العراق ولبنان وإيران.. محاور من قمة الرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
العملة الخليجية المُوحّدة والنفط أبرز اقتصادياتها
العراق ولبنان وإيران.. محاور من قمة الرياض
جهود حثيثة في السعودية للحاق بركب التنمية
جميع قادة التعاون يشاركون في قمة جابر
الصحافة السعودية تطالب قمة جابر بتوصيات لصالح الخليج
سعيد الجابر من الرياض: بدأت أعمال القمة الخليجية المقامة بالعاصمة السعودية الرياض، بأهم المحاور التي تتعلق بالمنطقة وأبرزها الأوضاع الداخلية بالعراق ولبنان والملف النووي الإيراني الذي وصفه المراقبون بأنه يهدد استقرار المنطقة، كما يُنتظر أن تتطرق القمة على مدى يومين قادمين للوضع في الأراضي الفلسطينية ومشروع السلام بالمنطقة، وسيتحدّث العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يترأس مجلس القمة خلال إلقاء كلمته أمام رؤساء الوفود الخليجية عن المحاور التي يُنتظر البت فيها من خلال العديد من الملفات التي تهم أعضاء المجلس والتي ستنقلها "إيلاف" خلال الساعات القادمة.وفي مقر انعقاد القمة، تواجدت الوفود التي ستحضر من دول الخليج لتبدأ أعمال القمة خلال ساعات الليل الأولى وتنتهي بعد أكثر من 48 ساعة، وستسعى القمة خلال انعقادها لحل مصير الوحدة النقدية المقرر انتهائها في عام 2010، كما ستناقش القمة الملف النووي الايراني في المنطقة، ويضم المجلس وفود السعودية وعمان وقطر والبحرين والكويت والإمارات.
ويُتوقع ان تدرس القمة الاقتراح الذي طرح في العام الماضي بالا تزيد مدة اقامة العمال الاجانب في دول الخليج عن ست سنوات، ذلك بعد أن أكّدت الدراسات أن هناك نحو 12 مليون اجنبي في دول مجلس التعاون الخليجي ويمثلون أكثر من 80 % من السكان في بعض الحالات.
كما سيبحث الملف جميع التشريعات والأنظمة المتعلقة بإنشاء البنك المركزي الموحد، كما سيتم تحديد مهامه وأعماله وعلاقاته بالوزارات المالية والمؤسسات النقدية الوطنية في دول المجلس. كما يتوقع أن يتم الاتفاق عام 2007 على مواصفات العملة الخليجية الموحدة واسمها وأسلوب طرحها للتداول.
وبينت المصادر أن الملف الاقتصادي الأبرز سيتطرق للإستراتيجية المقترحة للعلاقات البترولية لدول المجلس، ويعتبر اعتماد إستراتيجية بترولية موحدة لدول المجلس الأسلوب الأمثل لاستغلال أهم الموارد الطبيعية التي تعتمد عليه اقتصادياتها. وفي هذا الإطار فإن الرؤية الاستراتيجية لدول المجلس تسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف الرئيسية باعتماد مجموعة من السياسات والإجراءات التنفيذية لتحقيق هذه الأهداف وتقييم الأداء.
الجدير بالذكر أن المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون كان قد كلّف لجنة التعاون البترولي بإعداد إستراتيجية بترولية طويلة المدى لدول المجلس، وتم إعداد الإستراتيجية انطلاقاً من السمات المشتركة لدول مجلس التعاون، واستناداً إلى الأسس التي قام عليها المجلس التي اشتملت على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين، وما تبع ذلك من لوائح تنظيمية ومؤتمرات وقرارات واتفاقيات موحدة على مستوى دول المجلس والاتفاقيات والسياسات التفاوضية بين دول المجلس والمجموعات والتكتلات الاقتصادية الدولية.
الملك عبد الله: المنطقة خزان بارود ينتظر الانفجار
واكد العاهل السعودي الذي تتراس بلاده الدورة الحالية للقمة ان "قضيتنا الاساسية تبقى قضية فلسطين الغالية" التي لا تزال تقبع بين "احتلال عدواني بغيض" ومجتمع دولي "ينظر نظرة المتفرج" و"الخلاف بين الاشقاء". ومن المشاكل الكبرى الاخرى في المنطقة اشار الملك عبد الله الى الوضع في العراق حيث "الاخ يقتل اخيه" وفي لبنان حيث "نرى سحبا داكنة تهدد وحدة الوطن وتنذر بانزلاقه من جديد في كابوس النزاع المشؤوم بين ابناء الدولة الواحدة".
واعتبر العاهل السعودي ان دول المجلس، وفي ضوء هذه المخاطر، يحب ان تكون "صفا واحدا كالبنيان المرصوص وان يكون صوتنا واحد". وكان مصدر مسؤول في مجلس التعاون الخليجي قال ان "التوصيات المرفوعة من قبل اللجان الوزارية المختصة الى هذه القمة تعبر عن قلق رئيسي هو تداعيات الاوضاع الامنية في العراق".
واكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان التوصيات التي سيناقشها قادة الدول الست تدعو الى "توجيه الاجهزة الامنية بالعمل على وضع خطة عمل مشتركة لمواجهة تداعيات الوضع المتردي والانفلات الامني في العراق". واضاف ان التوصيات تحدد هذه التهديدات ب"النزوح البشري والاعمال الارهابية والاجرامية وتهريب الاسلحة والمتفجرات والمخدرات والتسلل" بين العراق ودول مجلس التعاون.
واشار المصدر الى ان التوصيات تدعو الى "التحصن من اي انعكاسات طائفية نتيجة وقوع حرب اهلية في العراق" الذي يشهد اقتتالا مذهبيا سنيا شيعيا، والى "التنسيق المشترك لحماية حدود دول المجلس مع العراق ووضع خطة طوارئ لذلك".
وصرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في كلمة امام نظرائه الخليجيين في افتتاح اجتماع تحضيري للقمة الخميس ان "تدهور الاوضاع في العراق ما يزال يمثل تحديا خطيرا لامن المنطقة وسلامة مستقبلها". ودعا الوزير السعودي الى "وقف جميع اشكال التدخل التي يتعرض لها العراق". ويبدو ان المخاوف من الخطر الايراني على المنطقة باتت اقل حدة في هذه الدورة بالرغم من استمرار انزعاج لدى الخليجيين من دور طهران في العراق.
وكان الامين العام لمجلس التعاون قال "لا نشعر بأن هناك مخاطر عسكرية ايرانية تهدد دولنا". وفي لقاء مع الصحافيين، كشف العطية عن تلقيه دعوة لزيارة طهران، مؤكدا استعداده لتلبيتها. الا انه اكد ان ذلك يبقى "رهن اشارة قادة دول المجلس" الذي يضم السعودية والكويت والامارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان.
وكانت ايران اعربت في اكثر من مناسبة عن رغبتها في التقارب مع جيرانها الخليجيين. فبعد ان دعا وزير الدفاع الايراني الدول الخليجية الى التوقيع على معاهدة امنية دفاعية مشتركة، قال رئيس المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني في دبي هذا الاسبوع ان التقارب الاقليمي في صلب "المشروع القومي الايراني".
وحرصت الدول الخليجية التي لا تبعد شواطؤها اكثر من عشرات الكيلومترات عن مفاعل بوشهر النووي الايراني، في الآونة الاخيرة على ان تضع مخاوفها من البرنامج النووي الايراني في الاطار "البيئي". الا ان سيناريو تلقي ايران ضربة عسكرية اميركية يبقى مطروحا في الحسابات الخليجية.
وقال المصدر المسؤول في المجلس في هذا السياق ان "الدول الخليجية قلقة من احتمال حدوث مواجهة اميركية ايرانية اذا ما وصلت المحادثات النووية الى طريق مسدود والمخاطر البيئية ستنشأ حين تتعرض المنشآت النووية الايرانية لضربة عسكرية".