البعثيون يوسعون الهوة بين الصدر والمالكي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هنية يعتذر لطالباني عن وصفه البيشمركة بالعصابات
البعثيون يوسعون الهوة بين الصدر والمالكي
بدء أعمال مؤتمر نداء براغ إلى العراق
افتتاح مؤتمر المصالحة الوطنية في العراق
محادثات بين بوش والمالكي عبر الدائرة التلفزيونية
بغداد : مؤتمر المصالحة قارب النجاة الأخير
ضربة جوية أميركية في مدينة الصدر في بغداد
أسامة مهدي من لندن : اعتبر متابعون لمؤتمر المصالحة العراقية الذي يختتم اعماله في بغداد اليوم باصدار وثيقة عهد ان رغبة رئيس الوزراء نوري المالكي بانجاح مبادرة للمصالحة وتوسيعها باشراك قوى وشخصيات خارج العملية السياسية وفي مقدمتهم بعثيون وضباط في الجيش السابق قد زادت من ابتعاد حليف قوي له هو التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي اتخذ خلال الايام الاخيرة ثلاثة مواقف تقاطعت مع توجهات المالكي ويبدو انها ستقود الى تغييرات في الخارطة السياسية العراقية .. بينما قدم رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية اعتذارا رسميا مكتوبا الى الرئيس العراقي جلال طالباني لوصفه قوات البيشمركة الكردية بالعصابات .فقد لاحظ المراقبون ان مقاطعة التيار الصدري لمؤتمر المصالحة الذي القى فيه المالكي كلمة دعا فيها البعثيين الى المساهمة في العملية السياسية بمثابة خطوة جديدة للابتعاد عن حليفه المالكي الذي تسلم منصبه في ايار (مايو) الماضي بفضل اصوات نواب التيار الثلاثين وترجيح كفته على منافسه مرشح المجلس الاسلامي الاعلى عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الحالي . وقال صاحب العامري النائب عن الكتلة الصدرية إن التيار لا يشارك في مؤتمر يحضره صداميون وبعثيون وتكفيريون ممن تلطخت أياديهم بدم الشعب العراقي.
وتأـي هذه المقاطعة برغم ان حزب البعث المنحل اكد في بيان له ان البعثيين الذين سيحضرون المؤتمر لا يمثلون الحزب الذي لم يكلفهم بهذا الحضور لانه لايعترف بالعملية السياسية وحكومتها . وجاءت خطوة المقاطعة هذه بعد ايام من تعليق التيار الصدري لعضوية نوابه ووزرائه في مجلسي النواب والوزراء احتجاجا على اجتماع المالكي مع الرئيس الاميركي جورج بوش في عمان في التاسع من الشهر الحالي وعلى طلب الحكومة من مجلس الامن الدولي تمديد بقاء القوات الاجنبية في العراق عاما اخر والذي اصدر المجلس بعدها فعلا قرارا ببقاء هذه القوات حتى نهاية العام المقبل 2007 . ثم جاء الموقف الاخر امس الاول حين اصدر الصدر بيانا يؤيد فيه المؤتمرات التي تدعم سنة العراق في اشارة غير مباشرة الى مؤتمر نصرة شعب العراق الذي انعقد في مدينة اسطنبول التركية الاربعاء والخميس الماضيين بمشاركة قوى سنية عراقية ورجال دين من السعودية وقطر وتركيا وباكستان والسعودية في تصرف مخالف تماما لموقف الحكومة التي هاجمت المؤتمر واعتبرت انه يوصل رسالة خاطئة الى الشعب العراقي تزيد من دائرة العنف الطائفي وتشجع عليها .
واشار المراقبون الى ان مواقف الصدر هذد تأتي بالتزامن مع تعرض مدينة الصدر الشيعية معقل مؤيديه في العاصمة بغداد لغارات جوية وبرية تقوم بها القوات الاميركية والعراقية من دون ان يدينها المالكي او يقف ضدها وهو امر يزعج التيار الصدري . كما لاحظوا ان هذه المواقف تأتي في وقت يناقش السياسيون العراقيون تشكيل تحالف جديد يهدف الى عزل الصدر حيث سيضم التحالف بعض الأحزاب السنية والشيعية والكردية الرئيسية . ويتهم السنة العراقيون جيش المهدي التابع للصدر بشن هجمات طائفية وهو امر دفع بالاميركيين الى التاكيد على المالكي بضرورة حله حيث ينتاب القلق بعض الأحزاب السياسية الرئيسية بسبب تنامي نفوذ مقتدى الصدر ولذلك فهي تحاول ايجاد تحالف قادر على اضعافه وتهميشه. ومن المنتظر أن يضم التحالف الحزبين الكرديين الرئيسيين وأحد الأحزاب الشيعية الرئيسية وهو المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق والحزب الاسلامي العراقي الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي .
لكن المراقبين يرون ان أي معركة لاظهار القوة بين المالكي والصدر سيكون الخاسر فيها رئيس الوزراء نظرا لقوة التيار الصدري اولا وامتلاكه جيشا يضم حوالي 8 الاف مسلح وثانيا ان هناك اتجاها تشارك فيه قوى داخل الائتلاف الشيعي لاقصاء المالكي عن منصبه وترشيح عبد المهدي من جديد لتولي رئاسة الحكومة .
مؤتمر المصالحة يختتم اعماله اليوم
ومن المنتظر ان تنهي اللجان الاربع التي شكلها مؤتمر المصالحة العراقية من توصياتها لتضمينها الى البيان الختامي الذي سيكون على شكل وثيقة عهد الذي سيصدر عن المؤتمر الذي بدأ امس ويختتم اعماله اليوم .وهذه اللجان هي : لجنة الدستور وتعديلاته وهي من اهم اللجان ولجنة الكيانات المنحلة وتحديدا المؤسسة العسكرية والتي اقترح تسميتها لجنة اعادة الضباط "وستقوم بوضع دراسات من اجل عودة الضباط القدامى والاستفادة منهم في اعادة تشكيل المؤسسة العسكرية الحالية ثم لجنة استكمال عناصر السيادة وكيفية التعامل مع انهاء التواجد الاجنبي في العراق وانهاء عمل الميليشيات عن طريق وضع دراسة لجذور الظاهرة ووضع حد لها .. اما الرابعة فهي لجنة التوازن الوطني وتوسيع المشاركة السياسية.
ومن المنتظر ان تدعو وثيقة الشرف الصادرة عن المؤتمر الى حل المليشيات وادانة جرائم النظام السابق وتاكيد هوية العراق العربية الاسلامية و رفض الارهاب والمطالبة بدولة انسحاب القوات الاجنبية و استكمال بناء القوات المسلحة على اساس الولاء للوطن .
ويشارك في اعمال مؤتمر القوى والاحزاب السياسية 200 شخصية سياسية عراقية من بينهم اعضاء في حزب البعث المنحل وقادة الكتل السياسية ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني فيما تغيب الرئيس جلال الطالباني بسبب سوء حالته الصحية وحضر ممثل عنه.
وفي كلمة له دعا المالكي في محاولة لتحقيق مصالحة وطنية واسعة النطاق مؤيدي النظام السابق إلى الانضمام إلى مسيرة السلام وحث جنود وضباط الجيش العراقي السابق على الانخراط في صفوف قوات الأمن لمحاربة الفصائل المسلحة . وطالب خلال المؤتمر الذي يشارك فيه لايضا ممثلون لبعض الفصائل المسلحة إلى إعادة النظر في المواد الدستورية المتعلقة بلجان اجتثاث البعث ومحاربة الفساد ليتسنى للبعثيين السابقين العمل في الخدمة المدنية، مضيفا أن الحكومة تميز بين البعثيين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء وأولئك الذين ارتكبوا أبشع الجرائم ضد العراقيين وما زالوا يواصلون ارتكاب جرائمهم. وأعرب المالكي عن أمله في أن تصدر محكمة الاستئناف حكمها في غضون بضعة أيام في الاستئناف المقدم لها بشأن الحكم بإعدام صدام حسين بعد إدانته في قضية مذبحة الدجيل التي قتل فيها 148 شخصا. وينص القانون العراقي على تنفيذ أحكام الإعدام خلال فترة لا تتجاوز 30 يوما من تأييد الحكم.
وقد وصفت الولايات المتحدة كلمة في افتتاح المؤتمر المصالحة الوطنية بالمشجعة .وقال غوردن جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي في بيان ان المالكي "جدد التزامه بالسيطرة على الميليشيات والمتمردين ووضع حد للعنف". واضاف ان واشنطن "تدعو المشاركين في مؤتمر المصالحة الى السير في اتجاه يؤدي الى الاستقرار والامن في عراق موحد وديموقراطي".وفي افتتاح المؤتمر، دعا رئيس الوزراء العراقي الى اعادة ضباط وجنود النظام السابق الى الجيش العراقي واعادة النظر في قواعد عمل هيئة اجتثاث البعث.
وتم حل الجيش العراقي السابق فور سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003. وكان الحاكم الاميركي السابق للعراق بول بريمر اصدر بعد شهرين من سقوط نظام صدام حسين قانون اجتثاث البعث الذي تم بموجبه استبعاد اكثر من ثلاثين الف بعثي من مؤسسات الدولة العراقية. ومن جهته قال نصير العاني المتحدث باسم المؤتمر أن دعوات وجهت إلى نحو 200 بعثي الا أن قسما منهم اعتذر عن المجيء بسبب الظرف الأمني رغم تعهد الحكومة بإيصالهم بسلام إلى مكان المؤتمر.
هنية يعتذر رسميا لطالباني
اعتذر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية رسميا الى الرئيس العراقي جلال طالباني عن وصفه في كلمة له الشهر الماضي لقوات البيشمركة الكردية بالعصابات الامر الذي اثار ردود فعل غاضبة في العراق .ونقل رسالة اعتذار هنية الى طالباني صلاح الزواوي سفير دولة فلسطين في ايران حيث اكد فيها هنية عن اسفه لوقوع الخطأ غيرالمقصود الذي مس مشاعر الشعب الكردي في اشارة الى خطبة له الشهر الماضي ذكر فيها اسم البيشمركه وهو يتناول بعض المشاكل الداخلية في فلسطين. واكد هنية في رسالته التي نشرها مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني اليوم ان السفير الزواوي سيوضح في فرصة لاحقة ظروف ذلك الخطأ الذي وصفه رئيس الوزراء الفلسطيني بغير المقصود وتمنى فيها للشعب العراقي بقيادة الرئيس طالباني التغلب على الظروف الصعبة والتوفيق في مساعي الوحدة الوطنية .. وهنا نص الرسالة التي تلقاها الرئيس طالباني:
فخامة الاخ جلال طالباني حفظه الله
رئيس الجمهورية العراقية الشقيقة/ بغداد
الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اكتب لفخامتكم هذه الرسالة آملا ان تصلكم وانتم بأحسن حال واهنأ بال متمنيا لشخصكم العزيز وشعبكم الشقيق التوفيق الكامل والتغلب على ظروفه الصعبة وذلك بقيادتكم الحكيمة، ووحدتكم الوطنية الصلبة.
واغتنم هذه المناسبة لأعلمكم بأنني تحدثت مع اخي صلاح الزواوي (سفير دولة فلسطين في ايران) حول الخطأ غير المقصود الذي مس مشاعر اخواني المجاهدين الكرد، مؤكدا لفخامتكم حرصي وحرص الشعب الفلسطيني على تنمية العلاقات معكم ومع شعبكم الشقيق. وقد تركت لأخي صلاح ان يوضح لكم في اول فرصة ممكنة ظروف الخطأ غير المقصود الذي اكرر اسفي لوقوعه. سائلا الله تعالى ان يجمع شملنا ويوحد قوانا لما فيه خير امتنا الاسلامية العزيزة.
مع خالص تمنياتي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اخوكم
الدكتور اسماعيل هنية
رئيس وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية