فضاء الرأي

كيف لك أن تعيش في سوريا وتعارض نظامها؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كثيراً ما أًسئل: كيف لك أن تعيش في سوريا، وأنت تنتقد نقداً لاذعاً نظامهاالسياسي القائم، من غير أن تتعرض للملاحقات والمضايقات الأمنية والاعتقال، والنظام السوري معروف باستبداده وبكمه لأفواه معارضيه ؟ . لا جواب على أسئلة يفترض أن توجه للدوائر والأجهزة الأمنية والمخابراتية لدى هذا النظام، صاحبة القرار في توقيف واعتقال من تشاء من السوريين . كمعارض مستقل ، ومن منطلق وطني، بقدر ما انتقد النظام، كذلك انتقد المعارضات (المتحزبة) ، خاصة (معارضات الخارج) ، التي راهنت على الخارج في إسقاط النظام ودعت الى عسكرة (الحراك الشعبي المدني) ، كما انتقدتُ (المعارضات المسلحة) على احتمائها بالمدن والبلدات والمناطق المأهولة، الأمر الذي جعل المدنيين ابرز ضحايا النزاع المسلح على السلطة .  

لا أدري إذا ( قلمي ) ، سلاحي الوحيد، يشكل خطراً على أمن ومستقبل النظام . لكن مؤكد أنه ليس خطراً على أمن الوطن، ولا يمكن أن أكون خطراً على وطن، نشأت فيه ، تعلمت في مدارسه ، يحمل هوية شعبي. فسوريا بالنسبة  لنا السريان(الآشوريين) هي أكثر من وطن نعيش فيه وأكبر من دولة نحمل جنسيتها. لم ولن ارتكب جرماً ضد الدولة السورية . كل ما اصرح به وما أنشره واكتبه، حق يكفله دستور البلاد " لكل مواطن الحق في أن يُعرب عن رأيهبحرية و علانية بالقول أو الكتابة أو بوسائل التعبير كافة". أعلم جيداً، في ظل الانظمة الدكتاتورية واللاديمقراطية، الدساتير معطلة. لا حصانة للمعارضين. وطنية المعارض، لن تحميه من الملاحقات والمضايقات الامنية ومن المحاكمات الصورية والحبس بتهم جاهزة (وهن نفسية الأمة، مناهضة أهداف الثورة، إثارة النعرات الطائفية،  التحريض على الارهاب، وغيرها). خلال مسيرتي السياسية ، تعرضت للكثير من المضايقات والضغوطات الأمنية. اُستدعيت لجميع الأفرع والدوائر الأمنية في القامشلي ودمشق .الاستدعاء إحدى وسائل الضغط والترهيب والتهديد بالاعتقال، لإرغام المعارض على التراجع عن مواقفه. بعد عودتي من (مهمة سياسية) الى دول اوربية 2004، السلطات الأمنية سحبتمني (جواز السفر) ، مع الحرمان من الحصول على جواز سفر جديد  والمنع من مغادرة سوريا. بإيعاز من احد (الأفرع الأمنية) المطلوب مني مراجعته، تم حجز (راتبي التقاعدي) منذ بداية هذا العام 2018 . أجراء تعسفي، غير قانوني وغير دستوري، يتعارض مع ابسط حقوق الانسان والمواطن . أنه تعدي صارخ على حقوقي وحقوق اسرتي، بحرمانها من مصدر رزقها. بعد الحجز على الراتب،السؤال الذي يجب أن يسأله هؤلاء السائلون: كيف لك أن تعيش في سوريا بلا راتب ومن غير دخل ؟؟. ما يمكن قوله في مسالة "الاعتقال السياسي"، ثمة اعتقاد سائد في مختلف الأوساط السورية ، أن (السلطات الأمنية) تترك بعض المعارضين، يكتبون ويصرحون، ينتقدون سياسات النظام من غير أن تتعرض لهم، بهدف تجميل صورة (النظام) أمام الراي العام المحلي والخارجي. ولتأخذ منهم، شهادة "حسن سلوك" باحترام حقوق الانسان وبالديمقراطية والحريات السياسية والاعلامية. طبعاً، هذه ليست قاعدة ثابتة يعتمدها (نظام أمني)شديد الخصوصية والمركزية، وإنما مجرد "تكتيك " يتبعه النظام عندما يكون مستقراً، مطمئناً لوضعه ، مرتاحاً بعلاقاته الداخلية والخارجية. أما في الظروف الصعبة والاستثنائية، كالحرب الراهنة التي مزقت الوطن وحيث النظام يخوض "معركة البقاء"، لا  تساهل مع المعارضين، ولن  يكترث النظام بما يقوله الآخرون عنه .

(بشار الأسد) ، خلف والده في الحكم عام 2000. في خطابه الأول(خطاب القسم)ارسل (إشارات إصلاحية) ، أوحت بعزمه على إرخاء "القبضة الحديدية" التيفرضها والده (حافظ الأسد) على المجتمع السياسي. بالفعل، طرأ تحسناًملحوظاً على مسار محاكمات الموقوفين السياسيين، وإن بقيت الشفافية والعدالة غائبتان عن محاكمات المعارضين. فلم يعد يُلقى بالمعارض سنوات وسنوات في السجون من غير أن يحاكم، كما كان يحصل في عهد الأسد الأب.الرئيس الشاب (بشار) شجع المعارضة على التحرك واطلاق  نشاط (سياسي وحقوقي) معارض و تأسيس (منتديات سياسية ،جمعيات ولجان حقوقية)، طالبت النظام بإصلاحات سياسية وقضائية. تلك المناخات الايجابية، عرفت بـ"ربيع دمشق"، شجعت المعارضين(وأنا منهم)- رغم الخوف من الاعتقال- على مراجعة (الأفرع الأمنية) حين تستدعيهم للتحقيق. عندما استشعر النظام خطر استمرار "ربيع دمشق " على وجوده ، سارع الى وأده ،باعتقال ابرز ناشطيه. اليوم، البلاد غارقة في حرب داخلية، وقد اكتظت السجون وأقبية الأفرع الأمنيةبالموقوفين والمعتقلين السياسيين والارهابيين والقتلة المجرمين. وضع(أمني ، سياسي ، قضائي) استثنائي، لا يشجع المعارض على مراجعة الأفرع الأمنية . الكثير من المعارضين ممن تم استدعائهم فضلوا الهجرة وترك البلد.  بالنسبة لي، خيار (الهجرة) غير وارد، تحت أي ظرف .

كاتب سوري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحبل على الجرار
بسام عبد الله -

أولاً هي ليست حرب بين معارضة ونظام، بل ثورة شعبية عارمة في وجه عصابة طائفية حاقدة إرهابية قمعية إجرامية لصوصية مدججة بالسلاح تخوض حرب إبادة وتهجير قتلت مليون نصفهم أطفال وإعتقلت مليون وشردت نصف الشعب السوري وتركت ملايين المقعدين والمعاقين. تعاملوا مع الثورة منذ البداية بعنجهية وتجبر وإستعباد خططوا له بمنهجية مدروسة عمرها نصف قرن ووصلوا لدرجة تصوروا معها إستحالة بروز صوت يقول لهم لا أو يعترض حتى على رغيف الخبز المحروق والمدعّم بالمسامير والصراصير. لذا رأيناهم يتعاملوا بوحشية لا مثيل لها في تاريخ البشرية مع أطفال درعا الذين كتبوا بعفوية وبراءة على جدران مدرستهم أن الشعب يريد الحرية ، وتجلت غطرستهم بما قاله محافظ درعا ابن خالة معتوه القرداحة لأشرافها وأعيانها، من ألفاظ يترفع عنها قواد أو عاهرة، بعد تسليمهم جثامين الأطفال المشوهة من آثار التعذيب ومقطوعة العضو الذكري لأكبرهم حمزة الخطيب الذي لم يتجاوز الثلاثة عشر ربيعاً. عندما قامت الثورة السلمية في 13 آذار مارس2011 واستمرت لستة أشهر عملت الأجهزة الأمنية على دس عناصر مسلحة أطلقت النار على الشرطة وعملت المستحيل على تسليح الثوار وباعتهم أسلحة بأثمان بخسة للدفاع عن أرضهم وعرضهم وأطلقت المساجين من القاعدة ونصبت عليهم أمراء من المخابرات وشكلت ما يسمى بالدواعش. الثورة لم تكن في يوم من الأيام طائفية لأن الشعب السوري تربى على نبذها رغم جميع محاولات عصابة الأسد لتطييفها ، بل كانت ثورة جياع وثورة أرياف مقموعة ومنهوبة إندلعت مع بوادر الإنفتاح الوهمي وإصلاحات شكلية ،وليست جذرية، تجلت بمظاهر خادعة كبيوت الدعارة ونوادي الليل والقمار والجامعات والمدرارس الأجنبية والسلع الإستهلاكية والرفاهية المستوردة والتي طفا معها رموز الفساد على السطح وظهرت عليهم ملامح الثراء الفاحش والمال المنهوب. العصابة الأسدية لن تستثني أحد والدور سيأتي على الجميع وبنفس الاسلوب والمنهج الذي إتبعته مع السنة بالتفرقة والتجزئة وعلى مراحل والإنتقال من مربع إلى آخر ، ولن تكون نهاية باقي أطياف المجتمع السوري إلا على طريقة أكلت يوم أكل الثور الأبيض وهذا المقال بداية للنهاية المحتومة للجميع بما فيهم الطائفة العلوية التي ستدفع الثمن الأعلى لغطرسة آل أسد المجرمين.

اصيل
jj -

كلامك موجع لبعض النباحين الجبناء من السوريين السريان على صفحات الفيس بوك في خيار (الهجرة) غير وارد، تحت أي ظرف .. بالنسبة لك

سليمان يوسف أصدق معارض
أتاتورك -

أنا من متابعي الاخ المعارض سليمان يوسف منذ فترة طويلة, وهو حقا يكتب بحيادية..نتمنى من الدولة السورية التي أدخلت القبيسيات, وشبييبة الدين, وفي كل بيت قرآن وفي كل شارع جامع.. أن تعيد له راتبه.. ونحن نتضامن معه قلبا وقالباً من أجل الكلمة.

المعارضة فى بلاد المؤمنين
فول على طول -

فى بلاد الذين أمنوا ومنذ بدء الدعوة لا شئ اسمة المعارضة . هناك شئ واحد اسمة " أنا " ربكم الأعلى وأنا أصلح واحد للحكم وأنا أعرف مصلحتكم أكتر منكم . سيد المرسلين أرسل الى أم قرفة السيد الطاعنة فى السن بمن يقتلها لمجرد أبيات من الشعر انتقدتة فية وأيضا الى كعب بن الأأشرف الخ الخ . وسار على خطى الحبيب أتباعة من بعدة وهذا معروف فى كل الدول الاسلامية وحتى تاريخة - صدام والقذافى والساذات والبشير الخ الخ - . أما المعارضة فهى لا تبغى أى اصلاح بل تريد الحكم وبعدما تصل الى الحكم تفعل مثلما فعل الزعيم المخلوع أو الهارب أو المقتول أو المسجون . ناهيك عن أهل السنة والجماعة - حماس والبشير الشباب الصومالى الخ الخ - فهم النسخة الأصلية من الحكم الاسلامى الداعشى والاسلام الشيعى لا يختلف عنهم - ولاية الفقية - انتهى - العلويون والعالم كلة يعرف ذلك ويعرفون أنهم كفار فى نظر أهل السنة والجماعة الدواعش الأصليين الذين يطلقون لقب " معارضة " على أنفسهم وهم كاذبون ويعرفون ذلك . ولو اعتلى الدواعش أهل السنة سدة الحكم فى سوريا فسوف تصبح " صومال " جديدة . ليست بسام عبداللة يتوقف عن شعوذاتة المفضوحة . أما السيد الكاتب فأنت لا خوف من معارضتك ولكن نقبض عليك عندما نريد ونتركك عندما نريد أيضا فأنت لا تطمع فى الحكم أى مأمون الجانب ولهذا يتركونك . كل المعارضة فى بلاد المؤمنين لها دوافع دينية ومذهبية وأطماع سياسية وليس لها علاقة بالاصلاح اطلاقا . انتهى .

انها ليس ثورة بل
القس ورقة بن نوفل -

انها ليست ثورة بل حرب شيعية سنية لاستعادة عاصمة بنى امية من الشيعة واما انه لم يكن هنالك ظلم للشعب فهذا منافى للحقيقة وفى الوقت نفسه الشعب العربى المسلم لا يحكم الا بالسوط والكندرة والحرب بين السنة والشيعة مستمرة منذو 1400 عام ولم تتوقف وكل حرب يدمرون الحجر والشجر والحضر واذا كان بالدول الإسلامية شيء من التقدم والاذدهار فهو بفضل وجود الأقلية المسيحية اصحاب الأرض الأصليين وشكرا

تعليق
بسبوسة -

كيف لك أن تعيش في العالم وتعترض على شيء؟!

كتاباتك ذات نكهة طائفية
hermes-هرمز -

الاستاذ العزيز سليمان. انه امر مؤسف لما الت اليه الامور في سوريا. بالطبع يحق لك ان تعرب عن رايك وقطع راتبك التقاعدي هو دليل عدم التزام النظام بالقوانين ومواد الدستور.لا اخفي عليك ان كتاباتك مثيرة للنعرات الطائفية . وهي بشكل خاص Anti-Kurdish. مثال اتهامك للكرد عموما بالمشاركة في المذابح الارمنوسريانية. علما ان الغالبية العظمى من الكرد والعشائر الكردية حمت المسيحيين عموما . مثل عشائر الهفركا (Haverka) بزعامة آل حاجو وكثيرين غيرهم.عزيزي استاذ سليمان اعتقد انه لا يخفى عليك ان النظام يحب اثارة مثل هذه النعرات؟! لاسباب معلومة لك. فهي نفسها الطريقة الانكليزية فرق تسد.

تزييف الحقائق
ماني سمعان -

من السذاجة الاعتقاد او الظن بأن داعش وتوابعها كانت او كادت تستولي او تريد الاستيلاء على النظام الطائفي ... فزعماؤها اصلا هم من أطلقهم النظام من معتقلاته بعد ان زودهم بالمال وغسل دماغهم بالافكار القذرة وأمسك عليهم خلال فترة سجنهم كل مايمكن ان يذلهم ويقضي على سمعتهم واخلاقهم فأصبحوا عبيدا لنظام فاسد قذر واستطاعت داعش ان تجلب الكثيرين من الحمقى والمهووسون الذين يئسوا من حياة الغرب وازدواجية الشخصية والتآلف بين حياتهم اليومية وحياة مجتمعاتهم فجاؤوا الى مصيدة داعش ولم يعرفوا انهم اصلا في مصيدة النظام . فكفى تزييفا للحقائق ، أيها الشرفاء اقضوا على نظام السفاح والمعتوه بشار فتقضون على داعش واخواتها وعلى ايران وحزب الشيطان ممن يريدون تقويض العالم العربي كله !

مخبر
Jan -

العيمل البعثي ومخبر المخابرات المدعو سليمان يوسف يوسف بين الحين والاخر يطلب المخابرات منه ان يكتب ثرثره هنا وهناك في طبيعة الحال كعميل للبعثيين ومخابراته فهم يعطونه حرية الانتقاد على اساس انه هناك حرية تعبير في سوريا.هذا المرتزق البعثي يعرفه ابناء الشعب الاشوري واهالي مدينة قامشلو ويعرفون مدى ارتزاقه وعمالته الدنيئه للبعثيينلا انت يا سليمان يوسف يوسف ولا سيدك المجرم بشار اسد عنده ذره من الاحترام والانسانيه, زعيمك هو مجرم حرب وانت عبد لديه ومرتزق ذليل