استئناف محاكمة صدام حسين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
صدام اشتكى من معتقل الديمقراطية الاميركية
البيت الأبيض: اتهامات صدام حسين منافية للعقل برزان يشتم قضاة المحكمة ويصفهم بالغربان
قوائم السنة وعلاوي تبحث مقاطعة الحكومة
برزان للقاضي : انكم تقتلوننا معنويا
أهالي تكريت يتظاهرون احتجاجاً على محاكمة
هيئة الدفاع عن صدام تنفي طلب الاستماع لـ40 شاهدا
هيئة الدفاع عن صدام تهدد بمقاطعة المحاكمة
صدام يروي لصحيفة الصن البريطانية قصة اعتقاله
المحكمة تستمع لبقية الشهود وتتأجل الى العام الجديد
برزان "مريض" ولن يحضر جلسة اليوم
اسامة مهدي من لندن : استؤنفت اليوم محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من معاونيه وستستمع المحكمة الى بقية الشهود قبل ان يتم تأجيلها للانعقاد مطلع العام الجديد بعد ان فجر صدام شكوى من تعرضه للضرب رفضتها الادارة الاميركية ووصفتها بالمنافية للعقل في حين لن يحضر الاخ غير الشقيق لصدام ورئيس جهاز مخابراته السابق برزان التكريتي جلسات اليوم بإدعاء "العياء والمرض" في وقت لاحظ متابعون للمحاكمة امس انه كان اكثر المتهمين وقاحة حين وصف ضحايا عمليات الاعدام التي نفذها النظام السابق في مدينة الدجيل بأنهم كلاب ومجرمون .
وقبل ان يعلن قاضي المحكمة زركار محمد امين الليلة الماضية تأجيل المحاكمة الى اليوم قال برزان له انه يعتذر عن الحضور اليوم لانه تعب ومريض وطلب من القاضي جلسة خاصة ليكشف له عن معلومات خطيرة لم يوضح طبيعتها برغم انه اشار الى ان سبعة من كبار المسؤولين السابقين يتقدمهم رئيس الوزراء محمد حمزة الزبيدي قد ماتوا في المعتقل الاميركي . وسبق لبرزان ان ابلغ المحكمة الشهر الماضي انه مريض بالسرطان طالبا نقله الى خارج العراق للعلاج .
وكانت جلسة المحاكمة التي انعقدت امس وهي السادسة منذ بدء المحاكمة في التاسع عشر من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي قد استغرقت ثمان ساعات استمعت فيها هيئة المحكمة لافادة ثلاثة شهود ودارت خلالها مشادات كلامية بين برزان وبعض المشتكين وبين الادعاء العام وصدام الذي كشف عن تعرضه وكبار المسؤولين للتعذيب والضرب من قبل القوات الاميركية وهو الامر الذي اكده نائبه في رئاسة الجمهورية السابق طه ياسين رمضان من خلال وصفه لعمليات ضرب وتعذيب تعرض لها كذلك .
لكن البيت الابيض سارع الى ابداء رفض قاطع لاتهامات صدام حسين بتعرضه للضرب والتعذيب من قبل الاميركيين معتبرا انها "منافية للعقل". وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان "اظن ان هذه الاتهامات من اكثر الامور التي تجافي العقل الصادرة عن صدام حسين اخيرا". واوضح ان "صدام حسين يعامل بطريقة معاكسة تماما للطريقة التي كان نظامه يعامل بها الاشخاص الذين اعتقلهم وعذبهم لمجرد انهم عبروا عن ارائهم"، مضيفا "لذا ارفض هذه الاتهامات ".
ومن جهته اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك ان "هذه المحاكمة توفر منبرا" لصدام حسين.
وقال ان "الانتباه يجب بالتالي ان يتركز على شهادات الاشخاص الذين عانوا من ظلم وقمع وعنف صدام حسين. هذا ما يجب بالتالي ان يسمعه الناس" معتبرا اقوال الرئيس العراقي السابق بانها "مدعاة للسخرية" واشار ماكورماك الى انه لا يملك "اي عنصر" يؤكد الاتهامات.
وقد سرد ثلاثة من الشهود امس ادلى اثنان منهم بشهادتهما من وراء ستار كيفية اعتقال مئات العوائل واعدام اربعة العشرات منهم وتعذيب المئات ونقلهم الى الصحراء التي نفوا اليها لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة . بعد ذلك تقدم الرئيس العراقي السابق للادلاء بمطالعة طويلة سياسية الطابع لاعلاقة لها بالقضية التي تنظر فيها المحكمة لكنه قطع الصوت عن جزء منها ويبدو انه تحدث فيها عن المقاومة ضد الاميركان وقال انه لا يريد ان يدافع عن نفسه لان اسمه اكبر من الجميع واشتكى من معتقل مزر محجوز فيه ولا يرى منه الشمس واشار الى انه بنى العراق من خراب حتى اصبح العالم يخشى من علمه ووطنية اهله وقال "العراق كان حافيا الا من تاريخه وناسه الطيبين" واكد رفضه لاي ممارسات غير مرضية قد يكون تعرض لها سكان الدجيل واوضح انه اصدر امرا بالعفو عن عراقيين محكومين بالاعدام . واضاف ان العراق يهان الان يوميا من الاحتلال وقال انه تعرض للضرب واشار الى انه اب لكل العراقيين بناء على مسؤولياته الادارية والدستورية واعترض على عدم الاستجابة لطلبه باداء الصلاة . وتحدث عن عمليات تعذيب تعرض له هو ورمضان وبرزان وقال ان رمضان ابلغه عند بدء الحرب الاخيرة ان مايحصل انتحار وانه ابلغه انه ليس الرجل الذي يتخلى عن مسؤولياته . ثم اعترض صدام على عدم السماح بالاستماع للمتهمين مثلما تستمع المحكمة للشهود وقال للقاضي انه يعترف به لانه يعمل حاكما قبل وقوع احتلال الاميركان للعراق .
ثم تحدث رمضان عن عمليات ضرب وسوء معاملة تعرض لها بعد اعتقاله قبل عامين واشار الى ان جميع شهادات الشهود ضده غير صحيحة لانها اعتمدت على اقاويل وسماع من اخرين عن قيامه باصدار اوامر بتجريف بساتين بلدة الدجيل . اما برزان فقد اكد الى انه يفتخر بانه شقيق لصدام وانه ذهب الى الدجيل مرتين لانه كان مسؤولا عن امن الرئيس السابق وحمايته الشخصية وعنما تعرض لمحاولة الاغتيال كان من الطبيعي ان يشاهد بنفسه موقع الحادث ويطلع على التحقيق فيه . واشتكى برزان من انه احتجز لثمانية اشهر في زنزانة ضيقة طولها مترين وعرضها متر وبدون شبابيك وانه كان لايفرق بين الليل والنهار وظل ببنطلون بيجاما من دون قميص واطعم اكلا لاتقبل به حتى الحيوانات . وشدد برزان صارخا انه ليس مجرما ويداه بيضاء كسيدنا موسى وقال انهما لم تتلوثا مشيرا الى انه سياسي لكنه حشر في زاوية الاتهام . وفي مداخلته ردا على افادة احد الشهود شتم برزان هيئة الادعاء العام ووصفهم بالغربان والمجرحين لخضوعهم للاحتلال وقال كلاما يبدو عليه العصبية لكنه تم قطع صوته ولدى اعادة الصوت الى البث قال برزان ان القتلى في الدجيل كلاب ومجرمين ووصف شهادة الشاهد بانها ملفقة وافك وشكك في الشهاده واتهم الشاهد بانه تابع لايران لانه "شرب من حليبها" على حد قوله ووجه كلامه للقاضي قائلا"انكم تحاكمون التاريخ" وادعى ان محمد حمزة الزبيدي رئيس الوزراء السابق توفي في المعتقل الاميركي بعد ان دفعه احد الحراس بشدة وبقي يعاني من اثار ذلك .
وفي بداية جلسة الامس قررت المحكمة رفض الاعتراض المقدم من من قبل الادعاء في منع المحامين العرب والأجانب كما رفضت أيضا التمييز الذي قدمته هيئة الدفاع حول عدم اختصاص المحكمة وأقرت استمرارها حيث يوجد هناك ثلاثة محامين قطري واردني واميركي هو رامزي كلارك وزير العدل السابق الذي لم يشاهد في جلسة الامس . .. وكان صدام دخل الى قاعة المحكمة الجنائية العليا ببدلته الزرقاء الغامقة مع قميص ابيض من دون ربطة عنق التي اعتاد الظهور بها في جلسات المحكمة بعد انتهاء دخول معاونيه السبعة الذين كانوا يرتدون الملابس العربية التقليدية ويحاكمون معه بتهمة قتل 148 عراقيا من سكان بلدة الدجيل شمال بغداد اثر محاولة لاغتياله عام 1982 .
وتنعقد المحكمة وسط اجراءات مشددة جدا تشارك فيها قوات عراقية واميركية وطائرات تحلق فوق مبنى القيادة القومية السابقة لحزب البعث المنحل داخل المنطقة الخضراء بوسط العاصمة العراقية . وقال صحافي لـ"ايلاف" ان مختصين اميركيين استجوبوا الصحافيين الذين سيغطون وقائع جلسات المحكمة ووجهوا لهم اسئلة مثل : هل أنت سني أم شيعي ؟ هل أنت متزوج وكم عدد الأطفال؟ أين تسكن ومنذ متى؟ هل لديك أو لأقربائك علاقة بمجموعة مسلحة؟ ما هو تحصيلك الدراسي؟ وهل خدمت في صفوف الجيش وهل سجنت في أثناء الخدمة؟ ما هو عمل والديك ؟ هل سافرت إلى خارج العراق ومع من ولماذا؟ كم هو راتبك الشهري ومع من تعمل ومنذ متى وأين عملت سابقا ؟ هل كنت تعمل في مجال الإعلام فترة النظام السابق وفي أي صحيفة" كما تم تصوير البصمات في العين والاصبع مع التقاط صور شخصية . واضاف ان الصحافيين منعوا من حمل أي اقلام او اوراق الى المحكمة حيث زودوا بها داخل قاعة المحكمة بعد ذلك كما منعوا من استصحاب أي نوع من الكاميرات حيث تقوم شركة خاصة بنقل وقائع المحاكمة .
ومن ابرز الذين تضمهم قائمة المتهمين السبعة برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام ورئيس جهاز مخابراته السابق وطه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية السابق وجميعهم معرضون لحكم بالاعدام .. وهم :
-- طه ياسين رمضان: النائب السابق لصدام : تم اعتقاله في 18 آب (اغسطس) عام 2003 من قبل مقاتلين اكراد في الموصل (شمال) ثم سلم الى القوات الاميركية وكان في المرتبة العشرين على لائحة المسؤولين السابقين ال55 الملاحقين من قبل الاميركيين .. وهو كان من اقرب المقربين لصدام حسين وشارك في كل قراراته المهمة.
وطه ياسين رمضان كردي الاصل من جزرة نواحي الموصل حيث ولد عام 1938 لاب بستاني وفي 1980 اسس "الجيش الشعبي" الذي كان تابعا لحزب البعث الحاكم كما كان عضوا في مجلس قيادة الثورة اعلى هيئة قيادية في العراق .. وفي عام 1991 اصبح نائبا للرئيس ويتهمه العراقيون بارتكاب جرائم ضد الانسانية خصوصا لتورطه في عدد من الحملات ضد الاكراد بما في ذلك مجزرة حلبجة .. وقد نجا من عدة محاولات اغتيال.
-- برزان ابراهيم الحسن (التكريتي): احد الاخوة غير الاشقاء للرئيس السابق ومستشاره الرئاسي وقد اعتقل في 16 نيسان (ابريل) عام 2003 في بغداد وكان الثاني والخميسن على لائحة الـ 55. وقد تولى برزان التكريتي رئاسة جهاز المخابرات العراقية قبل عام 1984 ثم مثل بلاده في الامم المتحدة في جنيف 12 عاما.
عاد الى العراق في ايلول (سبتمبر) عام 1999 ضمن اطار تعيينات دبلوماسية ووسط معلومات متضاربة تحدثت بعضها عن انشقاقه حين افادت معلومات نشرتها وسائل اعلام حينذاك ان صدام حسين وضعه تحت المراقبة بعد ان رفض التعبير عن ولائه لقصي الابن الاصغر للرئيس السابق الذي قتله الجيش الاميركي مع شقيقه عدي في تموز (يوليو) عام 2003 . وقد اشرف خلال عمله في جنيف على شبكات المخابرات العراقية في اوروبا وتولى التوجيه في شراء الاسلحة. ومنذ فرض الحظر الدولي على العراق في 1990عام شكل شبكة هدفها الالتفاف عليه وتم تكليفه ادارة ثروة صدام حسين المودعة في مصارف اوروبية. وقد ولد برزان في عام 1951 في مدينة تكريت.
- عوض احمد البندر: قاض سابق في "محكمة الثورة " ونائب مدير مكتب صدام حسين.
- عبد الله كاظم رويد
- مظهر عبد الله رويد
- علي الدائي علي
- محمد عزام العلي
وهؤلاء الاربعة متهمون بانهم كانوا مسؤولين عن منطقة الدجيل في حزب البعث الذي تم حله بعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان (أبريل) عام 2003 وقادوا حملة الاعتقالات وتدمير يساتين ومنازل المنطقة . وقد انشئت المحكمة العراقية الخاصة التي تحاكم صدام واعوانه في العاشر من كانون الاول (ديسمبر) عام 2003 اي قبل توقيف الرئيس السابق بثلاثة ايام.