تايلانديون يبحثون عن آبائهم السعوديين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله المغلوث من بانكوك : يأمل عبدالعزيز أن تنشر صحيفة سعودية صورته وأسفلها عبارة تقول: "ابنك ينتظرك في تايلاند". حلم لا ينطفئ في رأس الشاب عبدالعزيز يحيى (22 عاماً) بل يستفحل عندما يلتقي سائحا من السعودية أو الخليج. يعتقد عبدالعزيز لـ "إيلاف" أن والده سلمه وأمه للجوع بعد أن تزوجها لمدة أسبوع قبل مغادرت إقرأ أيضا
فتيات بأقل من 10 دولارات(1)
قُبل محظورة(2)
مثليون ومثليات(3) ه إلى السعودية منذ 23 عاماً. يسترجع عبدالعزيز رواية أمه عن آخر لقاء جمعها بزوجها:"اشترى لها قلادة مرصعة بالألماس، وضعها على عنقها، ثم ذهب ليشتري قهوة ولم يعد منذ ذلك الحين". مازالت سمية محتفظة بقلادة زوجها والحزن الذي يسرح في وجهها اثر غيابه، تبكي بين حين وآخر وتطلق تنهيدات بطيئة. لا تجيد سمية الإنكليزية، وكانت تتحاور مع زوجها الغائب بلغة الإشارة، التقته لأول مرة في مطعم "الرياض" في بوكيت (جنوب تايلاند) يملكه مواطن سعودي مقيم في تايلاند آنذاك حسب ابنها عبدالعزيز، كانت سمية نادلة في المطعم، وبخها يحيى لأنها تأخرت في جلب الطعام الذي طلبه، بكت حينها بسبب تأنيبه، مسح دموعها بما يعادل (3 دولارات أميركية)، بكت مجدداً، لكن فرحا هذه المرة، قبل أن تهبط إلى يده لتقبلها.
بعد أن فرغ يحيى من طعامه والكلام لابنها عبدالعزيز، سأل سمية عن موعد خروجها من المطعم، أجابته بفرح بعد أن رأت نبأ سعيداً في وجهه. يقول عبدالعزيز أن والده جاء إليها في الموعد تماماً، برفقة إمام مسجد الكوثر في بوكيت، ليقوم بدورين مزدوجين ذلك المساء يتمثلان في : ترجمة رغبة يحيى بالزواج من سمية وعقد قرانهما. قبل أن يكمل الإمام التايلاندي الترجمة، وافقت سمية على الفور، من خلال هز رأسها في اتجاهين ثم انتقال نظراتها إلى الأسفل حياء وخجلاً. يقول عبدالعزيز:"كان عرض الزواج كالحلم بالنسبة لها، كانت صغيرة وفقيرة و أبي عنوانا للثراء والمستقبل المشرق". لم تعلم أم سمية بالخبر إلا بعد يومين من الزواج، يصف عبدالعزيز ردة فعل جدته نقلا عن أمه:"رقصت حتى بكت".
رغم مضي 23 عاماً على غياب يحيى مازال أمل عبدالعزيز قائماً في لقائه، يبرر:"لأنه والدي". أما حسن (25 عاماً) الذي يعمل في مطعم عربي ببانكوك، فيقول لـ "إيلاف" أنه اتصل على والده في الدمام (شرق السعودية) قبل 5 سنوات لحضه على زيارته في تايلاند لكن تذرع بمنع السلطات السعودية رعاياها من دخول تايلاند إلا في حدود ضيقة. وقد منحت السلطات التايلاندية خلال العشر سنوات الأخيرة الجنسية لنحو 6893 من أطفال الأجانب الذين تنصل آباؤهم منهم ومضوا إلى أوطانهم الأصلية.
حساسيات واغتيالات
وكانت العلاقة الرسمية بين السعودية وتايلند قد شابها خلال الـ 15 عاما الماضية نوع من الحساسية تجاه الأوضاع الأمنية والدبلوماسية، إلا أنها عادت العام الماضي إلى التحسن حيث أعادت الرياض حركتها الدبلوماسية في بانكوك وسط وجود حركة تجارية بين البلدين اتسمت بمحدوديتها.وقد صرح محمد لطفي اوسينج القنصل الأول بسفارة مملكة تايلاند بالرياض في أيار(مايو) الماضي عن اتفاقية وقعت بين السعودية و تايلاند، لإعادة تشغيل الرحلات الجوية بين الرياض وبانكوك، بعد انقطاع دام نحو أربعة عشر عاما.
وقد شهدت تايلاند اغتيال دبلوماسي سعودي في 1989، حيث اغتيل في بانكوك الدبلوماسي السعودي في السفارة السعودية بتايلاند صالح أحمد المالكي اثر إطلاق النار عليه وهو عائد إلى منزله سيراً على الأقدام، وفي الثاني من شباط (فبراير)عام1990 اغتيل في بانكوك ثلاثة دبلوماسيين معتمدين في تايلند وهم : القنصل السعودي في بانكوك عبدالله البصري ، الموظف في السفارة أحمد السيف، والموظف في السفارة فهد الباهلي.
وقد وقعت الجريمة بعد انتهاء دوامهم وهم في طريقهم إلى منازلهم، وكان أول القتلى عبدالله البصري الذي كان ينتظره شخص متنكر عند مدخل العمارة التي يسكنها وما أن شاهده حتى اطلق الرصاص عليه فقتله في الحال. أما السيف فقد كان يقود سيارته ومعه زميله الباهلي، حيث كانا في طريقهما إلى العمارة التي يسكنها الباهلي، وفوجئا هناك بشخص كان ينتظرهما داخل العمارة أطلق النار عليهما فقتلهما على الفور وكان الفرق بين الجريمتين دقائق وفق جريدة"الرياض" السعودية.