، فلن ترتد سلبياتها علي المواطن التركي وحده.. بل سيعاني منها مواطنون كثيرون في معظم أنحاء دوله الـ 28.. 

البرلمان الأوربي يبدي قلق شديد حيال الحملة التى يواصل الرئيس التركي شنها ضد معارضيه منذ وقع الإنقلاب العسكري الفاشل منتصف شهر يولية الماضي.. وأعلن في مناسبات عدة رفضه لأساليب الإقصاء والتهميش التي نالت من حريات اكثر من 120 مواطن تركي تم فصلهم بقرار جزافي من وظائفهم المدنية والعسكرية والأمنية ، وشجب أساليب إضطهاد الإعلاميين والحقوقيين وممثلي الشعب وزعماء الأحزاب المعارضة.. 

الموقف الذي عكسته فيدريكا لا ينفي إعتراضاتها السابقة علي سياسات الرئيس التركي حيال مواطنيه ، ولكنه يكشف عن رؤيتها للمصاعب الجمة التىستتعرض لها دول الإتحاد إذا ما إستغل أردوغان " ورقة اللآجئين غير الشرعين " للضغط علي بروكسل ، من هنا جاء تشجيعها للبرلمان الأوربي علي إعادة النظر في توصيته " إذا ما توقفت أنقرة عن " تدابير القمع التى تنتهجها ".. 

توقف أنقرة المقصود هنا ، وفق الرؤية الأروبية ، يعني إستجابتها لمعايير حقوق الإنسان الـ 72 التى وضعتها بروكسل كأشتراطات يجب أن تبادر الحكومة التركية بتطبيقها حيال مواطنيها ، قبل إستئناف مفاوضات إنضمامها لعضوية الاتحاد.. 

تركيا تري أن تعرضها للإنقلاب الفاشل يفرض عليها تأجيل هذه الخطوة بعض الوقت حتى تستقر أمورها الداخلية ، وتؤكد أن هذه الخطوة السيادية لا يجب ان تؤجل مسيرة إستكمال مفاوضات حصولها علي عضوية الإتحاد الأوربي.. 

لهذا تساءل المحللون.. هل يتفهم الرئيس التركي المحتوي المزدوج لرسالة البرلمان الأوربي ؟؟ ان التجميد ليس مطلوبا لذاته .. وأن حقوق الإنساني التركي هي الهدف من وراءه ، لكي يحصل أبناء الدولة التركية علي حق دخول دول الاتحاد بلا تأشيرة مسبقة ؟؟.. 

يمكن القول.. 

أن الرئيس رجب طيب أردوغان يعي مضمون الرسالة وما تحمله بين سطورها ، ولكنه يٌفضل أسلوب التهديد بفتح بوابات حدوده المشتركة مع دول أوربا أمام اللآجئين الراغبين في الإستيطان في وسطها وغربها !! لأنه يعرف تماماً حجم معاناة كل من ألمانيا وفرنسا من المشاكل التى تسببت فيها موجات مئات الألآف منهم والتى عبرت حدودها منذ عام تقريبا ، ويعرف كيف أثرت علي حكوماتها ومجتمعاتها وسياساتها المالية.. 

وأزعم أنه يستغل الأجواء الإنتخابية التى تعيشها كلتا الدولتين والتى تناهض بعض برامج المرشحين فيها – علي المستوي الرئاسي أو الدوائر النيابية - قضايا إستيعاب اللآجئين الجديد ويرفض تماماً إستقبال المزيد منهم ، لكي يحصل علي بعض التعهدات الإيجابية .. 

علينا ان نتذكر معاً .. 

أن الإتفاق الذي أُبرم بين الطرفين في مارس الماضي أوقف إلي حد كبير موجات المهاجرين غير الشرعين إلي أوربا ، ووفر للخزانة التركية مئات الملايين من الدولارات لكي تنفق علي احتياجات اللآجئين الذين استقروا فوق اراضيها .. 

وأن التعهد الأوربي بمنح المواطنين الأتراك حق الدخول إلي دول الإتحاد الأوربي دون الحاجة إلي تأشيرة مسبقة ، إشترط علي أنقرة أمرين.. الأول وقف الهجرات غير الشرعية إلي أوربا عبر الجزر اليونانية.. والثاني ضرورة العمل علي تحسين سجلها علي مستوي حقوق الإنسان وفق المعايير الأوربية.. 

هنا ينشأ التعارض بين الطرفين.. 

حكومة تركيا تتقاعس عن إستكمال التوصيات التى تطالب بها المفوضية الأوربية.. وفي نفس الوقت يهدد أُردوغان بنقض الإتفاق " لأن بروكسل لم تَف بتعهداتها ، ويتوعد بإجراء إستفتاء شعبي لمعرفة رأي مواطنية.. هل يقبلون بالإنضام لعضوية الإتحاد الأوربي أم لا ؟؟.. 

وهذا في حد ذاته يمثل قلقاً بالغاً لبروكسل.. 

لكن قلقها الأكبر ينبع من إمكانية أن يأمر الرئيس التركي بفتح حدود بلاده الشمالية والغربية أمام اللآجئين ويحرضهم علي إجتيازها بالقوة.. 

 

 

drhassanelmassry@yahoo.co.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تركيا لن تدخل الاتحاد
الاوروبي الابادة الارمنية -

لا يوجد امام اردوغان العثماني من خيار الا الاعتراف بالابادة الارمنية والمسيحية 1915-1923 عل يد الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار وتحرير ارمينيا الغربية وارمينيا الصغرى وارمينيا وجمهورية ارتساخ وارمن المهاجر متوحدين ومصممين على تحرير شرق وجنوب اناضوليا وتركيا لن تدخل الاتحاد الاوروبي بدون تحرير الاراضي الارمنية المحتلة تركيا والمستوطنة كورديا التسونامي الارمني قادم والموت لمجرمي الابادة الارمنية والمسيحية من اتراك واكراد ومعاهدة سيفر 1920 ستطبق وسيرجع الارمن لشرق وجنوب اناضوليا غصبا على الاتراك والاكراد

أشياء تدعو للاستغراب
فول على طول -

لماذا يصر أردوغان للالتحاق بالاتحاد الاوربى وهم لا يقبلون ذلك ؟ ما سر التهافت من أردوغان لدرجة الذل والمهانة والاستجداء ؟ لو التحقت تركيا بالاتحاد الاوربى فهذا يعنى نهاية اوربا ...والأغرب أيضا ما الذى يمتلكة أردوغان كى يهدد اوربا ؟ ما هى عوامل الضغط التى يملكها اردوغان لتهديد اوربا ؟ وأيضا : هل اى دولة فى اوربا لا تقدر على حماية حدودها من جحافل المهاجرين الغير شرعيين ؟....لماذا الميوعة السياسية من المسئولين الأوربيين أمام الهجرة الغير شرعية وأمام أردوغان ؟ أسئلة تحتاج للتفسير ممن يعرف الاجابات .

محن العرب وموت الفقير
بسام عبد الله -

رحم الله من قال حدثان لا يسمع بهما أحد : مجون الأغنياء وموت الفقراء. لم تقتصر مذابح الأتراك وبندقيتهم المرتزقة الأكراد على الأرمن بل شملت جميع شعوب الدول العربية المستعمرة والفرق هنا أن العرب ينسون مآسيهم لكثرتها، حيث تعرضتوا لهلوكستات إنتقامية متلاحقة على يد محاكم التفتيش والتتر والمغول والعثمانيين والإستعمار الأوربي وأخيراً الروسي والإيراني وبندقيتهم الوضيعة عصابة المعتوه بشار أسد. يحتفل شعبي سوريا ولبنان بذكرى شهداء السادس من أيار: في 6 ايار من العام 1916 أعدم جمال باشا السفاح 7 شهداء في دمشق و 14 في بيروت في ذات اليوم وكان قد اعدم قبلا في 21 أب ايضا في بيروت 11 شهيد ، ليبلغ عدد الشهداء الذين اعدموا ضمن قوافل الشهداء 32 شهيد. وبالطبع لم يكن هذا هو العدد الاجمالي ، فقد شهد العامان 1915 و 1916 سلسلة من عمليات الاغتيال والاعدام مثلما كان في مصير الخوري يوسف الحايك الذي اعدم في 22 آذار عام 1912 ، ونخلة مطران الذي اغتيل في نيسان من العام ذاته ، والشهيدان الشقيقان فيليب وفريد الخازن اللذان اعدما بعد ان اعلن السفاح انتهاء اعمال الاعدام في 6 ايار ، فتم اعدامهما في حزيران 1916. السفاح كان وراء اعدام العشرات من خيرة شباب العرب ، الذين يمكن اعتبارهم بحق البذرة التي انبتت ونمت وشكلت واقعنا الحالي ، و كانوا حقيقة رمزا لآلام المخاض لولادتنا ، ورغم اهمية كل ما تبع تلك الولادة من احداث هامة في النصف الاول من القرن العشرين فان الحكاية قد بدأت من هنا من لحظة اعدام هؤلاء الرجال. التفاصيل تراجيديا حقيقية مؤثرة ، مازال صداها مسموعاً الى يومنا هذا. نقلوا المحكوم عليهم إلى دائرة الشرطة في الليل واحضروا احد الشيوخ يؤهلهم للموت ويعزيهم . وفي الساعة الثالثة من صباح يوم السبت السادس من شهر أيار سنة 1916 أنيرت ساحة الإعدام بالأنوار الكهربائية وأمرت السلطة السيد الشماس صاحب مقهى زهرة دمشق إنارة مصابيح المقهى لتسطع بأنوارها على الساحة . جيء بالمحكوم عليهم في ثياب الإعدام البيضاء وعلى صدورهم خلاصة الحكم وبدئ بالتنفيذ أولا بشفيق المؤيد العظم ثم بعبد الحميد الزهراوي وقد انقطع الحبل به فرفعوه وعلقوه مرة ثانية بعد أن شدوا رجليه شدا قويا وجيء بعده بالأمير عمر الجزائري ثم شكري العسلي ولما جاء دور التنفيذ بعبد الوهاب الانكليزي امسك به الجند لشدة بأسه ومراسه وقد أمعن هو في اللعن والشتم، حيال مظالم

القصاص قادم من احفاد
الجزارين الصليبين الارمن -

ما حصل للأرمن الانفصاليين الخونة المتعاملين مع الإنجليز والروس ضد وطنهم الام تركيا فهذا تم على خلفية قومية طورانية متطرفة على يد اخوانكم العلمانيين الأتراك وليس على خلفية دينية وقد ارتكب بالمقابل الأرمن الصليبيون مجازر ومذابح ضد مواطنيهم المسلمين العثمانيين وصل الرقم فيها الى إبادة ٢ مليون مسلم عثماني وأبيدت قرى كاملةوسننتقم من احفاد الصليبيين السفاحين الارمن مهما طال الزمن او قصر

اردغان يا عمهم
يا حارق دمهم -

بلاش حكاية حقوق الانسان يا خدام السيسي .. فالذي في القلب في القلب يا كنيسة لا يمكن لاوروبا العجوز مهما ادعت العلمانية والديمقراطية والباميه والملوخية لا يمكن ان تنسى انها في العمق مسيحية يهودية ولها ثارات تاريخية مع العثمانية وان حفيد بني عثمان السلطان اردغان أيده الله برغم أنف الكنسيين الارثوذوكس وغيرهم سيدك أسوار أوروبا سيفتح أبوابها ثانية كما فعل اسلافه

اردوغان يا عثماني
يا حارق تركيا -

اردوغان يا عثماني يا حارق تركيا والاتراك

اعدام
نبيل -

شكرا على هذا التعليق , اعدام مفكرين العرب في بلاد الشام على يد الاستعمار التركي المشؤوم الحق الكثير من الأذى لبلاد الشام وبقية العرب لأنه بقتلهم قد قاموا بقتل مبادئ الثوره العربيه المستنيره والمؤمنه بمبادئ الحريه كما رأوها ودرسوها هؤلاء الشهداء في بلاد الغرب , وبذلك انطلقت الثوره العربيه بقيادة اهل الحجاز وكانت ثوره عربيه خاويه من ارضيتها الفكريه .