بري: لنتفق على رئيس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الهوّة تتسع بين الحريري ونصرالله وربما تصل إلى الشارع
بري يطلقها صرخة: تعالوا نتفق على رئيس
نصر وهزيمة يتنازعان اللبنانيين
لبنان يترقب معركة المحكمة الدولية بقطع أنفاس
أدوية الأعصاب بيعت بكثرة خلال الحرب
إيلي الحاج من بيروت: أطلق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أول اشارة حول استحقاق رئاسة الجمهورية بعد تسعة أشهر قبيل استقباله رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري، بقوله ليل أمس إنه يفترض ان يكون هناك تفاهم على الرئيس في حزيران المقبل ، ومن دون هذا التفاهم سنصل الى أزمة وإلى فراغ ". بذلك يخالف رئيس المجلس ما اجتهد به بعض منظري قوى الغالبية الحاكمة في شأن نصاب الجلسة الانتخابية التي سيعقدها مجلس النواب لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، ومختصر اجتهادات هؤلاء أنه اذا تعذرتوفير النصاب بحضور ثلثي النواب في الجلسة الأولى، فيُكتفى بالأكثرية المطلقة في الجلسة الثانية.ويقول بري : "نصاب الجلسة الانتخابية ثلثا أعضاء مجلس النواب، أي ٨٦ نائبا، ولتعقد هذه الجلسة يجب ان يكون في القاعة العامة للمجلس ٨٦ نائباً". نصاب كهذا لا يمكن أن تؤمنه للغالبية إلا كتلة من ثلاث ، إما نواب " حزب الله"، إما نواب حركة "أمل" ورئيسها بري، وإما كتلة النائب الجنرال ميشال عون الذي يتمسك به على ما يبدو الجناحان الشيعيان ، الحزب والحركة، وبقية حلفاء سورية ، مرشحاً للرئاسة. في حين يتراجع رهان شاع لبعض الوقت عن إمكان فصل موقف الرئيس بري عن موقف "حزب الله" ويتبين يوماً بعد يوم إنه رهان في غير محله.
ويرى رئيس المجلس أن الوضع الداخلي "سيئ وينذر بالأسوأ، ولا بد من الاستعانة بالدور العربي وخاصة السعودي من اجل تبريد الداخل اللبناني، ، مجددا تمسكه بشعار رفعه لهذه المرحلة هو "كتم الغيظ"، واعتبر ان "أي عاقل لا يستطيع ان يرفض مبدأ حكومة الوحدة الوطنية، لكن يجب ان تكون الحكومة البديلة جاهزة قبل رحيل الحكومة الحالية والا فان البلد يذهب الى الفراغ، مشيرا الى سيناريوهات طرحت للتعديل والتوسيع لكن جوهر الموضوع هو "الثلث المعطل".
وفي انتظار بدء البحث في الحلول، إن لرئاسة الجمهورية أو الحكومة ككل التي يصر الحزب الشيعي والجنرال عون على تغييرها، يركز المعنيون في "أمل" و"تيارالمستقبل" على اطفاء تداعيات حادثة "المزرعة" في بيروت، حيث تطور خلاف إلى تضارب وإطلاق نار ليل السبت الماضي بين مناصرين للجانبين ، وأدى إلى توقيف ثمانية أشخاص. وذكرت معلومات ان ثمة نية لدى كل من قيادتي الحركة والتيار لاقامة افطار رمضاني مشترك بين شباب الجانبين لإزالة أجواء الاحتقان وترسيخ الوحدة الوطنية عبر التشديد على النقاط الجامعة ، وخصوصا في فصل الصوم، وقالت مصادر قريبة من الفريقين ان البحث يجري الآن في توفير الظروف التقنية واللوجستية المناسبة لتحقيق هذا الأمر في جو من الهدوء.
لكن التدهور السياسي في العلاقة بين الحريري و"حزب الله" يبدو أصعب، رغم إعلان النائب الحريري خلال "إفطار اقتصادي" في دارة العائلة في قريطم انه سيبقى واضعا يده بيد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، و "لن أسحب يدي من يده ومن يد الرئيس نبيه بري" ، مضيفاً:" سنتكلم بعضنا مع بعض عندما يحين الوقت لذلك".
هذا الموقف لم يبدد تداعيات السجال السياسي الأخير بين الحريري والحزب . وتقول مصادر مطلعة ان ترميم العلاقة الثنائية أصبح أصعب من أي وقت مضى، مع بروز أزمة ثقة عميقة تتعلق بالخيارات الاستراتيجية التي يعتمدها كل طرف ودوره في حرب تموز( يوليو) أو "الوعد الصادق". فحزب الله يشعر بأنه تعرض للطعن في الظهر بينما كان مستديرا نحو الجنوب، في حين يعتقد الحريري بأنه كان ضحية "مناورة" ، لئلا نقول كذبة، قام بها الحزب على طاولة الحوار.
وتتوقع مصادر مراقبة المزيد من التصعيد والتشنج بعدما خرج الخلاف السياسي الى العلن في الأيام الأخيرة، خصوصاً أن "حزب الله" خلافا للأسلوب الذي اعتمد سابقا في السجالات الداخلية عندما كان يحيّد رئيس الغالبية عن الأفرقاء الآخرين في قوى ١٤ آذار/ مارس، بات يسدد انتقادات مباشرة وعنيفة الى الحريري ، كان آخرها قول نائب السيد نصرالله الشيخ نعيم قاسم في حديث صحافي أمس إن "الحريري مرتبط بالتزامات تجاه الولايات المتحدة وحلفائه في الداخل، الأمر الذي يعطل قراره المستقل، أما نحن فنرى ان لا امكانية لأي حل يمر عبر الوصاية الاميركية او عبر "أثرياء الحروب" في الساحة المحلية ممن لا هم ّ لهم سوى البحث عن مكاسب على حساب الوطن وعلى حساب القوى الفاعلة من أجل تثبيت مكانة لهم ".
وهذا الموقف استدعى ردا من المكتب الاعلامي للحريري أكد ان "الكلام المنسوب الى الشيخ نعيم قاسم لا يجافي الحقيقة فحسب، انما يصب في اطار الاصرار على اجراء فحوص دم وطنية تساهم في تأجيج الأوضاع السياسية في البلاد، ولا تفسح في المجال أمام كل الدعوات الصادقة الى وجوب اعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس وتعزيز مناخات الحوار... أما الكلام على التزامات خارجية فهو مردود الى أصحابه، مع الشكر، وكل شخص بالتزاماته عليم".
واضافة الى السجال السياسي المعلن، تقول مصادر قريبة من "حزب الله" ان من أسباب انهيار الحوار السياسي بين الطرفين ان "الغالبية تنتقل من مرحلة اسقاط الشراكة- التي تمثلت في "التحالف الرباعي" قبل انتخابات ٢٠٠٥ وتأليف الحكومة الحالية- الى مرحلة أكثر تقدما هي محاولة إلغاء حزب الله، وقد عكست أقاويل تصل الى مسامع الحزب منسوبة الى الحريري في الافطارات الأخيرة ومن بينها قوله انه سيكون ثمة حل ما للحزب وسلاحه في غضون ثلاثة أشهر، الأمر الذي يحمل الحزب على التوجس والاعتقاد بوجود خطط جديدة لمواجهة سلاحه في موازاة تنفيذ القرار ١٧٠١ الذي لم ينص في أي حال على هذا الجانب من المشكلة".
يبقى السؤال: هل تساهم المشاورات والوساطات التي بدأت في الساعات الأخيرة لخفض سقف السجال السياسي وتبريد أجواء الاحتقان والحؤول دون تفاقمها، أم ان الأمور متجهة نحو التصعيد في ظل ما يحكى عن سقوط "هدنة شهر رمضان" وعن احتمال لجوء الى الشارع لإسقاط الحكومة سوف يستتبع حكماً لجوءًا مضاداً إلى الشارع للدفاع عنها؟