حزب كديما يصارع الموت مع أرييل شارون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أحمد قريع يتمنى الشفاء العاجل لشارون
الجبهة الشعبية : غياب شارون لن يغير من العقيدة
حماس : العالم سيكون أفضل بدون شارون
إبقاء شارون في غيبوبة لمدة 24 ساعة
المشهد السياسي الإسرائيلي يودع شارون
علاقة شارون بفرنسا تفتقد للثقة
البلدوزر الإسرائيلي على حافة الموت
أولمرت... مزاج سيء وعصبية دائمة وحلم قد يتحقق
حزب كديما يصارع الموت مع أرييل شارون
بشار دراغمه من رام الله: يربط مراقبون إسرائيليون مصير حزب كاديما الذي أسسه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بمصير مؤسسه الذي مازال يصارع الموت حتى الساعة . ويرى مراقبون إنه كلما اقترب شارون خطوة من "ساعته" كلما ساءت حال حزبه الذي لم يمض على تأسيسه أكثر من شهرين. ومن الواضح أن مصير بقاء كاديما أو اندثاره بات مرتبطا بشكل أساسي بحياة شارون... وفي حال حدثت معجزة ونجا شارون من الموت فإن هذا الحزب سيكون مصابا بحالة شلل نصفي مثل مؤسسه تماما، ولن يكون له قيمة بين الأحزاب الإسرائيلية. أما إيهود أولمرت، فتكاد تكون "التركة" التي من المتوقع ان يرثها من بعد شارون بمثابة "حلم يتحقق"، إذ انه بموت شارون تنتقل كل الصلاحيات الى أولمرت - الذي سيتولى منصب رئاسة الوزراء وربما رئاسة حزب كديما. إلا أن أولمرت غير مرغوب به كثيرا في إسرائيل، لما يتصف به من مزاج سيء، وعصبية دائما ما يبعد عنه كل الصفات القيادية التي كان يتمتع بها شارون والذي عرف بقوته وصلابته وحنكته في اتخاذ القرارات.
كديما وشارون .. مصير واحد
وتوقع البعض أن يكون كاديما بين الأحزاب التي ستحصل على أقل عدد من المقاعد في الإنتخابات المقبلة في الثامن والعشرين من شهر آذار(مارس) المقبل. ويرى المحلل الإسرائيلي ألوف بن أن إدخال شارون مرة ثانية إلى المستشفى بسبب نزيف في الدماغ، سيجعل من الصعب عليه العودة إلى مهام منصبه حتى في حالة إجتيازه العلاج الطبي بسلام. ويقول في هذا الإطار إنه "حتى في حال شفائه، سيكون من الصعب إقناع الجمهور بمقدرته على إشغال منصب رئيس الحكومة لمدة أربع سنوات أخرى، بعد أن أصيب بجلطتين في الدماغ خلال أقل من ثلاثة أسابيع، وبذلك يكون عصر شارون قد وصل إلى نهايته التراجيدية".
ويوضح بن أن الجمهور الإسرائيلي تابع خلال الأسابيع الأخيرة صراع شارون مع الموت ومحاولاته العودة إلى عمله والتظاهر أنه يعمل كالمعتاد . إلا أن برنامجه اليومي كان مقتضبا وتم إلغاء ظهوره العلني أمام الجمهور واجتماعاته خارج مكتبه، عملا بنصيحة أطبائه. إلا أن شارون بقي يمارس مهامه حتى يوم أمس، إذ عقد نقاشا حول قضية "قرية الغجر" كما شارك في حفل بيع أسهم بنك ليئومي.
ويعتبر الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس أن الإنهيار في صحة شارون يجعل إسرائيل في وضع سلطوي غريب ومهتز، حيث أن القائم بأعمال رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، يقف على رأس حكومة انتقالية عشية الإنتخابات.
وحزب السلطة "كاديما" ينقصه المؤسسات والجهاز التنظيمي، التي لم يتمكن شارون من بنائها لان الوقت لم يسعفه في ذلك. ويقول بن إنه من غير الواضح حتى الآن الآلية التي ستعتمد لانتخاب بديل لشارون، في حين سيدفع التنافس على رئاسة الحكومة- التي بقيت حتى اليوم من نصيب شارون بحسب الإستطلاعات - مجددا إلى منافسة ثلاثية بين بنيامين نتانياهو وعمير بيرتس وبديل شارون في "كاديما". وفي جميع الأحوال، من المتوقع أن تشهد إسرائيل استبدال أجيال في القيادة، بعد 5 سنوات من الاستقرار في ظل قيادة شارون".
وفي إسرائيل الكل يترقب ماذا سيحصل لحزب كديما، وما هو مصير إسرائيل بعد أن فقدت أقوى رجالها، فلا أحد يتوقع لشارون النجاة من الجلطة الدماغية الحادة التي ألمت به يوم أمس، حتى في حال نجاته منها بأعجوبة فأنه لن يعود إلى الحياة السياسية مرة أخرى، خاصة وان شارون هو ذلك الشخص الذي أفتخر على مدار 78 عاما بملفه الطبي وقوته الجسمانية رغم تقدمه بالسن. لكن الآن هناك ترقب لما سيحدث لحزب كديما، وهناك توقعات بأن تجري انتخابات داخل هذا الحزب الناشيء يتنافس عليها يهود أولمرت ووزير الامن شاؤول موفاز وربما شمعون بيرس الذي إنضم هو الآخر لحزب شارون.
وتميز يهود أولمرت بأنه أبرز مهندسين خطة "فك الارتباط" التي انسحبت إسرائيل بموجبها من قطاع غزة، وعرف ولائه لشارون، وبالرغم من ذلك إلا أن شخصيته غير محبوبة في إسرائيل، أما موفاز فهو الآخر ليس بأوفر حظا من أولمرت وذلك بسبب الضجة الكبيرة التي قامت بعد أن انسحب من حزب اليكود، وإنضم إلى حزب كديما، أما شمعون بيرس، فهو قادم من اليسار الإسرائيلي، وتحديدا من حزب العمل، الذي كان حتى فترة قريبة رئيسا له، وينظر الإسرائيليون لبيرس على انه ذو شخصية ضعيفة وغير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة مثل تلك التي كان يتخذها شارون.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تعليقها على وضع شارون إنه مناص الآن من طرح الأسئلة الصعبة وهو: " ماذا سيحصل في حال عدم عودة شارون إلى سابق عهده؟ ماذا سيحصل في حال فقدانه لمقدرته على القيادة لفترة طويلة؟ ماذا سيحصل في حال عدم مقدرته على التنافس مرة ثانية لرئاسة الحكومة؟ ماذا سيحصل في حال أن عصر شارون في السياسة الإسرائيلية قد وصل إلى نهايته يوم أمس؟"
وأضافت الصحيفة: "في هذه الحالة سيحصل تطورات جديدة على المعركة الإنتخابية، وكل التقديرات التي أشارت إلى فوز أن شارون وحزبه "كديما" ستتم دراستها مجدداً، وسيكون القائم بأعمال شارون، الوزير إيهود أولمرت، في هذا الشريط. وسيشغل منصب رئيس الحكومة حتى الإنتخابات في الثامن والعشرين من آذار/مارس. وسيضطر "كديما" إلى إنتخاب رئيس جديد له يكون مرشح الحزب لرئاسة الحكومة. ومن بين الأسماء المرشحة؛ أولمرت وتسيبي ليفني وشاؤل موفاز، وربما شمعون بيرس أيضاً بالرغم من أنه في الوضع الحالي فإن سنه لن يكون في صالحه".
وأوضحت هآرتس أن استقالة شارون من التنافس على رئاسة الحكومة تعني خروج المنافس الأول من اللعبة الذي أشارت الإستطلاعات إلى أنه بإمكانه أن يحصل على أكثر من 40 مقعداً في الكنيست. ومن الصعب في هذه الحالة وصف الجهاز السياسي بدون شارون. ففي السنوات الخمس الأخيرة التي أشغل فيها منصب رئيس الحكومة، كان الأقوى منذ دافيد بن غوريون
واعتبرت الصحيفة أنه بدون شارون فإن حزب كديما سيخوض الإختبار مجدداً، من جهة عدد المقاعد التي ستعود إلى أحزابها الأصلية؛ الليكود والعمل وشينوي. وقد أشارت الإستطلاعات التي أجريت في الأسابيع الأخيرة بعد إصابة شارون بالجلطة الأولى، أنه بدونه لا يتفكك كديما، إلا أنه منذ اليوم، فإن هذه المسألة لن تبقى نظرية، فيكفي أن ينتقل عشرة أعضاء إلى الليكود أو العمل، عندها سيكون التنافس مختلفاً، والإحتمالات متساوية بين الأحزاب الثلاثة.
وأكدت الصحيفة على أن بنيامين نتانياهو وعمير بيرتس سيكونان منذ اليوم مرشحين جديين لرئاسة الحكومة، ولم يكونا كذلك من قبل، إلى جانب المرشح الثالث (من المرجح أن يكون أيهود أولمرت) الذي سيتوجب عليه أن يعيد نجاحات شارون، وستكون مهمة صعبة بالنسبة له، فهو يفتقد التجربة السياسية والموهبة القيادية بالمقارنة مع شارون".