أخبار

رؤى لمرحلة ما بعد غزو العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


رؤى أميركية وبريطانية عن مرحلة ما بعد غزو العراق
لا نصر ولا هزيمة .. والعدو غير واضح

سياسيون عراقيون يتفقون حول آليات توزيع المناصب

الحكيم بحث مع طهران حوارها مع واشنطن

أوسع هجوم أميركي منذ 2003 قرب سامراء

افتتاح البرلمان أكد الخلاف بين السياسيين

طالباني : ذكرى حلبجة تستدعي تعزيز الوحدة الوطنية

ثلثا الاميركيين مستاؤون من بوش في شأن العراق

خطباء الجمعة في العراق يطالبون بمنع الارهاب

اعتقال انتحاري من انصار السنة

أسامة مهدي من لندن : تراوحت آراء خبراء اميركيين وبريطانيين متخصصين بين التأكيد على ان الولايات المتحدة قد حققت نصرا في العراق واخرى ترى انها قد خسرتها بسبب الحرب الدائرة بين المليشيات وعدم معرفتها بالعدو الحقيقي فهو غير واضح وغير معروف وذلك مع اقتراب الذكرى الثالثة للحرب الاميركية التي اسقطت نظام الرئيس السابق صدام حسين ربيع عام 2003 .
ففيما قال احد هؤلاء الخبراء ان الولايات المتحدة لا تسير في طريق تحقيق النصر في العراق كما انها لم نخسر الحرب في الوقت ذاته لانها في وضع يشهد العديد من المشاكل الكبيرة بين الجماعات والميلشيات الشيعية والسنية وهي تقف من دون استطاعتها لأن العدو غير واضح وغير معروف .. اشار اخر الى ان إدارة الرئيس بوش خسرت الحرب عندما سمحت بوجود فراغ سياسي تم ملئه بالعصابات المسلحة والميليشيات والمتمردين ورجال الدين المتطرفين .. في حين قال ثالث انه من غير المعقول القول أن الولايات المتحدة تكسب الحرب لان هذا لن يتوافق مع الارقام السيئة التي تأتي من العراق وتتناقض مع تطورات الأحداث .. لكن خبيرا رابعا رأى ان واشنطن منتصرة حتى الآن لان العراقيين ذهبوا لصناديق الاقتراع ثلاث مرات وبدلا من مواجهة أزمة لاجئين كبيرة تم عودة أكثر من مليون عراقي إلى بيوتهم وبلادهم وهناك زيادة كبيرة في أعداد الصحف والمجلات .

ثلاث سنوات مرت منذ أن بدأ غزو الولايات المتحدة للعراق .. ففي التسع عشر من اذار ( مارس) عام 2003 انطلقت الطائرات الأميركية لتقصف أهدافا داخل العراق في الوقت الذي عبرت فيه القوات البرية الحدود الفاصلة بين الكويت والعراق ليبدأ فصل جديد من التورط الأميركي في الشرق الأوسط الذي لا يعرف أحد حتى الآن إلى ما سينتهي عليه .. فمنذ تفجير بعض الأضرحة الشيعية الشهر الماضي قتل ما يزيد عن ألفي عراقي (شيعة وسنة) مما حدا ببعض المحللين إلى وصف الأوضاع الجارية في العراق على أنها بدايات حرب أهلية.
ولذلك عرض "تقرير واشنطن" التابع لمعهد الامن القومي الاميركي اسئلة عدة على بعض الخبراء في واشنطن ممن كان لهم ولا يزال أدوار وعلاقات هامة بالعراق قبل وبعد الغزو فيما يتعلق بخبرة الثلاث سنوات السابقة هناك وما ينتظر غد العراق القريب .. وهي اسئلة تتعلق بالولايات المتحدة وهل هي منتصرة أم خاسرة في العراق حتى الآن؟ هل سيؤدي الوضع شديد التدهور الآن لحالة فوضي أكبر وأعمق مما يعيشها العراق؟ هل بإمكان الولايات المتحدة إدارة الأوضاع في العراق؟ وما تأثير ذلك كله على أولويات وإستراتيجيات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟ .

الخبراء قدموا رؤية تكاد تكون متقاربة من حيث القلق والمصير المجهول الذي يكتنف نتائج الغزو والتحولات الكبيرة الناتجه عنه والتي يشهدها العراق حاليا .. وهنا استعراض لهذه الاراء :

مارينا أوتواي زميلة برنامج الديمقراطية وحكم القانون بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي بواشنطن :
نحن لا نسير في طريق تحقيق النصر في العراق، ونحن لم نخسر الحرب في الوقت ذاته. نحن لم نعد في حالة حرب ضد فئة محددة من المتمردين - على الرغم من استمرار وجودهم- نحن الآن في موقف مختلف تماما فيه العديد من المشاكل الكبيرة بين الجماعات والميلشيات الشيعية والسنية، وتقف الولايات المتحدة لا تستطيع التدخل لأن العدو غير واضح وغير معروف.
السياسة الأميركية تركز حتى هذه اللحظة على هدف تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية، والسفير الأميركي في العراق زلماي خليلزاد يقضي الكثير من وقته في مساعدة الجماعات والأحزاب العراقية المختلفة على تشكيل مثل تلك الحكومة، وهو يصطدم بمعضلة تمثيل الجانب السني وحجم وطبيعة هذا التمثيل... وفي هذه الأثناء علية أيضا أن يحافظ على علاقة جيدة وموافقة واقتناع من جانب الأحزاب الشيعية. ومع كل يوم يمر بدون تشكيل الحكومة العراقية، يصبح وجود مثل هذه الحكومة المركزية غير ذي جدوى للعديد من العراقيين.
يوجد في العراق الآن من ميليشيات وزعماء الدينيين لديهم من القوة الحقيقية الكثير، إضافة لوجودهم الكبير في الشارع العراقي. الولايات المتحدة يجب أن تتعامل مع من لديه القوة وأن تتوقف عن الإدعاء بأن ممثلي الشعب المنتخبين مازالوا يتنافسون على مقاليد السلطة في العراق في عملية ديمقراطية جيدة.

مايكل روبين محرر دورية (فصلية الشرق الأوسط) وباحث بمعهد أميركان إنتربرايز بواشنطن :
نعم نحن متنصرون حتى الآن، العراقيون ذهبوا لصناديق الاقتراع ثلاث مرات وبدلا من مواجهة أزمة لاجئين كبيرة، تم عودة أكثر من مليون عراقي إلى بيوتهم وبلادهم. هناك زيادة كبيرة في أعداد الصحف والمجلات، وبدلا من تمجيد القائد العظيم -صدام حسين- هناك سياسيون عراقيون يتجادلون ويتنافسون ويعقدون صفقات سياسية فيما بينهم في ممارسة حقيقية للديمقراطية. الأصوات السلبية داخل الولايات المتحدة التي ترى في كل ما يحدث في العراق على أنه سلبي فقط هي أصوات الأشخاص الذين لا يعرفون شيئا عن العراق جيدا ولم يزوروه من قبل. النصر مؤكد في العراق طالما ظل سياسيو واشنطن ملتزمين بالعمل على النجاح في العراق، ونحن نخاطر بهزيمة رغم أن النصر في متناول يدنا.

هناك عدة نقاط هامة بهذا الخصوص:
أولا: يجب عدم الاستمرار في البحث عن معادلة سحرية تنهي عمليات التمرد .. ليس هناك وصفة لتوقف العنف.. وليس هناك طريقة لاستيعاب المتمردين سياسيا.
ثانيا: يجب التوقف عن محاولة نيل رضاء السنة "الإستراتيجية السنية" إذا كانت هناك أي إستراتيجية يجب أن تتبعها الولايات المتحدة فهي "الإستراتيجية العراقية", سعي الولايات المتحدة للحصول على دعم وضمان تمثيل السنة يجعل الأسهم الإيرانية ترتفع بين شيعة العراق، ويجعل إيران تبدو كالحامي الوحيد لحقوق الشيعة في العراق.
ثالثا: علينا إدراك أن الجدل بخصوص العراق داخل الولايات المتحدة يؤثر على الأوضاع داخل العراق. رجال الكونغرس تم انتخابهم بناء على رؤيتهم السياسية وليس بسبب خبرتهم العسكرية، وعليهم أن يتوقفوا عن تقييم الأوضاع عن غير معرفة تامة ببواطن الأمور عندما يطالبون ويدعون مكررا للانسحاب .. هذا يساعد أعداء الولايات المتحدة.
أخيرا: لا يكفي أن يكون لدينا إستراتيجية لدعم الديمقراطية في العراق، من الضروري أن يكون لدينا إستراتيجية لإفشال مخططات أعدائنا. النفوذ الإيراني داخل العراق وصل لدرجة كبيرة، ذلك لأن خطط الولايات المتحدة توجد فقط على الورق، في حين أن طهران تأخذ خططها إلى داخل الراضي العراقية.

نير روسين زميل الدراسات الخارجية بالمؤسسة الأميركية الجديدة .. يعمل كصحفي مستقل وغطى الكثير من الأحداث الهامة في العراق :
إدارة بوش خسرت الحرب في العراق بعدما انتصرت على الجيش العراقي بسهولة، وتمثلت الخسارة عندما سمحت الولايات المتحدة بوجود فراغ سياسي تم ملئه بالعصابات المسلحة، والميليشيات والمتمردين ورجال الدين المتطرفين.
ومنذ شهر إبريل 2003 ذهبت الولايات المتحدة من فشل إلى فشل أخر. ومنذ مرحلة ما قبل الحرب، كان الحطاب السياسي الأميركي والحسابات الإستراتيجية إما غير محسوبة في أحسن الأحوال أو كاذبة ومضللة في أحيان أخرى مما أضر حتى بالديمقراطية داخل أميركا.
ونتج عن ذلك أن تبرير مقولات وأهداف الحرب مثل نشر الديمقراطية فشلت أيضا. ولم يعد العراق جنة الجهاديين فحسب، بل أصبح الجهاد هو عقيدة العراق، ومنه انتشر أكثر وأكثر للمنطقة ولم تنتشر الديمقراطية كما توقعت الإدارة الأميركية.


العراقيون اندفعوا إلى ما يشبه حرب أهلية على مستوى بسيط منذ 2004، وهي الحرب التي تتسع وتنتشر أكثر واكثر ويزداد لهيبها يوم بعد يوم خاصة مع دعم الدول المجاورة لقوى عراقية مختلفة. مستوى معيشة الكثير من العراقيين انخفض، المتمردون لم يضعفوا، الطائفية أصبحت المحدد الأهم لهويات المواطنين العراقيين، وإيران أصبحت تستطيع أن تعمل بحرية كبيرة داخل العراق بدون حرج.
إقليم كردستان فقط يعتبر حالة ناجحة وسيصبح مستقل في المستقبل القريب.
إدارة بوش يجب أن تبدأ وتبادر بالانسحاب من العراق فورا، ويجب أن يكتمل هذا الانسحاب في فترة لا تتجاوز الستة أشهر. الاحتلال الأميركي تسبب في حرب أهلية وأدى إلى تسميم العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي الآن وفي المستقبل القريب. الجنود الأمريكيون لم يمنعوا الحرب الأهلية، ولم يوفروا الحماية للشعب العراقي ولم يدعموا الوضع الأمني داخل العراق، إضافة إلى فشلهم في كسب عقول أو قلوب العراقيين.
الاحتلال الأميركي لم يتسبب فقط في تدمير الدولة العراقية، بل تسبب في انهيار مؤسساتها، وبسبب الاحتلال سال الدم العراقي، ومنطقة الشرق الوسط أصبحت على مقربة من منزلق خطير ارتبط به ظواهر مثل تغيير الأنظمة والدعوة للديمقراطية مما جعلها ترتبط بسمعة وتجربة مريرة عند العرب.

الإسلام السياسي أصبح أقوى منا كان عليه في السابق، وأيديولوجية الجهاد أصبحت أكثر قوة الآن. ومرت فترة طويلة قبل أن تعترف الولايات المتحدة بأخطائها في العراق، ولن تستطيع الولايات المتحدة تحسين الأوضاع في العراق، وان كانت فقط تستطيع أن تمنع استمرار تدهور الأوضاع هناك. ولا يستطيع الرئيس جورج بوش ولا صانعي السياسة الأمريكيين فعل أي شيء الآن، فقط الشعب العراقي يستطيع أن يقرر ماذا يريد.

مايكل أوهلنان زميل الدراسات الخارجية والإستراتيجية بمعهد بروكينغز - واشنطن :
من غير المعقول القول أننا نكسب الحرب في العراق فهذا لن يتوافق مع الارقام
السيئة التي تأتي من العراق، ويتناقض مع تطورات الأحداث، كذلك ومع احتمال حدوث تغيرات سياسية إيجابية فإنه من غير الحكمة القول بأننا نخسر في الوقت نفسه.
نحن الآن متورطين فيما يمكن تسميته وضع شديد الصعوبة فيه الكثير من العنف.
في رأيي وبناء على المعلومات المتاحة والأرقام الموجودة، فأنا ضد انسحاب متسرع، لكن في الوقت نفسه تشير الأرقام إلى أنه وبعد ثلاث سنوات كاملة فإن الوقت هو اكبر عدو لنا، خاصة مع التدهور المستمر في الناحية السياسية,
ومع ضرورة استمرار الولايات المتحدة في تمويل خطط إعادة اعمار البنية الأساسية والرعاية الصحية بصورة كاملة، يجب أن تعمل الولايات المتحدة مع الحكومة العراقية لتطوير برامج كبرى لخلق وظائف جديدة. وقادة أميركا العسكريون في العراق يقوموا بجهود حثيثة من اجل إعادة الإعمار وتطوير البنية الأساسية، لكن هذه المجودات ينقصها الاستمرارية إضافة إلى نقص التمويل اللازم لإكمالها. ماذا ينقصنا هو تبنينا لإستراتيجية يمكن بموجبها لأي عراقي يحتاج ويبحث عن عمل .. أن يجده.
والهدف هنا هو بسيط وأساسي في الوقت نفسه، وهو تقليل أعداد العراقيين الراغبين في تفجير قنابل يدوية أو إلقائها على دوريات الشرطة، أو يقوموا بمهاجمة القوافل العسكرية الأميركية، أو على أقل تقدير يساعدوا ويوفروا الدعم للمتمردين .. الهدف في النهاية هو الانتصار في حرب لم يتم انتصارنا فيها حتى الآن... إلا أننا يجب أن ننتصر.

هيلاري سينوت مسؤول بريطاني سابق عن منطقة جنوب العراق ضمن سلطة الائتلاف الحاكم في العراق، ويعمل حاليا بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن :
الكثير يعتمد على طريقة تشكيل الحكومة العراقية القادمة خاصة بعدما تم اجراء
الانتخابات البرلمانية بنجاح، إضافة إلى ما إذا كان الشعب العراقي سيرفض استمرار عمليات التمرد.
ومما لا شل فيه أن الوضع الأمني ما زال يشكل قلقا كبيرا، لكن هناك الكثير من الإنجازات المهمة خاصة ما تعلق منها بكتابة دستور جديد والانتخابات التي عقدت على أساس ديمقراطي، وهذه النجاحات يجب أن توفر حافزا للتقدم على أصعدة أخرى وأن تكون أساسا للاستقرار على المدى الطويل.
وكدبلوماسي بريطاني سابق، لن أقدم نصائح للولايات المتحدة، لكن عندما خدمت كمدني في جنوب العراق في عام 2003، وما تلا ذلك من خدمة في أفغانستان وباكستان، أنا صدمت بالخطوات غير المحسوبة التي أقدم عليها فريق إدارة العراق المدني بعد العمليات العسكرية الكبيرة، وهي الخطوات التي لم تتجنب الكثير من الأخطاء البسيطة التي تقع فيها الدول في مراحل بناء الدولة بعد فترة الأزمة.
من أهم هذه الأخطاء كانت الإجراءات التي أتبعتها الولايات المتحدة وأهمها سوء ادارة المدنيين الأميركيين وعدم كفاءتهم فدارة دولة مثل العراق بعد انتهاء المعارك الكبيرة مما أدى إلى سوء الوضع حتى الآن، وما زالت هذه الجهود تضر بالأزمة وتزيدها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف