كتَّاب إيلاف

فرانسوا اولاند متحدثا عن زعماء آخرين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عن دار "ستوك" ،أصدر الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا اولاند مذكرات حملت عنوان:” دروس السلطة". وفي هذه المذكرات هو يروي من وجهة نظره الأحداث التي عاشتها فرنسا والعالم خلال السنوات الخمس التي أمضاها في قصر "الإيليزيه"، معترفا بالأخطاء التي ارتكبها على المستوى الداخلي كما على المستوى الخارجي.

وفي فصل من المذكرات، يتحدث فرانسوا اولاند عن البعض من زعماء العالم الذين التقى بهم، ومعهم تفاوض وتحاور.

وهو يقول إنه اكتشف من خلال لقاءاته المتعددة به،أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يؤمن إلاّ بالقوة. وهو رجل "عضلات قوية، تحيط به الألغاز". ويمكن أن يكون بوتين" باردا وحذرا. كما أنه يمكن أن يكون ودودا وقاسيا في نفس الوقت". وهو يواجه محاوره بنظرة زرقاء قد تكون جذابة ،كما قد تكون مقلقة وباعثة على الإزعاج". ويحدث أن يطلق بوتين ضحكة عالية إلاّ أنه يكون وقحا وصلبا في طرح وجهة نظره، متحدثا بصوت" هادئ ، ومستعملا كلمات لاذعة".

ويروي فرانسوا اولاند أنه أمضى ليلة في مدينة مينسك برفقة بوتين و انجيلا مركل سعيا منهم لإيجاد حل للمسألة الأوكرانية. وكان ذلك في الخامس عشر من شهر فبراير-شباط 2015. وقد رفضت مركل أن يقدم لهم العشاء لتنشغل بتحرير نص تفاوضيّ على طاولة صغيرة. وكان الحوار بين الرؤساء الثلاثة طويلا وعسيرا للغاية. وفي النهاية، غفا كل من فرانسوا اولاند ومركل على كرسييهما. أما بوتين فقد اختار النوم في مكتب به سرير كان يبدو مريحا. وبعد نومة دامت ساعتين ،برز وهو" أكثر نضارة وصحة "من رفيقيه.وفي نهاية تلك الليلة البيضاء، تم إمضاء نص الإتفاق.

ويشير فرانسوا اولاند إلى أنه استبشر بإعادة انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. وكان يعتقد أنه سيكون على وفاق معه حول العديد من المسائل والقضايا العالمية الكبيرة. إلاّ أن ظنه سرعان ما خاب. فقد رفض اوباما قصف دمشق لتأديب بشار الأسد بسبب استعماله للأسلحة الكيمياوية قبل الحصول على موافقة من الكونجرس.ويقول فرانسوا اولاند بإن اوباما يتحلى ب" كاريزمه لا جدال فيها". لكن الحرارة التي يظهرها خلال وقوفه أمام الجموع الغفيرة، والبساطة التي يتعامل بها مع هذه الجموع تختفيان تماما خلال المفاوضات . وهو يتحاشى إظهار عوطفه ومشاعره في القاءات مع الزعماء الآخرين. وهو"يأكل قليلا، ويحرص على الحفاظ على وزنه وعلى صحته".

ويروي فرانسوا اولاند أنه تكلم مرتين بالهاتف مع الرئيس الأمريكي دونلاد ترمب. وخلال المكالمة الأولى أشاد ترمب بالطبخ الفرنسي، وبالأنبذة، وبالمعالم التاريخية. لكنه أعاد تأكيد رفضه لاتفاقية باريس حول المناخ. أما في المكالمة الثانية فقد طلب منه أن يساعده على اختيار مستشار له. فلم يتردد فانسوا اولاند في نصحه باختيار هنري كيسنجر قائلا له بأن هذا الأخير تجاوز التسعين لكنه لا يزال قادرا على تأدية دوره بكفاءة وبحنكة. وقد واجه ترمب ذلك المقترح بصمت جليدي. ويضيف اولاند قائلا:” لقد أدرك ترمب أني فهمت ما يعنيه. لذلك لم نذهب بعيدا في علاقتنا.واليوم أنا أعتقد أن مشكلته لا تتعلق فقط بالفريق المحيط به".

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف