كتَّاب إيلاف

ماراثون الانتخابات العراقية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 بعد ثلاث دورات برلمانية مارس خلالها العراقيون انتخابات يفترض أنها اختلفت عن انتخابات حزب البعث ومن سبقه في حكم بلاد الرافدين، أنتجت لنا دولة تم تصنيفها من ناحية اللصوصية بأنها دولة فاسدة بامتياز، حسب مؤشر مدركات الفساد لعام 2017 لمنظمة الشفافية الدولية الذي أظهر إن خمسة بلدان عربية هي الأكثر فسادا في العالم وهي العراق والصومال وسوريا واليمن والسودان، والأكثر فسادا تعني إن غالبية مؤسسات الدولة وسلطاتها الثلاث ينخر فيها الفساد وخاصة الفساد المالي الذي ينتجه فساد التربية والأخلاق، بمعنى إن الذين أنتجوا السلطة التنفيذية بشقيها رئاسة الوزراء والجمهورية هم منبع هذا الفساد، والغريب إن كل شرائح الشعب تتهم البرلمان وأعضائه وأحزابه وسلطاته التي أنتجها باللصوصية، ورغم ذلك وبعد أسابيع قليلة يبدأ ماراثون الانتخابات العراقية الرابعة بمشاركة الآلاف من مرشحي الأحزاب والمستقلين والعشائر والأديان والمذاهب والتكتلات والشركات، للوصول إلى مجلس إدارة بنك البرلمان العراقي، في بلاد تغص بالفساد والمفسدين، وتشتت الانتماء وتمزق أنسجة المواطنة لحساب دشاديش العشائر والمذاهب، تتبارى فيها منذ الآن جوقات وكروبات جديدة من احدث موديلات مساحي الجوخ الانتهازيين والمتملقين جامعي أموال الرشاوي والسحت الحرام، بالتعاون مع بعض المسؤولين المتمرسين بالفساد والإفساد، من اجل تولي مناصب المشهد السياسي القادم، بدعم من مفاصل مهمة في الحكومة وغيرها ممن يمتلكون مفاتيح السلطة والمال.

 إن ما يجري الآن يدفع إلى الرأي العام أسئلة مريرة، تدور دوما حول خيارات الناخب وقراءاته لحقيقة ما يحدث ومنذ 2005 مقارنة مع واقع الحال اليوم، ووعود أولئك الذين منحهم صوته على أنغام التدليس والرشاوى وولائم السحت الحرام، واكتشف أنهم أصلا بحاجة ماسة إلى تأهيل تربوي واجتماعي وأخلاقي، أسئلة تتعلق بشخص الناخب وتأهيله وسلوكه وثقافته، وهل هو فعلا بمستوى اختيار الأفضل لخدمة البلاد وتمثيل الشعب في البرلمان؟
 هذا الناخب الخارج من سرداب الشمولية المسجون فيه منذ عشرات أو ربما مئات السنين في ظل ثقافة الاوحدية التي تحدد الانتماء للعشيرة والشيخ، أو للقرية والمدينة، أو للدين والمذهب، بعيدا عن مفهوم الوطن والشعب في مجتمعات أدمنت النظام الشمولي، وعشقت حتى الوله الفارس المقدام والقائد الملهم، ولا يمكن أن تتحول إلى النظام الديمقراطي بين ليلة وضحاها، كما لا يمكن لها أن تستوعب رئيسا لبلادها كموظف من الموظفين على الطريقة الأوربية، بل إن كل ذلك يتناقض كليا مع نهجها وتربيتها وسلوكياتها الاجتماعية والدينية التي تفرض نظاما شموليا صارما من البيت إلى المدرسة إلى الجامع.

 ما يحصل اليوم وغدا في لعبة المارثون الديمقراطي المشوه، لا يتجاوز الإكسسوارات التجميلية لشكل النظام البديل، الذي تم تأسيسه إثر نجاح العملية الجراحية التي استأصلت حزب البعث ورئيسه من هيكل السلطة، حيث حافظ النظام الجديد على معظم الأنشطة الحيوية والسلوكية للأنظمة السابقة، بل تجاوزها بامتياز، ولذلك لا أمل منظور في أي نتيجة مختلفة عما سبق منذ 2005 ولحد اليوم، إلا اللهم مزيدا من الفساد ومزيدا من أفواج السراق وأجيال مطورة من الدكتاتوريين الجدد. 

kmkinfo@ggmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذه الانتخابات ستزور.
علي -

هل معقول ان حكومات فاسدة في اربيل وبغداد تقدم انتخابات نزيهة ؟ اذا بوتين فاز بالتزوير فما بالك بهذه الفئات التى سرقت ولا تزال نسرق ؟لماذا لايوجد كهرباء مستمر في كردستان؟لماذا لايوجد طرق معبده في بقية العراق والعراق بلد النفط؟لماذة دولة المرجعية الشيعية لاتنتج ولا حتى طماطة واحدة؟حتى يتم الاستيراد وحتى يستفاد اعضاء حكومة المرجعية حكومة المرتزقة والجواسيس .من خان الشعب العراقي هو من سرق امواله ولقمته ومستقبل اولاده.اي انتخابات اي بطيخ ننتخب من العبادي الذي مرر صفقات الانترنت الفاسدة واليوم عند تعطل الانترنت لايام يقول للناس روحو اشتكوا ؟بشرفك هل هذه حكومة صاحبة حظ وبخت عزيزي الكاتب ؟

إلى من يهمه الأمر
بسبوسة -

هذا الشأن ليس شأنك وأنت آخر مَن يتحّدث عن الإنتخابات العراقية. أمّا إذا أردت أن نتحدّث عن فساد رئيس العشيرة وعائلته فالحديث يطول. يقول المثل الدارج: إذا كان بيتك من زجاج سد بابك واستريح!

الان اكثر وعيا
يونس مصطفى -

سيدي الكاتب بقت ونورت اعين الناس الان اكثر من عام 2013 فبعد ان كان اللهث وراء العمامات واصحابها ومسك العباءه امل الجميع كشف اوراقهم بصورة واضحه بعد كشف زيف هؤلاء الدجالين اللذين لبسو هذه الملابس ان همهم الوحيد هو مص دم العراقي باي صورة وتحت اي مسمى ولتكن ارصدتهم تزداد يوما بعد يوم في البنوك الاوربيه هذه المرة لن ينالو من المواطن البسيط لانهم اكثر وعيا واكثر معرفه بمن وضعهم في نصف الطريق وتخلى عنهم ودمر مدهم وقراهم سيكون لهم كلمة الفصل

تعليق
رائد الهاشمي -

نعم أخي الغالي استاذ كفاح لن نتأمل بالنتخابات أن تجلب لنا الخير فالوجوه نفس الوجوه والعملية تشبه اعادة تدوير النفايات والسبب في قانون الانتخابات الذي فصلته الكتل الكبيرة على مقاساتها لذلك مادام هذا القانون البغيض موجود فلن يتغير شيء ولن ينعم المواطن العراق بطبقة سياسية نزيهة وسيبقى الفاسدون جاثمون على صدورنا أربعة سنوات جديدة ... أحسنت أخي الغالي مع تقديري واحترامي

ماراثون الانتخابات العراق
أمير الطيب -

تحياتي لك أستاذ كفاح محمود هذه هي الحقيقة ومع شديد الأسف يتم تحديد سعر صوت الناخب ببطانية أو مدفأة أو رصيد موبايل والخ ان أغلبية الشعب بحاجة الى الكثير حتى يعرف ان صوته أغلى من اَي ثمن لان التغيير يبدأ منه هو يجب ان ينتخب من يقدم له الخدمات ويؤسس لبناء الدولة وليس العكس ان من يختار هؤلاء اللصوص والمفسدين يكون شريك وليس ضحية

ما الجديد؟ ما الحل؟
Moosa -

اعتقد ان أغلبية العراقيين من عرب و كرد و تركمان يتفقون مع الكاتب على درجة الفساد في النظام السياسي في العراق من شماله إلى جنوبه. بل إن الفساد ضرب كل أركان الدولة العراقية من تعليم إلى واقع صحي و اجتماعي ردئ. و اتفق مع الكاتب إن معظم السياسيبن البرلمانيين الحاليين أصبحوا أوراقا محروقة لم تقدم لناخبيها ما يشفع لها. اذن مالجديد من مقالة السيد كفاح؟اين هي البدائل و الحلول؟ أليس من الأجدى تثقيف النشا الجديد على ثوابت الدولة العراقية؟ ثم هل كم الفساد الذي يتحدث عنه الكاتب اوصله بأمانة إلى صناع القرار في حكومة كردستان مثلا؟هل الحل هو في مقاطعة الانتخابات؟ انا ما زلت على ثقة أن الأيام السوداء ستزول ويعود العراق قويا كما كان رغم معاول الهدم من الداخل بأصحاب الإسلام السياسي او دعاة الانفصال.

الكيان عالة على البشرية ,
Rizgar -

الكيان عالة على البشرية , اللعنة على الجاسوسة المس بيل .

دمت استاذ كفاح ودام قلمك
عيدو حجي الشركاني -

العراق لن يتغير الا ان يتغير نظام الحكم فيه وتنتهي الديمقراطية المزيفة

نفس الطاس ونفس الحمام
باسل الخطيب -

القوى السياسية الفاسدة والمتخلفة الممسكة بخناق العراقيين لن تسمح بأي تغيير حقيقي مهما كانت نتائج الانتخابات، وكما يقول المثل العراقي فإنه ((نفس الطاس ونفس الحمام)).

ماالجديد وماالحل ؟
Thaban -

الاستاذ كفاح شرح لنا الواقع المُعاش وتداعياته ، ولكن لم يقدّم حلا واحدا يمكن ان يخرج العراق من هذا النفق ، وكأن هذا البلد لا أمل منظور فيه حسب خاتمة المقال .الانتخابات ليست نهاية المطاف رغم أهميتها ، حيث برزت في الآونة الاخيرة احتجاجات في مناطق مختلفة في العراق ، التي يمكن ان تكون عونا للقوى الجديدة الحية النزيهة التي ستمثل في البرلمان ، ورادعا للمفسدين ..

هذه الانتخابات ستزور.
علي -

هل معقول ان حكومات فاسدة في اربيل وبغداد تقدم انتخابات نزيهة ؟ اذا بوتين فاز بالتزوير فما بالك بهذه الفئات التى سرقت ولا تزال نسرق ؟لماذا لايوجد كهرباء مستمر في كردستان؟لماذا لايوجد طرق معبده في بقية العراق والعراق بلد النفط؟لماذا دولة المرجعية الشيعية لاتنتج ولا حتى طماطة واحدة؟حتى يتم الاستيراد وحتى يستفاد اعضاء حكومة المرجعية حكومة المرتزقة والجواسيس .من خان الشعب العراقي هو من سرق امواله ولقمته ومستقبل اولاده.اي انتخابات اي بطيخ ننتخب من العبادي الذي مرر صفقات الانترنت الفاسدة واليوم عند تعطل الانترنت لايام يقول للناس روحو اشتكوا ؟بشرفك هل هذه حكومة صاحبة حظ وبخت عزيزي الكاتب ؟

إلى من يهمه الأمر
بسبوسة -

هذا الشأن ليس شأنك وأنت آخر مَن يتحّدث عن الإنتخابات العراقية. أمّا إذا أردت أن نتحدّث عن فساد رئيس العشيرة وعائلته فالحديث يطول. يقول المثل الدارج: إذا كان بيتك من زجاج سد بابك واستريح!

الان اكثر وعيا
يونس مصطفى -

سيدي الكاتب بقت ونورت اعين الناس الان اكثر من عام 2013 فبعد ان كان اللهث وراء العمامات واصحابها ومسك العباءه امل الجميع كشف اوراقهم بصورة واضحه بعد كشف زيف هؤلاء الدجالين اللذين لبسوا هذه الملابس ان همهم الوحيد هو مص دم العراقي باي صورة وتحت اي مسمى ولتكن ارصدتهم تزداد يوما بعد يوم في البنوك الاوربيه هذه المرة لن ينالوا من المواطن البسيط لانهم اكثر وعيا واكثر معرفه بمن وضعهم في نصف الطريق وتخلى عنهم ودمر مدهم وقراهم سيكون لهم كلمة الفصل

تعليق
رائد الهاشمي -

نعم أخي الغالي استاذ كفاح لن نتأمل بالنتخابات أن تجلب لنا الخير فالوجوه نفس الوجوه والعملية تشبه اعادة تدوير النفايات والسبب في قانون الانتخابات الذي فصلته الكتل الكبيرة على مقاساتها لذلك مادام هذا القانون البغيض موجود فلن يتغير شيء ولن ينعم المواطن العراق بطبقة سياسية نزيهة وسيبقى الفاسدون جاثمون على صدورنا أربعة سنوات جديدة ... أحسنت أخي الغالي مع تقديري واحترامي

ماراثون الانتخابات العراق
أمير الطيب -

تحياتي لك أستاذ كفاح محمود هذه هي الحقيقة ومع شديد الأسف يتم تحديد سعر صوت الناخب ببطانية أو مدفأة أو رصيد موبايل والخ ان أغلبية الشعب بحاجة الى الكثير حتى يعرف ان صوته أغلى من اَي ثمن لان التغيير يبدأ منه هو يجب ان ينتخب من يقدم له الخدمات ويؤسس لبناء الدولة وليس العكس ان من يختار هؤلاء اللصوص والمفسدين يكون شريك وليس ضحية

ما الجديد؟ ما الحل؟
Moosa -

اعتقد ان أغلبية العراقيين من عرب و كرد و تركمان يتفقون مع الكاتب على درجة الفساد في النظام السياسي في العراق من شماله إلى جنوبه. بل إن الفساد ضرب كل أركان الدولة العراقية من تعليم إلى واقع صحي و اجتماعي ردئ. و اتفق مع الكاتب إن معظم السياسيبن البرلمانيين الحاليين أصبحوا أوراقا محروقة لم تقدم لناخبيها ما يشفع لها. اذن مالجديد من مقالة السيد كفاح؟اين هي البدائل و الحلول؟ أليس من الأجدى تثقيف النشا الجديد على ثوابت الدولة العراقية؟ ثم هل كم الفساد الذي يتحدث عنه الكاتب اوصله بأمانة إلى صناع القرار في حكومة كردستان مثلا؟هل الحل هو في مقاطعة الانتخابات؟ انا ما زلت على ثقة أن الأيام السوداء ستزول ويعود العراق قويا كما كان رغم معاول الهدم من الداخل بأصحاب الإسلام السياسي او دعاة الانفصال.

الكيان عالة على البشرية ,
Rizgar -

الكيان عالة على البشرية , اللعنة على الجاسوسة المس بيل .

دمت استاذ كفاح ودام قلمك
عيدو حجي الشركاني -

العراق لن يتغير الا ان يتغير نظام الحكم فيه وتنتهي الديمقراطية المزيفة

نفس الطاس ونفس الحمام
باسل الخطيب -

القوى السياسية الفاسدة والمتخلفة الممسكة بخناق العراقيين لن تسمح بأي تغيير حقيقي مهما كانت نتائج الانتخابات، وكما يقول المثل العراقي فإنه ((نفس الطاس ونفس الحمام)).

ماالجديد وماالحل ؟
Thaban -

الاستاذ كفاح شرح لنا الواقع المُعاش وتداعياته ، ولكن لم يقدّم حلا واحدا يمكن ان يخرج العراق من هذا النفق ، وكأن هذا البلد لا أمل منظور فيه حسب خاتمة المقال .الانتخابات ليست نهاية المطاف رغم أهميتها ، حيث برزت في الآونة الاخيرة احتجاجات في مناطق مختلفة في العراق ، التي يمكن ان تكون عونا للقوى الجديدة الحية النزيهة التي ستمثل في البرلمان ، ورادعا للمفسدين ..