أخبار

تمديد مهلة التوقيع على اتفاق السلام في دارفور

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ابوجا، واشنطن: بدت مساعي الاتحاد الافريقي المتعثرة لانهاء الحرب الأهلية الدامية في دارفور أمام طريق مسدود اليوم في الوقت الذي أعلن الاتحاد تمديد المهلة النهائية للتوقيع على اتفاق سلام لمدة 48 ساعة اخرى. وقد رفض المتمردون من اقليم دارفور المضطرب، غرب السودان، التوقيع على اتفاق السلام منتصف ليل الثلاثاء رغم الضغوط الدولية الهائلة، املا في الحصول على مزيد من التنازلات من اقرأ أيضا:تمديد مهلة مفاوضات دارفور 48 ساعة

مساع دولية أخيرة لانقاذ مباحثات السلام حول دارفور

البشير يؤكد لبوش عزمه على تحقيق السلام بدارفور

كندا تطالب بتعهدات دولية جديدة في دارفور

الحكومة السودانية.

وعقد وسطاء الاتحاد الافريقي اجتماعا مع المبعوثين الاميركيين والبريطانيين والافارقة صباحا الا انه لم يتضح ما اذا كانت الاطراف المتنازعة ستجتمع مباشرة لبحث سبل انهاء الحرب الاهلية الدامية المستمرة منذ ثلاث سنوات. واعلن وسيط الاتحاد الافريقي في مفاوضات السلام سالم احمد سالم ليل الثلاثاء الاربعاء تمديد المهلة المحددة لمفاوضات السلام. وقال سالم في بيان ان الهدف من التمديد هو "اجراء محادثات مع الاطراف (...) لمعرفة ما يمكن فعله لمساعدتهم على الموافقة على اتفاق السلام والتوقيع عليه".

وصرح المتحدث باسم وفد الوساطة الافريقية نور الدين مزني ان الحكومة السودانية وافقت على نسخة اتفاق السلام واعادتها الى الوسطاء الا انها لم توقع عليها رسميا. واضاف "لم يجر احتفال توقيع رسمي لاسباب فنية. لقد ابلغ سالم الاطراف انه تسلم اشعارا رسميا من الحكومة تقول فيه انها مستعدة للتوقيع". واكدت الخرطوم انها قبلت من طرفها اتفاق السلام وانه لا مجال بالتالي لاية مفاوضات.

وصرح المتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن زوما "انه لا يمكن القيام بمفاوضات جديدة. بالنسبة لنا انتهى الامر، لقد وقعنا على الاتفاق الليلة الماضية. والان لا يوجد اية ضغوط علينا بعد ان وقعنا". وصرح المفاوض من حكومة الخرطوم مجذوب الخليفة لوكالة فرانس برس "لقد وقعنا بالتاكيد على الوثيقة الليلة الماضية. والان يعود الامر الى الحركات (المتمردة) لاستغلال فترة المهلة واتخاذ قرار والتوقيع على الاتفاق".

واعلن الناطق باسم حركة العدل والمساواة احمد حسين "ان تمديد المهلة 48 ساعة تقريبا يعطينا املا في الحصول على المزيد من التنازلات من طرف الحكومة السودانية والاتحاد الافريقي بشأن مطالبنا"، مؤكدا "نأمل ممارسة المزيد من الضغوط عليهم". وكان الاتحاد الافريقي كشف الاسبوع الماضي عن اتفاق السلام المقترح الذي ينص على اقامة سلطة انتقالية تتمتع بحكم شبه ذاتي في دارفور ودمج المقاتلين المتمردين في قوى الامن الحكومية والحكومة السودانية. وقد حضر مسؤولون من الولايات المتحدة وبريطانيا واوروبا وكندا وليبيا الى ابوجا للضغط من اجل توقيع الاتفاق لانهاء الحرب التي تسببت بما وصف بانه "اسوأ ازمة انسانية في العالم". الا ان انتهاء مهلتين نهائيتين سابقتين زاد من الضغوط على المتمردين والحكومة السودانية.

وفي بيان له حث فريق سالم "الاطراف، وخاصة حركتي (التمرد) على المصادقة والتوقيع على الاتفاق دون اي تاخير". كما يتوقع وصول الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي الكونغولي دنيس ساسو نغيسو ورئيس المفوضية المالي الفا عمر كوناري خلال الساعات القليلة المقبلة الى ابوجا لدعم جهود الوسطاء وفق مصادر متطابقة في العاصمة النيجيرية. وقد اجتمع صباح اليوم في ابوجا مندوبو المجتمع الدولي بمن فيهم مساعد وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك ووزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بن بوسطاء الاتحاد الافريقي للبحث في تعثر مفاوضات السلام.

وترفض حركتا جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة المتمردتان احكام الاتفاق المتعلقة بنزع اسلحة مليشيا الجنجويد الموالية للحكومة اضافة الى تعويضات المدنيين وتقاسم السلطة والثروة. كما تسعى الحركتان الى اشراك المجتمع الدولي في لعب دور في تطبيق اتفاق السلام. وكان التمرد قد اندلع في دارفور، الاقليم القاحل الواقع غرب السودان والذي يساوي في مساحته فرنسا، في مطلع عام 2003 عندما اعلن جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة تمردا ضد حكومة الخرطوم للمطالبة بمنح المنطقة مزيدا من الحكم الذاتي. وقد اسفر النزاع حتى الان عن مقتل ما بين 180 و300 الف وتشريد اكثر من 4،2 مليون شخص من منازلهم.

رايس: على المفاوضين في مباحثات سلام دارفور اغتنام الفرصة

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم ان الوسطاء الدوليين يبذلون اقصى جهدهم للتوصل الى سلام بشان دارفور في المحادثات التي تجري في نيجيريا. وصرحت رايس اثناء استقبالها نظيرها الياباني تارو اسو في مقر وزارة الخارجية الاميركية "ان (الوسطاء) جميعا يبذلون اقصى جهدهم". واضافت "آمل في ان تغتنم كافة الاطراف هذه الفرصة للتوصل الى اتفاق سلام وارساء الاسس لانهاء العنف حتى ينعم سكان دارفور بالامان والسلام".

وبدت مساعي الاتحاد الافريقي المتعثرة لانهاء الحرب الاهلية الدامية في دارفور امام طريق مسدود اليوم الاربعاء في الوقت الذي اعلن الاتحاد تمديد المهلة النهائية للتوقيع على اتفاق سلام لمدة 48 ساعة اخرى. وكان الاتحاد الافريقي كشف الاسبوع الماضي عن اتفاق السلام المقترح الذي ينص على اقامة سلطة انتقالية تتمتع بحكم شبه ذاتي في دارفور ودمج المقاتلين المتمردين في قوى الامن الحكومية والحكومة السودانية. وقد حضر مسؤولون من الولايات المتحدة وبريطانيا واوروبا وكندا وليبيا الى ابوجا للضغط من اجل توقيع الاتفاق لانهاء الحرب التي تسببت بما وصف بانه "اسوأ ازمة انسانية في العالم".

وكان التمرد قد اندلع في دارفور، الاقليم القاحل الواقع غرب السودان والذي يساوي في مساحته فرنسا، في مطلع عام 2003 عندما اعلن جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة تمردا ضد حكومة الخرطوم للمطالبة بمنح المنطقة مزيدا من الحكم الذاتي. وقد اسفر النزاع حتى الان عن مقتل ما بين 180 و300 الف وتشريد اكثر من 4،2 مليون شخص من منازلهم.

اقتراح أميركي لكسر الجمود

بدوره رحب وفد الحكومة السودانية لمفاوضات السلام الجارية في أبوجا بجهود الوسطاء الأميركيين لتعديل الاتفاق المقترح لانهاء الحرب في دارفور وانقاذ محادثات السلام التي يقودها الاتحاد الافريقي. وكان الوفد المفاوض باسم الحكومة السودانية اكد في السابق قبوله لخطة السلام التي صاغها الاتحاد الافريقي وشدد على انه لن يقدم اية تنازلات اضافية للجماعتين المتمردتين (جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة) في دارفور بعد رفضهما اقتراح السلام.

الا انه وبعد اجتماعات مع المبعوث الاميركي روبرت زوليك ووزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بين، قال المتحدث باسم الوفد الحكومي "نتوقع ان تثمر هذه المبادرة الجديدة عن امر جيد". وصرح ان الوسطاء الدوليين "يحاولون تضييق الخلافات الحالية بين الحكومة وحركتي (التمرد) خاصة فيما يتعلق بالترتيبات الامنية التي ينص عليها اتفاق الاتحاد الافريقي للسلام".

وصرح المتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن زوما "ان النقطة الخاصة في ترتيبات الامن هي نزع اسلحة الجنجويد ودمج قوات المتمردين في الجيش الوطني". ورفض زوما مصطلح "تنازلات" الا انه قال انه تجري حاليا مناقشات بخصوص التعديلات على الاتفاق.

ويتردد ان الجماعتين المتمردتين الرئيسيتين تطالبان بدمج اعداد من قواتهما في الجيش السوداني تزيد عن تلك التي ينص عليها اقتراح السلام. كما تسعى الجماعتان الى الحصول على ضمانات افضل بشان تفكيك مليشيا الجندويد الموالية للحكومة والمتهمة بشن هجمات ضد المدنيين ومعسكرات اللاجئين خلال النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات. وقد انتهت مهلتان سابقتان للتوقيع على اتفاق السلام، الا ان الاتحاد الافريقي يامل في تحقيق ذلك في منتصف ليل غد الخميس.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف